تخلي الحزب الشيوعي عن الماركسية ادى الى اضطراب مواقفه الداخلية والدولية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 12:15
المحور: سيرة ذاتية
    

ان عدم الانطلاق من النهج الماركسي في تحليل العامل الدولي في وثائق المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العراقي, باعتباره وحدة اضداد , اقطاب الراسمالية رغم كل تناقضاتها من جهة, وعموم البشرية ممثلة بحركاتها الثورية ومنظماتها الاجتماعية من جهة اخرى, تقدم خدمة مجانية لاعداء شعبنا والبشرية. كتأييده, للمناطق الامنة , التي تحرسها القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة وهي مناطق سيطرة الولايات المتحدة على مقدرات العراق وتفتيت وحدته. وليس قضم للدكتاتورية كما دافع عنها سكرتير الحزب وطالب بشمول المنطقة الجنوبية بالحماية الدولية عام 1994 في مجلة الحزب النظرية , الثقافة الجديدة,. واصرار التقرير السياسي الحالي على اشراف الامم المتحدة على رفع الحصار وفي حماية حقوق الانسان!! والكل يعلم ان كل ما يجري من جرائم بحق شعبنا تم تحت اشراف الامم المتحدة والقوات الدولية التي تشرف الولايات المتحدة على تدريبها وتتحكم في قيادتها . وسجلت هفوات كبيرة لها في التعامل مع الشعوب المنكوبة بحكمها , كاستخدامها اساليب وحشية وسرقة المساعدات الدولية وبيعها في السوق السوداء والاتجار بالسلاح والمخدرات وبيع وثائق اللجوء, فضلا عن وجود عناصر مخابرات في صفوفها بما فيهم من الموساد الاسرائيلي.
ومن نفس المنطلق يطالب التقرير في الدعوة لتطبيق قرار النفط مقابل الغذاء دون ان يذكر الجوانب السلبية له. وفي مقدمتها استمرار الحصار وتعطيل الدورة الانتاجية الامر الذي يؤدي الى تشويه السايكولوجيا الاجتماعية لشعبنا عموما وللطبقة العاملة خصوصا , وخلق نفسية اتكالية تتطلع الى العوامل الدولية والتعويل عليها في قوته اليومي والقبول ببدائله للحكام وتفكيك المجتمع.
ولم يطالب التقرير برفع جميع العقوبات الدولية على العراق التي فرضها الراسمال الدولي العالمي على شعبنا لتركيعه, بحجة معاقبة الدكتاتورية , وينفذها صدام لحماية كرسيه بل ويبررها التقرير بجرائم صدام , دون ان يمس الراسمال العالمي ورأس رمحه الامبريالية الامريكية, الامر الذي يعني ان العراق سيبقى اسير لها حتى بعد سقوط صدام واستبداله باداة اخرى لاستمرار اخضاع شعبنا ولخنق اي سلطة ثورية بديلة.
كما لم يجر تناول قضية الجيش العراقي وفقا للمنطلقات الماركسية التي تؤكد على ان الجيش في المجتمعات الطبقية يكون وحدة وتناقض, فهو اداة الطبقات الحاكمة لاخضاع الشعب وهو من الجهة الاخرى جزء من الشعب يقاسي معه معاناته . وتبقى اجزاء منه قابلة للتحول الى جانب الشعب في معاركه الفاصلة. ولذلك تقع على عاتق القوى الثورية توعية وتعبئة هذه الفئات التي تصبح مساهمتها حاسمة في كثير من ثورات الشعوب ومنها ثورة 14/تموز/1958. ان النظام الدكتاتوري لا يمكن ان يلغي هذه الطبيعة المزدوجة للجيش كما يحاول التقرير اثباته لتبرير المواقف الخاطئة السابقة في هذا الميدان حيث اعتبر الحزب الجيش العراقي كتلة واحدة وراء صدام وشبهه بجيش هتلر . اذ لايمكن لشعبنا الانتصارعلى الدكتاتورية والهيمنة الامبريالية دون كسب الفئات الوطنية من القوات المسلحة الى جانبه.
اما عن ازمة النظام الدكتاتوري فهي جزء من الازمة العامة للراسمالية ومصداقيته جزء من مصداقيتها المتمثلة بهدر دماء الشعوب المضطهدة في فلسطين ولبنان والصومال ويوغسلافيا وغيرها وفي عنصريتها وتأجيجها للحروب وترويجها تجارة السلاح . فصدام اداة الامبريالية ومنفذ خططها . وازمته بدأت منذ استلامه السلطة من خلال انقلاب عسكري . وتعمقت مع محاولاته الخروج منها عن طريق الحروب وتخريب اقتصاد العراق وتشويه السايكولوجيا الاجتماعية والتجويع والحرمان من الدواء بواسطة الحصار الاقتصادي وانتظار المساعدات الدولية بدل الحياة الاقتصادية النشطة والمبدعة التي عرف بها. ودفع ابناءه ومفكريه للهجرة كجزء من خطة لافراغ العراق من ابنائه الفعالين واستبدالهم بمهاجرين من بلدان اخرى.
ومع كل ذلك فان شعبنا لقادر على التحرر من الدكتاتورية والهيمنة الامبريالية لو توضحت له حقيقة الوضع الراهن بكل ابعاده الداخلية والدولية وعرف مكامن قوته وعبأها في نضاله الشاق والمساهمة بفعالية في نضال البشرية عموما للتحرر من علاقات الانتاج الراسمالية . فالثغرة على النطاق العالمي والداخلي هي في العامل الذاتي , في القوى الثورية القادرة على توعية وتعبئة شعوبها وبالتالي عموم البشرية للتحرر, والتي تشكل الاحزاب الشيوعية المسترشدة بالماركسية عمودها الفقري.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات