جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أصبح الشغل الشاغل لأحزاب المعارضة ( على طريقتها )، هو اللقاء من أجل الحوار وبخاصة الوطني
منه..!
فمنذ سنوات ثلاث واللقاءات الحوارية قائمة غير قاعدة ومع أن موضوعات الحوار هي ذاتها، أي هي هي،
فإن الحوار حولها وبها لن ينتهي كما يبدوا خلال هذا القرن..!
في سورية اليوم، وفي أوساط المعارضة تحديدا،ً مناخ حواري دائم وقد أصبح لدى البلد كمية فائضة من
الحوارات يمكن تصديرها إلى البلدان التي لا تهدر الكثير من الوقت في الكلام..! وهذا المناخ الحواري غير
الماطر، يعِّوض أصحابه من خلاله - كما هو ظاهر- عن تقاعسهم، وشللهم، وشلليتهم، وانعدام فاعليتهم على
الأرض أو في قاع المجتمع اللهم سوى في تلك الأماكن المظلمة حيث تعشش عناكب الأصولية الدينية، ومن
نافل القول إن انعدام المهام السياسية يحِّول التجمعات السياسية هذه إلى كائنات هلامية تحلق فوق أرض
الواقع وليس وسطه ..وكل بيان جديد يصدر عن لقاء حواري هو إعادة صياغة لما ورد في البيانات السابقة
بما فيها أسماء المنظمات، والأحزاب، والقادة ( يخزى العين )، التي يجري صفها بشكل عمودي في ذيل
البيان حسب حجم كل جماعة ، والسمعة بتاعتها ، وحسب طول شنب كل زعيم والقاعدة ( مالته )..! وهكذا
من الصعب أن يكحِّل المرء أو المرأة عينيه برؤية كلمة جديدة في البيان الجديد..! ومن باب الهواية
السياسية عمد أحدهم كلما سمع بانعقاد لقاء حواري بين الأطراف اياها إلى كتابة صيغة البيان الذي سيصدر
عن اللقاء فخلطة الثوابت، و المفاهيم الماضوية، والشعارات الأيديولوجية، أصبحت معروفة ومحفوظة بصم
حتى أنها صارت بلا طعم ولا رائحة ولم تعد تغني عن جوع..!
لقد أثبتت السلطة خلال السنوات الثلاث الفائتة و للمرة كذا أنها وبكل الترهل الذي يعتريها وحجم الفساد
الذي تخلل مفاصلها ونخر جذورها و بكل ما ظهر عندها من ممانعة بنيوية كابحة لكل أشكال الإصلاحات
المعلنة والمضمرة، أثبتت أنها لا تزال متقدمة سياسيا على التنظيمات والأحزاب التي لاشغل لها سوى الحوار
وهي محلِّقة في فراغ المجتمع السوري البائس..!
والملاحظ هذه الأيام يؤكد صوابية نظرتنا لحالة ووضع تلك الأحزاب القديمة قدم معارفها وأفكارها السياسية،
فمعظم هذه الأحزاب تتآكل ذاتياً، وفي أحسن الأحوال تسير نحو انشقاقات جديدة..! وهذا يعني أن الساحة
السورية ستشهد ولادة أحزاب ومنظمات جديدة من رحم القديمة بغض النظر عن مسألة قانون الأحزاب
المنتظر.ومن يعش سيرى العجب في سيرة ومسيرة الأحزاب الحوارية التي تعتاش على خبز البيانات
وحده..!؟
24/1/2005
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟