مساهمة في ملف المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 21:11
المحور: ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012
    

مساهمة في ملف المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها

اثر التطور التكنولوجي على تركيبة الطبقة العاملة
لقد تنبا ماركس وانجلز والمفكرون الاشتراكيون الاوائل بالثورة العلمية والتقنية التي ستحدث
في عالمنا واعتقدوا بان هذا سيكون مصدر راحة وسعادة للناس بشكل عام وللطبقة العاملة
والطبقة الكادحة بشكل خاص لان هذه الطبقة تستغرق جل وقتها بالكد والعمل بحيث لا يبقى
لديها وقت لممارسة النشاطات الثقافية او الرياضية او حتى وقت للترفيه, وان التطور العلمي
والتقني سيوفر الوقت وبالتالي ستنخفض ساعات العمل بشكل عكسي مع التطور العلمي بحيث
يكون هناك متسع من الوقت للانسان لكي يمارس حياته الثقافية والاجتماعية مع عائلته والمجتمع
وبالتالي يكسب راحة واستقرار نفسي يكون دافع للابداع والتطور.
وعندما انتصرت الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الاخرى تنفست الطبقات
الكادحة الصعداء حيث وفر الاقتصاد الاشتراكي العمل للجميع وقلص الفروقات الاجتماعية بين
الفئات واستطاع الانسان في ظل المجتمع الاشتراكي ان يحصل على بحبوحة من العيش وصحت
المقولة الهنغارية 8 ساعات عمل 8 ساعات نوم 8 ساعات ترفيه, وقد اعطى هذا الوضع حافز
للطبقة الكادحة في دول الاقتصاد الحر للنضال من اجل الحصول على العديد من المكاسب وهذا
كله بفضل التطور التقني حيث دخلت الالة في العمل لمساعدة الانسان.
ولكن الوضع لم يدم لاسباب عديدة ليس هنا مجال مناقشتها والجوهر من المقدمة ان لا تعارض
بين التطور التقني وتطور الطبقة العاملة لا بل التطور التقني يطور الطبقة العاملة فكريا وفنيا و
بالتالي يرفع من نوعيتها واما الكم فلا ينقصه التطور التقني اذا روعيت المتطلبات الانسانية للعامل
ولكن مبدا الربح الاكبر واستغلال رب العمل هو الذي يؤثر على الكم.

دور الطبقة العاملة في عملية الانتاج
يجب التاكيد على ان دور العامل كان وسيبقى اللبة الاساسية في العملية الانتاجية ومن هذا المنظور
يبقى دور تقليدي اما من ناحية نوعيته فهو متطور مع تطور عملية الانتاج والتكنولوجيا, والشرائح
الاجتماعية الاخرى تلعب دور مكمل ولكنه دور فعال ايضا وبذلك تبقى فعالية الطبقة العاملة ذات
نفحة مميزة لها تاثيرها القوي في الطبقات الكادحة الاخرى. وفي المجتمعات ذات الاقتصادات
المعتمدة على نوع واحد من الانتاج كما هو الحال في العراق ودول الخليج العربي المعتمدة على
النفط فان الشرائح الاجتماعية الوسطى تكون اوسع ولكن هذا لا يدوم لان هذه المجتمعات تطمح
للتصنيع كما هو حادث في ايران وبالتالي سيبقى دور الطبقة العاملة مهم في العملية الانتاجية.

كيفية السيطرة على البطالة في العالم العربي
البطالة ظاهرة تعاني منها اغلب دول العالم تقريبا بنسبة او باخرى ولكن في قياس البطالة ليس
هناك معيار دقيق فهناك هامش كبير للزيادة والنقصان وهناك ايضا فرق بين الريف والمدينة,
واسباب البطالة عديدة وقد يساهم نظام الضمان الاجتماعي في زيادتها كما هوالحال في دول
اوروبا الغربية. واما في الدول العربية فان سببها سوء توزيع قوة العمل اذا كان في البلد الواحد
اوبين البلدان العربية والسبب الاخر هو استثمار الاموال العربية خارج الدول العربية. فاذا
وزعت القوى العاملة بشكل صحيح ومنع استيراد العمالة الاجنبية وكذلك اذا استثمرت الاموال
العربية داخل الدول العربية بالشكل الصحيح ,وهذا ممكن, لاصبح لدينا نقص في الايدي العاملة.

الثورات العربية وتحقيق الاهداف
ان احد الاسباب المهمة لعدم تحقيق الثورات العربية لاهداف الطبقة العاملة والجماهير الكادحة
هو عدم وجود قيادة لهذه الثورات فهي هبت بشكل مفاجئ وغير محسوب من قبل جميع القوى
السياسية الموجودة في الساحة وليس من قبل القوى اليسارية فقط وبالتالي ليس هناك قيادة
مسبقة, ولقصر فترة قيام هذه الثورات وسرعة نتائجها لم تستطع افراز قيادة تنبثق من القوى
الكادحة التي صنعت هذه الثورات , وبما ان الشعوب لديها احباط من القوى السياسية الموجودة
على الساحة استغلت القوى التي تضرب على وتر الدين في مجتمعات متدينة للسيطرة على
الموقف ونجحت بشكل قد يكون مؤقت في ذلك.

العلاقة بين الطبقة العاملة والاحزاب اليسارية
لقد لعبت الاحزاب اليسارية في الفترة السابقة دور كبير في تاسيس نقابات العمال والنقابات
والمنظمات المهنية ودعمتها لفترة طويلة وبواسطة هذا الدعم حققت هذه النقابات والمنظمات
انجازات ونجاحات كبيرة ولكن بعد انحلال الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ضعفت
الاحزاب اليسارية وبالتالي ضعف دعم هذه الاحزاب للنقابات والمنظمات المهنبة وهذا اثر
على الاحزاب نفسها اذ فقدت اهم مصدر لتجديد الدماء فيها. وهنا دعوة للاحزاب اليسارية
ان تجدد خطابها السياسي وتفهم المرحلة الحالية وتتعامل معها بواقعية وتتجه الى الاهتمام
بالمنظمات الطلابية والشبابية لان هؤلاء هم المستقبل وهم صناع الغد.
د. رعد عباس ديبس

#رعد_عباس_ديبس (هاشتاغ)       Raad_Abaas_Daybis#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات