مناهج التعليم المهني ..الفرع التجاري بين الواقع والطموح

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 22:04
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

يهدف التعليم المهني إلى توفير القوى العاملة الفنية للقطاعات الصناعية والزراعية والتجارية , وتوفير منهج مرن وشامل لتلبية الاحتياجات الآنية و المستقبلية , وتزويد الطلبة بالأسس والمهارات والمعارف للتدريب والتعليم المستمر , إذ تبلغ الدراسة في هذه المدارس ثلاث سنوات بعد الدراسة المتوسطة.
لقد أصاب قطاع التعليم المهني مثلما أصاب بقية القطاعات التربوية الأخرى في زمن النظام السابق من إهمال وتهميش , فقد أهمل هذا النظام متابعة التطور الحاصل في الدول المجاورة ودول العالم في مجال التطور في التعليم و المناهج التعليمية , حيث أهملت المدارس المهنية إهمالاً كبيراً وقد تعرضت بعد عام 2003 إلى حملة من قبل السراق واللصوص , حيث طال التخريب والنهب أبنيتها وآثاثها , إلا أن وزارة التربية ومن أجل تطوير هذا القطاع والوصول به إلى ما وصلت إليه دول الجوار من رقي وتطور, فقد أعدت خطة للنهوض بواقع التعليم المهني بجميع فروعه ومنها الفرع التجاري, وما تم من اتخاذ قرار بتغيير مناهج هذا الفرع , فقد كلفت لجان خاصة وبكادر متخصص لتغيير المناهج الدراسية ,و وضع الكتب المنهجية التي تواكب العصر , فوضعت أدوات لتأليف الكتب أوعرضها على أساتذة ذو الاختصاص ,والتي كلفت الوزارة مجهوداً كبيراً وأموالاً طائلة لإعداد هذه المناهج وطباعتها بكميات كبيرة لتوزيعها على مدارس القطر المهنية , فقد بلغت مجموع العناوين التي تم تغيير إلى (260) عنوان دراسي لجميع الفروع ,ومن هذه العناوين مناهج الفرع التجاري.

آراء مدرسي الفرع التجاري حول المنهج الجديد:
بعد تغيير مناهج الفرع التجاري وتوزيعها على طلبة المراحل الدراسية خلال السنتين الأخيرتين , فقد أبدى مدرسي الاختصاص للفرع التجاري استغرابهم للأخطاء اللغوية والطباعية , والأخطاء في حل أمثلة المناهج المقررة , وفي لقاء مع بعض المدرسي الاختصاص في الفرع التجاري كان لهم بعض الطروحات والتصويب لبعض الأخطاء لهذه المناهج نتيجة لعملهم في التعليم لفترات طويلة و قد أكدوا جميعهم على إخلاء المناهج من أسماء لجان التنقيح الغوي و الاختصاص وكانت شكواهم المقدمة كالآتي:
فقد أشار الأستاذ( جواد محروس) مدرس مادة (محاسبة الشركات) للسادس محاسبة إلى استغرابه بسبب "انعدام التدقيق وكثرة الأخطاء في حل أمثلة الكتاب , وغياب ذكر المصادر المعتمدة في تأليف الكتاب لكي يراجعها المدرس عند الحاجة",كما أشار الأستاذ جواد محروس إلى "إن المادة لا تتلاءم مع عدد الحصص الإسبوعية ومن الممكن علاجها أما حذف الباب الثالث من الكتاب أو إلغاء عطلة يوم السبت لوزارة التربية فقط والتي أثبتت فشلها وزاد من عدد ساعات الدوام لبقية أيام الإسبوع بدلاً من أن يكون هذا اليوم للمراجعة والالتزام من قبل الطلبة , ولكن هذه العطلة أصبحت مضيعة للوقت" كما أشار إلى " عدم الإشارة من قبل المؤلفين للكتاب إلى المصادر التي اعتمدت في وضع المنهج ليتمكن المدرس من مراجعتها وقت الحاجة", أما الأستاذ( غسان عدنان) مدرس مادة ()المنشآت المالية للصف السادس تجاري فقد علق وأشار" إلى صعوبة المنهج على الطلبة , وإن الكتاب كان مستنسخ نصاً من مصدر (النظم المحاسبية المتخصصة) الذي يدرس في المرحلة الرابعة لكلية الإدارة والاقتصاد قسم المحاسبة , فيطلب ممن وضعوا المنهج أن ينصفوا طلبتنا بهذه المناهج والتي هي أعلى من مستواهم العلمي" , وقد أكد لنا الأستاذ( ثامر كمونة ) مدرس مادة( الاقتصاد ) للصف الخامس تجاري إلى " ضرورة وضع إضافة للمصطلحات الاقتصادية الضرورية في المنهج لمراجعتها من قبل الطالب ليسهل علية فهم مادة الاقتصاد ولغة المصطلحات الاقتصادية الحديثة , كما يعتب على اللجان التي حذفت درس الرياضيات من الفرع التجاري لأهميتها في جميع الدروس المحاسبية والاقتصادية لأنها تدخل في مادة الاقتصاد كرياضيات بحتة , كما إن الاقتصاد لم يعد مادة تعريف أو نظرية قديمة , وجميع النظريات الموجودة في المنهج وضعت من قبل علماء الاقتصاد عام 1830 , منهم آدم سميث وديكارت.."ويقول الأستاذ كمونة " وأنا أتساءل ألا توجد نظريات حديثة ومتطورة للاقتصاد ولحد الآن؟؟" كما أشار الأستاذ كمونة "إلى أهمية درس الإحصاءات التطبيقية الذي ألغى من الفرع التجاري والذي كان يدرس عام1981 , مع العلم إنهُ يُستخدم كنظم معلومات حالياً في أكثر الدوائر المهمة من الناحية الإحصائية ونظم المعلوماتية ".
وعند لقائنا بالأستاذ( صباح حسين) مدرس مادة الاقتصاد للصف السادس تجاري أكد لنا " إن هنالك شرح مطول في مقدمة والابتعاد عن شرح المنهج المطلوب, إضافة إلى تكرار الشرح بصيغ متعددة وفي مواضيع مختلفة من المنهج, مع العلم إن منهج مادة الاقتصاد للصف السادس قد وضع منذ سبعينيات القرن الماضي وأصبح لا يواكب التطورات الاقتصادية في العالم الآن " , كما عقب الأستاذ صباح حسين " على إن واضعي المنهج لم يتابعوا الحوادث التاريخية وتصحيح تواريخها ومثال ذلك الأحداث التي وقعت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين يؤكد المؤلف على مصطلح (كما قامت في القرن الماضي) , في الوقت إن الحدث قد حدث في القرن التاسع عشر ونحنُ في القرن الحادي والعشرون " كما أشار الأستاذ صباح " إلى عدم تحديث فصل التنمية الاقتصادية في المنهج من المعلومات الحديثة , وهنالك تداخل في الشرح في الفصل السادس والخاص بالسياسات الاقتصادية , حيث نلاحظ (إن هنالك تداخل في شرح السياسات النقدية والسياسة المالية ) ", ويتساءل الأستاذ صباح حسين لماذا لم يواكب واضعي المناهج التطورات التي تحدث في المناهج الدراسية في دول الجوار والعالم؟ وكذلك النظريات الاقتصادية؟
أما الأستاذ( أحمد كريم طارش) مدرس مادة (المحاسبة الإدارية) للصف السادس تجاري يؤكد" إن هنالك تكرار في المنهج ولبعض المواضيع وخاصة لفرع الإدارة مثال ذلك( طريقة إيجاد نقطة التعادل في الرسم البياني) مع العلم إنها غير ضرورية في المنهج , فقد تم تكرارها في ثلاث مناهج هي ( إدارة الإنتاج ,الإدارة المالية, الموارد البشرية) " كما يشير الأستاذ أحمد كريم إلى " عدم ملائمة المادة لعدد الحصص الإسبوعية ولذلك قد تم استغلال يوم الجمعة كدروس إضافة لإكمال المنهج" , كم أكدت المدرسة( نادية شهيد )مدرسة مادة( الإدارة المالية) للصف السادس تجاري إلى " انعدام التعادل في توزيع الأسئلة والأمثلة بين مواضيع وفصول المنهج الدراسي , فقد افتقد الفصل الثاني من المادة للكثير من التمارين المهمة , منها حول المخاطر للمردود المادي " كما أشارة الست نادية إلى " إن بعض الأمثلة وخاصة ما يخص الفصل الثالث لا تحتوي على الأرقام و قد احتوى هذا الفصل على الكثير من الأخطاء , كما إن واضعي المنهج لم يزودونا بحلول التمارين في الكتاب وخاصة في فصل (كشف التدقيق النقدي), أما بخصوص الرسوم البيانية حول موضوع نقطة التعادل إذ تحتوي على أخطاء كبيرة , كما إن أسئلة هنالك أسئلة لنفس الموضوع من الصعوبة حلها بسبب النقص في الأسئلة ومنها السؤال رقم (18) الذي لم يذكر فيه حجم النشاط , وبعض الأسئلة لم يذكر المطلوب في حلها " , كما عقب الأستاذ (وهبي حسن) مدرس مادة (الإنتاج والعمليات) للصف السادس تجاري " إن المنهج من الصعوبة الربط فيه بين المواضيع لتعقيد الكتاب بالعبارات المعقدة والذي لم يشير المؤلف إلى معناها , كما إن هنالك أمثلة لم يذكر لها قانون لكي يتم حلها مثل ما ورد في (الصفحة 144 ) لم يذكر() قانون الوقت المتاح, علماً إن المادة مطولة ومتشابكة ومتشابهه في المواضيع , ووجود فيها الكثير من الأخطاء والتكرار لبعض المواضيع الموجودة في المناهج الأخرى مثل ( نظرية ماسلو) التي ذكرت في كتاب مبادئ الإدارة للصف الرابع تجاري وقد ذكرت في كتاب الإنتاج والعمليات" .
كما أكد( الأستاذ جواد) مدرس مادة (التدقيق والرقابة) للصف الخامس تجاري في إعدادية بابل المهنية " إن بعض المواضيع لمادة التدقيق قد نقلت نصت من مناهج لدول مجاورة كم هو في النص التالي في ص113( كما في قانون رقم 21 لسنة 1997 للأردن والذي يلزم الشركات المساهمة بتدقيق حساباتها من قبل مدقق خارجي) وفي ص117 من نفس الكتاب والذي يذكر الشكل وهو غير موجود كما يلي : (الشكل الآتي يبين نموذجاً لتقرير مدقق يتضمن رأياً متحفظاً للنموذج في ص228) مع العلم إن كتاب التدقيق يحتوي على 123 صفحة فقط مما يدلل على النقل الحرفي وبدون بذل أي جهد للتنقيح والتغيير " , كما أشار المدرس (علي طلال )مدرس مادة (محاسبة التكاليف) للصف السادس هنالك " انعدام العدالة في توزيع الأسئلة في هذا الكتاب حيث يحتوي الفصل الأول على (22) تمرين أما الفصل الرابع فقد احتوى على تمرين واحد فقط ", ويؤكد أغلب مدرسي الفرع التجاري إن تبليغنا بكتاب وزارة التربية / المديرية العامة للتعليم المهني /قسم الشؤون العلمية المرقم (17103 الصادر في 19-3-2012 والذي يقر" تعليق أجزاء من الفصول الأخيرة للمناهج التالية (محاسبة الشركات ومحاسبة التكاليف ومحاسبة المنشآت المالية والمحاسبة الإدارية والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية وإدارة الإنتاج والعمليات) معلقاً بغية إتاحة الفرصة للمدرسين لإكمال مفردات المنهج الدراسي وتحقيق المساواة بين جميع المدارس في الامتحانات العامة " مع العلم قد تم تبليغنا من قبل المشرفين على الدورات مديرية الإعداد والتدريب إن هذه الفصول لصعوبتها سوف يتم تأجيل تدريسها في الوقت الحالي.
بعد طرحنا لهذه الشكاوى المقدمة من قبل مدرسيي الفرع التجاري ,راجين من المشرفين الاختصاص ومديرية التعليم المهني على متابعة المناهج قبل طباعتها مما يكلف الدولة و وزارة التربية الأموال الكبيرة.

#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات