أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين














المزيد.....

حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 11:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


24/01/2005
لم تكن بداية عهد محمود عباس باعثة على التفاؤل فيما يخص استئناف عملية السلام. فقد أعلنت حكومة ارييل شارون أنها تعلق اتصالاتها بالمسؤولين الفلسطينيين ( عادت وتراجعت فيما بعد مثيرة شروطا ينبغي توفيرها), ولم يمض على وصول خليفة عرفات الى رئاسة السلطة سوى بضع ساعات . كانت تلك طريقة غريبة في التعامل السياسي , لا تترك كثيرا من الخيارات أو الحظوظ للجانب الآخر. صحيح أن عملية انتحارية أخرى وقعت قتل على اثرها جنود اسرائيليون, وهو ما جعل الاسرائيليين عصبيين بشكل خاص.أضف الى ذلك أنه منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول 2000 سقطت مئات القذائف اليدوية الصنع على سديروت مما جعل حكومة شارون تعقد اجتماعا في هذه المدينة, لتوجه منه "رسالة تحذير" الى الفلسطينيين.
وبالرغم من صعوبة الوضع, فإن انتخاب محمود عباس يحمل رسالة ممن اختاروه رئيسا الى العالم كله ... رسالة تقول : يعرف الامريكيون والاسرائيليون أن هذا الرجل (أبو مازن) كان من مهندسي عملية السلام. أفلا يستحق أن يمنح فرصة لتحقيقه ؟ المشكلة الآن تتمثل في معرفة ماهي نسبة الذين يوافقون على تمشي السلام الذي يمثله عباس بين الفلسطينيين ؟ من الواضح أن الذين يريدون الاستمرار في الكفاح المسلح لم يفقدوا الكثير من قوتهم, ومن الواضح أيضا أن السياسة الفلسطينية التي سترسمها وتنفذها السلطة بقيادة محمود عباس ستكون الى حد ما رهينة للمسلحين , الذين يمكنهم في أي وقت تعطيلها ودفع الاسرائيليين الى الرد بعنف على عملياتهم. أي أن اتفاق الهدنة بين الفصائل واسرائيل الذي يحاول عباس تثبيته قد لا يصمد أمام أول استفزاز من هذا الطرف أو ذاك. بعبارة موجزة : الوضع فعلا هش. وهو ليس هشا فقط بسبب حسابات الربح والخسارة بين اللاعبين الفلسطينيين , وإنما أيضا لأن بعض الأطراف الخارجية – العربية – تشجع على "تسخين " الجبهة الداخلية, حتى لا يقع سلام أبدا, بحيث تتمكن الأنظمة الفاسدة من توجيه الأنظار بعيدا عن المشاكل الداخلية نحو اسرائيل, أو العراق, أو أية حرب أخرى . لماذا تساند أنظمة ديكتاتورية يمينية متخلفة ما تسميه بالمقاومة المسلحة في العراق ؟ ينبغي أن تسأل. هل الحكومة العراقية المؤقتة أكثر تحالفا مع الأمريكيين من تلك الأنظمة ؟ ونفس الشيء يقال فيما يتعلق بالفلسطينيين. لكن
بأية حال , هل يستطيع أبو مازن أن يذهب أكثر مما ذهب اليه ياسر عرفات في التنازلات ؟ حقا, هناك ضغوط كبرى تمارس عليه من قبل الأمريكيين والاسرائيليين ( وآخرها قطع الاتصالات مع المفاوضين), ولكن الضغط الحقيقي قادم من الشارع الفلسطيني. ففي النهاية, ليس على محمود عباس أن يقدم كشف حساب على أعماله لأحد سوى هؤلاء الذين انتخبوه , حتى لو كانت السلطة الفلسطينية تعيش على أموال المساعدات الخارجية.
نحن نعلم أن المساعدات مقيدة بشروط , وليس هناك شيء مقابل لاشيء. ولكن لا يمكن أن يكون الثمن أغلى من الشيء الذي يشترى. في هذه العملية الكبرى المزمعة التي يشتبك فيها المحلي بالخارجي , والاقتصادي بالاجتماعي , والسياسي بالثقافي , - فالسلام إما أن يتم على جميع المستويات ويشمل كل النواحي في المجتمعات المعنية , وإما أن يبقى كلاما على ورق- , لن يترك الفلسطينيون محمود عباس يتصرف وكأنه السيد الأوحد في مجتمعهم : هذا ما أوضحته العملية الانتحارية التي تعد أيضا رسالة موجهة اليه , والتي لا تبدو مرحبة بالنهج الفكري الذي يمثله, والذي كما نعلم يدعو الى وقف عسكرة الانتفاضة تماما, وتحويلها الى سياق من الاحتجاج السلمي , ربما على طريقة غاندي , أو مايسمى بالعصيان المدني.
وهي مقاربة تفتح المجال أكثر للوصول الى حل عن طريق التفاوض. فبعد كل حساب , استطاع المهاتما غاندي أن يجلي القوات البريطانية عن الهند فقط عن طريق الاحتجاجات السلمية. ولكن أين هذا من الثقافة الاسلامية الراديكالية التي تدعو الى العنف , وتستند في ذلك على آيات قرآنية , واجتهادات بشرية , والتي هي أيضا رد فعل على عنف شامل وقع ضد العرب من طرف القوات الاستعمارية أولا , والحركة الصهيونية التي هي امتداد لها ؟ بعبارة أخرى, الاسرائيليون يتهمون العرب بالعنف , ولكن العنف حصل في الجانبين. فهم أيضا يحصدون الآرواح يوميا ويدمرون الممتلكات , وليس من المفيد في هذا السياق أن نعرف من بدأ ماذا , ولكن أن ينظر الجميع الى الأمام , وأن يتطلعوا الى ما يمكن فعله للاقتراب من السلام , بالرغم من استمرار العنف. فليس هناك مخرجا آخر, وبالخصوص ليس هناك مخرجا يكون فيه حساب الربح في الجانب الاسرائيلي وحساب الخسارة في الجانب الفلسطيني, أو العكس. ففي الحرب هناك رابح وخاسر. أما حين يحاول طرفان أن يصنعا السلام, فمن الضروري أن تكون هناك قناعة بأنهما سيشتركان في الربح , وإذا كانت هناك خسارة أو عجز , فعلى الجانبين تحمل ذلك بنفس القدر.

جريدة العرب . لندن
http://www.hichemkaroui.com/
http://www.phoenixmagazine.tk/
http://www.hichemkaroui.edu.tc/‏



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو ايران
- العراق كقاعدة للراديكالية الاسلامية
- الانتخابات الفلسطينية في تقرير عربي محايد
- استراتيجية جديدة للجيش الهندي
- الشرق الاوسط كما تراه وزيرة خارجية أميركا
- بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة
- الفتنة والجهاد
- ما تغير في القاعدة
- القاعدة في أوروبا
- 2 -زيارة- لكوندي
- -زيارة- لكوندي:
- لعبة اسرائيل في العراق
- انتخاب. كوم السعودي
- العراق كمرآة
- أتراك وأوروبيون
- تركيا والهوية الاوروبية
- توجسات بعد اجتماع أوبيك


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - حساب الربح والخسارة بين الاسرائيليين والفلسطينيين