أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وجيهة الحويدر - ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟














المزيد.....

ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصلتني هذه العبارات التي تقطر حسرة من رجل عراقي، لا تسألوني إن كان سنيا أو شيعيا، أو مسيحيا أو صابئا، أو كرديا أو تركمانيا، فهذه الألوان اجهلها تماما ولا تعني لي شيئا..الذي اعرفه انه إنسان عراقي يكابد ألمه، ويصارع قلة حيلته، ويعاني من ضيق حالته، فقد شرح لي أوجاعه بخجل في السطور التالية "لي ابنة أخ طالبة في الصف الثاني بكلية التكنولوجيا.. جميلة كقمر.. لكنها أصيبت بضيق في الصمامات في قلبها.. تركت الدراسة وتغير حالها.. المشكلة أن والدها متوفى، وأمها معلمة وتعيل جيشا من الأطفال.. والأمر يتطلب دواء لها لا يوجد في العراق.. وحين سألت عنه في عمّان بواسطة احد المعارف قال أن العشر حبات بـ50 دولارا، وابنة أخي ربما تحتاج حاليا إلى مائة حبة..تصوري الأمر..وهكذا تذوب وردة من ورود الحياة بسبب الفقر والاحتلال.."



هذه حكاية مثيلاتها آلاف وربما ملايين من الحكايات عن عراقيين يتضورون ألما وسقما بصمت مطبق، حيث يتعذر عليهم الحصول على دواء يشفيهم أو يخفف أوجاعهم. هناك الكثير من العراقيين في ديارهم يعانون من أمراض مزمنة، مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والتهابات الكلى والرئة وغيرها، ولا يوجد احد يؤمن لهم العلاج المناسب، حالهم يشابه حال تلك الفتاة التي أطلقت عليها اسم ليلى مجازا. هذا عدا عن الأطفال الذين بحاجة إلى التطعيم لوقايتهم من أمراض الطفولة المبكرة. أيضا هناك آلاف الجرحى والمشوهين الذين غصّت بهم المستشفيات والمستوصفات الصحية التي تكابد شح في الأدوية واللوازم الطبية..



إن العمليات الإرهابية المتواصلة التي ابتليت بها العراق، قطّعت السبل على الأكثرية من الناس البسطاء الطيبين، وحرمتهم من ابسط حقوقهم، كالشعور بالأمان وتأمين احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ودواء. لم يعد يمر يوما على العراق دون أن يهز الرعب القلوب، ويفتك الأرواح، وتتساقط الضحايا، فتحفر القبور، وتُوارى عشرات الجثث وتُقام الجنائز ويبدأ العزاء. الخوف ملأ الأزقة والحارات، وسواد الثكالى خيّم على البلاد، وفتاوى القتل تتوالد بالساعات، والمجازر صارت تحبل بها وتنجبها ساحات الانترنت، والخلافات تتفاقم كل يوم بين من يريدون الإمساك بدفة العراق، مما يدفع بالإعتقاد، ان ما ينتظر الناس بين طيات الزمن هو اشد وأدهى وأمّر.



قال الله تعالى "الحسنة بعشر أمثالها".وأهل العراق بحاجة ماسة إلى من يساندهم ويؤمن لهم أدويتهم الضرورية. العراقيون في كربة وضيق فهم في احتياج شديد إلى تكاتف أثرياء وميسوري هذا العالم معهم، بأن يجودوا ببعض من مالهم، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا التفجيرات، وانتشال الجرحى الأبرياء من الجرائم البشعة اليومية. الحال في ارض ليلى اليوم يتطلب تأسيس جمعية خيرية عراقية تقوم بتوصيل الأدوية عبر الجو أو البر، لليلى ولأهل العراق كافة، ممن هم لا ذنب لهم في هذه الطواحين القاتلة التي تدور رحاها في طول البلاد وعرضها.. فهل هناك في أي قطر عربي أو غير عربي امرأة نبيلة أو رجل شهم يقوم بمساعدة هؤلاء الناس العُزل البسطاء دون أن يسأل إلى أي دين أو مذهب أو فئة ينتمون؟ هل هناك بشر على هذه الأرض تدفعهم إنسانيتهم للمساهمة بتأسيس هذا المشروع الخيري لنساء العراق وأطفاله ورجاله وشيوخه..؟؟ هل هناك مَن هو قادر أن يصغي لنبض ليلى المنهك ويحس بقلبها العليل ويمد لها يد العون ويسندها؟؟ إن ليلى في العراق مريضة..فهل هناك من مداوي؟؟؟

للمعلومة: عنوان ليلى بحوزتي لمن أراد أن يتواصل معها أو يوصل لها أي مساعدة.



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟
- هل توجد هناك علاقة بين تناسق الجوارب وإزهاق الروح؟
- قذارة امرأة وازدواجية عالم ذكوري
- لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربي ...
- خرافة سندريلا المسكينة تمتهن الأنثى ومادونا تعيد إليها الروح
- وجيهة الحويدر تتلقى تهديداً بالإعتداء - إن يدنا تطول امثالك ...
- العنوسة خير ألف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس
- لا يكفي أن يسترد النساء العربيات حقوقهن! أيها الفحول: دماء ا ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وجيهة الحويدر - ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟