|
تحذيرات من تحويل العراق الى صحراء قاحلة بحلول العام 2040- بفعل سياسات دول الجوار المائية
لينا شاويس
الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 21:55
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
بفعل سياسات دول الجوار المائية... تحذيرات من تحويل العراق الى صحراء قاحلة بحلول العام 2040 حذّر باحث اكاديمي ودكتور في العلوم الزراعية للبلدان الجافة من المخاطر الكارثية التي تتهدد مياه نهر دجلة من المشاريع المائية التي تقوم بها دول الجوار في العراق، خاصا بالذكر مشروع سدود "اليسو" الذي تخطط تركيا لبناءها عليه، مؤكدا ان ذلك "سيعني جفافا كارثيا تاما في العراق بحلول العام 2040". وقال الدكتور بدر كاظم الجبوري المقيم في المانيا لوكالة كردستان للأنباء "آكانيوز" ان "انهاء الاعمال في سدود اليسو سيؤدي الى القطع التام للمياه بأتجاه العراق وستنخفض حصة المياه الجارية فيه عبر دجلة بنسبة 60 متر مكعب بالثانية بعدما كانت 1200 متر مكعب بالثانية". واوضح الجبوري ان مشاريع اليسو تتضمن " بناء 4 سدود وخزانات مائية عملاقة بقوة تحويلية وتخزينية تصل الى كميات 11 مليارد متر مكعب من المياه في العام الواحد، وتحويل تلك المياه الى خزانات كبرى تؤدي الى الطم والاغراق لجميع المدن والقرى الواقعة جنو شرق الاناضول"، فيما بينّ ان المياه الواصلة للعراق من المشروع "هي في حقيقة الامر ليست في صالحه بل هي مياه تشغيلية للتوربينات العملاقة، تستخدم لتشغيل وادارة السدود التي يجري بناءوها حاليا". واطلق اكاديميون وباحثون عراقيون ومن جنسيات مختلفة اخرى قبل ايام حملة، تهدف الى جمع 30 الف توقيع، بغرض تقديمها الى الى منظمة اليونسكو، للتحرك ومنع الكوارث البيئية التي يمكن ان تحدث جراء تلك المشاريع المائية في العراق، مطالبة بوضع نهر دجلة ضمن التراث الانساني، لضمان حمايته من الهلاك. وبينّ الجبوري وهو احد الموقعين على الحملة ان " الحصول على اكثر من 30 الف توقيعا احتجاجيا سوف يساعد المنطمة الدولية اليونسكو وبقية المنظمات الدولية ذات الشأن في ايقاف الاعمال الانشائية في تلك السدود"، مشيرا الى ان "الحملة شعبية، تقوم بها منظمات المجتمع الدولي التي سبق لها وان نجحت في ايقاف مثل هذه الاعمال في ذات المشاريع في العام 2006". ووصف الجبوري الحكومة التركية بـ "المتعنتة التي تستهين بالقوانين والشعوب". واكد الجبوري المقيم في كولون الالمانية على " ضرورة استمرار الحملة، للحصول على موافقة اليونسكو وانطلاق الضغوطات لايقاف المشروع نهائيا حرصا على حياة شعب جنوب شرق الاناضول وهم في غالبيتهم الساحقة من ابناء الشعبين الكوردي والعراقي على السواء". ومن ضمن المطاليب التي ادرجها منظمو الحملة في مذكرتهم "الحفاظ على بيئة اهوار جنوب العراق الفطرية التي يعود تاريخها الى تاريخ التقاء النهران الخالدان دجلة والفرات في القرنة ومنها تشكلت الاهوار قبل 10 الاف عاما من الزمن". وأرجع الجبوري الأزمة المائية في العراق الى "آخر اعوام الملك فيصل الاول في عام 1923 ، بعدما اجبرت حكومة الملك فيصل عبر مع الحكومة البريطانية انذاك ، تركيا بان تحترم مبادي القوانين الدولية لتوزيع المياه مثل معاهدة فينا 1888 وان لا تقوم تركيا ببناء اية سدة صغيرة او اية مشروع كبير الا وان تبلغ البلد المشارك لها في مياه النهرين دجلة والفرات". وبينّ الجبوري المتابع للمشاكل المائية في العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم الدور السلبي الذي لعبته دول الجوار (تركيا وايران وسوريا) والتي تنبع من اراضيها 90 بالمائة من مجموع الانهار والروافد والجدوال التي تصب مياها في العراق، واستغلال تلك الدول للضعف الحاصل في البنية التحتية والسياسية ومعاناة العراقيين وانشغالهم بسد شغف عيشهم. وبلغة الارقام كشف الجبوري عن التاثيرات السلبية المدمرة للانسان والحيوان والبيئة، جراء السياسات المائية لكل من تركيا وايران وسوريا، مؤكدا انخفاض مناسيب المياه الواردة في نهر الفرات عند القائم 150 الى 100 مترمكعب/الثانية بدلا عن 750/الثاني في اعوام 2002 و 2003 وانخفاض مناسيب المياه الواردة في نهر دجلة عند سامراء والكوت والعمارة، وصل الى 400متر مكعب/ثا بدلا عن 1200 متر مكعب، وتعرض اكثر من 8 ملايين انسان في الوسط والجنوب العراقي للامراض والاوبئة، اذ الحصول على مياه الشرب في هذه المناطق يصل الى 6 بالمائة من مجموع المواطنين. واكد على ان " الدمار مستمر وستلحقة عمليات التعرية الحادة للاراضي نتيجة لجفافها عبر نقص المياه" وان "الوضع سيصبح اكثر كارثية بحلول العام 2040 عندما تجري عمليات استكمال المشاريع التركية في جنوب الاناضول واضافتها الى مشاريع سوريا والكويت بتحويل مياه دجلة عند القامشلي الى الاراضي السورية القاحلة". واشار الاكاديمي والدكتور بدر كاظم الجبوري ان ذلك عكس ما صرح به السفير التركي في بغداد من ان سدود اليسو سوف لن تضر بنسب المياه الواردة اليه، كما انتقد الحكومة العراقية في تعاملها "الهزيل والمنهار" مع تركيا وسوريا وايران، رغم خطورة الموقف. بقلم / لينا نوري شاويس
#لينا_شاويس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|