أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الاء الجبوري - اطفال من العنف الى الموت















المزيد.....


اطفال من العنف الى الموت


الاء الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 22:37
المحور: حقوق الانسان
    


قصص حقيقية
الاء الجبوري
قصص حقيقية ابطالها اطفال عراقيين انتهت بمأساة وقد تكون هذه القصص القليل من مئات القصص لاطفال كانوا ضحية العنف الاسري والعنف الثقافي والعنف الذي خلفه التغيير بعد 2003 من غياب الامن والخدمات وانتشار البطالة وارتفاع معدلات الفقر
القصة الاولى حدثت في النجف
مثل كل صباح يذهب الطفل مرتضى الى المدرسة وبطنه شبه خاوية ويشتد جوعه عندما يشم رائحة الشطائر تفوح من حقائب زملائه ... في يوم حدد مصيره لم يستطع مرتضى تحمل الجوع وخواء معدته فمد يده في حقيبة زميله ليأخذ شطيرة اللحم التي رآها في يد زميله وما ان هم بأكلها حتى رأه زميله صاحب الشطيرة الذي اشتكى لمعلمته ما فعل مرتضى فما كان منها الا ان وبخته وضربته امام زملائه في الصف ثم طلبت حضور والد مرتضى الذي كان في موقف محرج ومؤلم فهو الاب الذي عجز عن توفير اللقمة لطفله فقام الاب بتوبيخ ابنه مرتضى ليسد الطريق على المعلمة في متابعة الموضوع , لكن المعلمة لم تكتفي بذلك بل جرت الطفل مرتضى في يوم رفع العلم حيث يصطف الطلبة في ساحة المدرسة لتعلن امامهم ان مرتضى سرق شطيرة اللحم من حقيبة زميله , كان مرتضى ينظر الى وجوه زملائه وهم يسمرون عيونهم عليه فلم يتكلم وبدى عليه التعب والانكسار , عاد الى البيت واخبر امه ما فعلت به المعلمة وبحزن قال لوالدته ان قدماه وبطنه تؤلمه ويشعر بالتعب ويريد النوم ... كانت هذه اخر كلمات نطق بها وكان وجه امه اخر وجه رأه ليخلد الى فراشه ويغفو الى الابد .. لقد مات مرتضى بنوبة قلبية , اذ لم يحتمل قلبه الصغير الألم والاهانة التي الحقتها به معلمته بسبب جوع دفعه لسرقة شطيرة ليدفع حياته ثمنا لها ولضمير معلمة لا يعرف ان الجوع كافر في النجف , المدينة مقدسة في دولة على بحر من نفط وتتربع على عرش الفساد المالي والاداري .
القصة الثانية حدثت في ديالى
محمد طفل عمره 12 سنة وجد نفسه مسؤولا على ام واربع اخوات بعد ان قتل والده في احداث العنف والانفلات الامني , ترك مدرسته التي تفوق فيها وخرج للعمل كعامل بناء مع جده المسن ليوفر ايجار البيت ولقمة العيش , محمد كان يعود من العمل مجهدا لايستطيع الكلام وبدأ يميل الى الصمت والانزواء وفي ظهيرة تموزية عاد من العمل الى البيت , لم يتحدث مع احد دخل الغرفة ولم يخرج منها فدخلت عليه والدته لتجد ابنها محمد ممدا على الاض جثة هامدة وبقربه ورقة كتب فيها حاولت ان استمر بالعمل في بناء البيوت ولكن لم احتمل صعوبة العمل وقسوة حرارة الصيف ولم استطع ان اساعد أمي وأخواتي لذا قررت الانتحار . محمد انهى حياته لانه لم يستطع تحمل مسؤولية امه واخواته !!!! .
ترى كم مسؤول عراقي سينتحر لو امتلك ضمير الطفل محمد لأنه لم يكن بمستوى المسؤلية لشعب يحتاج من ينتشله من قسوة الظروف التي تعصف به ؟

القصة الثالثة حدثت في بابل
علي طفل عمره سبع سنوات كله نشاط وحيوية يلعب كثيرا ويشاكس ويحب المرح اذ لاتفارق الظحكة شفتيه , كان يقرأ قليلا ولكنه كان ينجح في دراسته , لايحب النوم كثيرا اذ كان يحب اللعب أكثر ويعشق كرة القدم ويردد دائما انه سيكون لاعب كرة قدم مشهور مثل ميسي , احلامه الصغيرة لم تكبر بل تغير مسارها عندما نادته امه لترك اللعب والعودة الى المنزل لكنه لم يسمع كلام امه وظل يلعب بكرته التي يحبها ويحملها بيديه الصغيرتين دائما , وعندما عاد الاب من العمل اخبرته الزوجة ان علي قضى وقته باللعب , ثار الاب ونادى ابنه علي الذي تسمر امام ابوه ولكن الاب لم يصفعه او يوبخه بل اخرج سيكارا واشعله واخذ نفسا عميا ثم سحب يد علي الصغير ليطفأ السيكارة فيها لم تنفع صرخات علي وتوسلات الام بل كرر الاب اطفاء السيكار بنفس اليد مهددا انه سيكررها ان ظل يلعب بهذا الشكل , لم تنته ساعات الالم التي عاناها علي بل استمرت وتلوث مكان الحرق وصارت ظحكات علي انين لاينقطع واحتار الاب الذي بدا عليه الحزن والكابة ليأخذ ابنه الى طبيب مختص الذي اخبر الاب ان الحرق الذي تسببت به السيكار تحول الى سرطان ولابد من بتر يده قبل ان ينتشر السرطان في جسده فبترت يد علي وخيم الحزن على الام والاب وفي يوم عاد علي من المدرسة وذهب لوالده ليخبره ان الاطفال في المدرسة يسألونه لماذا بترت يده , لماذا يا ابي بترت يدي ؟ لم يجب الاب علي بل حمل مسدسه ليطلق النار على رأسه لينهي عذابه المر وهو يرى ولده قد بترت يده بسببه ام الام التي كانت احزانها تغلي بصمت اثرت ان تنهي حياتها حرقا لتلحق بزوجها , ويظل عليا يتيم الام والاب ومبتور اليد بسبب عنف الاب في التعامل مع ولده وهو مايطلق عليه العنف الاسري وهذا النوع مسكوت عنه في مجتمعنا فكم من الاطفال ذهبوا ضحية استخدام العنف .
القصة الرابعة حدثت في بغداد
كلما ذهبت للتسوق ابحث عن سعدون ويسحب عربته التي صنعها من صناديق الطماطم معلقا فيها اكياس ( علاكات ) يبيعها هنا او هناك , كان عمره احد عشر سنة , قتل والده في الاحتراب الطائفي وترك ولدين وبنتين وسعدون الاكبر فيهم , سألته ذات مرة كيف تعيش عائلتك قال ان امه تخبز وتبيع الخبز وهو يعمل بهذه العربة فقلت له ماذا عن المدرسة فأجاب انا كنت متفوق جدا وبسبب العمل انخرطت في الدراسة المسائية ولكن لم استطع الاستمرار لان عملي في السوق بنقل مواد التسوق من خضر واغراض متنوعة ينهك جسدي ولا استطيع الذهاب الى المدرسة مساءا , سعدون كان يبتسم ويقول ان اخاه الصغير متفوق في الدراسة , اعتدت ان ينقل سعدون اغراضي ويعبر الشارع مسرعا وكنت انبهه ليحذر من الطريق , اخر مرة ذهبت الى السوق وقف انظر هنا وهناك لعلي ارى سعدون يدفع عربته كالمعتاد ولكن لم اره اقترب مني ولدين يعرضا علي نقل اغراضي فقلت لهم كلا انا اريد سعدون اين هو فقال لي احدهم , خالة سعدون مات , سعدون دهسته سيارة وهو يدفع عربته
لقد مات الطفل سعدون مثل اي كلب اوقطة تدهسها سيارة مسرعة في شوارع بغداد التي تزدحم بسيارات المواطنين وارتال سيارات المسؤلين المسعورة .... شتان بين الطفل سعدون الذي تحمل مسؤلية عائلة راح ضحيتها وبين صناع القرار السياسي الذين ازدهر بحكمهم الفساد المالي والاداري الذي اضاع المال العراقي بينما شوارع بغداد تزخر بأطفال يتسولون بطرق مختلفة وسوق العمل في العراق اصبحت شريحة الاطفال فيه كبيرة جدا .... فمن ينقذ الطفولة في العراق من كل اشكال العنف




#الاء_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمالة النساء في العراق
- اللجنة العليا للهنوض بواقع المرأة ...... تقترح زي مناسبا للم ...
- شرف المرأة زي يقاس بالامتار
- عبير السهلاني نجحت في الوصول للبرلمان السويدي ولكنها فشلت مر ...
- المسلمات ناقصات عقل ودين ...!!
- العازبات في العراق شريحة في تنامي مستمر
- المراة المسلمة .... وفتاوى الاسلاميين
- ارتفاع نسبة العمليات القيصرية في العراق
- سياسيونا ..... ومعركة المناصب السيادية !
- برلمانيات التغيير ... غيرن الصورة النمطية للبرلمانيات العراق ...
- الاغرب من الخيال ... في الدعاية الانتخابية لمرشحي البرلمان ا ...
- الى السيد وزير التربية... مرشح إئتلاف دولة القانون.... قرارك ...
- أين أم سجاد
- المحرم قضية العراق المصيرية ....... وهدية السياسيين للمرأة ا ...
- الطفل العراقي بين مطرقة العنف وسندان الصراعات السياسية
- ختان النساء .... من الختان الفرعوني الى الختان الاسلامي
- ما تعانيه الطفولة في العالم .... وما يعانيه اطفال العراق
- المطلقات في قفص الاتهام
- رونق ... رسالة الى ابي في العالم الاخر
- فريال ورحلة العذاب والتحدي


المزيد.....




- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...
- بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار ...
- السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بشأن إسرائيل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الاء الجبوري - اطفال من العنف الى الموت