|
24أفريل-اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية
الحركة الشيوعية الماوية
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 11:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
24 افريل- نيسان-2012 اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية - فليتوحد الشيوعيون ضد الاستعمار و الرجعية تحيي الحركة الشيوعية الماوية بتونس ذكرى اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية في الوقت الذي تتعرض فيه الانتفاضات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا الى العديد من المناورات الرجعية بدعم امبريالي واضح هدفها الوحيد الالتفاف على شعارات الانتفاضة و اعادة ترتيب صفوف العملاء المحليين عن طريق تنصيب المجالس او الحكومات الانتقالية المحلية التي تعهدت بتنظيم "انتخابات نزيهة وشفافة " وفق التوصيات الامبريالية وتحت رعايتها المباشرة . وتغتنم الحركة الشيوعية الماوية هذه المناسبة للوقوف على عدة حقائق وجب التركيز عليها من اجل فضح التاريخ الدموي و الارهابي للنظام الرأسمالي الاحتكاري العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية حاليا وذراعها العسكري الحلف الأطلسي- الناتو- الذي يبرر اعتداءاته المتكررة على الشعوب باسم "نشر الحضارة وثقافة حقوق الانسان وحماية المدنيين او تركيز جمهوريات مدنية ودولة القانون او كذلك تحت شعار محاربة الارهاب او التصدي لأسلحة الدمار الشامل ..." ترى الحركة انه من الضروري التذكير ببعض جرائم الامبريالية المقترفة في حق الشعوب ومن أهم هذه الجرائم هي الحرب الامبريالية العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها ملايين الابرياء كما تسببت الامبريالية في مجمل الحروب الاهلية في كل من آسيا و افريقيا و امريكا الجنوبية حيث حرضت القبائل والشعوب ضد بعضها البعض وحبكت الدسائس وخططت للعديد من الانقلابات العسكرية في عدة بلدان - مثل الانقلاب في الارجنتين من قبل الجنرال فيدالا المتخرج من "مدرسة تدريب الارهاب ( (school of americas و كذلك مجازر العميل الأمريكي و مؤسس فرق الموت في السلفادور المتخرج من نفس المدرسة الامريكية ، و لا يجب أن ننسى الانقلابات و المجازر في الهندوراس و قواتيمالا و نيكارقوا و بنما و شيلي و هاييتي و غيرها من بلدان أمريكا الوسطى و الجنوبية و ما تزال شعوب العالم تتذكر انقلابات و مجازر الامبريالية في فيتنام و لاوس و كمبوديا و الفلبين و أفغانستان و غيرها من بلدان آسيا و كذلك المجازر المرتكبة في حق شعوب القارة الإفريقية : أنقولا و جنوب افريقيا و الكونقو و زنبابوي و أوغندا و رواندا و بوركينا فاسو و تشاد و الصومال .... كما ساهمت عن طريق شراء العملاء بالمال الفاسد في تزوير الانتخابات في اكثر من بلد في العالم . اما في الوطن العربي فتظل فلسطين ضحية التآمر الامبريالي حيث عرفت العديد من المجازر بدءا من الاحتلال البريطاني ثم الاستعمار الاستيطاني الصهيوني مرورا بجرائم التهجير و مجازر كفر قاسم و دير ياسين و جرش و عجلون – أيلول الأسود - و النهر البارد و مجزرة تل الزعتر وصبرا وشتيلا ... ثم العدوان المتكرر على ليبيا منذ سنة 1986 و احتلال العراق سنة 2003 بعد تدميره وتفكيكه وإحياء النعرات الطائفية وضرب مصنع الادوية في السودان عام 1998 الى غزو ليبيا و تنصيب القوى السلفية والتهديد المستمر بالتدخل في سوريا دون نسيان المجازر اليومية في غزة التي تحولت الى معتقل يعاني من سياسة حماس من جهة وبربرية الصهيونية من جهة أخرى . تكشف هذه الوقائع التاريخية طبيعة الامبريالية المتسترة بشعارات حقوق الانسان والديمقراطية المزيفة وقد اصبح المعسكر الامبريالي في مرحلة العولمة وخاصة بعد سقوط حلف وارسو طليق اليدين يتحكم في كل المنظمات بما فيها مجلس الامن و الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الوحدة الافريقية... فيشن الحروب الاقليمية دون غطاء مجلس الامن وينصب المجالس الانتقالية بقوة السلاح من اجل دمج كل الاقتصاديات المحلية في شبكة عالمية تخضع لمصالحه وتضمن له نهب الخيرات بأبخس الاثمان مثل الغاز والنفط والتمتع بكل التسهيلات في مجال الاستثمار واستغلال اليد العاملة بأجور زهيدة .
غير ان المشاريع الامبريالية مثل مشروع الشرق الاوسط الكبير - رغم احراز بعض النجاحات الظرفية- تواجه باستمرار رفض شعوب العالم التي انتفضت ضد سياسة النقد الدولي والبنك العالمي ومخططات الاصلاحات الهيكلية ، و ما يزال التناقض داخل المعسكر الامبريالي الذي بدأ يتبلور بتكون القطب الصيني – الروسي ، في إطار الصراع بين الامبرياليات من اجل اعادة اقتسام العالم ومواقع النفوذ، ضعيفا و بالتالي فإن التناقض بين الامبريالية و عملائها من جهة و بين الشعوب و الأمم المضطهدة من جهة ثانية هو التناقض الرئيسي الذي يحتد باستمرار فيساهم في تأجيج الحركات و الانتفاضات الشعبية وبروز بؤر ثورية خاصة في المستعمرات و اشباهها التي تعتبرها الامبريالية قاعدة خلفية لها. وما الانتفاضات العربية والتعبئة الجماهيرية المشهودة ضد العملاء المحليين إلا دليل قاطع على احتداد هذا الصراع الذي تخشى الامبريالية تحوله الى صراع مسلح يهدد مصالحها بصفة مباشرة. لذلك سارعت الدوائر الامبريالية في كل من تونس ومصر وليبيا الى التخلص من العملاء الذين افتضح امرهم او الذين يمثلون عقبة أمام تطبيق مشاريعها الاقليمية ، فوقع دعم الحكومات او المجالس الانتقالية بهدف تهدئة الاوضاع وامتصاص غضب الجماهير والالتفاف على كل شعارات الانتفاضات الشعبية . ونظرا لطبيعة الانتفاضات العفوية والضعف الفادح للقوى الثورية عموما فسيبقى الشعب ضحية التجاذبات السياسية بين الاحزاب القديمة الاصلاحية و الانتهازية التي تحاول التأقلم مع الاوضاع من جهة والتيارات الدينية من جهة ثانية ، وبما ان الاحزاب الحاكمة سابقا مورطة في العديد من الجرائم ضد الشعب فان التيارات الاسلامية قد تقدمت كبديل بدعم امبريالي واضح مستفيدة من الانتفاضات التي لم تشارك فيها وهي تسعى حسب الاوضاع الاجتماعية وواقع موازين القوى بين الليبراليين و الإخوان تمرير مشاريعها القروسطية بالتدرج مدعومة في ذلك بمعقل الرجعية العربية و ذراع الامبريالية والصهيونية في المنطقة العربية – بلدان مجلس التعاون الخليجي – و خاصة منها قطر و السعودية . و أمام هذا الخطر الداهم لابد من الاعتراف بان اليسار الثوي ضعيف وضعيف جدا وان مكوناته تعاني من الفئوية والانعزالية وترفض فتح الحوار بين الاطراف الشيوعية وهي تتصرف بصفة صبيانية و لا مسؤولة بما انها لا تضع مصير الشعب في الميزان ولا تعي بان الخطوة الاساسية والحاسمة في مساعدة الشعب على الخروج من ردود الفعل العفوية تكمن بالتحديد في توحيد كل المجموعات- الحلقات- الشيوعية التي لم تنخرط في معزوفة ترميم النظام وأكذوبة التحول الديمقراطي والتداول على السلطة التي لا تعني في الحقيقة إلاّ التداول على قمع الشعب وخدمة المشاريع الامبريالية . ان الجميع يعلم حق العلم انه لا يمكن لهذه الانتفاضات والاحتجاجات ان تحقق أي تغيير طالما غاب الحزب الشيوعي الثوري المتمسك بمطالب الجماهير وبتطلعاتها نحو دحر الهيمنة الامبريالية والتخلف الاقطاعي . ان كل من يردد صباحا مساء على صفحات المواقع الاجتماعية انه شيوعي و ماوي او يساري ثوري ضد اليسار الانتهازي الذي انخرط في لعبة الانتخابات "المفبركة " و يترك في نفس الوقت الشعب فريسة للتجاذبات الرجعية والحماقة الانتهازية عليه ان يعترف انه يقدم الخدمات الجليلة للرجعية والانتهازية بما ان تصرفاته و تنظيراته تتناقض كليا مع ما يتطلبه الوضع و الواقع الملموس . ان الوضع المتفجر و الاعتصامات المتواصلة تطرح على كل من يدعي الشيوعية و الماوية مهمة ايجاد حزب ثوري قادر على انارة الطريق أمام الجماهير . ولا يمكن لهذه الاحتجاجات العفوية –مع استثناء الاحتجاجات التي تقف وراءها قوى رجعية متصارعة على السلطة - ان تثمر و أن تسير في اتجاه التحرر في ظل تواصل ضعف و تشتت القوى الثورية الرافعة لشعار تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة . و في هذا الاطار تعلن الحركة الشيوعية الماوية انه لا يمكن مواجهة العملاء الرجعيين المدججين بالسلاح دون رفع مستوى النضال الطبقي والارتقاء به الى مرحلة الرد على العنف الرجعي بالعنف الثوري من اجل الدفاع عن مطالب المنتفضين و تكريس الشعارات الثورية على أرض الواقع . ان طبيعة المرحلة تفرض على الشيوعيين الماويين و كل الثوريين و الوطنيين العمل على بناء أدوات النضال الضرورية التي بدونها لا يمكن للجماهير أن تحرز النصر على أعدائها و أن تمسك مصيرها بيدها . فالمسألة الوطنية هي المحور الذي يجب أن يلتقي حوله كل الشيوعيين المتباينين مع التروتسكية و التحريفية و الاصلاحية و الوطنيون الذين لهم مصلحة في ضرب الكمبرادور و الاقطاع و الرأسمال الاحتكاري . و إنجاز المسألة الوطنية يرتبط شديد الارتباط بإنجاز المسألة الديمقراطية أساسا في بعدها الاقتصادي و الاجتماعي : الأرض و الفلاحون الفقراء و المساواة بين الرجل و المرأة ... و أمام ثقل المهام التي تتطلبها المرحلة و تشتت الطاقات الثورية في الوقت الذي تتكتل فيه القوى الرجعية و الانتهازية و تتسع فيه جبهة أعداء الشعب تدعو الحركة الشيوعية الماوية بتونس كل المجموعات الشيوعية و الوطنية الديمقراطية التي حسمت في أوهام الانتخابات و التداول السلمي على السلطة و آمنت بأن الثورة مهمة ما تزال مطروحة للانجاز أن تلتقي للحوار الجدي من أجل الوحدة في شكلها التنظيمي الحزبي أو الجبهوي الواسع ، إن خطورة الظرف تحتم على كل الثوريين أن يتخطوا الحلقية المقيتة و الولاءات الشخصية و الجهوية و أن يترجموا مبادئهم و طموحاتهم إلى أفعال ملموسة على الأرض . إن وحدة الشيوعيين في القطر مسألة مصيرية يتحملها كل الثوريين و إن الحركة الماوية تعتبر كل من يصر على البقاء في حالة التشرذم و يمارس الانشقاق و التآمر لحسابات ذاتية ضيقة هو في حقيقة الأمر معاد للثورة مهما رفع من شعارات براقة و تغنى بالماوية و الشيوعية و الوطنية الديمقراطية في المنتديات الفكرية أو على صفحات المواقع الاجتماعية . الحركة الشيوعية الماوية – تونس- . تونس في 23 أفريل 2012
#الحركة_الشيوعية_الماوية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى يوم الأرض 2012
-
8 مارس- اليوم العالمي للمرأة
-
مؤتمر -اصدقاء -سوريا مؤتمر المؤامرة
-
تونس-مليشيات النهضة تعادي حق الاضراب
-
الشرعية الجماهيرية تتحدى -شرعية- الصندوق
-
14 جانفي-سقط بن علي ولم يسقط النظام
-
في ذكرى انتفاضة الحرية والكرامة
-
الانتفاضة والتكتيك
-
التناقضات التي فجّرتها الانتفاضة
-
قراءة في برنامج حزب العمال -الشيوعي- التونسي
-
في النضال ضد الشرعوية
-
ضد التروتسكية
-
الماوية اليوم
-
نداء الى الوطنيين
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|