|
-الاذاعة الجهوية لفاس من خلال الأرشيف الصحفي المكتوب-.
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 12:37
المحور:
الصحافة والاعلام
بهذه الالتفاتة : تهنئة تازة ومعها النادي التازي للصحافة للإذاعة الجهوية بفاس بمناسبة الذكرى الخمسينية للتأسيس اعد الحوار : عزيز باكوش
ملحق إعلام وفنون يحاور ذ: عبد السلام نويكة صحفي وإعلامي مراسل إذاعة فاس الجهوية وباحث بالمركز التربوي الجهوي بتازة على هامش ذكرى مرور نصف قرن من زمن محطة إذاعة فاس الجهوية نقبتم في أرشيف الخزانة العامة وأنجزتم بحثا مميزا بخصوص إنشاء محطة فاس الجهوية كيف تتقدمون هذا المجهود كإعلامي ومراسل لمحطة فاس الجهوية ؟
اعتقد أن المبادرة في جوهرها هي محاولة متواضعة لتسليط قليل من الإشارات مادام للمناسبة علاقة بما هواحتفالي أساسا حول تاريخ الاذاعة الجهوية لفاس من حيث النشأة وهي تحتفي بذكراها الخمسينية اوذكرى مرورالنصف قرن من زمنها الأثيري. لقد ارتأينا في حدود جهد واجتهاد متواضع حبا منا وتقديرا لكل الأسرة الإعلامية بهذه الدارالشامخة، شموخ القرويين وشموخ فاس ككل،وهي تحتفي بهذا الموعد السعيد.ارتأينا من خلال النبش مساءلة بعض من الأرشيف الصحفي المكتوب اعتماداعلى ما تحفظه الخزانة العامة بالرباط في هذا المجال في محاولة لقراءة ما أوردته بعض اليوميات حول الحدث الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ الإعلام الجهوي وطنيا وفي التواصل المجتمعي المؤسساتي بعاصمة المغرب الروحية. وقد كانت من الإشارات القوية حقيقة لقيمة هذا المشروع الإعلامي جهويا وبفاس تحديدا، ذلك الإشراف الرسمي لجلالة الملك الحسن الثاني على حفل التدشين، وعلى إعطاء الانطلاقة الفعلية لتشغيل أجهزة البث كان ذلك صبيحة الثلاثاء ثاني ذي القعدة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية الموافق للثامن عشر من شهر ابريل ألف وتسعمائة وواحد وستين ميلادية فكان اليوم ليس يوما إعلاميا وبامتياز فحسب،بل موعدا شاهدا ويوما تاريخيا بكل ما تحتويه الكلمة من دلالة رمزية،جاء هذا في إطار أول زيارة ملكية رسمية لفاس،بعد تولية المرحوم الملك الحسن الثاني للعرش
ما يزخربه الأرشيف الصحفي المكتوب الوطني، بات من غيرالرأي الوجيه تجاوز ما يحتويه من قيمة مضافة كمصدر للمعلومة؟
عين العقل ، لكن ، يظل في تقديرنا من الأفيد الانفتاح بعيدا عن أية تموقفات متسرعة على ما يزخربه الأرشيف الصحفي المكتوب الوطني ليس فقط بالنسبة للباحثين المتخصصين،بل كذلك الفاعلين السياسيين الاجتماعيين الاعلاميين وغيرهم ، هذا الأرشيف الذي بات كما سبقت الإشارة إلى ذلك من غيرالرأي الوجيه تجاوز ما يحتويه من قيمة مضافة كمصدر للمعلومة التي يحكمها في جميع الاحوال عنصرالتوثيق ومن خلال ذلك الوقوف على متغيرات المجتمع المغربي الحديث،مساراته،انجازاته السياسية/الاقتصادية/الاجتماعية والثقافية،في زمن مغرب الاستقلال وتحديدا عقده الأول ربما بحكم طبيعة فترة الستينات من حيث حساسياتها طموحاتها في التغييرالبناء ولكن أيضا من حيث كونها شكلت كذلك مرحلة انتقال بدرجة عالية من الأهمية وعلى عدة مستويات،فالى جانب رهان وفلسفة إعادة توجيه الأمور وفق الاختيارات الوطنية،كانت هناك رغبة التدبير القوية وفق المقاربة المغربية المحضة،بعد حوالي النصف قرن من الزمن الحرج للحماية. وامام تباين مصادر المعلومة التاريخية القريبة والتي يمكن اعتمادها لسبر أغوار هذا الإمتداد من ماضي المغرب القريب،في محاولة لتسليط بعض الضوء على إضافات،مبادرات ومنجزات،اعتبرت جوهرية وداعمة لهيكلة المجتمع وفي كل الاتجاهات
وماذا عن صحافة السنوات الأولى للاستقلال سواء منها المغربية أوالأجنبية؟
أعتقد أن هذه الاخيرة التي استمرت بعض عناوينها في الصدور الى غاية السبعينات من القرن الماضي ارتبطت في اهتماماتها بالأحداث العامة التي طبعت تطور المجتمع المغربي،على كل المستويات بما في ذلك الانجازات التي كانت تستهدف التنمية الاجتماعية،الثقافية وكل ما يعني أو يسهم في توسيع قيم ثقافة التواصل والانفتاح. ولعل من القطاعات التي كانت تشغل بال الحكومة المغربية مع بداية ستينيات القرن الماضي بل منذ حصول البلاد على الاستقلال،هناك توسيع وعاء الاعلام السمعي هذا المتغير الكوني الجديد/الجاذب آنذاك والاكثر حضورا وتداولا في الانشغالات الاستهلاكية الفنية/الفكرية لتحقيق المعلومة الخبرية في المجتمع كان رهان الحكومة المغربية في ظل هذه الشروط،هوانشاء اذاعات جهوية وتحقيق مشروع تلفزة مغربية في سباق مع الزمن لجعل المغرب ثاني بلد عربي يصل هذا الرهان والذي كان البعض يفضل تسميته بالمعجزة بعد آنذاك الجمهورية العربية المتحدة.وسعيا من المسؤولين على قطاع البريد آنذاك للانتقال بهذه الاحلام الوطنية الكبرى الى انجازات على ارض الواقع في افق طبعا تعميم الثقافة المعرفة وغيرها من الخدمات الاخرى،التي يمكن ان يسهم بها المذياع ومعه الشاشة الصغيرة اقدمت الحكومة المغربية على شراء محطة التلفزة بالدار البيضاء بكامل مرافقها وبكلفة مالية اجمالية بلغت آنذاك مائة مليون فرنك. والمسألة هنا بقدر ما كانت تعني درجة الانشغال العميق بهذا الملف الاستراتيجي سياسيا واجتماعيا بقدر ما كانت تعكس ليس فقط رغبة الانفتاح بل الانخراط في جميع ماهو حديث وموجه للحياة الجديدة هذه الأخيرة التي تحول فيها الإعلام سواء عبر الأثير/الصوت اوالصورة،آنذاك الى أداة أساسية مؤثثة للاهتمامات المجتمعة
مالسياق والمرجعيات المؤطرة لحدث إنشاء إذاعة جهوية خاصة بعد ظهور ظهير 1958 ؟
نعتقد أن مغرب ما بعد الاستقلال، وتحديدا بداية الستينيات من القرن الماضي الفترة التي يتفق الجميع على انها كانت فترة الإمتلاء بالوعود والمواعيد وبالطموحات الوطنية العميقة على كل المستويات،اقتصاد/مجتمع وسياسة،خاصة بعد صدورظهير1958للحريات العامة هو سياق أثمر مشروع إحداث المحطة الجهوية لإذاعة فاس،تجاوبا مع حجم ومكانة المدينة من الوجهة الحضارية والانسانية، من ناحية واستجابة لما كانت توجد عليه هذه الاخيرة من اشعاع يضرب به المثل في الفكروالفنون والثقافة وغيرها،هذا بالإضافة الى ماتعنيه هذه الالتفاتة/انشاء اذاعة جهوية بها،من رمزية وطنية،ومن جميل الاعتبار لفائدة مدينة كان لها وقعها وموقعها العميق في الحركة الوطنية من خلال اسهاماتها الواسعة والتي انفردت بها على عدة مستويات بما في ذلك اسهامات الصحافة المكتوبة ذات البعد الوطني ومنذ ثلاثينات القرن الماضي،ومن خلال كذلك مبادرات ومحطات فاصلة ومؤثرة سياسيا،هذا بالإضافة الى حجم التضحيات شأنها في ذلك شأن الجهات الاخرى من المملكة.من ناحية أخرى
رغبتكم تسليط قليل من الضوء حول تاريخ الاذاعة الجهوية لفاس من حيث النشأة، وهي تحتفل بذكراها الخمسينية يرتبط كذلك بذكرى أول زيارة ملكية لفاس ؟
ارتأينا النبش من خلال مساءلة قليل من الأرشيف الصحفي المكتوب، اعتماداعلى ما تحفظه الخزانة العامة بالرباط في هذا المجال في محاولة لقراءة استحضارما اوردته بعض اليوميات من حديث عن الحدث الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ الاعلام الجهوي بالمغرب المستقل، وفي التواصل المجتمعي المؤسساتي بفاس. لعل من الاشارات القوية لقيمة هذا المشروع الاعلامي جهويا وبفاس تحديدا الإشراف الرسمي لجلالة الملك الحسن الثاني على حفل التدشين وعلى الانطلاقة الفعلية للبث،كان ذلك صبيحة الثلاثاء ثاني ذي القعدة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية الموافق للثامن عشر من شهر ابريل ألف وتسعمائة وواحد وستين ميلادية جاء هذا في اطار اول زيارة ملكية رسمية لفاس،بعدما كان جلالة الملك رحمه الله،قدتوجه بأول زيارة له بعد توليته العرش الى مدينة الدارالبيضاء. وكانت فاس على عادتها وكما اوردت ذلك عدة يوميات بالعربية والفرنسية قد افردت لهذه الزيارة استقبالا حماسيا واسعا،كان ذلك مساء الخامس عشر من ابريل الف وتسعمائة وواحد وستين.ففي عددها378 بتاريخ 16ابريل1961 اوردت جريدة "التحرير"والتي كان يرأس تحريرها آنذاك ذ.عبد الرحمان اليوسفي،ومدير تحريرها ذ.محمد البصري. أوردت مقالا في صفحتها الاولى تحت عنوان: "جلالة الملك الحسن الثاني يزور فاس زيارة رسمية" تمت فيه الاشارة لبعض اجواء الرحلة من الرباط الى فاس، والى مستوى الترحيب الذي لقيه جلالة الملك عند الوصول الى عاصمة المغرب الروحية من خلال مشهد اطلاق المدافع لإحدى وعشرين طلقة.نفس الجريدة وفيما يتعلق بمشروع اذاعة فاس ضمن برنامج الزيارة،وفي عددها380بتاريخ 19ابريل من نفس السنة،ورد مقال آخر تصدرهذه اليومية تحت عنوان"زيارة صاحب الجلالة للأطلس المتوسط" جاء فيه بالحرف: "...ثم دشن جلالته برفقة وزير البريد ومدير الإذاعة الوطنية مركز الاذاعة المحلية والذي تم بناؤه اخيرا"وللاشارة فقط ونظرا لما كان يحظى به جهاز المذياع من قيمة ومكانة في المجتمع ليس فقط اعتبارا لما يوفره من خدمات ولما يقدمه من ثقافة ومعرفة واخبار،بل كذلك كمنتوج تقني جديد وجاذب للاقتناء من طرف المواطنين.فكثيرا ما كانت بعض الجرائد المغربية كما هو الحال بالنسبة ليومية" التحرير"،تخصص مساحة على صفحاتها لإشهار هذا الجهاز،مع حديث في هذا السياق عن الراديو/المذياع الذي لا يتوفر على خيط،وعن هذه الأجهزة من حيث الموجات طريقة التشغيل،الاستعمال،عددالبطاريات،الاستقبال سواء في المدينة اوالبادية. أما أسبوعية "الشعب"،التي كانت تصدر من طنجة وبخط تحرير حر حامل لشعار"في خدمة الشعب والعرش والعروبة والاسلام"من تأسيس المرحوم المكي الناصري.فقد اوردت في عددها561 بتاريخ 17 ابريل 1961 مقالا بعنوان"الرحلة الملكية إلى فاس وعمالتها" تمت الاشارة فيه الى المدة الزمنية للرحلة والتي بدأت يوم السبت 15 ابريل الى 22 منه مضيفة الى انها ستخصص جانبا هاما من العدد القادم لتسجيل اطوار ومغازي هذه الرحلة والتي سيبقى لها موضعها المتميز في تاريخ المغرب الحديث خاصة وانها ستكون وراء بعث وانشاء عدة اوراش ومشاريع لفائدة العاصمة العلمية فاس في اشارة إلى الاذاعة الجهوية.ونفس الجريدة انما في عددها 562 وفي مقال تحت عنوان "على ضوء الرحلة الملكية الى فاس"تمت الاشارة الى ان رحلة فاس،عاصمة القطر العلمية بتعبير اليومية،كانت مناسبة الاتصال المباشر مع علماء الاسلام ومبادلتهم الحديث المباشر حول المجتمع الاسلامي المغربي وأنه في فاس هذه المدينة العريقة/التاريخ إلى جانب ما تزخر به من فكر لصيق بالعلوم الاسلامية ومن اهتمام بالمحافظة علي الثرات،وما تقوم به من جهد لتعميمه في المجتمع المغربي هناك مجالات اخرى حيوية تميز المدينة ويحتاج معها الامر الى مزيد من الدعم. جريدة" الفجر" هذه الصباحية الاخبارية التي كانت تصدر من الرباط والتي كان يديرها ذ.مصطفى العلوي خصصت عدة مقالات في اطار تغطيتها للرحلة الملكية الى فاس،مستحضرة مشروع انشاء الاذاعة الجهوية لفاس ضمن الاوراش الكبرى التي تعززت بها العاصمة الروحية للمملكة،ففي عددها 150 بتاريخ 19 ابريل 1961 وفي مقال بعنوان"يوم حافل لجلالة الملك الحسن الثاني بفاس «أوردت بالحرف بخصوص اذاعة فاس"..وبعد ان ودع جلالة الملك مقر الجامعة الجديد اتجه نحو البناية الجديدة للإذاعة المحلية وقد استقبل من طرف وزير البريد والبرق والتليفون..ووزير الأنباء والسياحة ومدير الإذاعة الوطنية وبعد تلاوة آيات من الذكرالحكيم والإنصات الى مختلف الأجواق الاندلسية العصرية والملحون،غادر صاحب الجلالة مركز الاذاعة الجديد،بنفس ما استقبل به من حفاوة وترحاب".وفي عددها 151 لليوم الموالي 20ابريل من نفس السنة أوردت الجريدة في صفحتها الاولى صورة على درجة عالية من الرمزية والأهمية في ذاكرة هذه المحطة الاذاعية.يتعلق الأمرهنا بحدث التدشين من طرف جلالة الملك رفقة عدد من المسؤولين الحكوميين.وتبدو في الصورة بعض من التجهيزات التقنية والفنية الخاصة بالبث والتسجيل،وقد تم إرفاق هذه الصورة التاريخية بعنوان أسفلها تضمن"جلالة الملك الحسن الثاني يدشن محطة الاذاعة الجديدة بفاس" يومية "العلم" الناطقة بلسان حزب الاستقلال،وبعد ستة عشرة سنة من الصدور.في عددها 4272 الصادر بتاريخ 18ابريل1961 اوردت مقالا بعنوان"في الزيارة الملكية الى فاس"اشار فيه مراسلها الى ان المدينة ستكون على موعد مع جملة مشاريع ايجابية لفائدة المواطنين على اثر هذه الزيارة مشيرا الى ان بعض هذه الأوراش الكبرى سيكون لها طابع ثقافي علمي واجتماعي.وفي مقال آخر بتاريخ 21ابريل عدد4275 تحت عنوان "جلالة الملك يقول في المجلس البلدي بفاس :يجب تشييد الديمقراطية السياسية تدعمها ديمقراطية اقتصادية وعدالة اجتماعية".تمت الاشارة الى ان جلالة الملك ارتجل خطابا استهله بالتعبير عن فرحة وجوده بفاس وتأثره بحفاوة الاستقبال،مشيرا الى مكانة المدينة في التاريخ المغربي واهميتها كعاصمة سياسية،دينية،ثقافية،واقتصادية.مضيفا ما تزخر به فاس من اشعاع ثقافي،ليس فقط في المغرب بل الخارج كذلك.
نريد معرفة رد فعل الصحافة الأجنبية بخصوص حدث الإنشاء؟
ومن الجرائد الفرنسية التي كانت لسان حال المعمرين منذ فرض الحماية على المغرب،والتي استمرت في الصدور لعدة سنوات بعد الاستقلال نتوقف عند "لافيجي ماروكان" la vigie marocaine وبالترجمة للعربية هي"الرقيب المغربي". هذا المنبر المكتوب الناطق بالفرنسية والذي كان يصدر من الدار البيضاء،مدعوما من الحكومة الفرنسية ومن الاقامة العامة الفرنسية بالمغرب. في عددها 17878 من سنتها الثالثة والخمسين من الصدور بالمغرب،بتاريخ 14ابريل 1961،اوردت هذه اليومية مقالا في صفحتها الاولى،استهدفت من خلاله ابراز القيمة المضافة لحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس ضمن الرهانات الانمائية المحلية وسياسة اللامركزية في مغرب ما بعد الاستقلال.المقال الذي استحضر الإشراف الملكي الفعلي على عملية التدشين الرسمية،جاء بهذه الصياغة"S.M.HASSAN ΙΙ sera demain à fés ou il fera son entrée officielle,le souverain inaugurera la station régionale d’émission de la radiodiffusion..نفس اليومية الفرنسية"لافيجي ماروكان" في عددها 17882 بتاريخ 18ابريل خلال اليوم الثالث من الزيارة الملكية الاولى والرسمية لفاس أوردت دائما حول تدشين الاذاعة الجهوية انه من الشخصيات الحكومية وكذلك المسؤولة عن قطاع الاعلام والتي كانت في الاستقبال هناك وزير البريد السيد الشرقاوي،وزيرالاعلام والسياحة السيد احمد العلوي،المدير العام للاذاعة المغربية السيد محمد المختارولد البا،ثم المهندس الرئيسي المسؤول بالإذاعة السيد عبد الحق بن كيران. وللإشارة ومن خلال مقال اوردته نفس اليومية في عددها 17885 بتاريخ 21ابريل اثناء الرحلة الملكية الاولى لفاس بعد توليته العرش يظهر ان الحكومة المغربية الى جانب رهانها وانشغالها بإرساء دعائم الاعلام الجهوي من خلال انشاء اذاعات بامتدادات جهوية،كانت في سباق تقني مع الزمن من اجل تحقيق تلفزة مغربية منتظمة البث،وكان الحديث زمن تدشين اذاعة فاس،عن تاريخ اما نهاية 1961 او بداية 1962 للانتقال بهذا الطموح/تلفزة مغربية قائمة الذات إلى إنجاز والى خدمات عمومية على ارض الواقع. جريدة "لوبوتي ماروكان"le petit marocain والتي تدخل ضمن التجارب الصحفية الاولى المكتوبة بالمغرب على عهد الحماية سنوات العشرينات من القرن الماضي،خاصية هذه اليومية بخلاف عدة تجارب اخرى،كونها واصلت صدورها بشكل عادي بعد الاستقلال لدرجة إنها كانت ناطقة بلسان الحكومات المغربية المتعاقبة منذ اقالة حكومة عبد الله ابراهيم/1960،الا أنه في31 اكتوبر من سنة1971صدر قانون مغربي وضع حدا لجميع الصحف الاجنبية بالمغرب.وطيلة فترة ما بعد استقلال المغرب كثيرا ما كانت هذه الاخيرة تستحضر الاخبار الوطنية والدولية الكبرى إنما الاكثر إثارة للرأي العام سواء في الداخل او الخارج،كما انها ظلت مرتبطة بالدار البيضاء من حيث الصدورعلى امتداد اثنان وخمسون سنة،وعلى اساس إخباري وسياسي بالدرجة الاولى.اثناء الزيارة الملكية الرسمية الاولى لفاس خصصت هذه اليومية الفرنسية تغطيات منتظمة مستحضرة كل المشاريع وبنوع من التفصيل حفاظا على موقعها المتميز الاعلامي وعلى حجم قرائها،خصوصا وانها كانت اليومية الاكثرمبيعا في المغرب والاكثر مقروئية،وهو الامتياز الذي كان يتم الاعلان عنه في كل الأعداد.فيما يتعلق بحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس اوردت الجريدة في عددها 13692 بتاريخ 14 ابريل 1961 مقالا بعنوان"fés une station d’émission de r.d.m inaugurée par s.m. Le roi" كل المقالات التي صدرت على صفحات الجريدة كانت معززة بالصور وبعناوين كبرى،وهو ما يعني ليس فقط التجربة الصحفية والخبرة في هذا المجال،بل اخدها بعين الاعتبار لعنصرالاثارة،لفائدة القراء تجاه الراي العام.ومن خلال هذا العنوان"Première émission de Radio Fès "تحدثت الجريدة في عددها 13697بتاريخ 19 ابريل 1961 عن اجواء استقبال جلالة الملك اثناء تدشين الاذاعة،حيث تم استقباله بباقات الورود وبالثمر والحليب على الطريقة المغربية الاصيلة،من طرف فتاتين كن يلبسن القفطان المغربي المنبت بالذهب.كما تم استقبال جلالة الملك والترحيب به في قلب الاذاعة على ايقاع الطرب الاندلسي،وعلى ايقاع كورال جمعية الإنبعاث،حيث تم اعطاء الانطلاقة الرسمية للبث وذلك بالضغط على زر التشغيل.هذا الحدث الاعلامي الجهوي الكبير بفاس استحضرته الجريدة في عددها 13698 بتاريخ 20ابريل من نفس السنة من خلال صورة كبيرة على الصفحة الاولى لليومية،يظهر فيها جلالة الملك وهويحرك الزر الخاص بجهاز الأرسال الاذاعي/émetteur،وكانت هذه الصورة مرفوقة بتعليق في الموضوع تضمن ان المشروع يأتي في اطارمجهودات الحكومة المغربية لإرساء اللامركزية في هذا المجال الحيوي. وفي اطار دائما تاريخ وحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس من اليوميات المكتوبة الناطقة بالفرنسية والتي واكبت العملية نتوقف عند جريدة"صدى المغرب"l’écho du Maroc "والتي ملأت تقريبا كل زمن الحماية بل امتدت الى السنوات الاولى من ستينات القرن الماضي،كانت من اقدم اليوميات الصباحية بالمغرب.فيما يتعلق بحدث فاس الجوهري في تاريخ الاعلام الجهوي العمومي،اي تحقيق اذاعة محلية فقد استحضرته"صدى المغرب"من خلال تغطيات خاصة بدأ الاشتغال عليها منذ الاسبوع الاول من ابريل 1961 والى غاية نهاية الرحلة الملكية الرسمية لفاس،ففي عددها 17131 بتاريخ 6 ابريل اشارت اليومية الى بعض المشاريع الهامة والتي سترى النور بالعاصمة العلمية للمغرب،والتي طبعا سيكون من جملتها إحداث اذاعة جهوية.وفي مقال آخر تصدر العدد 17140 بتاريخ 15 ابريل اوردت الجريدة هذا العنوان بحروف بارزة"21 coups de canon salueront "aujourd’hui l’entrée officielle à fes de s.m.hassan ΙΙ "وكان الحديث عن الاذاعة الجهوية لفاس من خلال هذا العنوان المثير والجاذب الذي اوردته في عددها 17144 بتاريخ 19ابريل"s.m.hassan ΙΙ a doté fés d’une maison régionale de la radio"
شكلت إذاعة فآس مشتلا حقيقيا لتخصيب مشاريع إعلامية لما عبد الاستقلال ؟
كان بودنا ان نضيف مزيدا من العناوين الصحفية المكتوبة اليومي منها الأسبوعي أوالنصف شهري،والتي كانت تصدر زمن حدث تدشين الاذاعة الجهوية لفاس.وذلك لإبراز درجة العناية التي توجهت بها الصحافة المكتوبة ليس فقط تجاه هذا المشروع الجهوي،الذي تمكن من بلوغ حصيلة النصف قرن من الاشتغال وبالتالي شرف أحقية واستحقاقية الاحتفال بالذكرى الخمسينية خاصة وأنها بعد نصف قرن من الإسهام والتأمل كانت وراء مجد إعلامي سمعي جهوي يشهد به وله كبار المثقفين والاعلاميين المغاربة كبار الأسماء في مجالي الابداع والفن الأصيل منه والحديث.وتكفي الإشارة فقط الى ان معظم الذين أثثوا الزمن الذهبي للأغنية المغربية خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت مدرستهم الأولى دار الاذاعة الجهوية لفاس والتي كان لها الفضل ليس فقط في الكشف عن مواهب الكثير بل في تعبيد الطريق للكثير ويكفي الوقوف على ذخيرة ما تحتويه الخزانة الفنية وارشيف هذه الاذاعة الشامخة من تسجيلات نادرة لأجمل وأروع ما أغنى به السلف الخزانة المغربية في مجال الطرب والغناء بكل ألوانه وأصنافه. كان الهدف من هذه الالتفاتة المتواضعة،هذا المقال بالمناسبة ليس فقط تسليط بعض الضوء على حدث تدشين هذه الاذاعة منذ الخمسة عقود بالتمام والكمال،من خلال نماذج من الصحف عن الأرشيف المغربي. بل كذلك إبراز تميز الحدث في حد ذاته من خلال مساحة وقيمة التشريف والإشراف الملكي الفعلي . لتكون بذلك المحطة الجهوية الإذاعية الوحيدة وطنيا والتي حظيت بهذا الاعتبار الذي شكل ولايزال عنوانا للفخر والاعتزاز عند كل الأسرة الإعلامية المقتدرة العاملة بالمحطة وكذلك جزء معبرا من التاريخ ومن الرأسمال الرمزي المعنوي في ذاكرة دار زنقة البريهي بفاس أعد الحوار : عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأديبة فاطمة الزهراء العلوي في إبداع جديد
-
الصحفي المغربي المطرود في حوار صادم
-
فاس والكل في فاس 252
-
فاس والكل في فاس 251
-
أوسع شبكة للصحفيين بالمغرب تجتمع في لقاء تواصلي بالبيضاء
-
النساء بالعيون المغربية وسؤال الإنصاف والمساواة على هامش الم
...
-
فاس والكل في فاس 250
-
فاس والكل في فاس 249
-
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باليوم العالمي للغة ا
...
-
فاس والكل في فاس 248
-
الخميس المقبل موعد إطلاق سراح رشيد نيني
-
فاس والكل في فاس 247
-
جامعة باسكول الهولندية تعرض خلاصات بحث بتعاون مع أطباء نفسان
...
-
فاس والكل في فاس 246
-
فاس والكل في فاس 245
-
السيدا بأكاديمية فاس بولمان
-
ماذا تريد الإدارة التربوية من جمعية ما ؟ ما الخطوط الحمراء ا
...
-
محمد ولد دادة يؤكد من فاس :صعوبة إصلاح المنظومة التربوية دون
...
-
فاس والكل في فاس 243
-
إرساء وترسيخ نظام و ثقافة الجودة بمؤسسات التربية والتكوين، ر
...
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|