|
الشعب الكوردي امام فرصة تاريخية لاعلان دولته المستقلة في جنوب كوردستان
خدر شنكالى
الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 00:40
المحور:
القضية الكردية
من خلال مراجعة سريعة للمواثيق والاعلانات الدولية نرى بانها جميعا تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها ، فهذا ميثاق الامم المتحدة التي تنص على هذا الحق في الفقرة الثانية من المادة الاولى منه ، والمادة الاولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وكذلك نفس المادة من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، والمادة ( 28 ) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، بالاضافة الى تأييد هذا الحق في الكثير من القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة للامم المتحدة نذكر منها القرار الصادر عام 1970 والذي اكدت على الاسراع في منح الاستقلال للشعوب والبلاد المستعمرة واضافة الشرعية على نضال هذه الشعوب من اجل الحصول على حقوقها في تقرير مصيرها ، وبناءا على هذا المبدأ فقد حصلت الكثير من الشعوب على استقلالها آخرها كانت دولة جنوب السودان والتي حصلت على استقلالها بعد اجراء استفتاء فيها برعاية الامم المتحدة ووفق قواعد القانون الدولي . الا ان الشعب الكوردي او الامة الكوردية ، فهي اكبر امة على وجه الارض لم تنل لحد الآن استقلالها وحريتها ، بل تم تقسيمها بين اربعة دول اسلامية لم تعترف بالحد الادنى من حقوق الشعب الكوردي والمعروفين بعدائهم المزمن له ، وقد ظل الشعب الكوردي يناضل من اجل نيل حقوقه المشروعة الى ان اتاحت الفرصة امامه في جنوب كوردستان ( اقليم كوردستان العراق ) واستطاع الحصول على بعض من هذه الحقوق بعد قيامه بانتفاضته المجيدة ضد النظام العراقي البائد عام 1991 ، ومن ثم بعد سقوط ذلك النظام في عام 2003 ورغبة الشعب الكوردي في البقاء ضمن عراق ديمقراطي فيدرالي موحد . بعد هذه المقدمة البسيطة ومن خلال متابعة الاحداث والمستجدات التي تحدث في المنطقة وخاصة في الجزء العربي من العراق واستعادة الحكومة المركزية لعافيتها الى حد ما ، نرى بان التاريخ يحاول ان يعيد نفسه مرة اخرى حيث يزداد يوما بعد يوم الموقف العدائية للشعب الكوردي وخاصة من قبل الشوفينيين والقومجيين العرب ومن هم في السلطة ايضا والذين لايزالوا يفكرون بعقلية البعث القديمة وابراز عضلاتهم لضرب الكورد مرة اخرى !! أي كلما استعادت الحكومة المركزية لقوتها كلما لجأت الى انكارها لحقوق الشعب الكوردي ونقضها وعدم التزامها بالوعود والاتفاقيات التي وقعت عليها ، أي تلجأ الى الكورد في حالة ضعفها وتنكر حقوقهم عند قوتها !؟ وفي خارج حدود الدولة العراقية أي على المستوى الاقليمي والدول المجاورة لجنوب كوردستان ، فان تركيا العلمانية وايران الاسلامية النقيضان او الضدان في اغلب الاشياء والامور بالاضافة الى ان كل منهما يتمتعان بعلاقات مختلفة ومتباينة تماما مع اغلب الدول وخاصة امريكا والعراق واخيرا سوريا وحسب ما تتطلب مصالحها المختلفة ايضا في الاهداف والاستراتيجيات ، فان هذه الدول ومعهم العراق وان اختلفت في كل شيء الا انها بالتأكيد سوف تتفق دائما وعلى شيء واحد وهو معاداة الكورد وانكار حقوقهم القومية والمشروعة ، وليس غريبا وبعيدا ان تلجأ هذه الدول وكما فعلت سابقا الى معاهدة لوزان جديدة والقضاء على كل طموحات ومكاسب الشعب الكوردي اذا لم تتدارك القيادة الكوردية ذلك والاستفادة من الوقت والظروف الاقليمية الحالية وانتهاز الفرصة باتخاذ الخطوات اللازمة لاعلان الدولة الكوردية في جنوب كوردستان والذهاب الى البرلمان الكوردستاني باعتباره الممثل الشرعي لشعب كوردستان وتحديد يوم للاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكوردي في الاقليم وبصورة قانونية ووفق قواعد القانون الدولي ودعوة هيئة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني بالحضور عند اجراء الاستفتاء باعتبار ان المسألة قانونية وتخضع لقواعد القانو ن الدولي . اذن الشعب الكوردي اليوم امام فرصة تاريخية اكثر من أي وقت مضى لاعلان دولته المستقلة في جنوب كوردستان ، بالاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية في المنطقة والتي قد لاتتكرر مرة اخرى ، وكذلك الاستفادة من التغير الايجابي في الموقف التركي تجاه الشعب الكوردي في اقليم كوردستان وما يربط بين الجانبين من مصالح متبادلة ومشتركة ، فان تركيا وعلى الرغم من موقفها الرافض وعلى طول الخط لقيام اية دولة كوردية الا اننا يجب ان نلاحظ بان هناك تغيير واضح في الموقف التركي من القضية الكوردية اوالشعب الكوردي في اقليم كوردستان وهذا ما تم ملاحظته عند زيارة السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم الاخيرة الى تركيا واستقباله استقبال الزعماء والرؤساء ، ثم كيف نفسر هذا الاستقبال وهذا الاحترام لشخص الرئيس بارزاني وهو يصرح يوميا وبصورة صريحة وواضحة عن اعلان الدولة الكوردية في جنوب كوردستان ؟ ثم بماذا نفسر ايضا صمت وسكوت تركيا امام هذه التصريحات ؟ يضاف الى ذلك الزيارات المتكررة للمسؤولين الاتراك وعلى اعلى المستويات الى الاقليم كالزيارة التي قام بها رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى اربيل العاصمة وتعاملهم مع الاقليم كشبه دولة مستقلة . وايران ايضا مشغولة ببرنامجها او ملفها النووي مع الولايات المتحدة الامريكية وحربها الباردة مع اسرائيل ، والوضع في سوريا وانشغالها بازمتها الداخلية ، كما ان السيد رئيس الاقليم قد صرح وبعد عودته من الولايات المتحدة الامريكية وقبل زيارته الى تركيا في جولته الاخيرة ، بان امريكا لاتمانع من احداث تغيير في العراق في اشارة واضحة وحسب اعتقادي بان امريكا ليس لديها المانع من اعلان الدولة الكوردية او انها موافقة مبدئيا على انشاء هذه الدولة . كما يجب ان لاننسى بان ماحصل في بعض الدول العربية على اثر ثورات الربيع العربي وسقوط اصنامها ومطالبة شعوبها باختيار شكل النظام السياسي الذي يرغب العيش في ظله ، وكذلك ما حصل من تطور في السياسة الدولية والقانون الدولي في مسائل الديمقراطية وحقوق الانسان ، كلها اشارات واضحة وايجابية لصالح الشعوب المضطهدة وحقها في تقرير مصيرها . لايخفى بانه قد يكون هناك الكثير من العوامل التي قد تعرقل قيام هذه الدولة وخاصة في البداية كالعامل السياسي او الاقتصادي ، الا ان عوامل النجاح اكثر بكثير من عوامل الضعف او الفشل وذلك للاسباب الذي ذكرناه سابقا ، كما ان على الشعب الكوردي ان يعرف جيدا بانه من الصعب جدا ، ان لم يكن مستحيلا ، ان توافق الدول التي تقسم كوردستان على انشاء دولة كوردية في جنوب كوردستان ، كما وليس من المنطق ان يتصور ايضا بان الدولة الكوردية سوف تقدم اليهم على طبق من ذهب !! وانما يحتاج قيامها الى ارادة موحدة وجرأة وكفاح والاستعداد للنضال من اجل انجاحها وبقائها اذا تطلب الامر ذلك . خدر شنكالى
#خدر_شنكالى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة بغداد .. وتساؤلات كثيرة
-
شعر
-
اوراق الخريف
-
سوريا بين اللعبة الدولية ومنطق العقل
-
العراق بين خيارين
-
خطوات من اجل التعايش والتسامح في اقليم كوردستان
-
البحث عن وطن
-
العراق .. وحلقة جديدة من مسلسل الصراع الطائفي
-
القرار الاخير
-
الاسلاميون .. والاختبار الصعب
المزيد.....
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|