أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع 4















المزيد.....



الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع 4


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 11:47
المحور: القضية الكردية
    


لقد قام نظام العصور الوسطى الإقطاعي، في التاريخ الحضاري، بالحد من نطاق الماهية الدوغمائية لعبودية العصور الأولى القديمة، ومن ثم إطراء التغييرات عليها ومواصلتها. فالسلطنة التي هي ظل الإله، والتي حلت محل الملوك الآلهة؛ إنما هي تغيير في شكل الدوغمائية. أما مضمونها فهو مصون. عززت بنية السلطة القتالية من قوتها أكثر بتوسعها في عموم أوروبا ومناطق آسيا الشاسعة. وبدلاً من الإمبراطوريتين الرومانية والبرسية المرهقتين، شُيِّدَت الأنظمة العربية – الإسلامية، الجرمانية – المسيحية الكاثوليكية، السلافية – المسيحية الأرثوذكسية؛ والتي تميزت بكونها الدم الطازج. وقامت الأنظمة التركية – الإسلامية، والمغولية – الإسلامية بمواصلة المرحلة عينها بشكل متأخر. المهم هنا في هذه الأشكال الجديدة للإمبراطوريات، هو إضافة العناصر الثقافية الجديدة إلى بناها كدم طازج يجري فيها. ورغم أنها استمدت قوتها من محاكاتها للإمبراطوريتين الرومانية والبرسية وحذوِها حذوَهما، إلا أن البنية الذهنية الإيمانية الأقوى التي جلبها الإسلام والمسيحية، قد أمدّت بغناها الوفير قوة السلطة القتالية بالوقود والطاقة اللازمين لها لتطيل من عمرها مدة طويلة. من جانب آخر، فالقوات الهرمية العربية والجرمانية والتركية والمغولية، المعتادة على حياة النزوح والهجرة الأكبر والأطول في التاريخ؛ كانت في حالة تخولها لجمع الجنود الأشاوس وذوي الإيمان الصارم، من مجموعات الأقوام التي ترتكز إليها، وبالقدر الذي تشاء. هذا وكانت حياة المدينة الأكثر راحة ورفاهية وغنى، تتميز بجاذبية تؤهلها للانتشار في المناطق التي تتكاثف فيها الأقوام الجديدة.
في الحقيقة، كانت القاعدة الأرضية للإثنية من جهة، والديانة الإسلامية وأديرة الفقراء في المسيحية، اللتين تبحثان عن الخلاص، والشرائح الطرائقية من جهة أخرى؛ تتطلع وتهدف إلى عالم وحياة مختلفين. كانوا ناقمين ومشمئزين من قمع الدولة والهرمية واستغلالهما. لهذا الغرض كانوا انخرطوا في حركية عظمى. التفسير الأكثر صواباً بالنسبة لآمالهم وطموحاتهم هو، الديمقراطية الإنسانية المثالية العالمية، كتركيبة جديدة من كل من الدير والطرائقية والحياة المشاعية الطبيعية القديمة.
ثمة حيز واسع في كلتا الديانتين لسيدنا "مولانا" وغيره، والذي يعد الذهنية والفؤاد الكونيَّين لتلك المرحلة. فالتقرب الذي يمكننا اختزاله في التعبير: " تعال، حتى لو كنتَ من اثنين وسبعين أُمّة. تعال، مهما يكن لك من ذنوب في الماضي"؛ إنما يتضمن ديمقراطية عالمية بأقصى حدودها. إنه يستذكرنا بديمقراطية العصور الوسطى وتيار الكونية فيها.
إن التقرب من تيارات الدير والتصوف الشائعة جداً في تلك المرحلة، ضمن هذا الإطار، يوسع الآفاق. فبينما تصبح الشريحة العليا للإثنية والدين قوة الدولة الإقطاعية؛ تعيش الشرائح السفلى الفقيرة كقوة للنظام المشاعي في الأديرة – تقابلها في الإسلام البؤر الطرائقية – وأديرة الدراويش المنتشرة في مساحات واسعة للغاية. إنه انقسام ذو معنى طبقي عميق. وهو، بمعنى من المعاني، يشيد بالتباين والصراع الحاصل بين قوة السلطة القتالية الخاصة بالعصور الوسطى (بالاشتراك مع الشرائح المتواطئة معها والمرتكزة إليها) من جهة، وبين الشعب الديمقراطي المشاعي من جهة أخرى. يعكس التناقض الباطني – السنّي في العالم الإسلامي، والكاثوليكي – الهرطقي في الديانة المسيحية، هذه الحقيقة بوضوح. ونشاهد حدوث تمايزات مشابهة في بنية الأقوام أيضاً. فالتناقضات السلجوقية – العثمانية – التركمانية، كذلك تناقضات العرب – الخوارج، وغيرها؛ تشير إلى الصراعات والنزاعات والتناقضات الطبقية الموجودة داخل القوم ذاته. وقد نجحت بعض حركات الفقراء في تحقيق تسيُّسها بمستوى متقدم. فالقرامطة، الحشاشيون، الفاطميون، والعلويون؛ إنما هم تعابير عن ردات فعل الشرائح الشعبية الفقيرة إزاء التمايز الطبقي، وأمثلة عن الديمقراطية البدائية للعصور الوسطى. إلا أن مفهوم السلطنة المهيمن على النظام الاجتماعي، لن يفسح المجال لتأسيس كيان ديمقراطي أكثر تقدمية في هذه الحركات. حيث ستفقد فاعليتها ونشاطها وتتم تصفيتها عبر حركات القمع الخارجية والتردي والانحطاط الداخلي. أما الكيانات التي يمكننا تسميتها بأنها ضرب من ثقافة الكنائس، والتي خلقت تأثيرات راسخة في أوروبا وآسيا الوسطى؛ فقد عرفت كيف تعيش على المدى الطويل. وقد لعبت الكنائس أدواراً مهمة في العلم وتقنيات الإنتاج أيضاً. لقد كانت القوة الذاتية للعم والحياة. وتَمُتُّ ولادة المدارس والجامعات في العصور الوسطى بِصِلة كثيبة بأنشطة الكنائس والأديرة.
نجحت مجموعات السلطة القتالية في أن تكون القوة المهيمنة في النظام، حصيلة كفاحات ومنازعات عتيدة ومضنية. لعبت القوة الكلاسيكية لظاهرة الدولة، كذهنية وكمؤسسة، دوراً معيِّناً في ذلك. فطرازها التنظيمي والإداري يتسم بالكفاءة التي تمكِّنها من عدم إفساح المجال لظهور كيانات بدائية وشبه ديمقراطية. الأهم من كل ذلك، هو خط مسار التاريخ في هذا الاتجاه بكفاحات ونزاعات مريرة متداخلة، أكثر من كونها مهيمنة وحاكمة.
ليست "السلطنة العليا، ظل الله" التي تم الإقناع بها عبر الدعايات المفرطة، سوى عنصراً جديداً مموَّهاً بألف مكياج للتجميل، في الدولة المغطاة بستار من الدسائس والمكائد والاستبداد والسلب والنهب، من أعلاها إلى أدناها. فقوة السلطة القتالية في الديانتين الإسلامية والمسيحية، والموروثة من الروم والبرسيين، والتي شبّهناها بالكرة الثلجية والكرة النارية؛ تقمصت الثياب الدينية في إقطاعية العصور الوسطى، لترسخ ذاتها، بحيث – وعلى عكس ما تزعم هي – خلَّفت الإمبراطوريتين الرومانية والبرسية وراءها كثيراً في الظلم والسلب والنهب الذي اتسمت به. مقابل ذلك، ورغم خيانة هرمياتها إياها، إلا أن حركات الإثنيات الفقيرة والكنائس والطرائق والمذاهب المنشقة، والمُبقى عليها في الأسفل والوراء؛ تمثل وتعنى بحقيقة الشعب والمجتمع ذي الروح الديمقراطية والمشاعية، أكثر مما يُظَن.
لأجل تفهم حاضرنا، علينا استيعاب حقيقة العصور الوسطى بقدر سابقاتها؛ ولكن ليس بالقلوب الصفيحية (التنكية) ولا بنظارات الأحصنة الموضوعة على عيوننا من قِبَل الحكام المهيمنين منذ آلاف السنين. بل يجب تفهمه وفق هذه التعريفات، والإصغاء إليه. لهذا السلوك أهمية كبرى من أجل روح الحرية ووعيها. فمن لا يحيا التاريخ بشكل صحيح في روحه ووعيه، محال أن يطمح إلى الحرية والمساواة، أو أن يكون ديمقراطياً.
إن حضارة العصور الوسطى في أوروبا، والتي فلحت في أخذ كل ما هو لازم لها من الميراث الإيجابي للمجتمعات الشرقية – دور حركة الأديرة هنا معيِّن ومصيري – اعتباراً من القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد؛ مرغمة على إعداد النهضة بخطى سريعة، وبخلاقية طراوتها. إذ من المهم إدراك دوافع عدم استمرار الإقطاعية مدة طويلة بشكلها الكلاسيكي، عن كثب أكبر. فبقاء المجتمع الطبقي بعبودية العصور القديمة أطول مدة على الإطلاق – من 4000ق.م حتى 500م – قد كشف الستار عن طاقته الكامنة بنسبة ملحوظة لا يستهان بها، وأظهر ما بمقدوره إظهاره. إذا كان التمايز الطبقي الإقطاعي ساهم بحدود في هذه المرحلة، فلضُعف طاقته الكامنة دوره العلني في ذلك. حيث إنه ليس في وضع يخوله للمشاركة كثيراً في النظام الاجتماعي. بالأصل، كانت مآرب الحركتين الإثنية والدينية على السواء، تتطلب تخطي هذا النظام جذرياً. فمحاكاة الهرميات للإمبراطورية وتقليدها إياها، لم يكن الهدف الأساسي. ذلك أنها كانت استثمرت الثورة الاجتماعية للدين، والثورة القوموية للإثنية في الوصول إلى السلطة القتالية الجديدة. فعلى راية المقاومة والصمود للجماهير الفقيرة، كان كُتِب "المساواة، الأخوّة، السلام" قبل اندلاع الثورة الفرنسية بكثير. وقد حصل ذلك في ظل السلطنة الإلهية المعمِّرة ألف عاماً، وخُلِّدَت طوباوياتها عبر "يوم الحشر والجنة". وكانت الهرمية الخبيرة في تقاليدها الطويلة العمر في المكائد والاستبداد في ظل سلطنة النهب، قرأت ما حفظته، وطبقته بالخداع والزيف، بالقمع والكبت.
لعبت القوة التنويرية الحقة للكنائس – بقيت هذه القوة تحت تأثير السلطنة بنسبة زائدة في الديانة الإسلامية – من جهة، وروح المجتمع الطبيعي الطريّة للإثنية – وخاصة لدى الجرمانيين – من جهة ثانية؛ دوراً بارزاً في استمرار تلك المرحلة مدة طويلة في أوروبا الغربية. فهاتان القوتان، كانتا تواظبان على الاستمرار في حرية الوعي والإرادة، مثلما هما في كافة فترات التاريخ. كانتا تموِّجان راية العلم والحرية بكل شغف وعنفوان، لترفرف فوق أراضي أوروبا الغربية الخصيبة المعطاءة. فلا أمراء وملوك العصور الوسطى المستنسَخون من الإمبراطورية الرومانية، ولا محاكم التفتيش الكنائسية التي كانت تمثل أرواحهم؛ كانوا قادرين على قطع الطريق عليهما. وبما أنهما تكونتا من أناس ذوي أفكار عظيمة وأرواح حرة، فالتقرب باحترام وحساسية من مرحلة التكوين هذه، يحظى بأهمية بالغة من حيث تعلم حقيقة الحضارة الغربية الحالية. فالقيم المخلوقة لها معانٍ سامية، بمثل ما هي عليه قيم الثورة النيوليتية القروية الزراعية والثورة المدينية الحضارية، يأقل تقدير. إنها تعني استمرار وجود وعينا وروحنا الحرة الخلاقة، التي تتجه صوب الخمود في الشرق. فالوعي والحرية المتعاظمة على يد الإنسان الأوروبي، ما هما إلا حكمة وروح المجتمع الطبيعي، اللتين تحلينا بهما لآلاف من السنين، وكنا روادهما. إنها ليست غريبة عنا، بل هي حقيقتنا.
في الحقيقة، إن أب وأم الحركة النهضوية – الميلاد الجديد – المبتدئة في القرن الخامس عشر، هما النسل الأخير للسلالة الشرقية المعمِّرة آلافاً من السنين. أما الظن بأنها وُلِدَت من آدم وحواء أوروبا، فهو مغالطة كبرى. لربما كانت الطفل الشرقي المنفي أيضاً. جلي أن النهضة هي امتداد متسارع طردياً لأحداث القرنين الثالث عشر والرابع عشر. والأرضية التي ترعرعت عليها، ليست سرايا الملوك والأسقفيات المستنسَخات من روما؛ بل أديرة المناطق الجبلية وجامعات المدن المتنامية حديثاً. لا القوة السياسية – العسكرية، ولا القوة الاقتصادية التجارية – الإقطاعية، مصيريتان في هذه الانطلاقة. فأديرة الأرياف والأقفار، وجامعات المدن، والمقتاتة على كدحها هي؛ هي أمكنة النشاطات المستقلة التي غذّاها الشعب، وعقد آماله عليها، وآزرها لتعلو فيها راية الحرية والوعي. سأنوِّه بأهمية بالغة إلى أن الطريق المفضية إلى النهضة تمر أساساً من المدارس المشاعية للشعوب، لا من سرايا الملوك والكنائس الفخمة. إنها ليست الطريق التي رسمتها الطبقة الإقطاعية، ولا الطبقة البورجوازية التي لم تكن موجودة أصلاً في الوسط آنذاك.
إذا ما كان لازماً تحديد زمانها ومكانها، من حيث تدفق نهر الحضارة؛ فسيكون الانطلاق من المنبع السومري – مرة أخرى – معلِّماً ومفيداً. ينتشر الكيان المتواجد في أطراف مدينتي أوروك وأور في الفترة ما بين 3500 – 2500ق.م صوب شمالي نهرَي دجلة والفرات، على موجات متتالية، مروراً بالمراكز نيبور، بابل، ونينوى. والمراحل المتشكلة في أطراف هذه المراكز، هي: (2500 – 2000ق.م) في نيبور، (2000 – 1300ق.م) في بابل – وهي المرحلة القديمة والوسطى – و(1300 – 600ق.م) في آشور، و(600 – 300ق.م) هي مرحلة بابل الأخيرة. وبرزت حضارات الحثيين الأناضوليين في (1700 – 1200ق.م)، وفي ميديا (900 – 550ق.م)، وفي برسيا (550 – 300ق.م)؛ والتي تأثرت – عدا ميزوبوتاميا – مباشرة بالسومريين.
يمكننا تناول الحضارتين الإغريقية والرومانية الكلاسيكيتين ارتباطاً بالثورة الذهنية الثانية الكبرى. إنها حضارات المرحلة العبودية المتوجهة من الفكر الميثولوجي صوب الفكر الفلسفي. وقد بدأت بالتطور بعد اقتحام طروادة، الممثلة العظمى والأخيرة للشرق في الغرب. أما الخلاّصيون (Hellas) والأتروسكيون، فمختلفون. حيث عجزوا عن إحداث تطور خاص بهم، بسبب عدم قدرتهم على تجاوز وضعية النزوحات التقليدية في الانتشار. في حين أن الحضارتين الإغريقية والإيطالية الناشئتين في أعوام 1000ق.م، تمكّنتا من الانتقال إلى حضارة لها خاصيتها، مع تطور الفكر الفلسفي في أعوام 500ق.م. في الحقيقة لقد اكتسبتا خاصياتهما من تغذيهما مدة طويلة على الآثار الحضارية السومرية والمصرية، ومن اتحادهما مع الهجرات القادمة من الشمال، بالإضافة إلى تأثير الخصائص الجغرافية أيضاً.
إن التطورات الحاصلة لدى الإغريق وشبه الجزيرة الإيطالية، هي امتداد للحضارة الحثية في بلاد الأناضول. وإذا ما أضفنا إليها المساهمات الكثيفة للفينيقيين في مصر وشرقي البحر الأبيض المتوسط، سندرك عندئذ ركائز التطور الخاص بها على نحو أفضل. يتوقف توسع الحلقة الإغريقية – الرومانية الحاصل فيما بين 1000ق.م و500م، عند تخوم أوروبا وشواطئ المحيط الأطلسي. فالظروف الزمانية والجغرافية المختلفة تكوِّن شروط ظهور الشكل الثالث الكبير منها. ولدى ارتطام نهرنا الحضاري بصخور أوروبا الغربية، يبلغ مرحلة أخرى من العطاء الأوفر. إنها الثورة الحضارية الثالثة الكبرى، المبتدئة في أعوام 1500م. وإذا ما ربطنا النهضة بسلسلة الحضارة العالمية، فسيكون التدفق في هذا المنحى واقعياً.
التعريف الأصح للنهضة هو الثورة الذهنية. فالثورة جذرية في عدة ميادين. أولها هي الولادة الجديدة للفرد الذي يكاد يُهمّش باسم الألوهية على يد الفكر الديني. لقد وصلت النظرية اللاهوتية المسيحية ذروة المرحلة السِكولاستية (في الفلسفة اليونانية – المترجم) في أعوام 1250م، مع ظهور تركيبة أرسطو الجديدة. ويمكن نعتها أيضاً بالحالة الأرقى للميتافيزيقيا. وكأن الإنسان قد نُسي، ومُحي من الحياة، بحيث لن يكون بمقدوره حتى أن يكون عبد الإله. ووصل الأمر الحد المفرط من الشكل المجتمعي المستند إلى الدين. من الصعب على الإنسان تحمل هذا الشكل غير المتناغم إطلاقاً مع الحياة المرئية العملية، لمدة طويلة. فالمحاولات الهرطقية (المذهبية المنشقة) والساحرات الجنّيّات (نساء المجتمع الطبيعي اللواتي لم يعتنقن المسيحية) والكيميائيون (تكوين الذهب من العناصر الطبيعية، البحوثات العلمية)؛ إنما تمثل المقاومة الذهنية الخاصة تجاه دوغمائية المسيحية.
ما أرادت محاكم التفتيش إعاقته هو التطورات التي قد تمهد لظهور الفرد الحر. فالمثال الأكثر لفتاً للنظر لمن انقطع عن دوغمائية المسيحية وحقق وثبة نحو فكر الطبيعة الحرة، هو "جيوردانو برونو". فـ"برونو" الشغوف كلياً بالطبيعة، لا يميز بينها وبين الإله. وكأنه ثمِل بمفهوم "الطبيعة – الكون" الحيوي. لقد كان معجباً ومذهولاً بآليتها لدرجة أن هذا الرائد الحماسي النهضوي أُعدِم حياً بالنار تأكله ألسنتها، في عام 1600م في روما، وبشكل يليق حقاً بذكرى "سبارتاكوس" و"سانت بولس" (سانت بولس Saint Paul: هو أحد دعائم الكنيسة المسيحية القدامى. يُعرَف بـ"بولس الرسول" – المترجم).
النتيجة الأخرى الهامة المتمخضة من التقرب بطراز وجهة النظر المنقطعة عن الدوغمائية نحو الطبيعة، هي تطور الأسلوب العلمي. لقد عرف الأسلوب التصوري الميتافيزيقي، الذي بتر ذهنية الإنسان عن الواقع الطبيعي، كيف يتجه صوب الطبيعة مجدداً بتغيير الأسلوب. فـ"روغرRoger" و"فرانسيس بايكون" (Francis Bocon: سياسي وفيلسوف إنكليزي. يعتبر أحد رواد العلم التجريبي الحديث. عاش من عام 1561 حتى عام 1626 – المترجم) و"غاليليو غاليلي Galileo Galilei"، الذين يعدون كأنبياء الأسلوب العلمي؛ فرضوا المراقبة والتجربة والقياس على الطبيعة، ليُشرِعوا الأبواب على مصاريعها أمام درب العلم.
تطوُّر الذهنية العلمية تصاعدياً منوط بهذا الأسلوب المتبع عن كثب. فبينما التقرب الفلسفي يعني التقرب بأمل من الطبيعة، فهذا الأمل من أجل الأسلوب أيضاً يعني تحوله إلى حقيقة واقعة. إذ، وبينما تنوِّر الرؤى المستقبلية والفرضيات الفلسفية الساحاتِ العلمية وظواهرَها؛ تحقق المراقبة والتجريب والقياس البرهان العلمي فيها. وبدون وجود التجربة والقياس، لا يمكن الإفادة من الطبيعة بالفرضيات الفلسفية. كل ظاهرة متداوَلة دون اللجوء إلى التجريب والقياس، لا يمكن إدراك ما ستنمّ عنه من نتائج. وإن كانت الخطوات المخطوة في هذا الاتجاه في العالم الإسلامي قد أسفرت عن بعض النتائج؛ إلا أنها بقيت محدودة في مساهماتها في المعلومات العلمية، بسبب عدم ارتكازها إلى أسلوب منتظم. لم تدخل المعلومة العلمية – الدعامة الأساسية للحضارة الغربية – مرحلة التطور السريع، إلا بعد تحليل وحل مشكلة الأسلوب الرئيسية. فحل مشكلة الأسلوب مهّد السبيل للثورة العلمية. هذا ولعبت البحوثات في الأساليب العلمية المتحققة مع النهضة، دوراً ملحوظاً في تطور المدارس الفلسفية الحديثة. كما فتح تقارُب الفلسفة والعلم وارتباطهما ببعضهما البعض، المجالَ أمام مرحلة من التطور العلمي الأكثر معطائية، وأدى إلى ظهور البنى الفلسفية المتطورة المرتبطة بالعلم.
هذا الفكر والموقف، المنقطعين كلياً عن الإله، واللذين يمكننا نعتهما بدعامة النهضة؛ إنما هما التغيير الأعظمي في البراديغما. من الجوهري عدم النظر بعين اعتيادية للثورة الذهنية المتحققة. إنها من أصعب ضروب الثورات المتحققة. فالتخلص من الدوغمائية الدينية، وإيلاء المعنى للحياة بقوة العاطفة والفكر، هما من أهم مكاسب الحضارة الغربية. والطبيعة النابضة بالحياة والحركة، المزهوة بالألوان، الباعثة على النشوة والحماس بكل ما فيها، والمحمَّلة في ثناياها بالطاقات الكامنة العظمى؛ إنما تَعِدُنا بآمال عظيمة. إن عودة الإنسان إلى الطبيعة بعد مرور آلاف من السنين، وبتراكم وعي هام؛ إنما هو مصدر كافة التطورات الأخرى.
التغيير العظيم الثاني هو الإصلاح الحاصل في الدين. إذ كان لا مفر من ردة الفعل تجاه الدوغمائية المسيحية المناقضة بمغالاة وإفراط لمفهوم المجتمع الطبيعي. تُشكِّل تقاليد المجتمع الطبيعي لدى الجرمانيين، وتَعَرُّفهم الحديث العهد على الدين؛ شروط انبثاق الإصلاح من هذه الثقافة. والبروتستانتية في حقيقتها هي التفسير المسيحي للشعب الجرماني. وهي تمثل التنقيح والإصلاح الأكثر مرونة للدوغمائية، والذي لا يعيق العمل والنشاط، والمنفتح أمام العلم. إنها ضرب من ردة الفعل إزاء السلطنة الدينية. وهي الضربة النازلة على التزمُّت الصارم للدين المسيَّس بإفراط، والذي يشكل عائقاً أمام التطورات العملية، ولا يعترف بخاصية وحرية الشعوب. كما أنها انعكاس للثورة الذهنية بمعناها اللاهوتي.
وبتحطم القوالب الدوغمائية، ولج الفكر الفلسفي مرحلة من التطور السريع. فكيفما فُتِحَت درب المرحلة الفلسفية التاريخية في أعوام 600ق.م في بلاد الأناضول الغربية، مع تجاوز الفكر الميثولوجي، فقد بُلِغ عصر فلسفة أرقى مع تجاوز الدوغمائية الدينية في منطقة أوروبا الغربية. وكأن الفلسفة، التي هي الساحة الأرقى للثورة الذهنية، قد وجدت أنبياءها ممثَّلين في شخص "سبينوزا" (Baruch Spinoza: باوزخ سبينوزا: فيلسوف هولندي، كان من أكبر القائلين بوحدة الوجود. عاش بين 1632 و1677 – المترجم) وديكارت.
التطور الثالث المتولد مع النهضة هو شكل الحياة المتمركزة حول الإنسان. فالمفهوم القائل بأن الإنسان يجب أن يكون مُلك الإله بكل ما فيه، هو صياغة مختلفة للذهنية العبودية. إنه صياغة فكر ميثولوجي تسرب من ثقافة المَلك الإله إلى الأديان التوحيدية، وكأنه محى الفرد من الحياة. وهو من بقايا كون العبد – بكل ما فيه – أداة بيد سيده. إن إفناء الفرد لهذه الدرجة في هوية السيد والإله، يعني أيضاً عدم وجود حياة يمتلكها. إذ، ليس الإله مُلكاً له، بل مُلك للإله. إذا ما ترجمنا ذلك، فهو يفيد بالتبعية المفرطة لهرمية البشرية الدينية المتدوِّلة. تتواجد عبودية الدين المستترة بهذا النحو لصالح الطبقة المهيمنة، في كل الأديان. إن إنعاش النهضة تقديرَ الإنسان واحترامَه، مناسب أيضاً لتعريفها بأنها الطراز الوجودي الذي يجعل المجتمع من حياة الفرد أكثر معنى. فأينما يُفنِد الوجودُ المجتمعي الجانبَ الفردي، تكون ثمة عبودية وطيدة.
ما تَحَقَّق في اشتراكية السوفييتات، هو عينه – مضموناً – ما تَحَقَّق في اشتراكية دولة الرهبان السومريين. فعندما يُصهَر الفرد ويُذاتب، أياً كانت الذرائع، وباسم أياً كان؛ فإن ذلك يسمى العبودية. كانت هذه المصطلحات الأساسية في الأديان الطوطمية والمتعددة الآلهة في الكلانات والعصور القديمة، والتي هي ضرب من أشكال انعكاس المجتمع؛ تمنح الفرد القوة والقدرة. يمثل المفهوم الديني للعصور الوسطى ضلالاً حقيقياً عن المجتمعية الأصلية، من حيث محوه الفرد وتهميشه إياه.
بجذب الفلسفة الإنسانية المثالية والفردانية والإصلاح للإنسان إلى مركز الحياة؛ أبدت موقفاً جدياً تجاه الانحراف البارز على شكل الوجود الاجتماعي. تعد النهضة، بجانبها هذا، من أهم المراحل الذهنية في التاريخ، وأهم الخطوات اللازمة من أجل خلاقية الإنسان وطبيعته. إنها تعني الولوج في درب أو أرضية يمكن للمجتمع الأيكولوجي الارتكاز إليها. إلا أن تطوير ذهنية الرأسمالية من نفوذها فيما بعد، ومرورها من الفردانية إلى الفردية، آل إلى استيلائها على كافة المكتسبات، وفتحها الأبواب على مصاريعها أمام أكبر تضليل أيكولوجي في التاريخ. أي أن مصدر الكوارث الأيكولوجية ليس ذهنية النهضة، بل تحريفها بالرأسمالية، وإفراغها من محتواها، وبترها من حالة الوجود الاجتماعي بشكل معاكس لها. وبالتضليل الذي قامت به الدوغمائية الميثولوجية والدينية في واقع الوجود الاجتماعي على شكل "مجتمع الإله"؛ عملت الرأسمالية على محو المجتمعية لصالح الفردية، وتطبيقها بشكل معاكس. وبقولنا بأن إحدى أهم المشاكل القائمة في يومنا الراهن هي الضلال الأيكولوجي، سندنو من الموضوع ونغوص في أكثر.
كشفت مرحلةُ النهضة – صاحبة الميراث المتراكم طيلة ثلاثة قرون تقريباً (1400 – 1700م) – النقابَ أساساً عن طراز التفكير في الحضارة الغربية. فإدراجها ذهنية الإنسان المبتورة من الطبيعة والمجتمع، في درب فلسفية وعلمية أكثر عمقاً من جديد، فتح المجال أمام الدرب اللازم سلوكها من أجل الحضارة الجديدة حتى أقصى الحدود. ثمة مشكلة أسلوب منوطة بهذا التطور، ويجب تداولها معه.
نخص بالذكر هنا الخطأ الأكبر المرتكَب في التفسير المادي المغالى فيه بشأن مفهوم التاريخ في الماركسية؛ والذي يشرح الصياغات المجتمعية على نحو خط مستقيم. فالمفهوم الذي ينظر إلى تطور الرأسمالية وتمأسسها كنظام، وكأنه ضرورة لا بد منها؛ لربما قدم أكبر الخدمات للرأسمالية بما يعجز عنه أي أيديولوجي رأسمالي. بل وفعل ذلك باسم مناهضة الرأسمالية. قد يبدو في الأمر تناقض. ولكن إذا ما نظرنا إلى الوراء، لأدركنا على نحو أفضل، أن أي أيديولوجي رأسمالي لم يخدم نظامه بقدر ما فعل الماديون المحضون ذوو الأصول الماركسية.
إلى جانب اعتبار النهضة إحدى أهم الثورات الذهنية، فالمشكلة الأهم هنا هي، ما هو النظام الاجتماعي الذي ترتبط به النهضة؟ فمفاهيم التاريخ الكلاسيكي تَعتَبِر نظام المجتمع الرأسمالي تجهيزاً للذهنية. في حين ينظر المفهوم الماركسي في التاريخ إلى ولادة ذاك النظام وكأنها أمر إلهي. وكل هذه الآراء هي ثمرة الحياة التابعة للرأسمالية بالذات.
ثمة تراكم رأس المال في كل فترة من فترات التاريخ، قليلاً كان أم كثيراً. حيث نشاهد تراكم الثروة ورأس المال بكثافة منذ عهد السومريين، وخاصة مع تطور التجارة. نَمّ ذلك عن بروز الأغنياء الاقتصاديين. واليهود مشهورون في هذا الخصوص تاريخياً. إلا إنهم، مع ذلك، لم يقدروا أن يصبحوا نظاماً مهيمناً. كل من جماعة الدولة العليا والجماعات المشاعية السفلى، رأت في التراكم خطراً ونظرت إليه بعين الريبة والشك. بل ووضعت نصب عينيها على الدوام احتمال احتضانه السيئات الكبرى في أحشائه. والعامل المؤثر والهام هنا، هو القلق من تمزق نسيج الأخلاق الاجتماعية. فحتى السلطة القتالية، لا تجرؤ على تمزيق أخلاق المجتمع وتشتيتها، مهما استمرت في بسط نفوذها عليه. فوجودها بحماية الظاهرة الاجتماعية المرتكزة إليها كتمأسس للهرمية؛ هو شرط أولي. وحتى لو أبادتها جسدياً، فإنها تقوم بذلك بأخلاقه. فتجريد مجتمع ما من تقاليده الأخلاقية الأولية، يعني تعريته وتجريده من الدفاع، وجعله منفتحاً أمام كل أنواع المهالك. وبلوغ رأس المال الرأسمالي إلى مستوى النظام، منوط عن كثب بحله الأخلاق، وبالتالي المجتمع. الأمر هكذا، ولا علاقة له بإرادتها. فبدون حل المجتمعية لن ينبثق أي نظام من الرأسمالي. وحتى إذا اتجه صوب تشكيل النظام، فإنه يكون مدمِّراً فظيعاً حينها.
يتطرق كل من ماركس وأنجلز إلى هذه المرحلة بأسلوب ملفت للنظر في البيان الشيوعي. إنهما مذهولان نوعاً ما إزاءه. ورغم إناطتهما الرأسماليةَ بالدور الثوري، إلا أنهما ينوّهان – وبكل إصرار – إلى تدميراتها وإجحافها، وإلى ضرورة تخطيها بأقصى سرعة. فالرأسمالية ليست أي نظام اجتماعي آخر. إنها ضرب من النظام السرطاني للمجتمع. إن التمحيص في الحضارة كمجتمع طبقي على وجه العموم، وفي الحضارة الرأسمالية كمرض اجتماعي على وجه التخصيص. والتقرب منها بموجب ذلك، يتحلى بأهمية بالغة. فالسرطان ليس مرضاً وراثياً. بل هو مرض يبرز مع إرهاق الجسد وخور قواه، وفقدانه مناعته. وما يُعاش في الظاهرة المجتمعية شبيه بهذا. يصاب المجتمع المرهَق في الأنظمة الحضارية بمرض السرطان في كافة أنسجته – أي مؤسساته – لدى تسرب رأس المال إليها. ويصبح عرضة للمؤثرات المميتة، إما بنسبة قليلة أو كثيرة، حسب نوع السرطان. وحل مسألة الحروب المندلعة في القرن العشرين لوحده، سيلقي الضوء على هذه الحقيقة، بكثير من جوانبها.
علينا رؤية كل من الرقابة المفرطة، الربح، الربح الأعظمي، فرض البطالة، المجاعة، الفقر والعَوَز، العرقية، القوموية، الفاشية، التوتاليتارية، فن الديماغوجية، الدمار الأيكولوجي، التمويل المفرط، الشخصيات الأغنى من الدولة ذاتها، القنبلة الذرّية، الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والفردية المفرطة؛ بأنها ضروب من سرطان النظام الرأسمالي.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية و ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية و ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية و ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني اللب التاريخي للقيم المشاعية والد ...
- الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ - اللب التاريخي للقيم المشاعية ...
- الدفاع عن شعب الفصل الاول / ه- الدولة الراسمالية والمجتمع ال ...
- الدفاع عن الشعب الفصل الاول د- المجتمع الدولتي الاقطاعي ومجت ...
- الدفاع عن شعب الفصل الاول ج- المجتمع الدولتي وتكون المجتمع ا ...
- الدفاع عن شعب-الفصل الاول ب – المجتمع الهرمي الدولتي – ولادة ...
- الدفاع عن شعب -الفصل الاول آ – المجتمع الطبقي
- الدفاع عن شعب -الفصل الاول
- الدفاع عن شعب


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل الثاني آ- اللب التاريخي للقيم المشاعية والديمقراطية في المجتمع 4