|
الترجمة والنص المقدس ...محور ندوة دولية بفاس
ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 21:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والفريق المتداخل الاختصاصات للبحث في الترجمة والتأويل ومركز الدراسات الرشدية ومختبر مقارنة الأديان و حوار الحضارات ندوة كان محورها "الترجمة و النص المقدس" ، وذلك يومي 18أبريل 2012 بكلية الآداب سايس و يوم 19 منه بكلية الآداب ظهر المهراز، بدعم من مجلس مقاطعة سايس / فاس. لقد كان الدين و الترجمة ينتظمان في علاقات تميل أحيانا إلى الملازمة والمجاورة ، وتجنح أحيانا أخرى إلى التعارض و التنافر " كما يقول بذلك الدكتور توفيق سخان الأستاذ بكلية سايس للآداب . لكن ذلك لا يخلو من التخوين و الرجم و التحريف عند بعض المترجمين ، وأيضا الأمانة و الحفاظ على الأصل عند آخرين. وظلت الإطارات التنظيمية و المرجعية المتحكمة في علاقة الترجمة بالنصوص تتأرجح مدا وجزرا دينيا و دنيويا ، كما بقيت الحاجة إلى الترجمة ضرورية باعتبارها عنصرا مهما و نشاطا إنسانيا يسعى إلى " وصل ما انفصل ورتق ما تفتق و جمع أشتات الرسائل التي أراد لها التدبير الإلهي أن تكون واحدة " كما يقول الدكتور توفيق سخان دائما . الدكتور رشيد ابن السيد من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس ركز على أن تأويل النصوص المقدسة وترجمتها ، كان له اهتمام بالغ ، على اعتبار أن هذه النصوص لها دور كبير في تنظيم حياة الناس وضبط العلاقات فيما بينهم. كما أن ترجمة النصوص الدينية التي ليست" فتحا مبينا أو اخترعا جديدا" رغم ما تكتسيه من مصاعب كبيرة ، بالنظر إلى غموضها والتباساتها ، الشيء الذي يدفع المترجمين أحيانا للرجوع 20 أو 30 قرنا إلى الوراء ، اعتمادا على مناهج علمية دقيقة ، كان المنهج النقدي التاريخي أحد هذه المناهج. ويعتبر الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا أحد رواد هذا المنهج ، الذي حاول إنقاذ جوهر الدين من التحريف و العبث الذي لحق بالكتب المقدسة . الدكتور سعيد كفايتي الأستاذ بكلية سايس تطرق إلى أنه مهما " بلغت درجة الكمال في ترجمة النص الديني وهو أمر يكاد يكون مستحيلا ، فإنها لا تخلو من مزالق" .متسائلا : " إلى أي حد كان الدافع العقدي مؤثرا في ترجمة التوراة ؟ و ما هي حدود التداخل بين الترجمة هي حدود التداخل بين الترجمة و الشرح من جهة ، و التأويل من جهة أخرى؟". أما الدكتور زهير محمد زهير من نفس الكلية فقد تطرق إلى أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى في التعريف بالإسلام ، إلا أن هذه الترجمة لا تخلو من صعوبات و عوائق أرجعها إلى ثلاث عوامل هي : 1- الجانب الدلالي للألفاظ. 2- الجانب البلاغي . 3- الجانب التركيبي. الدكتور محمد لعضمات من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط ركز في مداخلته على أن ترجمة القرآن و الإنجيل إلى اللغة الأمازيغية تثير العديد من التحديات و الصعوبات ، لما يتميز به هذان الكتابان من خصائص بيانية و بلاغية و أسلوبية و ثقافية و دينية و من هالة القداسة كذلك ، حتى وإن اختلفت درجاتها. واضعا رزمة من الأسئلة من قبيل : ما هي إمكانية نقل المقدس إلى لغة أخرى ؟ - و ما السبيل لتجاوز الإشكال اللساني في ظل التباينات الثقافية و الدينية بين اللغة المرسلة و اللغة المستقبلة ؟ - وهل تكفي اللغة وحدها لترجمة القرآن و الإنجيل ؟ - أم يتطلب الإلمام بعلوم أخرى ؟- أين تتموقع الترجمة الدينية في مجمل نظريات الترجمة ؟ - كيف يمكن الوصول إلى معنى النص الديني بشكل موضوعي؟. مشيرا في الأخير إلى أن فعل الترجمة إلى الأمازيغية يطرح تحديات أخرى ، كون اللغة الأمازيغية تعيش مرحلة الانتقال من الشفاهة إلى لغة الكتابة ، مع ما يصاحب هذا الانتقال من إشكالات. احمد فرحان من مركز الدراسات الرشدية تطرق من جهته إلى محور" مكانة الترجمة في فهم القرآن : الجابري نموذجا " مشيرا إلى أن لفظ الترجمة استعمل على لسان النبي محمد (ص) لأول مرة ، حين لقب الصحابي الجليل ابن عباس بترجمان القرآن. وقد كان الجابري يعتمد على مفردات القرآن لفهمه كاشفا المعرب منها ، و ومؤكدا لأطروحة غريب الألفاظ بمعنى الدخيل على اللسان العربي كلفظ "الأمي" وتفسيره له ، الشيء الذي اتخذه البعض مدخلا للتهجم على الجابري في تفسيره . الدكتور عدنان أصلان ( النمسا) تكلم عن القرآن كقناة للتعليم الديني بالأقسام الأوروبية متعددة الثقافات ، مع تنامي نسبة الأطفال المسلمين في البلدان الأوروبية. فقد أخذ القرآن يحتل مكانة مركزية في المدارس العمومية الأوروبية ، باعتباره أداة أساسية في التعليم الديني. وتعتبر أقسام المدارس التعليمية أهم مزود للتلاميذ بخلفيات دينية متباينة ، لفهم القرآن انطلاقا من مرجعيات مختلفة. وبذلك تطرح بيداغوجية التعليم الديني مسالة ترجمة القرآن وفهمه داخل العالم الذهني ، الذي يميز الأطفال والمراهقين في سياق أوروبي محض. الدكتور اعبيزة إدريس من جامعة محمد الخامس بالرباط تحدث عن : " مشاكل ترجمة النصوص الدينية : نموذج الترجمة العربية للتوراة - العهد القديم- والترجمة العبرية للقرآن" ، مداخلة سعى من خلالها الوقوف على المشاكل التي اعترضت مترجمي نص التوراة إلى اللغة العربية ، في الوقت الذي تخلى فيه اليهود عن التخاطب والتعامل باللغة العبرية ، واتخذوا من اللغة العربية وسيلة للتعبير والتواصل اليومي أمام طغيان اللغة العربية على مجموع اللغات السامية ، التي كانت متداولة في الشرق خلال الفترة الممتدة فيما يعرف بالفترة الجاهلية إلى حدود القرن الثالث عشر الميلادي. أما ترجمة القرآن الكريم إلى العبرية فقد كانت بداياتها الأولى خلال الفترة الأندلسية ، حاول فيها اليهود تشويه النص القرآني ، بقلب معانيه أو تحريفها حتى إن لم يترجموا القرآن كاملا. واقتصرت الترجمة حينها على بعض الآيات والسور فقط. وقد كانت الترجمات اليهودية للقرآن كلها مخالفة للنص القرآني ، باستثناء ترجمة يوسف رفلين أحد كبار اليهود المتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية. داعيا في الأخير إلى ضرورة إنشاء هيأة تسهر على ترجمة النص القرآني إلى اللغة العبرية ، لتصحيح وتقويم ما تعمده المترجم اليهودي. حضر هذه الندوة الدولية رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس الدكتور فارسي السرغيني ، عميد كلية الآداب سايس الدكتور إبراهيم اقديم ، عميد كلية ظهر المهراز بفاس الدكتورعبد الإله بنمليح ، جيلبير فانسون من جامعة ستراسبورغ (فرنسا) . كما حضرها عدد من الأساتذة الجامعيين مغاربة وأجانب ، وضيوف من المغرب وخارجه ، مع حضور طلبة الكليتين وطلبة الماستر وجمهور من المهتمين والمثقفين بفاس.
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- الميتا قصة المغربية- محور المهرجان الثاني للقصة القصيرة بخ
...
-
أكاديمية فاس - بولمان تحتفي ب - ظلال حارقة - لإدريش الواغيش
-
الكتابة والسيرة الذاتية : - ظلال حارقة - للقاص المغربي إدريس
...
-
قصص قصيرة جدا : حوض النعناع
-
فاس تحتفي ب - جمالية البين – بين في الرواية العربية - للمترج
...
-
الانتخابات البرلمانية المغربية بعيون مركز حقوق الناس
-
قصة قصيرة : الشعب يريد....
-
شعر : خطيب الزعيم
-
مدينة تيفلت تحتفي بشيخ الزجالين بالمغرب ... إدريس أمغار المس
...
-
السيد أحمد رضا الشامي في لقاء تواصلي مع مثقفي ومبدعي مدينة ف
...
-
الدكتور إبراهيم أقديم ، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية س
...
-
قصة قصيرة جدا : جنات
-
ليبيا التي غيبها عنا القذافي 42 سنة
-
قصة قصيرة جدا : إصرار الديك وعناد الدجاجة
-
النقابة الوطنية للتعليم (فدش) تهدف إلى خلق مغرب خال من تشغيل
...
-
- ظلال حارقة -.... جديد الصحفي والأديب المغربي إدريس الواغيش
-
- انتباه ... أطفال في أشغال خطيرة -... شعار النقابة الوطنية
...
-
شعر : على امتداد البياض
-
عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د. ش
...
-
مليكة مستظرف حاضرة بروحها ...، ومحمود الريماوي ضيف شرف من ال
...
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|