أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - كيف رد علي بن أبي طالب على جورج بوش زمانه !















المزيد.....

كيف رد علي بن أبي طالب على جورج بوش زمانه !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 251 - 2002 / 9 / 19 - 05:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                                        

   تعقيبا على ما كتبه  علي  الأشتر والذي هاله وأرعبه وجعله يشعر بالحسرة مجرد رد نقدي من كاتب هذه السطور  على بيان لمجموعة من المثقفين العراقيين  موجه الى الرأي العام يصمت عن العدوان الأمريكي الوشيك على شعبنا بل و يستمطر بشكل غير مباشر  القنابل النووية على رؤوس أطفالنا وأمهاتنا ،وليس فقط على جنودنا  ، من طائرات وسفن  زبل الحضارات وأعداء الجنس البشري الإمبرياليين الأمريكان  أقول :

- لقد صدعتم رؤوس الناس  بهذا التباكي المضحك على الديموقراطية واتهام كل من يعلق على بياناتكم وإعلاناتكم المتكاثرة هذه الأيام بالقمعية والدكتاتورية . لماذا توجهون البيانات إذن الى الرأي العام ؟ لكي يصفق لكم فقط ؟  لماذا لا تكتفون بالهمهمة والهمس بها في سهراتكم وجلساتكم الخاصة واجتماعاتكم الحزبية ؟ إن من يتوجه ببيان الى الرأي العام، وفي هذا نصف تفاحة الديموقراطية ،عليه أن يتحمل مسؤولية هذا الفعل الديموقراطي ويسمح للآخرين بقول آرائهم في بيانه مهما كانت مخالفة أو رافضة  وهذا هو النصف الثاني من  التفاحة .

  لقد علقنا بالرفض على بيان الخمسة وثلاثين لأنه يحرض عدو الأمة والدين والطبيعة والحيوانات على شن عدوان همجي وخطير على شعبنا .واستعملنا في رد فعلنا اللغة العربية والورق وليس  المسدسات والجنازير والسكاكين والماء الملكي كما يفعل البعض من الفاشيين السلفيين حين يردون على مخالفيهم ، فهل تريدونها ديموقراطية "عوراء "  لكم وحدكم ؟ أم تريدون من الناس  أن تصفق لما تقولون  وتربت على أكتافكم وإلا اتهمتموهم بالقمعية والدكتاتورية   ؟  ألا تكررون بأفعالكم هذه وبقصد أو بدونه  ، ما تفعله  الأنظمة الاستبدادية بالضبط ؟ هل شعارات التحالف مع أمريكا والدعوة لضرب العراق تحت ضجيج الصراخ : العراق في خطر ! حلال بَلال عليكم  وشعارات المدافعين عن الناس الذين تطحنهم الدكتاتورية منذ أكثر من  ثلاثين عاما  بوجه المحرقة الأمريكية الصهيونية الرهيبة القادمة إثم وحرام ؟

 

-لم أقل  في ردي "ربما" سيضرب الأمريكان والصهاينة العراق بالقنابل النووية التكتيكية بل أنت أضفت "ربما "من عندياتك  هذا تزوير فظ ومرفوض . لقد نقلنا ما صرح به هؤلاء الأعداء  أنفسهم بقاطع القول وفاقع التهديد ونحيلك الى مجموعة من المقالات المترجمة عن الصحافة الصهيونية والأمريكية حول الموضوع نشرت في بعض المواقع العراقية على الإنترنيت وفي صحف "السفير" و "الزمان" و "القدس العربي"  .

-  أجزم بأن السادة أصحاب البيان أنفسهم لم يتجرأوا مثلك يا أشتر على القول أن قصف العراق بالقنابل النووية ليس أكثر فتكا من حكم النظام الدكتاتوري  المتخلف كما قلت أنت في مقالتك، ولا نظنهم سيجرأون في مستقبل قريب  على القيام  بهذه المقامرة بدماء الملايين من العراقيين ، وخصوصا منهم أولئك الذين تسربوا بالأمس القريب فقط من صحف ومؤسسات النظام المستبد  وحطوا رحالهم مع المعارضة المتأمركة المتصهينة ، فقد يعود هؤلاء من حيث جاؤوا ذات يوم قريب وهم - وكما يعرف الجميع أسماءهم - يشكلون نسبة لا يستهان بها من الموقعين فمبروك عليكم هؤلاء المناضلون الجدد والذين مازالوا يحملون روائح "الأستاذ عدي" ومنظماته العديدة . 

ومع ذلك سأبدأ معك من حيث انتهيت في تسويغك و تصفيقك الباعث على الأسف لهذا البيان الفضيحة :

  ذكرت في ختام مقالتك  كلاما لأمير المحرومين الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب "عليه سلام والفقراء والثوار الى أبد الآبدين " و نص  قوله الشريف هو (  كونوا في موتكم قاهرين  ولا تكونوا في حياتكم مقهورين ..) ولو أتعبت نفسك قليلا و(حسبتها حساب عرب ) لوجدت أنك تدعو العراقيين الى العيش مقهورين لنصف قرن على الأقل في حالة احتلال الأمريكان للعراق !  فهل تظن أن العيش في عراق تحتله الولايات المتحدة ويصول ويجول في ربوعه جواسيس "الموساد" وعناصر الحركة الماسونية هو عين العزة ، أم أنه منتهى الذل والقهر والانحطاط ؟ ولا أريد منك جواباً ،بل أحيلك الى هذا الدرس العلوي الذي ربما لم تسمع به من قبل لتعرف أينّا الأقرب لعلي بن أبي طالب : أنت وأصدقاؤك أهل البيان  أم كاتب هذه السطور و الرافضين معه للبيان والعدوان على شعبنا والرافضين أيضا وبحزم  للحكم الشمولي وقمعه وظلمه ومنذ البدايات الأولى والعمليات الأولى في الأهوار ضد انقلابي 17تموز 1968  إن كنتم تتذكرون ؟

   سأعود بك الى درس علوي من أجواء الحرب بين خليفة المسمين وممثل السلطة الشرعية علي بن أبي طالب وبين المتمرد الأموي والي الشام معاوية بن أبي سفيان ، وكيف  كان ملك الروم آنذاك يتربص بالدولة العربية الإسلامية الدوائر. و دعني ، قبل ذلك ، أفترض أن معاوية المتمرد يمثل ما يمثله اليوم نظام صدام حسين ، وأن ملك الروم أو ملك "بني الأصفر" كما سماه  علي هو السلف المباشر للرئيس الأمريكي جورج بوش ،ولنفترض "جدلا " أنك ومن معك في المعارضة العراقية تمثلون جيش علي . ولا أظنك سترفض هذا الاستبدال والتمثيل . فهل تعلم أن  التاريخ و " تاريخ ابن عساكر " تحديدا  ، يخبرنا أن ملك الروم حاول استمالة الإمام علي بن أبي طالب ضد خصمه معاوية ، أو أنه حاول استغلال تناقضات الحرب الأهلية داخل  المجتمع العربي الإسلامي بين الدولة المركزية بقيادة الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب  والتاجر الأموي  المتمرد معاوية ؟ وهل تعلم بم  رد علي بن أبي طالب على "جورج بوش زمانه" ملك الروم ؟ لم يجبه بما أجابت به المعارضة العراقية الملوثة جورج بوش المعاصر ،  بل قال له  ما معناه ،ومعذرة لأني لا أتذكر قوله الرائع حرفيا :  لا يغرنك ما بيني وبين خصمي فوالله لو حدثتك نفسك بغزو أرض المسلمين لزحفت إليك مع خصمي بجيش واحد .

و أعتذر للقارئ الكريم ثانية  لعدم الإتيان بالاقتباس نصا، وعسى أن يتبرع أحد الأخوة بتزويدنا به ونشره وله الشكر سلفا .

  وبما أنك ، يا سيد علي الأشتر ،  أتحفتنا بالقول العلوي  الجميل ، والذي تكرره كل يوم قناة  المقاومة والنصر والشرف التلفزيونية التي تحمل اسم " المنار " فبودي أن أحيلك الى نص جميل آخر تذيعه هذه القناة كل ليلة وهو لحفيد علي بن أبي طالب وسميّه الإمام علي السجاد ، وهو النص المعروف بدعاء "الثغور"  وفيه يدعو الإمام علي السجاد بالنصر لجيوش المسلمين ضد أعدائهم الرومان " أمريكان زمانه " علما بأن جيوش المسلمين التي يدعو لها الإمام بالنصر   كانت  وقتها  بقيادة الأمويين قتلة والده الحسين بن علي . فهل رأيت الى نكران الذات كيف يكون  ؟وهل رأيت الى الانتماء الحقيقي الى الأمة والعقيدة والدين  وتهوين الألم الشخصي والمصيبة الأسرية أمام قسوة الألم العام ومصائب الأمة الكبرى كيف تكون ؟ وأنا لا أدعوك للقتال تحت راية صدام حسين ضد جيوش بوش ، بل أدعوك ومن معك الى أن تقاتلوا أو على الأقل تطوقوا نظام صدام حسين سياسيا واجتماعيا تحت راية العراق وبقواكم الذاتية مهما كانت محدودة  وهي لن تكون أكثر محدودية من إمكانيات أشقائنا في فلسطين  على كل حال ، وأن ترفضوا أن تنجسوا راياتكم بالمال الأمريكي والصهيوني لتكونوا  جسرا واطئا للغزاة  الذين سيفتكون بكم في نهاية المطاف فهل هذا كثير ؟ ألم تسمع دعاء " الثغور " ؟ فلماذا  إذن لا تقتدي يا أشتر بإمامنا السجاد وتخلع عنك إمامة الجلبي و أصحاب العمائم معه من أولئك الذين تخصصوا في سرقة  ملفات تسليح الجيش العراقي وتقديمها باليد الى الاستخبارات الأمريكية لتنتقل – وهل يخفى القمر ؟ -  الى أيدي الموساد " المخابرات الصهيونية"  في نفس اليوم   ؟ 

 

ملاحظة : تكرمت العديد من المواقع العراقية والعربية الشريفة على شبكة الإنترنيت ، ومنها موقع  " كتابات " المتميز ، بنشر ردنا على بيان مجموعة الخمسة وثلاثين إلا موقعا واحدا رفض نشر الرد مع إنه كان أول موقع نشر بيان تلك المجموعة ، إنه  موقع "إيلاف " ذو التمويل السعودي ، والذي يهيمن عليه الداعية الصهيوني المعروف بزياراته المتكررة الى " تل أبيب " الشاعر السوريالي عبد القادر الجنابي . وهكذا فنحن بإزاء حلف جديد بين السلفية السعودية النفطية و الثقافة  المتصهينة  يعطي - هذا الحلف - لنفسه حق نشر وحجب ماله  علاقة مباشرة بحاضر ومستقبل شعبنا وبلادنا وبشكل متعسف ولا علاقة له بشرف المهنة الإعلامية . إنها ليست الرسالة العدوانية الأولى  التي يوجهها السعوديون وحلفاؤهم  المتصهينين الجدد الى العراق فهم يصلون  ويدعون "ربهم " منذ عقود طويلة لكي يزول هذا البلد والشعب من الوجود . تذكروا فقط  اسم الطرف الذي  مول بالمليارات وبسخاء لا نظير له حرب "قادسية صدام" التي أحرقت الأخضر واليابس وشبيبة العراق  وإيران !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الفكري في الفضائيات
- بيان الخمسة وثلاثين مثقفا عراقيا : الصمت على العدوان الأمريك ...
- انتحار مدينة فاضلة !
- جريدة ابن الرئيس والتهجم على الشيعة : تخرصات واستفزازات خط ...
- أبو العلاء الآخر ..وهموم الحاضر .
- التاوي والسحّاب والحرب !
- الظاهرة الطائفية في العراق : التحولات والبدائل . - الجزء ال ...
- أول الغيث " بامرني " : تركيا الأطلسية تريد مياه الرافدين ونف ...
- الظاهرة الطائفية في العراق : تفكيك الخطاب والأدلوجة .- الجزء ...
- الظاهرة الطائفية في العرق:محايثة التاريخ والوقائع -الجزء ال ...
- الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء ...
- توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !
- الظاهرة الطائفية في العراق :المقدمات والجذور - الجزء الأول
- الحصاد المر للتجربة الملكية في العراق :
- دفاعا عن عراقية الشيخ الآصفي !
- ردا على داود السحّاب !
- القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك ال ...
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - كيف رد علي بن أبي طالب على جورج بوش زمانه !