|
صورة الكرد في مصادر التراث الاسلامي- كتاب يتناول الحالة الكردية القديمة والمعاصرة
وفاء زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 11:13
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
يتناول كتاب”صورة الكرد في مصادر التراث الاسلامي” للكاتب الدكتور احمد محمود الخليل، الذي صدر مؤخرا عن دار آراس للطباعة والنشر ضمن مطبوعات عام 2012، المعلومات المتعلقة بالكرد في المصادر والمراجع التاريخية الاسلامية،
ضمن مطبوع يضم 263 صفحة من القطع الكبير. ويفيد المؤلف في كتابه الذي ضم 18 فصلاً، ان المعلومات التي جمعها عن الكرد في التراث الاسلامي، والمقصود به كل من ينتمي الى العهود الاسلامية على صعيد الدين(قرآن، تفسير، حديث، فقه، تصوف) وفي مجالات التاريخ والجغرافيا والعلوم المتنوعة، استند فيه الى معلومات وردت في الكثير من المصادر والمراجع، وصار بعض تلك المعلومات مادة لكتاب(تاريخ الكرد في الحضارة الاسلامية) وصار بعضها الاخر مادة لسلسلة انترنيتية بعنوان (مشاهير الكرد في التاريخ) ونشرت بعضها في كتاب(عباقرة كردستان في القيادة والسياسة) وبعضها في كتاب(سير اعلام الكرد في التراث العربي: اللغويون-الادباء-الموسيقيون). ويشير المؤلف ان ما لفت انتباهه اثناء جمع المعلومات،وجود لغط وخلط شديدين بشأن هوية الكرد في مصادر التراث الاسلامي(باستثناء القرآن الكريم).، ولم ينحصرا في كتب التاريخ، وانما وصل عدواهما الى كتب الدين والبلدان والغة والادب ايضا، والغريب في هذا المجال، بحسب الكاتب- امران: الاول: عدم وجود ربع ذلك اللغط والخلط فيما يتعلق بهوية جيران الكرد(العرب، والفرس، والكلدان، والاشوريين، والارمن، والترك) في مصادر التراث الاسلامي. والثاني: ان اللغط والخلط كانا مقبولين حينما بقيا في دائرة تنسيب الكرد الى العرب تارة، والى الفرس تارة اخرى، والى اشتات من الناس تارة ثالثة، لكن المشكلة ان الامر دخل في باب التلفيق والتخريف فنسب بعضهم الكرد الى الجن ، ونسبهم آخرون الى شيطان اسمه(جسد) وجعلوا امهاتهم في الحالتين من من الجواري المنافقات. ولم يقتصر الامر على التشكيك في اصل الكرد وأبلستهم-بحسب المؤلف- وتجريدهم من الهوية البشرية و انما شنت عليهم حملات قاسية بقصد تشويه صورتهم في الذاكرة الغرب آسيوية، وتقديمهم الى الاجيال بشكل منفر، وطمس معالم مساهماتهم في التراث الحضاري لهذه المنطقة العريقة من العالم، علما انها مساهمات كثيرة وقيّمة وتتوزع على مجالات الدين، والأدب، والعلوم، والسياسة، والقيادة. ويضم الكتاب فصولا، منها: مصالح وصراعات في تاريخ العالم القديم، وصراع الجبل والصحراء في تاريخ غربي آسيا، وجذور مشروع أبلسة الكرد، ووصية قمبيز وابلسة الكرد، والكرد وننتائج وصية قمبيز، واصل الكرد في التراث الاسلامي، والتنافس العربي على الكرد، والكرد في الذاكرة العربية قبل الاسلام، والكرد في اسطورة الضحاك، والكرد سلالة الجن، والكرد قوم اولوا بأس شديد، والكرد وتحريق النبي ابراهيم، والكرد والبداوة والجهالة، والكرد والافساد والكفر، وعلى مشارف القرن العشرين. ويعرض الدكتور الخليل ثلاثة ادلة دينية اثنان منها من التوراة والثالث من القرآن جميعها تؤكد على ان ظهور فجر البشرية والحضارة كان في جغرافيا الجبال بغربي آسيا، وهي الجغرافيا التي يقيم فيها الكرد، وعرفت باسم (كردستان).وتلك الدلائل تشير الى الطوفان وسفينة نوح التي رست على جبال اراراط. ويلفت المؤلف في بعض اشاراته الى عدة امور، من بينها ان ظاهرة تشويه صورة الكرد ليست فرضية وانما هي حقيقية تؤكدها عشرات الادلة الموثقة، فلا سبيل الى تجاهلها، وبعد اخضاع تلك الظاهرة الى التحليل العلمي اتضح انها ليست عابرة وانما هي مشروع صممته جهات غرب آسيوية واشرفت عليه تأسيسا وتكريسا وتطويراً، مشددا على ضرورة عدم الخلط بين الشعوب والنخب بخصوص هذا المشروع، فالنخب هي التي انتجته وحرصت على تطويره وتسويقه واستثماره، اما الشعوب فكانت اداة لتحقيق اهداف النخب.ويفيد الكاتب ان هناك ادلة تؤكد ان دولة ميديا كانت حالة فريدة في تاريخ الكرد طوال 5 آلاف عام، وكما ان ظهورها كان نقطة تحول مصيري في مستقبل الكرد، فكذلك كان سقوطها وزوالها، معتقدا انه لولا جهود الزعماء الميد العظماء(دياكو، وخشتريت، وكيخسرو) لما كان في غربي آسيا اليوم شعب اسمه(الكرد) ولا جغرافيا اسمها(كردستان) اذ لم تقم منذ 550 ق.م والى اليوم في الجغرافيا الكردية تكوين سياسي بالمستوى الذي كانت عليه الدولة الميدية، فهي كانت الحاضنة الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي استوعبت مجتمعات اسلاف الكرد في العهود السابقة عليها، وانجزت مشروعا وطنيا متميزا لم يقتصر على تحرير الارض فقط، وانما تركز على تحرير الوعي من النرجسية القبلية والشرذمة المناطقية وتحرير الهوية من التسيب والضياع والاستلاب. وعن اصل الكرد، يستشهد المؤلف بقول المقريزي(845هـ-1442م) ان الكرد ينسبون الى كرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وقيل: هم من ولد عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، وقيل انهم من بني حميد بن طارق الراجع الى حميد بن زهير بن الحارث بن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، وهن قبائل منهم الطورانية والهذبانية، والبشنوية والشاهنجانية والسرلجية واليزولية والمهرانية والزرزارية والكيكانية والجاك واللور والدنيلية والروادية والديسنية والهكارية والحميدية والوركجية والمروانية والجلالية والشبنكية والجوبي.ويختتم المؤلف كتابه بالقول انه يكفي تصفح وقراءة الصفحات الاولة من اقرب كتاب عن الحضارة لنجد ان منطقة غربي آسيا كانت من الحواضن الاولى للحضارة في العالم، هنا تم ابتكار الزراعة، وهنا ظهرت صناعة التعدين، وهنا اخترعت الكتابة وهنا نشأت المدن وهنا قامت مؤسسات الدولة، بل وهنا قامت الديانات الكبرى وهنا كان ابو البشرية آدم، وابو البشرية الثاني نوح، وأبو الانبياء ابراهيم وخاتم الانبياء محمد، متسائلا: ما السر في ان شعوب هذه المنطقة باتت متخلفة عن ركب الحضارة؟ أما كان جديرا بهذا الشعوب ان تكون في مقدمة حملة المبادئ الانسانية؟ وفي هذا الاطار يقول ان المؤامرة على الكرد دليل صريح على ان مشكلة شعوب غربي آسيا، الكبرى ليست في السياسات فقط، وانما هو بالدرجة الاولى في الثقافات، وتحديدا في ثقافة الغاء الآخر ثقافة (انا الموجود وغيري من المعدوم) وكي ترفرف رايات الوئام والسلام والازدهار على بيتنا الكبير هذا ينبغي ان نعيد النظر في ثقافتنا.
#وفاء_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
“أقوياء قوة جبالهم” رحلة في الثقافة الكردية
-
كتاب(دولة على مفترق) لشاكر الانباري.. تأملات في اوضاع العراق
...
-
المجموعة الشعرية(الان.. ارتشفت زبد الحب) لماجدة غضبان صوت ال
...
المزيد.....
-
القتلى صبي و4 نساء وأين المشتبه به السعودي الآن؟.. الشرطة ال
...
-
الصين تبني أكبر مطار في العالم على جزيرة اصطناعية
-
لبنان.. الاعتداء على عناصر أمن حماية السفارة السعودية في بير
...
-
مجرة -أضواء عيد الميلاد- تكشف عن كيفية تشكّل الكون
-
-نحفر للعثور على بلاط المنزل-.. سوريون يعودون إلى منازلهم ال
...
-
الحرب في يومها الـ 443: الجيش يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان و
...
-
صحيفة: قطر -ستوقف- مبيعات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي إذا تم
...
-
مستشار السيسي يعلق على موجة الإنفلونزا التي تقلق المصريين
-
-البديل من أجل ألمانيا- يطلب عقد جلسة عاجلة للبرلمان على خلف
...
-
دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع والتمسّك بوجهة نظره
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|