الاحتفال بيوم العمال العالمي في غوتنبرغ

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 12:37
المحور: سيرة ذاتية
    

الاحتفال بيوم العمال العالمي في غوتنبرغ
يحتفل العراقيون بيوم العمال العالمي اينما كانوا, ومهما تقلبت الاوضاع وتغيرت الظروف منذ ان عرفهم الحزب الشيوعي العراقي به وباهميته الوطنية والعالمية عام 1943. واحتفلت بعيد الطبقة العاملة العراقية هذه المرة مع العراقيين في يوتيبوري وجاء في كلمتي بالمناسبة, بعد ان تحدثت بايجاز عن تطور الطبقة العاملة العالمية والعربية والعراقية بدءا بنشوء الحركة النقابية باعتبارها المدرسة الاولى لتطور وعي الطبقة العاملة .,
يشكل الاحتفال بيوم العمال العالمي قبل 120 عاما علامة بارزة في تاريخ تطور وعي الطبقة العاملة لانه يعبر عن التلاحم الكفاحي الاول لعمال العالم من اجل ضمان حقوقهم, من خلال قوانين وتشريعات وطنية ومواثيق دولية . ولعبت الحركة الشيوعية دورها في توطيد وتطوير دور الطبقة العاملة في تحرير البشرية, وجسدته في انتصار ثورة اكتوبر وتشكيل المنضومة الاشتراكية. فقد فرضت في المحافل الدولية تطويرا نوعيا لقوانين العمل الدولية والوطنية عن طريق المنافسة بين النظامين العالميين . ولعب اتحاد النقابات الديموقراطي العالمي دوره في تطوير الحركة النقابية في البلدان المتخلفة ودعم نضالها. وبعد تطور الحركة النقابية في البلدان العربية تشكل اتحاد نقابات العمال العرب ولعب دوره في تطوير حركة التحرر الوطني العربية وفي تضامن شغيلة العالم مع القضايا العربية في كفاحها ضد الامبريالية والصهيونية وادانة الاعتداءات الاسرائيلية على البلدان العربية ومصادرتها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة. فضلا عن مساهمته في تطوير قوانين العمل في البلدان العربية والتضامن مع شغيلتها.
نشأت وتطورت الحركة النقابية العراقية منذ عشرينات القرن العشرين واحتفلت الطبقة العاملة العراقية بعيد العمال العالمي لاول مرة علنا عام 1946, بعد النصر على الفاشية . وللمرة الثانية في عام 1948 في الاجواء التي فرضتها وثبة كانون , وساهمت في المؤتمرات العالمية ولعبت الطبقة العاملة العراقية دورها الطليعي والحاسم في جميع انتفاضات شعبنا وعملت على تطوير مساندة شعبنا لحركة التحرر الوطني العربية والكردية والعالمية. وعملت على تصعيد تضامن شغيلة العالم معها من خلال المؤتمرات واللقاءات العالمية والاقليمية . وكان دور الطبقة العاملة العراقية بارزا في التهيئة لثورة 14/ تموز/1958 وانتصارها وتحقيق اهدافها. ونهضت الحركة النقابية العراقية وتوسعت . فقد ضم اتحاد النقابات 250 الف عضو وعقد مؤتمراته. واحتفلت الطبقة العاملة العراقية علنا للمرة الثالثة علنا مع جماهير الشعب في ايار 1959 وضمت المسيرة اكثر من مليون عراقي وكانت ثالث اكبر مسيرة في العالم بذلك اليوم, بعد مسيرة موسكو وبكين!! وشكل رد فعل الدول الامبريالية والرجعية المحلية والاقليمية على تلك المسيرة بدء الهجوم المكشوف على ثورة 14/ تموز.
ومرت الحركة العمالية الوطنية والعربية والعالمية بطريق متعرج ولكنه صاعد عموما حتى الربع الاخير من القرن العشرين الذي شهد انطلاق الثورة العلمية التكنولوجية التي احدثت ثورة جبارة بقوى الانتاج تستطيع ان تحقق الرفاه لعموم البشرية وتحريرها من الحاجة وتحول العمل من حاجة اجتماعية الى حاجة انسانية مبدعة. ولكنها في ظل علاقات الانتاج الراسمالية يجري استغلالها لخدمة مصالح الراسمال وباتجاه يناقض مصالح البشرية ويهدد مصيرها. ولم تستطع الطبقة العاملة مواكبة هذه الثورة , رغم كل ما حققته من تطور وانجازات. فانهارت المنضومة الاشتراكية تحت عبء اخطائها المتراكمة وعدم تطويرها للنظرية الماركسية وتعاظم نفوذ البيروقراطية فيها وتحولها الى طبقة حاكمة مستغلة , صادرت الحريات الديموقراطية وحقوق الشغيلة ودورها في الحياة السياسية والاقتصادية , ولذلك لم تدافع الطبقة العاملة في هذه البلدان عن اهم منجزاتها , النظام الاشتراكي الذي قدمت تضحيات رهيبة في سبيل بنائه والدفاع عنه وتطويره.
وغزت البيروقراطية الاحزاب الشيوعية عموما وادت الى ترهلها وجمودها واعتمادها على تلقي ما تنتجه الاجهزة والمؤسسات الفكرية للبيروقراطية المهيمنة على قيادات الاحزاب الشيوعية الحاكمة ولاسيما في الاتحاد السوفيتي. فاخذت تتذبذب بين اقصى اليمين واقصى اليسار وتتخذ دور الانابة عن الجماهير والطبقة العاملة بدلا من التلاحم معها والعمل من خلالها ومن اجلها . فانعزلت عنها وسهل على الانظمة الدكتاتورية ضربها كما سهل على دهاقنة الايديالوجيا الراسمالية تشويه تاريخها وايديولوجيتها واهدافها.
ويسخر الراسمال العالمي كل مزايا الثورة العلمية التكنولوجية لزيادة ارباحه بامعان استغلال شغيلة اليد والفكر . فقد حول الانتاج الفكري الى بضاعة قابلة للبيع والشراء اسوة بقوة العمل وبذلك وسع القاعدة الاجتماعية للطبقة العاملة التي يقع على عاتقها انقاذ البشرية من الفناء

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات