طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلمات
-81-
طارق حربي
ألموت حرقا وخنقا في مستشفى الناصرية
مات 14 مواطنا في مستشفى الناصرية الرئيسي بتماس كهربائي، في فجر هذا اليوم الماطر، ومن هم الذين قضى نحبهم حرقا وخنقا بدخان الحريق : المرضى الضعفاء والموظفون والعمال، ممن كان أجدى بالمسؤولين، وعلى رأسهم محافظ ذي قار، السهر على راحتهم، وتأمين وصيانة حياتهم من الخطر، وتصل إلينا كل يوم أنباء الفساد الاداري في المحافظة حتى تزكم أنوفنا، ونتحدث إلى مواطنين بالتلفون لمعرفة الحقيقة : فإذا الشوارع موحلة بقيت على حالها، والخراب مايزال مستشريا في كل مكان، يرتع فيه الفساد ويرضع منه أسباب البقاء، إنها ولاشك تركة ثقيلة من نظام مجرم، وفترة مخاض طالت والافق ملبد بغيوم (متى تنقشع!؟)، يموت الناس في الناصرية هكذا بساطة، لإهمال بشري سببه الفساد، في الوقت الذي يهرّب فيه قادة الحكومة المؤقتة، وأعني وزير الدفاع حازم الشعلان نصف مليار دولار بعلم الحكومة، في صفقة أسلحة غامضة، ينقل هذا المبلغ الضخم، (يزن 22 طنا) بالطائرة إلى مطار بيروت، ومعلوم بأن للدولة العراقية اعتمادات مصرفية وتحويلات بنكية، مع بنوك في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، بما فيها مصارف نيويورك الكبرى، وكان يمكن تحويل هكذا مبلغ هائل، وفق التعاملات المتعارف عليها بين البنوك، ومن جهة ثانية كان ينبغي رصد تلك المبالغ الهائلة لإعادة إعمار المستشفيات والمرافق الخدمية والمدارس وبناء بيوت للمواطنين بدلا من السكن غير اللائق في المدارس أو في أمكنة أخرى لاتليق بآدميتهم وعراقيتهم.
لكن أية صفقة أسلحة وأية حروب سيشنها رامبو العراق الجديد الشعلان!؟
واين مصير النف مليار دولار واين هو المجلس الوطني ورئيس الوزراء المؤقت وحتى الرئيس الياور!؟
باختصار : عدد من اعضاء الحكومة ينهبون ثرواتنا بالدولار ويرمى إلى الشعب بحفنة دنانير نصفها مزور، ويوم أمس فقط قبض على مليارات منها في مدينة البصرة، كما ذكرت الأنباء صباح اليوم.
بنهاية نظام ابن العوجاء الفاشي قلنا إن الموت انقطع دابره في العراق، وسيعيش المواطن العراقي حياته سالما إلى أن ياتي قدره المحتوم ويموت موتا طبيعيا، لكن حساباتنا أخطأت في ميزان السياسة المتأرجح بين شهوات التفخيخ الوهابية البعثية السورية الأردنية، التي يبدو أنها لن تشبع من أرواح العراقيين، وبين الاهمال المقصود وغير المقصود لأثمن شيء في العراق وهو أرواح مواطنيه
23.1.205
http://www.nasiriyeh.net/
http://www.tarikharbi.com/
#طارق_حربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟