|
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيديولوجية، والسياسية...!!!.....8
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 20:42
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى:
ـ الرفيق الكبناني، المناضل الطليعي.
ـ كل طليعي، يحرص على أن تصير الاشتراكية العلمية، اشتراكية علمية، وليست شيئا آخر.
ـ كل من اقتنع بالاشتراكية العلمية، ووظف منهجها العلمي، في التعاطي مع الواقع، بعيدا عن كل ما لا علاقة له بالعلم، بمعناه الاشتراكي العلمي.
ـ كل من تعامل مع الدين، أي دين، على أنه شأن فردي، ولا يمكن أن يصير غير ذلك.
ـ كل من يحرص على أن يصير الدين الإسلامي، كمعتقد فردي، متحررا من الأدلجة.
ـ من أجل مجتمع بعقل علمي.
ـ من أجل دين بلا أدلجة.
ـ من أجل إنسان متحرر، وبعقل علمي، يمكنه من الاختيار الحر، والنزيه.
ـ من أجل مغرب متحرر، وديمقراطي، واشتراكي.
محمد الحنفي.
المنطلقات اللا علمية منطلقات تاريخية:
وبعد وقوفنا على المنطلقات اللا علمية، وما يترتب عنها، والمنطلقات العلمية، وما يترتب عنها، ضد مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو لصالحهم، نصل إلى مناقشة كون المنطلقات اللا علمية، منطلقات تاريخية.
فالشيء، أي شيء، وكيفما كان، إما أن يصير في ذمة التاريخ، وإما أن يوجد قائما، ومستمرا في الواقع؛ لأن الواقع متحرك باستمرار.
والأفكار التي يحملها الإنسان، قد تكون أفكارا تاريخية، لم تعد صالحة للاستمرار في الواقع، وإما أن تكون أفكارا واقعية، مستمرة في الواقع.
والمنطلقات المنهجية، كالأشياء، والأفكار قد تكون منطلقات تاريخية، وقد تكون منطلقات واقعية.
والتاريخي، بالنسبة إلينا، كل ما دخل في ذمة التاريخ، ولم يعد صالحا للاستمرار؛ لأنه استنفذ مرحلته. وإذا تمت استعادته، وفرض بالقوة على الواقع، فإنه يصير معرقلا لتطور الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لأنه يتحول إلى جسم غريب عن الواقع، سواء كان شيئا، أو فكرة، أو منطلقا منهجيا.
وكون التاريخي دخل في ذمة التاريخ، لا ينفي ضرورة استحضار العناصر الإيجابية فيه، من أجل الأخذ بها، حتى تساعد على تطوير، وتطور الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لتصير بذلك جزءا من الواقع، ومكونا من مكوناته. والأخذ بتلك العناصر الإيجابية، كمنطلقات، يصير بمثابة المنطلقات العلمية، التي لا يمكن اعتبارها، أبدا، منطلقات تاريخية.
فالقيم الإنسانية النبيلة، المستمدة من نصوص الدين الإسلامي، تعتبر جزءا من الواقع، ومكونا من مكوناته، والأخذ بها، كمنطلقات، باعتبارها من مكونات الواقع، يدخل في إطار المنطلقات العلمية، لبناء المنهج العلمي، الذي يقود إلى نتائج، من بينها، ضرورة استثمار العناصر الإيجابية، المستمدة من المنطلقات التاريخية.
وما قلناه عن القيم الإنسانية، المستمدة من النص الديني الإسلامي، نقوله، كذلك، عن قيم العقل المثالي، الإيجابية، التي يعتبر الأخذ بها من سمات التطور، الذي تعرفه البشرية، كما هو الشأن مثلا بالنسبة للدياليكتيك الهيجلي، الذي اعتمده ماركس، وطوره، ليصير دياليكتيكا ماركسيا علميا.
وهكذا، يمكن أن نعتبر كل القيم الإنسانية النبيلة، المستمدة من التراث الإنساني، ومن التراث العربي الإسلامي، جزءا لا يتجزأ من الواقع، ومكونا من مكوناته، حتى تصير منطلقات علمية.
وكون تلك القيم، مستمدة من واقع محكوم بالتصور المثالي: الديني، أو الخرافي، أو العقلي المثالي، لا ينفي عنها صيرورتها واقعا ماديا، يصير منطلقا ماديا علميا.
غير أن القاعدة العلمية، تفرض أن أي منطلق ديني، أو خرافي، أو عقلي مثالي، هو منطلق لا علمي، ولا يمكن أن يصير أساسا لبناء منهج علمي، ولا تصير نتائج المنهج اللا علمي نتائج علمية، ولا يمكن أن تؤسس على تلك النتائج نظرية علمية، ولا يمكن أن تصير النظرية اللا علمية مصدرا للممارسة العلمية، ولا يصير الواقع، بالممارسة اللا علمية، واقعا متطورا.
ولذلك، فمنطق الواقع العلمي، يقضي بأن الأخذ بالمنطلقات اللا علمية، سوف يقف وراء:
أولا: إعادة إنتاج نفس الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي القائم، والذي لا يمكن أن يمكن الإنسان من التمتع بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
ثانيا: المحافظة على تكريس التخلف، في مستوياته المختلفة، المنتجة للإنسان المستلب: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.
ثالثا: تكريس الاستبداد القائم، بمظاهره الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أو العمل على تحقيق الاستبداد البديل، الذي يغرق المجتمع في المزيد من الحرمان من كافة الحقوق.
رابعا: استمرار تحكم نفس النظام المخزني المتحالف، مع البورجوازية الخليعة، والمتعفنة، ذات الأصول الإقطاعية، ومع الإقطاع المتخلف.
خامسا: استمرار معاناة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الحرمان، والقهر، والاستغلال الهمجي.
سادسا: استمرار حرمان الجماهير الشعبية، من حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
سابعا: استمرار الحكم بنفس الدستور الممنوح، اللا ديمقراطي، واللا شعبي، الذي يضمن تكريس الاستبداد القائم، ويمكن الحكام من تكريس السيطرة، من أجل تكريس الاستغلال الهمجي للكادحين.
ثامنا: استمرار الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي تديره، وتشرعنه أجهزة الدولة المخزنية القائمة.
تاسعا: قطع الطريق أمام إمكانية العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، مقابل القضاء على الاستبداد، والعدالة الاجتماعية، مقابل التخلص من الاستغلال.
عاشرا: استمرار التدهور في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، الذي لا تستفيد منه إلا الطبقة الحاكمة، والرأسمالية التابعة، والمؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات، والرأسمالية العالمية، ولا يتضرر منه، بالدرجة الأولى، إلا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والمنطلقات التي تنتج الكوارث في الواقع، هي منطلقات تقتضي التصدي لها، ومحاربة اعتمادها بمناهجها، وبنتائج تلك المناهج، وبالنظريات التي تبنى عليها، وبالممارسات المترتبة عن تلك النظريات، التي لا تدخل البشرية إلا في المزيد من التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
وفي أفق العمل على عدم الأخذ بالمنطلقات اللا علمية، نرى ضرورة إبراز المظاهر المتخلفة، المترتبة عن:
أولا: الأخذ بالمنطلقات الدينية، التي يأخذ بها مؤدلجو الدين الإسلامي، والتي تسعى إلى تطييف المجتمع، وإيجاد صراع ديني / ديني، بدل الصراع الطبقي المشروع، مما يدخل المجتمع في صراعات لا داعي لها، لو لم يتم الأخذ بالمنطلقات الدينية، التي تقود إليها.
ثانيا: الأخذ بالمنطلقات الخرافية / الدينية، التي تعمل على إعادة إنتاج نفس العلاقات الإنتاجية، المتناسبة مع مرحلة تحكم الإقطاع، حتى وإن تم تبرجز الطبقة الإقطاعية، لتستمر نفس الممارسة الإقطاعية، متحكمة في المجتمع.
ثالثا: الأخذ بالمنطلقات العقلية المثالية: البورجوازية، أو البورجوازية ذات الأصول الإقطاعية، نظرا لكونها تعمل على إعادة إنتاج نفس الهياكل البورجوازية، والبورجوازية ذات الأصول الإقطاعية المتخلفة، مما يساهم بشكل كبير، في تكريس التخلف القائم، بمظاهره الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
وما نشاهده من تحالف بورجوازي / إقطاعي / مخزني، ومع الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، ناتج عن كون المنطلقات المذكورة مثالية، لا علاقة لها أبدا بالعلمية، ولا يمكن أن تنتج إلا مجتمعات متخلفة على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لغلبة سمة إعادة إنتاج الواقع المتخلف، على اعتماد منطلقات متخلفة أصلا.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....7
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....6
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....5
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....4
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....3
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....2
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....1
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|