أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي














المزيد.....

الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-

لأول مرة في تاريخ البشرية كلها يشهد العالم احتلالاً ارهابياً أصولياً دينياً وقومياً، هدفه محاربة الحرية والديمقراطية بالحديد والنار لشعب من الشعوب.

لقد شهدنا على مرِّ التاريخ حكاماً طغاةً يقومون بسجن المعارضة المطالبة بالحرية والديمقراطية، وتعذيب المعارضة، وقتل المعارضة، وطرد المعارضة من الأوطان. ولكنا لم نشهد قط، أن تأتي فئات مسلحة على صورة احتلال خارجي غازٍ، يقوم بنسف مراكز الاقتراع، وقتل المرشحين والمرشحات، وخطف رجال الحرس الوطني والشرطة، والتنكيل بهم وقتلهم لكي يحولوا بين طلاب الحرية وصناديق الاقتراع.

-2-



هل الحرية والديمقراطية في العالم العربي خطيرة إلى هذا الحد المذهل على العصابات الأصولية الدينية والقومية الفاشستية؟

هل يستدعي سعي شعب عريق كالشعب العراقي إلى الحرية والديمقراطية، أن يقوم المحتلون من الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين بهذه المذابح اليومية في العراق؟

كنا نتصور أن الحرية والديمقراطية هي النداء الرباني المقدس لشعوب الأرض، لكي تهتدي إلى الحق والعدل والمساواة، وأنها من بركات السماء على الأرض، فإذا بالاحتلال الإرهابي الأصولي القومي والديني يحوّل هذا النداء القدسي إلى سخط من السماء على الأرض، يتمثل في هذا القتل الجماعي كل يوم، وفي هذا الإعلام المسعور، الذي يتلذذ صُبحاً ومساءً بنشر هذه المذابح، وبتفصيلها، وامتداحها، وتكرار نشرها على مدار الساعة.

-3-

إن ما يدفعه الشعب العراقي من ثمن يومي غالٍ جدير بهذه الحرية والديمقراطية.

فالحرية والديمقراطية التي يسعى اليها العراقيون الآن ليست حرية العراق وحده، وليست ديمقراطية العراق وحده، وإنما هي بشارة الحرية والديمقراطية العربية في الوطن العربي كله.

ومن هنا، فإن العراقيين اليوم يفتدون الحرية العربية والديمقراطية كلها بدمائهم وأرواحهم.

ومن هنا، أوفدت بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية وفودها الإرهابية المتتابعة إلى العراق لكي تقف في وجه طوفان الحرية والديمقراطية العراقية حتى لا يفيض هذا الطوفان على الجيران.

إن ما يجري في العراق الآن ليس امتحاناً لليبرالية العراقية الجديدة فقط، ولكنه امتحان لليبرالية العربية الجديدة في العالم العربي كله. ومن هنا نرى أن مسلحي الاحتلال الإرهابي الأصولي القومي والديني في العراق من كافة الجنسيات العربية (من الشام إلى مصر ومن يمنٍ لتطوان). فالاحتلال الإرهابي الأصولي القومي والديني للعراق لم يقتصر على جنسية عربية واحدة. فقد جمعت هذا الاحتلال وحدة المسير والمصير!

-4-

الليبرالية العربية الجديدة في العراق تهزم الآن بإرادتها وبإيمانها وبتصميمها على السير في طريق الحرية والديمقراطية كل أعداء الحرية والديمقراطية في العالم العربي.

أرض الرافدين الآن أصبحت المحرقة الكبرى التي تحترق بها الأصولية الإرهابية الدينية والقومية العربية.

أعداء الحرية والديمقراطية من الإرهابيين في العالم العربي يتجمعون في العراق، وفي مثلث الشر السُنّي لكي يتم احراقهم وخلاص العالم العربي كله منهم.

خلاص العراق من الاحتلال الإرهابي هو خلاص العالم العربي كله منهم.

قَدَرُ العراق اليوم أن يكون محرقة الإرهاب الكبرى في العالم العربي. وهو قَدَرٌ لا يحتمله بلد عربي غير العراق وشعب العراق الذي كان كذلك محرقة لأعتى ديكتاتورية طاغية في تاريخ العرب الحديث.

-5-



نجاح الانتخابات العراقية في الثلاثين من هذا الشهر هو نجاح ساحق لليبرالية العربية الجديدة. وهو خطوة واسعة إلى الأمام في طريق الحداثة العربية.

تصميم العراقيين على اجراء الانتخابات في موعدها وممارسة حقهم في الاقتراع العلني والشجاع على هذا النحو، تأكيد لمستقبل الليبرالية العربية الجديدة الباهر.

وقوف الليبراليين الجدد إلى جانب الفجر العراقي الجديد، منذ اللحظات الأولى للتاسع من نيسان المجيد 2003 ، نبوءة استشرافية مشرقة، وحس تاريخي شفاف وواعٍ لحركة واتجاه سير التاريخ.

شجاعة الليبراليين الجدد ووضوحهم وصراحتهم كانت زيت مصباح الحرية والديمقراطية الذي أنار طريق الشعب العراقي، ومنحه هذه الشجاعة وهذا الإقدام وهذا الإصرار على تحقيق الحرية والديمقراطية وافتداء صناديق الاقتراع الانتخابية بالدماء والأرواح، بعد أن كان الزعماء المزيفون والطغاة الناهبون هم الذين يُفتدون بالدماء والأرواح.

-6-

لقد استبدل العراقيون صندوق الاقتراع برأس الزعيم، القائد، الضرورة، البطل، حارس البوابات.

لا زعيم الآن في العراق غير صندوق الاقتراع، الذي يدافع عنه العراقيون ليلاً نهاراً بالدماء والأرواح.

لا قائد للشعب العراقي غير صندوق الاقتراع، الذي يحاول الاحتلال الإرهابي الأصولي الديني والقومي اغتياله ونسفه وقتل حراسه، وتنصيب قائد آخر من اللصوص والقتلة.

لا قداسة لبطلٍ في العراق الآن غير قداسة صندوق الاقتراع، الذي افتداه العراقيون بأرواحهم ودمائهم كما لم يُفتدَ صندوق آخر في تاريخ الحرية والديمقراطية البشري.

لقد أصبح صندوق اقتراع الانتخابات العراقية مقبرة الغزاة من الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين.

لقد أصبح هذا الصندوق مركز اشعاع للحرية والديمقراطية في العالم العربي، ومن هنا كانت شراسة الاحتلال الإرهابي بهذه القسوة وبهذه الشدة اليومية على كل آليات الانتخابات العراقية.

ولكن هذا الصندوق باقٍ، ويتحدى كل قوى الظلام والجهل والتخلف العربي، وسوف يُودع فيه أحرار العراق غداً بشارة الحرية والديمقراطية العربية الموعودة، وليست بشارة العراق فقط.

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والمصير المنير
- أول شيخ أزهري يُثني ويُوقّع على -البيان الأممي ضد الارهاب
- محمود عباس والخوارج
- أسئلة الأعراب في أسباب الإرهاب
- محمود عباس والطريق إلى الدولة الفلسطينية
- -الإصلاح من الداخل- دعوة طفولية ساذجة لتطييب الخواطر وتقليل ...
- عراقٌ نادرٌ بين الأمم
- -منتدى المستقبل- خطوة على طريق -الشرق الأوسط الكبير-
- نحن والغرب: الشركاء الأعداء
- المثقفون والطغيان في المؤتمر الثالث للفكر العربي
- الواقع العربي المرير وأسئلته
- الانتخابات العراقية بين كفر المقاطعة ومعصية الاشتراك
- بشائر مؤتمر شرم الشيخ
- إنفلاج الصُبح في الفلّوجة
- هل يُصبح محمود عباس -غاندي فلسطين-؟
- نجاح -الجمهوريين- انتصار لمشروع التغيير العربي؟
- 3000 توقيع على (البيان الأممي ضد الإرهاب) ماذا تعني؟
- أسماء الدفعة الثانية من الموقعين على - البيان الأممي ضد الار ...
- أسماء الدفعة الأولى من الموقعين على (البيان الأممي ضد الارها ...
- خيبة العُربان والإرهابيين في الانتخابات الأمريكية


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي