أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - نواب لبنان خارج الزمن














المزيد.....

نواب لبنان خارج الزمن


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 21:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حبيبتي الدولة

خارج الزمن خارج القيم
روى لنا الصحافي المرحوم يوسف خطار الحلو أنه مر ذات يوم بسهل الميذنة في كفررمان ورأى فلاحا يستخدم البغل في فلاحة الأرض ، خلافا لعادة فلاحي بلادنا باستخدامهم الأبقار. سأله عن ذلك فلم يجد الفلاح تبريرا غير كلام يشبه الحكمة : هذه حالة بلادنا ، " في بلادنا ما في حدا بيشتغل بشغلته"
تذكرت هذه الطرفة حين كنت أستمع إلى نوابنا في جلسة المناقشة وهم يؤدون أدوارا ليست لهم ويغفلون أدوارهم التي انتدبهم الشعب لتأديتها.
انتدبناهم ليمثلوا قيمنا الاجتماعية والاخلاقية لا ليكونوا كصبيان الأزقة والحارات يتراشقون ببذيء الكلام والشتائم .
انتدبناهم لمهمة محددة في الدستور: التشريع ومراقبة الحكومة ومحاسبتها. لم نسمع منهم كلاما في التشريع لأن هذه الجلسة مخصصة لغير ذلك . لكنهم ، بعد أن راقبوا الحكومة جيدا وتأكدوا من أنها لم تنجز شيئا محضوها ثقتهم الغالية.
انتدبناهم لينقلوا همومنا إلى البرلمان، وسمعناهم يشكون كما نشكو، من الفساد الإداري والسياسي والصحي والمالي . كان ينقصهم أن يطالبوا الشعب بالاستقالة .
انتدبناهم ليحولوا الصراع إلى نقاش ، فحولوا النقاش إلى مبارزات كلامية وحوار طرشان وحكي في الطواحين . كان واحدهم لا يصغي للآخر وإن أصغى فلكي يرد على الهجوم المعادي مثلما "تعاير" النسوة بعضهن بعضا من شبابيك الحارات في الأفلام.
انتدبناهم ليرفعوا صوت العقل وينتصروا للسلم ويضعوا حدا لأسباب الحروب الأهلية المتناسلة ، فإذا بهم يثيرون الغرائز وينبشون القبور ويهيئون لحروب جديدة.
أن يشمر نائب عن زنوده ويهجم على العدو في قاعة المجلس !! يعني أنه لا يتصرف بصفته من فقهاء القانون بل بصفته مصارعا على حلبة أو واحدا من قبضايات الزعيم ، الآكلين من خبز السلطان و المحاربين بسيفه.
حين يقول أحدهم لزملائه بشأن السلاح: هذا الأمر ليس من اختصاصكم ، فهو يعني بالتمام والكمال أن ذلك هو من شأن الأجهزة السرية والنظام الأمني والتوازنات الاقليمية والدولية التي سمحت بإدخال السلاح إلى لبنان ، وبالتالي فليس سواها من يبحث في مصيره. كأن نائبنا الكريم يردد قول الشاعر: آه لو نتبادل الأوطان كالراقصات في المقهى! ما حاجة الوطن والدولة إلى مثل هؤلاء النواب إذن؟؟؟
إعلان السلاح مقدسا لتخويف المجلس النيابي من إدراجه على جدول النقاش هو من قبيل خلط عباس بدباس ، أو هو ضرب من الكفر ، إذ لا قداسة إلا لله . أما على هذه الأرض فالمقدس الوحيد هو الإنسان. إذن ،بعض نوابنا لا يمثلون المواطنين الذين يشبهونهم في الإنسانية ، بل يمثلون قضايا هي من ملكوت الله !! ويخلطون بين قاعة المجلس النيابي وقاعات الكنائس والمساجد .
قال نائب إن محطة التجسس تخص الحزب الاشتراكي ، ورد عليه آخر بأنها ملكية مشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب الله. من الذي يملك الكلام الفصل في قول الحقيقة؟ إنه القضاء، وحكم القانون. لكن نوابنا الكرام لا يحترمون القانون .
وبعد أن بت القانون بقضايا عديدة ، أصر نوابنا على طرحها كما لو في أول مرة . لم يقتنعوا بما قاله القانون ، أو فضلوا على حزم القانون ميوعة المواقف السياسية . ربما كانوا في حاجة إلى دروس في القانون ، تبدأ من أن للقانون أصلا أخلاقيا.
تفننوا في إعادة صنع قميص عثمان ، فلم يقصدوا من طرح القضايا البت بها بل تكرار الأسطوانة الممجوجة ذاتها: الفساد ، شهود الزور ، الخيانة ، مع سوريا وضدها ، كهرباء تحت الأرض أو فوقها، الداتا، شعبة المعلومات ، خطف السوريين ، الخ ...
بدل أن يحاسب أحدهم الحكومة الماثلة أمامه ، فضل أن يساجل مع حكومة سابقة جدا ومع رئيس وزراء راحل !!! ماذا يعني ذلك غير أن يكون النائب المحترم خارجا مذعورا من كهف أو من كابوس أو أنه يعيش خارج الزمن .
نعم ، إنه ، إنهم ، يعيش و يعيشون خارج الزمن. الشهيد الحريري كان له الفضل الأكبر في إعادة إعمار بيروت ولبنان. من تبقى كان مشغولا بالمراقبة أو بالاختلاس
إنهم يعيشون خارج القيم .



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي الدولة
- في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد
- التهويل بالديمقراطية
- آذاريو لبنان ينتظرون ربيع سوريا
- الربيع العربي فرصة تاريخية أمام الأقليات للحصول على حقوق الم ...
- ويكيليكس اللبناني
- طائفية علمانية أم محاصصة
- ربيع العرب وخيبات أدونيس
- ربيع العرب وتحفظات سمير أمين
- علمانية وطائفية أم محاصصة؟
- أصولية العلمانيين... إساءة إلى الدين والدولة
- موت الأصوليات
- الأصوليات غير الدينية
- ارفعوا أيديكم عن زياد بارود إنه من الأملاك العامة
- استبداد لبناني باسم الحرية
- انقلاب أم ثورة على الاستبداد القومي؟
- العرب يعودون إلى التاريخ
- في نقد 14 آذار
- أيها المتضامنون: هذه الثورة قامت ضدكم
- د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدول ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - نواب لبنان خارج الزمن