أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وأخيراً... تمخضوا وولدوا














المزيد.....

وأخيراً... تمخضوا وولدوا


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


جاء في صحيفة الشرق الأوسط عدد يوم الجمعة 21/1/2005م أن 12 حزباً سياسياً ومنظمة مدنية واجتماعية سورية غير مرخص لها اجتمعوا وأعلنوا هيئة تأسيسية للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وللدفاع عن الحريات السياسية والعامة وانتبهوا ونبهوا إلى أن سوريا منذ 40 عاماً تعيش تحت وطأة قوانين استثنائية في هذا المجال ولا سيما قانون الطوارئ الثقيل الدم .

الخطوة ضرورية وجيدة ولو كانت متأخرة فقط أربعين عاماً وصحيح أن الأبناء لا يتحملون مسؤوليات الآباء لكن في جميع الأحوال من يستيقظ متأخراً أفضل ممن لا يستيقظ أبداً ، علماً أن ليس جميع المجتمعين من الأبناء فبينهم آباء وربما أجداد وهذا يدل على أن الوعي الصحي في سوريا ممتاز والدليل طول الأعمار مع أن هذه بيد الله ، وحتى الآن لا جديد كما يبدو .

في الحقيقة ما يبدو ليس صحيحاً فهناك جديد ، حيث كانت محاولات كثيرة تتم في هذا السياق ولكنها كانت تصل إلى ما قبل هذه النقطة ، فدائماً كانت القبائل السياسية السورية كل واحدة منها تريد عقد لواء الحملة لها وحدها وحتى قبل وبغض النظر عن أهداف الحملة وهكذا كانت عقود اجتماعها تنفرط قبل أن تتم، هذا إذا لم تتغاز فيما بينها وتنسى سبب اجتماعها أصلا ويبدأ شعراؤها بالهجاء المتبادل فيما لم تصل إليه قريحتا جرير والفرزدق ويقولون في بعضهم ما لم يقله مالك في الخمر.



أيضاً هناك جديد إلى حد ما وهو انضمام سخي من بعض القبائل السياسية الكردية السورية ، وهذا جديد متقدم وآن لجميع السوريين من جميع الجماعات القومية [بمن فيهم العرب] أن يعوا أنهم سوريون أولاً وبعد ذلك هم ودون تنازل عن ثقافتهم أن يكونوا ما شاؤوا.



والجديد الثالث وهو هام أيضاً أن الاجتماع ضمّ طيوفاً رغم عقائدية بعضها قبلت بوجود جمعيات أهلية ومدنية وهكذا كان هناك ألوان مختلفة تتراوح بين اللون القومي إلى الشيوعي إلى المغازل والمراهن على القوى الدينية لكن لحسن الحظ أن تلك القوى لم تكن موجودة ومع أني احترم كل رأي وكل دين لكني أرى أن جميع الأديان وبدون استثناء هي نتاج ما قبل الديمقراطية وغير قادرة على اللحاق بهذا الموكب الذي هو نتاج الحضارة الحديثة ولم ير النور إلا بعد فصل الدين عن الدولة.



أما الجديد الرابع والأخير فإن الاجتماع تم بسلام وخرج المجتمعون ببيان وإعلان هيئة تأسيسية وعلنياً وأرجو أن يكون هذا الموقف واعياً ويعني بوضوح دفن العمل السري وإلى الأبد وبلا تكتيك ولا ندم ، وكان هذا خليق بالتنويه على الأقل.

لكن كل هذه العناصر الجديدة لم تغير شيئاً بكل أسف في الجوهر القديم : المحفوظات وتكرار الصيغ الجاهزة والجامدة حتى الموت أو المتهرئة من فرط الاستعمال والكليشيهات التي تريح الفكر والتفكير من العمل .



قانون جديد للأحزاب ؟ حريات للصحافة والرأي ووو....وإلخ المعزوفة ولكن لمَ لا يتحفنا عشاق الحريات والأحزاب الحرة باقتراحاتهم المدروسة والمفصلة والواضحة ؟ أم أنهم يحسبون أن هذه قياسات جاهزة ؟

هذا القديم المتأصل والموروث في الذهنية الحزبوية السورية بدت اليوم فاقعة بالمشاركة الكردية حيث المطالبة بالحقوق الكردية رغم بعض التحديد بقيت غامضة جداً وكلنا يعلم كم من الاختلاف حول المسألة الكردية وكم أخذت هذه القضية العادلة ثقافياً وإنسانياً والخرقاء حين تتجاوز هذه الحدود ، من نقاشات وسجالات ... وإلخ



هل سينبثق عن هذه الهيئة التأسيسية قريباً شيء من هذا كمشاريع واقتراحات واضحة ومحددة بحيث تصلح للعمل كبرامج انتقالية للنقاش والحوار ومن ثم للعمل على تحقيقها ؟



إذا ما شهدنا شيئاً من هذا فإن الجديد سيطبع هذا الاجتماع الذي لا يقلل من أهميته ثغراته وهذا ما يأمل به كل سوري يتمنى لسوريا دخول العصر.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الشاق والخطر
- الحرية تأنيث للعالم
- مسرحية صامتة جداً
- رعشات مشروطة
- ليس مسيحاً
- خوابي الضحك والدهشة
- رماد الوصية
- المشجب
- العائلة المقدسة
- عضة ورشفة
- أنين الأسئلة
- عود على بدء: في الانتماء لاجديد سوى الاسم
- تماثيل أوجاعي
- تفاح الخيانة
- هرطقة خارج المظلة
- على خط الأفق
- الصندوق الأرجواني
- موشور الغربة
- هذيان ليس للنشر
- لحسة الأمان


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وأخيراً... تمخضوا وولدوا