أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأحزان والهموم شيمة المفكرين














المزيد.....

الأحزان والهموم شيمة المفكرين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول المفكر الكبير سلامه موسى:أعظم الناس أعظمهم وجدانا.

المفكر أو المثقف الكبير وجدانه يتسع كثيرا وبشكل ملحوظ للهموم وللأحزان التي تؤثر في الناس ووجع كل مواطن في مجتمعه هو وجعه وألم كل مواطن في مجتمعه هو ألمه أي أنه مشغول بقضايا الفكر والاقتصاد وليس في تملك النساء والقصور والسيارات الغالية الثمن,وكلما تقدم بي العمر أكثر كلما تراجعت رغبتي وشهوتي عن الأشياء أو عن الشهوات التي يحبها الناس العاديين وكلما شعرت بآلام الناس كلما تراجعت شهوتي للجنس وللمال وللقصور,فأنا مثلا قبل عشرة أعوام كان حلمي بأن يكون عندي سيارة على آخر موديل أو صديقة تحبني وأحبها أو رصيدا في البنك أو منزلا فخما,واليوم أقول لصديقتي أو لحبيبتي أنني لم أعد أحبك كأيام زمان لأنني أعتقد بأن ما بي من أوجاع الناس وآلامهم ما يغنيني عن التفكير بقبلة منك على فمي وفمك,فاليوم على فمي عبارات جديدات وهموم كبيرة جدا تشغلني عن التفكير بأفكار رومانسية,أنا اليوم قلبي فيه هموم كثيرة وأحزان كثيرة وهي عبارة عن أحزان وآلام كل مواطن عربي مسلم وغير مسلم,واليوم تتسع رقعت العاطفة عندي لتصبح عاطفتي هي هموم الناس والقضايا الفكرية الكبيرة,ويقال بأن المناضل الكبير (غاندي) هجر الجنس شبه نهائيٍ في آخر أربعين سنة من عمره وأصبح همه الأول والرئيسي هو خدمة الناس والمجتمع,ولكن من الملاحظ عن الرجال العرب وخصوصا المتدينين منهم بأنهم كلما تقدم بهم العمر أكثر كلما كان همهم بأن يمتلكوا نساء أكثر من واحدة وأكثر من اثنتين على وجه العموم,وأنا أقول بأن غاندي كان مثلا مناضلا حقيقيا فالنساء لا تشغل أذهان المفكرين الاجتماعيين ولا تشغل نزواتهم العاطفية لأن وجدانهم يصبح وجدان الأمة بأكملها,فكيف برجل يدعي بأنه مرسل إلى البشرية كاملة أو إلى قومه وهمه الأول والأخير أن يبني قصرا فخما وكبيرا ومعقدا وبأن يكون في كل جناح من أجنحة القصر له زوجةً أو زوجتين,فهذا من المستحيل أن يرسله الله إلى قومه أو إلى الناس كافة فالله لا ينظر لأصحاب الشهوات بأنهم رُسل وأنبياء بل ينظر إليهم على أساس أنهم لا يدركون ما يحيط بهم وبمجتمعهم من مشاكل ومن هموم عاطفية ووجدانية كبيرة,فهؤلاء الذين يثملون كثيرا ويتنزهون بصحبة النساء كثيرا من المستحيل أن يكونوا أنبياء ورسل ومفكرين ومثقفين.

مما ألاحظه على شيوخ الإسلام وخصوصا المفكرين منهم بأنهم كلما تقدم العمر بأغلبيتهم كلما زادت شهوتهم للطعام وللنساء أكثر من أي وقتٍ مضى وهؤلاء من المستحيل أن تكون هموم الناس وآلامهم همهم الأول والأخير وبالتالي يجب أن يُخرجوا أنفسهم من دائرة الإدعاء العام بأنهم مفكرون ومناضلون,فالمناضل الحقيقي والمثقف الحقيقي تشغله مشاكل الناس وليس مشاكله العاطفية ونزواته الجنسية,وبعض هؤلاء وصل بهم العمر إلى الخمسين والستين سنة وهم ما زالوا يبحثون عن زيجات جديدة في الدنيا وفي الآخرة.

إن وجدان الإنسان المفكر لا يشغله الجنس بل تشغله أحزان الناس وآلامهم ومصيرهم ومشاكلهم السياسية والاقتصادية,والإنسان الذي همه أن يجمع المال هو إنسان عادي وليس إنسانا مفكرا اجتماعيا أو دينيا,من هذا المنطلق ومن هذه الذاكرة هنالك تحتفظ لنا الذاكرة برجالٍ وبنساء مفكرين اجتماعيين همهم الأول والأخير خدمة الناس والتبتل والترهبن أو الرهبانية من أجل خدمة المجتمع بأكمله.

وكلما تقدم العمر بالمفكرين السياسيين والاجتماعيين كلما تراجعت رغباتهم الجنسية وشهوتهم للطعام,حتى السجن لا يهمهم ,وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين كان السجن يخيفهم لأن في قلبي كانت رغبة عارمة بممارسة الجنس مع امرأة تحبني وأحبها ولكن أنا اليوم قد استغنيت عن هذه الرغبة وقد تراجعت عنها بشكل كبير وملحوظ فلم تعد الملذات العادية تشغل ذهني ولو تم اليوم القبض عليّ وإيداعي في السجن فإن هذا الموضوع لا يهمني على الإطلاق لأن في ذهني أشياء أهم بكثير من تلك الأشياء التي تشغل أفكار الناس العاديين,والسبب في ذلك أن أفكار المفكرين الاجتماعيين وأدمغتهم وقلوبهم مشغولة أو تصبح مشغولة أكثر بالقضايا الفكرية وكأنهم يحملون الكرة الأرضية على رؤوسهم,ولا أستطيع أن أتقبل نهائيا قديسا دينيا أو رجلا يدعي بأنه قديسا دينيا وبنفس الوقت يتخذ لنفسه بعد عمر الأربعين سنة أو الخمسين سنة زوجة أو زوجتين أو حتى ثلاثُ زوجات على الإطلاق فهذا الذي يسلك هذا السلوك من المستحيل أن يكون مفكرا اجتماعيا أو عقائديا دينيا,ومن الملاحظ جدا أن رجال الفكر والسياسة يسقطهم المجتمع والدولة بالكامل إذا تم الكشف عليهم أو إذا تم ضبطهم بقضايا غرامية مع نساء من غير دائرة العلاقة الزوجية,والسبب في ذلك أن المفكر السياسي والديني والاجتماعي إذا اتخذ أكثر من زوجة وأكثر من صديقة فهذا معناه أنه قد أصبح غير متفرغ لقضايا الفكر والدين والاجتماع والدولة وخدمة الجمهور,ومن هذا المنطلق لا يمكن أن يدعي أي شخص بأنه مفكر اجتماعي أو سياسي وبنفس الوقت يملك في منزله زوجتين أو ثلاثة زوجات كل زوجة منهن في غرفة نوم على آخر موديل ليدعي بعد قليل أنه قديس أو رسولٌ من الله.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟
- الدور الذي لعبته جدتي
- المرأة تجمع بين عدة وظائف
- جدتي رحمها الله
- الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟
- 50تقسيم24
- مائدة الكتابة
- الحيوانات في السينما
- عذاب النار
- رائحة الطعام
- غوايتي
- الحديث النبوي مرفوض نحويا
- اكتشاف النجوم
- لآدم زوجة واحدة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأحزان والهموم شيمة المفكرين