أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - صدام حسين ومحاولة استغلال الدين في تعبئة الرأي العام الاسلامي ضد الغرب















المزيد.....

صدام حسين ومحاولة استغلال الدين في تعبئة الرأي العام الاسلامي ضد الغرب


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما من قضية شغلت العالم وكان لها تداعيات وتشعبات لا زالت تكبر وتمتد وتزداد تعقيدا كقضية غزو العراق للكويت في بداية التسعينات من القرن الماضي وما تبع ذلك من احداث وانقسامات على المستوى الدولي لم تنتهي الا بمزيد من التصعيد والصراعات العسكريه والتهديدات المستمره00مما ولد كل ذلك اتساع في الهوه بين العالم الاسلامي والعالم الغربي وباعد بين ايجاد حلول مناسبه للتوفيق بينهما0
فمنذ بداية الازمه والتحضير لتجديد النزاعات القديمه بين الشرق والغرب سعى صدام حسين الى تعبئة المشاعر الاسلاميه خلفه داعيا الى الجهاد المقدس بوضعه لا اله الا الله على العلم العراقي كشعار يدعو الى وحدة الصف الاسلامي وقيادتهم في ميادين القتال وربط ما اقدم عليه بقضية تحرير فلسطين والمقدسات الاسلاميه في الوقت الذي كانت فيه العراق تتجه نحو العلمانيه وتخفيف القيود الدينيه في الحياه الاجتماعيه والسياسيه للشعب العراقي0 وصدام حسين نفسه هو من اعلن في وقت سابق الحرب على دوله اسلاميه اخرى هي ايران بحجة تدخل الاخيره في شؤون العراق ومحاولة تصدير الثوره اليه وانهاء حكم البعث طيلة ثماني سنوات استنزفت فيها الارواح البشريه والموارد الاقتصاديه اضعفت الطرفين المتخاصمين وباعدت بين كلا المتنافسين على زعامة العالم الاسلامي00العربيه السعوديه السنيه وعدوتها المنافسه ايران الشيعيه00فالسعوديه قدمت اراضيها للقوات الامريكيه وقوى التحالف التي بلغت 33دوله منها تسع دول عربيه وفتحت اجواءها للطائرات العسكريه الاجنبيه لطرد العراقيين من الكويت ثم غزو العراق00فهذا ان كان مقبولا لدى الساسه والحكام فأنه لم يكن مقبولا لدى الجماهير المسلمه00اما ايران وان لم تكن مستعده رسميا لان تقف الى جانب التدخل الامريكي فقد نددت رسميا بسياسة صدام حسين0
لقد كان هناك قدر كبير من المشاعر المناصره للعراق في العالم العربي والعالم الاسلامي حتى العالم غير الاسلامي وجد بينه من يتعاطف مع العراق لكن هذا التعاطف من قبل العرب كان يرتبط بالمعارضه القوميه للتدخل العسكري الغربي في منطقه عربيه من مناطق العالم الثالث المسلم اكثر منه ما يرتبط بالدين الاسلامي والعقيده الاسلاميه 00ولعل المشاعر المناصره للعراق كانت في الهند مثلا والتي تسودها الهندوسيه والتي يتزايد عداؤها للاسلام هي اكثر قدرا منها في مصر او المغرب العربي لان الهندوس على عداء ايضا مع امريكا0!0
الولايات المتحده الامريكيه نفسها وطيلة فترة الثمانينات وعبر وكالة المخابرات المركزيه قامت في اكبر العمليات السريه في تاريخها دعما للقوات الاسلاميه ضد الاتحاد السوفييتي في افغانستان
اما حرب الخليج فأعتبرت في حينها نقطة تحول في تاريخ الشرق الادنى الحديث حيث حاربت جيوش دول عربيه بجديه دوله عربيه اخرى لتمثل خطوه جديده في افول القوميه العربيه السياسيه وانهيار العامل الديني الرابط بينها0
وفي نهاية الامر عجز المنتصرين في حرب الخليج سواء من امريكا والغرب ام الدول العربيه ال9 المشاركه في الحرب عن خلق نظام جديد من الامن الاقتصادي او ايجاد تحالف اسلامي على مستوى المسلمين في العالم او حتى التفكير من قبل الدول العظمى في الحد من سباق التسلح والالتفات لمشاريع التنميه والبناء وهذا ما يصاحب عادة فترة ما بعد الحرب00
لكن ما لاحظناه على الساحه الواقعيه للأزمه هو ان العالم العربي ازداد خلافا وتباعدا واعتمد على كيل الاتهامات وعاش في عزله عن البلدان الاسلاميه الاخرى البعيده عن منطقة الصراع00وعزلت ايران وسرعان ما اصبحت غير معاديه للغرب00وتركيا لا زالت تلهث وراء حلم انظمامها للاتحاد الاوروبي00وهبطت اسعار النفط وغرقت المنطقه ببضاعة تجار السلاح 00وبقي من قامت الحرب لأجله_نظام صدام حسين في السلطه!!! وهذا يعني بقاء احتمال حدوث مواجهه كبيره في المستقبل داخل العراق ومعه00وهذا ما حدث فعلا بعد حوالي عقد من الزمن0
وقبل الغزو العراقي للكويت قدم صدام حسين اربعة اسباب رئيسيه لتبرير قيامه بالغزو:اولا وجود معارضه كويتيه ضد الاسره الحاكمه الكويتيه تطلب العون والمساعده من العراق0 ثانيا ان الكويت اضرت بمصالح العراق الاقتصاديه بأستخدامها النفط من الجزء العراقي لحقول ارميله وتجاوزها حصتها في الاوبك مما ادى الى خفض اسعار النفط0ثالثا ان الحدود بين الدولتين قد رسمت خطاء ايام الاستعمار البريطاني .رابعا.ان الكويت ليس لها وضع قانوني بل هي تاريخيا جزء من الاراضي العراقيه والمحافظه ال19
ومهما كانت الحسابات والاسباب فلم يكن اختيار الغزو من قبل صدام حسين قرار رجل مجنون !!! وهو يلفت النظر والانتباه من خلال تصريحاته عن الخلفيه السياسيه للنظام العراقي وتاريخ وايديولوجية الجهاز الحاكم من خلال حزب البعث العربي الاشتراكي وفكرته عن القوميه في تخليص الامه العربيه من التبعيه الغربيه واستغلالها والدعوه الى وحدتها من خلال زيادة وتكبير حجم الكره لكل ما هو غربي وان العالم غير الاسلامي يسعى الى الاقتصاص من الاسلام والمسلمين واضعاف موقفهم ومحاولة الثأر منهم والحط من قدرهم بالمقارنه بما كانوا عليه في قرون مضت استطاعوا فيها القضاء على امبراطوريتين عظيمتين في التاريخ الوسيط والتصدي للحملات الصليبيه وقهرها وعدم تمكينها من الاستقرار في المنطقه العربيه0
كان صدام حسين يعتقد انه سينجح في اثارة الراي العام العالمي لصالحه ويحرج موقف امريكيا بأعلانها استخدام القوه ايا كان نوعها وقطعه وعدا للرئيس المصري حسني مبارك انه لا يعتزم القيام بعمل عسكري00
وفي نهاية الامر دخلت القوات العراقيه الكويت دون تصديق العالم كله..حتى ان الكويتيين انفسهم لم يستيقضوا من نومهم الا والدبابات العراقيه تجوب شوارع مدينتهم ولم ينجوا آل الصباح الا باعجوبه حيث عبروا الحدود الى السعوديه00وبذلت بعد ذلك الكثير من المحاولات للتوصل الى تسويه عن طريق المفاوضات سواء من الجانب الاوروبي ام الجانب العربي والاسلامي لكن صدام حسين رفض كل الوساطات والعهود التي اعطاها لملوك ورؤساء وقادة هذه الدول00ويمكن تفسير ذلك في تصلب رأي صدام حسين وتمسكه بموقفه هو:انه كان يعتقد ان امريكا لن تهاجم العراق وتخرجه من الكويت لتجد نفسها في فيتنام ثانيه بعد ان خسرت الحرب هناك في عام 1973 لتمنى بالفشل والخساره مرة ثانيه عام 1983ومصرع 250 فرد من حجم قواتها البشريه في لبنان 00او انه اراد بمناوراته السياسيه ان يكسب اطراف عربيه وغربيه ذات شأن وتأثير على الراي العام العالمي خصوصا الجانب الروسي وما يمثله من قوه في العالم رغم انهيار الشيوعيه فيه
لكن صدام حسين في قرارة نفسه كان يدرك انه اخطاء في حساباته كلها فلم يعد في امكانه التراجع عن خطوته مهما كلفه ذلك من خسائر.
كان صدام حسين يدرك ان الولايات المتحده الامريكيه لن تقف مكتوفة الايدي فيما قام به لكنه وضع الحل الاخير في قائمة التحالف في اول قائمته الاحتماليه وعمل عليه وهو فرض الحصار كعقوبه له على فعلته وهو ما وجد فيه حلا معقولا وبمقدور العراق التغلب عليه وتحمله من خلال التقنين في استهلاك المواد الغذائيه والحاجات الضروريه للمجتمع العراقي وزيادة الطاقه الزراعيه وتسريب السلع والبضائع عبر الحدود الطويله مع تركيا وايران وسوريا والاردن وقد حسب مدة هذا الحصار ب6 اشهر حيث كانت العراق قادرة على تحمل هذا الوضع ضمن هذه الاشهر السته0
لكنه غاب عن صدام حسين ايضا ان الولايات المتحده الامريكيه لن تسمح بدوله او زعيم دوله كصدام حسين من العالم الثالث ان يتحدى قدراتها ويعارض سياساتها وتتركه دون عقاب00فكان لا بد من توجيه ضربه له وذلك لتأديبه وتلقين قادة المنطقه درسا في عدم الخروج على الخطوط الحمراء



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميره عربيه تتخلى عن الدين وحياة القصور في سبيل الحب
- القياده الفسطينيه .. ومرحلة السلام القادمه
- امريكا وسياسة عقد الصفقات
- تطور الحياه الدينيه عند العرب قبل الاسلام
- كوبا000 آخر المعاقل الشيوعيه
- القياده الفلسطينيه الجديده والخيارات الجديده
- مساعدات امريكيه مشبوهه ومواقف عربيه اخرى مشبوهه في قضية تسون ...
- التجربه الناصريه وتحدي الغرب
- النزعات الفكريه في الفلسفه العربيه في العصر الوسيط
- عرب اثرياء000ومسلمين فقراء00
- المؤسسه العسكريه وتغير انظمة الحكم
- السوبر مان الانجليزي00لورنس العرب
- الدين والدوله في اسرائيل
- الفكر الاسلامي والنظام الاقتصادي في صدر الدولة الاسلامية
- الطغيان والشرق العربي
- قرآءه في فكر طه حسين
- الهويه اللبنانيه عبر التاريخ
- فلسطين في الاعلام العربي
- تركيا العلمانيه المسلمه والاتحاد الاوروبي
- الولايات المتحده الامريكيه وقانون مناهظة الشيوعيه


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - صدام حسين ومحاولة استغلال الدين في تعبئة الرأي العام الاسلامي ضد الغرب