أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها














المزيد.....

سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 11:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ أن بدأ الرئيس المصري الراحل مشواره السلمي مع إسرائيل و حقق الذي عجزت الشعارات العروبية عن تحقيقه ولاسيما حين إسترد سيناء بکاملها ، ظهر تأثير هذا الامر واضحا على معظم الدول العربية ، وخصوصا على تلک التي کانوا يسمونها بالدول " التقدمية و الثورية" نظير سوريا و العراق و ليبيا و السودان و اليمن الجنوبية . هذه الدول التي رفضت إتفاقية " کامب ديفيد" التي أبرمتها مصر مع إسرائيل بمبررات تقود معظمها الى خلفيات قومية إنفعالية أو تأثيرات دولية من قبيل عدم الرضا السوفيتي آنذاک عن تلک الاتفاقية لعدم إعطائها أي دور يذکر في العملية السلمية المذکورة وقد حاولت سوريا الاستفادة من الموقف السوفيتي و توضيفه لخدمة مخططاتها السياسية. وقد تصدرت قائمة الرفض بشکل خاص سوريا التي أسست ماسمي حينه " دول جبهة الصمود و التصدي" التي لم تستطع من تأريخ إنشائها و لحد تلاشيها کمساحيق تجميل حملت قسرا على وجه بشع لتجميله، من تقديم أية منجزات سياسية على الارض سوى طنين الکلام و بريق الشعارات . والحق أن سوريا" البعث المصحح" لم تکن بالاساس ترفض السلام مع إسرائيل لکنها کانت تعارض الصيغة المصرية لأنها تمت دونها ، أو نتعبير آخر کانت تريد إرجاع الجولان أسوة بسيناء ، إلا أن الاسرائيلين ولعدم ثقتهم أساسا بسوريا الاسد " الثعلب في الواقع" لم تجد فائدة ترجى من إبرام إتفاق مماثل مع دولة غير مضمونة الجانب و خصوصا فيما يتعلق بمستقبلها السياسي . وبعد إنهيار الکتلة الشرقية صارت السياسة السورية رهينة بمزايدات الواقع السياسي العربي ، وجاء الاحتلال البعثي للکويت متنفسا لسوريا التي کانت تعاني من شبه عزلة آنذاک ، لتلقي بنفسها في الساحة بصورة تناغمية مع جحافل جيوش دول التحالف القادمة لتحرير الکويت ولکن تحت شعار " دعم التضامن العربي " و رفض الاحتلال لکونه خرق لمقررات الجامعة العربية ! وحاول الاسد الاستفادة من قضية تحرير الکويت من خلال المزيد من الاقتراب من الدول العربية المحسوبة على أمريکا وعلى رأسها السعودية . ذلک الاقتراب کان لتحريک عملية السلام بإتجاه حث إسرائيل على القبول بالانسحاب من الجولان . لکن لم يتحقق شئ من ذلک سيما و أن سوريا بدخولها اللعبة السياسية مع أيران في جنوب لبنان ناهيک عن تورطها الاساسي في سهل البقاع ، لم تجعل من مسألة الانسحاب الاسرائيلي من الجولان صعبا و إنما في حکم المحال . وجاء موت الاسد من دون أية نتائج سياسية " وحتى عسکرية " لتجعل السورين على مفترق طرق تؤدي جميعها الى واشنطن ! وقد توضح أن بشار الاسد الذي رافق حفل تنصيبه خلفا لأبيه ضجة إعلامية بأنه هناک حملة إصلاحية سيقودها الرئيس الشاب ولکن تمضي الايام ولاجديد تحت الشمس ! فکل الذي يجري هو وفق السياق القديم و سياسة عدم الوضوح مازالت هي السائدة و المهيمنة على سوريا . وکان سقوط النظام البعثي في العراق کفيلا بجعل سوريا تحت المجهر و بدأت الاجندة السورية تطرح على قدم وساق خصوصا بعد أن باتت مسألة التدخل السوري في الشأن العراقي بعد سقوط صدام واضحة وضوح الشمس في عز النهار . وکرد فعل سياسي أمريکي معد له سلفا بدأ الضغط الامريکي ـ الاوربي على سوريا لسحب قواتها من لبنان وفک إرتباطاتها مع الفصائل المتطرفة ، وقد زار العاصمة دمشق لهذا الغرض أکثر من مسؤول أمريکي و نقلوا رسائل واضحة جدا من الادارة الامريکية الجديدة الى بشار الاسد . ولکن ورغم کل تلک البهرجة الاعلامية الرافضة في الظاهر لتلک التهديدات الامريکية ، لکن التصريح الاخير لوزير الخارجية السوري برفض سوريا لأيواء قادة البعث المنهار في العراق و قبولها و دعمها للعملية السياسية في العراق کان يعني وفق العرف الدبلوماسي أن سوريا رضخت للمشيئة الامريکية على أرض الواقع ، ولم يقف الامر عند هذا الحد وإنما تجاوزه الى تصريح آخر بقبول إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل شريطة إنسحابها من الجولان .و هذا التصريح الاخير له أهمية خاصة فهو يعني في وجهه الاخر أن دمشق باتت مستعدة للجلوس مجددا على طاولة المفاوضات مع جارتها العبرية وفق الشروط الامريکية . فدخول نفق المفاوضات مع إسرائيل أفضل من دخول نفق التهديدات الامريکية التي لا نهاية لها سوى الهاوية !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها