أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم منظومة ديكتاتورية؟














المزيد.....

هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم منظومة ديكتاتورية؟


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 16:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنتّجه للنقطة مباشرة دون لف أو دوخان :
هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم أنه منظومة ديكتاتورية ؟
سؤال أثير و يثار ربما بمعدل أربعين مرة في الثانية ، نظرا لأهميته في جسد الألفية الثانية و نظرا لما يثيره من زوبعات حياتية و فكرية لمن يهمه أو الأحرى لمن يمسّه الأمر.
لقد تمت محاولات إيجاد صيغ إدماجية عدة لفترات طويلة على اعتبار أن الديمقراطية حديثة العهد من الناحية التطبيقية و لذلك فهي قد تفسح المجال للإيديولوجية الدينية للقفز في حافلة التقدم لاستدراك ما مضى من الحياة و إعادة الإنشاء تحت سبل متفائلة يشترك فيها الفقير والغني الضعيف و القوي ،الصغير و الكبير،المتأخر والمتقدم على السواء . لكن وفي الضفة الأخرى وأمام إلحاح براعم السلفية المنتشرة الرافضة للغرب ككل بسبب "انحطاطه الأخلاقي" لم يكن على العامة سوى تكريس فكرة الخلافة في الحكم في الإسلام كمؤشر جوهري وثابت شرعي على أن الإسلام عاش ديمقراطيا حتى بعد وفاة محمد الذي اختار جماعته كخلفاء له (رغم إخفاء حقيقة أجندة محمد وراء تنصيب هذا و ذاك على هذا الكرسي وذاك و هذا ليس بموضوعنا الآن).
والحقيقة أن فكرة الخلافة إذا تم عزلها عن منظومتها الإسلامية فهي فكرة نبيلة معارضة لنمط الديكتاتورية القائمة على انتشال الحكم بالقوة دون أخذ اعتبار الشعب المحكوم عليه وقد كانت ولا تزال هذه الفكرة العمود الفقري لتفاؤل الشعوب العربية الإسلامية الآن، مما حذا بمفكرين وسياسيين غربيين وآخرين أجانب إلى تشجيع ظاهرة الخلافة الإسلامية إن كانت ستسعد شعوبها حقا و تحقق الإستقرار لسكان الأرض جميعا .
لكن الحقيقة الأساسية أن البراعم السلفية ذاتها تجهل مادّتها الجوهرية ألا و هي البحث في لبّ موضوع الخلافة بتفاصيله كما عِيش بالجزيرة العربية دون طلاسم مبهمة تابعة له تصعب قراءتها ليتمّ تقييم مادة الخلافة و التعرف على جذورها دون لف أو دوران بدل إيجاد الصيغة الجاهزة المعروفة والقائلة:" من كان يتبع محمد فإن محمد قد مات و من كان يتبع الإسلام ، فالإسلام حي لم يمت " كلما وُجدنا أمام غمُوض الإجابة وكلما اقتربنا من الحقيقة الدموية المرة لما حدث فعلا في تلك اللحظة من التاريخ.
أجل فالخلافة القائمة على النزاهة واعتبار وجود الآخر باحتياجاته واختلاف ميولاته ومعتقداته الدينية واحترام رؤيته السياسية لشئ لا بد من الإعتزاز به كدليل على إنجاز إنساني عظيم ولكن لا تتوقف الأشياء عند هذا الحد إذا ما طرح السؤال على هذا النحو :
ما حقيقة حكم الخلافة في الإسلام ؟
و ما هي استراتيجيتها على المستوى القريب ؟
ثم ما هي استراتيجيتها على المستوى البعيد ؟
أعتقد أن التركيز على فكرة حكم الخلافة "في الإسلام " يحدد الموقف الحقيقي لهذه الظاهرة عوض التيهان في مقولات فلسفية غير محددة المعالم تجعلنا نطرح سؤالا تقليديا آخر،
هل حكم الخلافة وسيلة أم هدف في حد ذاته ؟ يبدو أن حكم الخلافة من أجل الخلافة ماهوسوى عملية تلميع لا تؤدي دورها المنوط بها بقدر ما تعمل على إخماد نار الشعوب المكتوية بالفقر والمرض و الجهل ، إذ وكما علّمَنا التاريخ فلقد أُدخل حكم الخلافة في الإسلام منذ البداية مباشرة في سياقه النصي الحدثي الحقيقي ليخدم ثلّة من أفراد لم تكن لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالأخلاق ناهيك بالدين ،إذ بينما لايزال نبي الإسلام حيّا ارتفع التصعيد من أجل الحكم دون اكتراث للمسلمين الجدد الذين تركوا كل شئ مقابل زاوية بجنة محمد وهنا ظهر وجه الخلافة الحقيقي الذي لا يستعمل الديمقراطية إلا للتربع على عرش الرحمن بالأرض و الذي متى وصل إلى هدفه "الكرسي" لن يعبأ بمن وضعه خليفة مؤقتا لإصلاح شؤون الأمة ، فيتحول من خليفة إلى دكتاتور ثم إرهابي يفكر جدّيا في توريث السلطة لتركتِه كما عاينّا في زمننا ،قابل لتفجير المؤمن و الكافر على حد سواء إذا ماتجرأ أحدهم على الحديث عن الكرسي ،إنه في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى ألا و هو الحكم الإلهي على هذه الأرض بأياد بشرية شرسة لا تعرف معنى لا للإلتزام و لامعنى للمحاسبة ولا معنى للنزاهة السياسية وبالتالي التّنحي الحضاري عن السلطة حتى إن أبدوا قيادة فاشلة لأوطانهم ،بل مجموعة لا تختارفي معشر خلفائها سوى المجرمين الشماكرية (البلطجية)، القتلة ،القراصنة وذلك بالضبط كما حدث في زمن رسول الإسلام.



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتورية وصناعة الإرهاب
- يوم جديد
- ما هي حقيقة وضع الأمازيغ بالمغرب ؟
- الإغتصاب : القاصرة والشّمكارفي مغرب القرن21
- حصار الأمازيغ في بني بو عياش
- العرب بين الدين و الدنيا (1 )
- سقراط
- رحلة وأد البنات من الجاهلية إلى القرن 21
- رسالة إلى أمي
- الشمس
- مغزى الوجود
- الجريمة والعقاب
- مرحبا في عالم الشماكرية ( البلطجية )
- وجبة جائع
- سانت فالنتنو و السلفية بالمغرب
- مايك
- قضية الأمازيغية بالمغرب
- المغرب بين الشرق المؤمن والغرب الكافر(3 )
- شتاء أبيض
- الذكرى الأولى لفقدان المرحوم أبراهام السرفاتي


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم منظومة ديكتاتورية؟