جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 00:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كنت امشي و لم استطع ان اتخلص من افكار قسرية تراودني دون رحمة و لا تتركني و لا دقيقة عندما انظر الى نفسي و ماهو حولي و انا كل اليقين بانه ليس هناك شيء صلب او سائل او كائن حيواني او نباتي له حجم و شكل في الكون بحد ذاته و انما جميعها هي عبارة عن تركيبات او اتحادات او تلاحم ذرات او جزيئات او خلايا صغيرة جدا همها الوحيد هو الاتحاد و التكاتف لاجل خلق انسان او حيوان او نبات او جماد او سائل او غاز.
فاذا كنت انا كأنسان له وعيه و شعورة بكيان و وحدة ذاتية يكتشف فجأة بانه ليس الا نتيجة اتحاد خلايا متعددة ينتابني احساس بالتعجب و الخوف و ابدأ اسأل كيف تتحد هذه الخلايا و لماذا تتحد لخلقي و لماذا لا اشعر بها و هل لهذه الخلايا حياتها و ذاتيتها الخاصة بها؟ ماذا لو قررت ان تنفصل عن بعضها او تتحطم؟ هل استطيع ان اجبرها على البقاء مع بعضها؟ الا تشعر برغبة في الانفصال؟ فلو فرضنا استطاعت ان تنفصل عن بعضها فاين تذهب و ماذا يبقى مني كأنسان؟
ماهي هويتي اذن؟ لو فقدت سن او يد او رجل؟ ألا افقد معها جزء من هويتي؟ كم عضو من جسمي يستطيع ان ينفصل و انا لا ازال استطيع ان اقول انا؟ اي جزء من جسمي يملك حق (الانا) المطلق؟ هل للرأس الاحتكار رغم انه مصيره الهدم بدون جسم؟
تذكرت هنا قصة قصيرة غريبة للكاتب الامريكي Michael Bullock بعنوان الرأس The Head و هي قصة رجل يعود من العمل الى البيت و في طريقة يفقد شيئا فشيئا اعضاء جسمه فبالاول يفقد رجليه و يقوم بالزحف على يديه و بالتدريج تنفصل او تتلاشى معظم اعضاء جسمه و عندما يصل الى باب بيته لا يبقى له سوى رأسه و تقوم زوجته بفتح الباب و وضعه في وعاء فيه ماء ليبقى على قيد الحياة...
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟