أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي حسين غلام - المثقف الفيلي بين الأستقلال والتبعية














المزيد.....

المثقف الفيلي بين الأستقلال والتبعية


علي حسين غلام

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 10:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



الإختيار حق طبيعي وفطري للفرد، ويتعزز هذا الإختيار عند أمتلاكه المساحة الواسعة من الحرية والإرادة أي بمعنى الأستقلال الذاتي، لكن تأثره بعوامل خارجية مؤثرة سياسية أو إقتصادية سوف تَسلب إرادته وتحدد حرية الإختيار لديه ليقع فريسة للمؤثر الخارجي القوي الذي يفرض شروطه وفق متبنياته الفكرية ومعطيات مصلحته هذا من جهة، أو يقع ضحية رغباته المصلحية ونزعاته النفعية ليصبح شحاذاً يطرق أبواب أصحاب الإمتيازات المالية من جهة أخرى، وفي كلتا الحالتين حيث معادلة ربحية لها قواعد خاصة وتمرد على الوعي الفكري والمنطق والموضوعية وعلى المصلحة العامة، والطامة الكبرى إذا وقع المثقف في هذا الفخ النفعي أو لعبة المصالح ليصبح بيدقاً في لعبة الشطرنج السياسي بعد أن تُقصى إرادته في دائرة التبعية ويوضع في الحِجر الفكري وتكميم الأفواه بسبب العوز المادي. والمجتمع الفيلي كفيل بأن يحكم على بعض مثقفيها الذين يعملون من دون إرادة تحت مظلات أحزاب سياسية حيتانية تلتهم الآخرين بشراسة وشراهة، ليقعوا في العمى الإدراكي وهوس المصلحة الذاتية ليصبحوا في النهاية أداة لتشتيت المجتمع الفيلي وتفتيته الى أجزاء تختلف فكرياً وثقافياً إضافة الى تأجيج الصراعات العقائدية والقومية الخفية تارة والعلانية تارة أخرى حسب مستجدات ومقتضيات الظروف ورغبات ومصلحة هذه الأحزاب، وتقسيم الشارع الفيلي المنهك أصلاً الى دكاكين للمزاد العلني لترويج بضاعات تلك القوى وترك القضية الفيلية التي هي الأساسية والجوهرية في كل المعادلات السياسية والإجتماعية على رفوف الإهمال والنسيان وإضعاف قوة التماسك بين صفوفها وبعثرة قدراتها وطاقاتها لكي تبقى مهمشة مهشمة تعيش في ظل هذه الأحزاب وتحت رحمتها، ليبعدوا هذا المكون الأصيل عن المواقع التي يستحقها ويتناسب مع حجمه الحقيقي واستحقاقاته الوطنية أسوة بالمكونات العراقية. صحيح إن المثقف الفيلي عاش حقبة سوداوية وظل تحت لغة القمع والإضطهاد زمناً طويلاً ولدت لديه النكوص والإحباط النفسي والمعنوي فضلاً عن أنه لم يواكب التطور المعرفي والفكري بسبب الحظر القسري المفروض عليه من قبل السلطة العنصرية آنذاك، إضافة الى الضغوطات السياسية والإقتصادية بعد السقوط ليزداد الإضطراب الذهني والقصور في التفكير الجدلي لتختلط الألوان السياسية في لوحته ويفقد السبل للوصول الى الطريق الصحيح القويم الذي يلبي طموحاته وآماله الموضوعية بعد تلك العقود التي مضت من الخوف والمستقبل المجهول، رغم كل هذا لا يوجد مسوغ عقلاني رصين ومبرر منطقي لهذه التبعية والعلاقة الزائفة التكاذبية بينه وبين هذه الأحزاب الغالبة سياسياً، وهي دلالة على ضعف التفكير الجدلي العقلاني وفقدان التوازن العاطفي والتأرجح بين العقيدة والقومية فضلاً عن إرتفاع منسوب الأنا والطغيان الذاتي وحب المال والجاه على حساب المبدئية والمصلحة العامة. إن إيمان المثقف بالفيلية من خلال القلب واللسان غير كاف وناقص وهو أضعف الإيمان إذا لم يقترن هذا الإيمان بالعمل الجاد المخلص، حيث يقع على عاتقه مسؤولية الدفاع عن إنتماءه وولاءه بإستقلالية دون قيود أو تبعية، ويكون الهم الفيلي الهدف والغاية والرسالة التي يعمل ويجاهد من أجله. لذلك فأن إدراكنا لمآسينا وآلامنا الماضية ودراسة مفردات تجربة الحاضر بوعي ودراية كفيل لتحديد أطر مستقبلنا ضمن مفهوم الإستقلالية والإعتماد على المقومات والعناصر الفيلية الذاتية والتي هي مصدر إشعاع وإستنهاض وإلهام وقوة لإعادة الروح الى الجسد الذي تقطعت أوصاله بفعل القدر والحكومات وسكاكين الأحزاب، و يجب أن نتعامل مع كل القوى في الساحة وفق مبدأ المصالح السياسية والإستحقاق الوطني الذي يكفله الدستور العراقي وما ترتب من إستحقاقات مادية ومعنوية على إعتبار الجرائم التي أرتكبت بحق الكورد الفيليين كجرائم إبادة جماعية. نعم والف نعم لتوطيد العلاقات وتعزيزها وترسيخها مع الجميع وفق مفهوم المواطنة ومبادئ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والعيش المشترك في الوطن، وخصوصاً مع من نرتبط بهم من حيث العقيدة والقومية ولكن بشرطها وشروطها دون التبعية والوصاية.



#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الفيلي بين الواقع والطموح
- العراقية وتصحيح الموقف الخاطئ
- العراقية والمأزق الخطير
- دمنا يهدر بإسم الشراكة الوطنية
- الإعلام الفيلي والمسؤولية التأريخية
- عراقليكس لفضح المستور
- مصير الفيلية والدولة الكوردية
- فيلي بلا كفن
- يلهمني كل ما فيك ايها الفيلي
- كبوة الفيلية عابرة
- شعب مسكين
- سفراء أمريكا ... بلطجية
- ربيع تحول الى خريف عربي
- ما يجري عليهم!!؟ لعنة العراق
- العرب وضياع الهوية والذات
- الأقزام وأوهام التعملق
- مقالة ( عنوانها ) لا تستحقون كل هذه ...التضحيات
- أزدواجية أمريكا...وجه قبيح
- من المسؤول..ولمصلحة من
- تسقيط الفيلية... لمصلحة من ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي حسين غلام - المثقف الفيلي بين الأستقلال والتبعية