محاولة دراسة جانب من الشخصية المصريَّة من خلال مناسبة شم النسيم عيد الربيع

جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 17:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الحقيقة و بدون مواربة أو مجاملة أن الشعب المصري سيد همج العالم و يستحق أن يكون في ذيل الشعوب

لقد كان بالأمس الإثنين من شهر أبريل الموافق 16 - 4 - 2012 م يوم عيد الربيع ( شم النسيم ) و بالطبع فقد احتفل النصارىَ في مصر بهذا اليوم الفاصل بين ذهاب أيام الشتاء و البداية لدخول شهور الصيف الحقيقية و قد كنتُ أنوي أن أخرج إلىَ ( شارع شبرا ) أو ( دوران شبرا ) و هىَ منطقة يسكن فيها كثيرا من النصارىَ لأرىَ كيف يحتفلون في ليلة عيدهم الذي نسميه نحن كمسلمين ( وقفة العيد ) و الحقيقة أنيِّ دائم التردد علىَ هذه المنطقة المشهورة ( دوران شبرا ) أو ( شارع شبرا ) و أنا أعلم تماما أن ( دوران شبرا ) يبعد كثيرا عن ( شارع شبرا ) فربما يسير المَارّ أو الماشي علىَ قدمه من ( دوران شبرا ) إلىَ ( شارع شبرا ) حتىَ يصل إلىَ محطة أحمد حلمي ما يقرُب من حوالي ساعة و لكن المار لا يشعر بها لجمال هذه المنطقة و حيويتها و خاصة في الليل إذ يتجلىَ من المَحَال التجاريَّة الأضواء و تسمع اختلاط أصوات الفنانين و اختلاط الأغاني و الموسيقىَ منبعثة من كل مكان من كثرة الزحام إذ تعج هذه المنطقة بالناس و السيارات و المحال و المقاهي لذلك أسير هناك دائما و لا أشعر بملل أبدا ... أقول كنتُ أودّ أن أسير ليلة ( شم النسيم ) لأرىَ كيف يحتفل النصارىَ بليلة عيدهم و لكن لعارض من العوارض التي تقيِّد الإنسان لم أذهب فاتخذت في نفسي قرارا بالذهاب إلى ( حديقة الحيوان ) بالجيزة لأرىَ الفرح في عيون الآخرين فأفرح أنا الآخر و بالفعل ذهبت و ليتني ما ذهبت

[ سلبيات المصريين تبعث علىَ المرض النفسي و العصبي ]

أولا ـ [ الغلاء و الإستغلال ]

عندما ركبت الأتوبيس الذي يذهب إلىَ حديقة الحيوان بالجيزة من محطة السيدة عائشة في حيِّ الخليفة بالقاهرة و كثيرا ما نركب الأوتوبيس إلىَ حديقة الحيوان من محطة السيدة عائشة إذا كان الأتوبيس هو المدهون باللون الأحمر فيكون سعر التذكرة ( جنيه ) مائة قرش للفرد الواحد و إذا كان الأتوبيس مدهون باللون الأخضر فيكون سعر التذكرة ( 50 قرش ) أي نصف جنيه للفرد الواحد و عندما وصلت لمحطة السيدة عائشة وجدت الأتوبيس الأخضر الذي ثمن تذكرته ( 50 قرش ) للفرد الواحد و عندما ركبت وجدت الكمساري يقول إن سعر التذكرة ( جنيه ) أي مائة قرش فسألته لماذا ؟! من باب فضول الحاسَّة الصحفيَّة فقال لإن هذا الأتوبيس خدمة جناين !!! و هنا ما معنى أن يكون سعر التذكرة أغلىَ في أيام الأعياد من الأيام العادية ؟! فقد كان من الطبيعي أن تكون كما هىَ بلا زيادة و لا نقصان لإن الحالة المادية لأفراد الشعب المصري لن أقول تكاد تكون منعدمة بل هىَ بالفعل منعدمة و من المعلوم أن هناك أسر كاملة تخرج في أيام الأعياد عادة متوسط عدد الأسرة خمسة أفراد أو أربعة و في أحيان كثيرة يزيد عن ذلك فكيف لهم أن يدفعوا ما معهم من نقود سيأكلون بها أو يشربون في أجرة المواصلات فقط فلو كان هذا هو حال أتوبيس هيئة النقل العام فماذا تكون أجرة الميني باص و التاكسي و الميكروباص و مترو الأنفاق و القطار وسيلة الفلاحين من الوجه البحري و الصعايدة من الوجه القبلي الذين يأتون للفسْحَة و الترويح عن النفس في القاهرة أثناء الأعياد ؟! فالمصريون ( الشعب المصري ) تحت خط الفقر لماذا تعامله بقسوة دائما حكوماته الغبيَّة و حكامه العُمَلاء حتىَ صار شعبا مريضا نفسيَّا و عصبيَّا مِمَّا أثر علىَ سلوكه و تعاملاته بالسلب إنه الغلاء بدون داعي علىَ الفقراء و المساكين و استغلالهم و لو نظرت إلىَ وسائل المواصلات ستجدها غير آدميَّة لإنها غير نظيفة و مزدحمة و ينتظر المواطن الأتوبيس علىَ المحطة أحيانا ساعة أو ما يزيد في حر الشمس صيفا أو البرد القارس شتاء فلماذا يزداد سعر أجرة الأتوبيس علىَ المواطن و الخدمة التي يحصل عليها المواطن لا تساوي شيئا بل لا يوجد خدمات لراحة المواطن من قبل هيئة النقل العام أبدا إلا في ارتفاع أجرة المواصلات !!! إنك لو فكرت في هذا الأمر فلن تجد أسبابا وجيهة إلا إنه الغلاء بدون سبب و استغلال بغيض لشعب مريض لا يستطيع و لا يقدر أن يدافع عن حقه في الحياة و من العجيب أن السوَّاقين البلهاء يعملون من آن لآخر إضراب من أجل زيادة المرتبات فهم همج هامج مثل غيرهم من الهمج و الرعاع لا يدركون حجم خطورة هذه الخطوة فهم مستغلون جدا و بالتالي فكيف يأخذون زيادة مرتباتهم من مصر المفلسة بالطبع من ارتفاع أسعار التذاكر علىَ الشعب َََ !!! هل رأيتم غباء كهذا الغباء في العالم أجمع ؟! .

ثانيا ـ [ البيئة الغير نظيفة ]

و بالقطع ... و بالطبع ... و العادي جدا ... و الضروري ... و الطبيعي ... أن تكن شوارع مصر غير نظيفة مقارنة بأي دولة أخرىَ في العالم فالجو المصري بصفة عامَّة ملوث مِمَّا أصاب أغلب الشعب المصري بأمراض العيون و الصدر ذلك الشعب الذي لا يعرف النظافة بالفعل إلا مباهاة و نفاقا أمام الناس و لكنه شعب ليس له في النظافة أيّ باع بل لا يُطالب بالنظافة أصلا فكل ما أكل كبد الشعب المصري و مزق أمعائه تمزيقا هو أنه يريد أن يمنعوا مبلغ الثلاثة جنيهات المقررات للقمامة ( الزبالة ) من فاتورة الكهرباء فقط و كأن هذه كل مشكلته مع النظافة و كأن هذه هى القشة التي قصمت ظهر البعير !!! أمَّا النظافة فهى ليست من شأنه و لو صح اللفظ إن الشعب المصري يحتاج لعدة ثورات تنبع من داخله هو و ليس بتخطيط من الخارج و تنفذ بإيدي أبنائه لا بأيدي صبية مراهقين ثورة على غلاء الأسعار و ثورة على إتساخ البيئة و عدم نظافتها و خلوِّها تماما من النظافة و ثورة على الفوضىَ و عدم النظام و ثورة على الرشوة و ثورة على الفلول و ثورة على الجهل من أجل الإرتقاء بمستوىَ التعليم و ثورة علىَ الغش و الطمع و ثورة علىَ التجار و الجشع و ثورة لتجديد الخطاب الديني و ثورة لتحرير العقل المصري من الأمثال الشعبيَّة و ثورة علىَ الظلم الإجتماعي و ثورة على الفقر الرهيب و ثورة على السرقة بدون حساب و ثورة على البلطجة و ثورة على المخدرات و ثورة على تصحيح مسار ثورة 25 يناير عام 2011 م التي سرقها الإخوان المجرمين و السلفييون الوهابيون المتنطعون و ثورة لتعديل مسار الإقتصاد المصري هذا إذا كان يوجد اقتصاد مصري و ثورة لتصحيح المفاهيم الإجتماعية الخاطئة عند المصريين و ثورة لتصحيح مسار الأخلاق المصرية التي انحدرت و صارت تباع و تشترىَ و نحتاج لثورة تعيد لنا إنتاج الدواء الذي يساعد علىَ الشفاء و نحتاج لثورة من أجل مساكن صحيَّة نظيفة وواسعة و ليس مساكن شعبيَّة ضيِّقة و مجلبة للمرض النفسي و الكبت العصبي نحن نريد ثورة سياسية حتى يتعلم المصريين أصول السياسية و كيف يخططون لمصر و شعبها كما أوصي بثورة دينية تصحح المفاهيم الدينية بدون عبادة الفرد المنحصر في العالم و الشيخ و الفقيه أوصي بثورة دينية لتنقية الدين من الشوائب التي أضافها المرتزقة المتربحون من وراء الدين نحن باختصار نحتاج لثورات عديدة منبعها المصريين بتخطيط مصري و تنفيذ مصري حتىَ تعود مصر كما كانت مصر الجميلة و كما أن الهواء ملوث من جراء الزحام و الإنفجار السكاني الرهيب و بناء المصانع و الورش في وسط البيوت و المساكن مِمَّا عاد بضرره القوىِّ على الناس و أيضا من مظاهر عدم نظافة البيئة المصريَّة المياه الملوثة التي أورثت المصريين أعلى نسبة مرضىَ الكبد و الكلا في العالم و لم يعمل الشعب المصري المعتوه المريض ثورة من أجل مياه نظيفة يشربها أو يروي بها الزرع و من ضمن مظاهر البيئة الغير نظيفة في مصر عدم تخطيط سليم للمواصلات و لا للشوارع و لا للمحطات التي يقف عليها الناس لينتظروا الأوتوبيسات أو المواصلات بصفة عامة فالناس من هذا الوضع إنتابها أمراض العيون و الجيوب الأنفية و الرئتين و الأذن و الشعب الهوائية و المريئ و البلعوم و الحنجرة و الصدر و الأمراض الجلدية و النفسية و العصبية من الضوضاء و الزحام و الأدخنة أو غاز أول أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات و مخلفات المصانع و القمامة المُلقاة علىَ الأرض في كل مكان حتى زاحمت أكياس القمامة الناس فى البيوت و في الشوارع و علىَ المحطات في داخل الجناين التي يُروِّحُ فيها الإنسان عن نفسه و كذلك من مظاهر عدم نظافة البيئة أيضا ترصيف الشوارع فالشوارع متكسرة و تملأها المطبَّات التي تعرقل حركة سير السيارات و الأرصفة متكسرة أيضا و طفح المجاري في كثير من الأماكن و الطوب ( الحجارة ) و التراب و الورق و الخشب و الأكياس البلاستيك و الزجاج و الزجاجات البلاستيك زجاجات المياه المعدنية و زجاجات ( الحاجة الساقعة ) علىَ اختلاف أنواعها تملأ الأرض فلا أثر للنظافة عند هذا الشعب أبدا

ثالثا ـ [ سلبيات فى حديقة الحيوان ]

بالفعل بعد معاناة ( الغلاء و الإستغلال ) و بعد معاناة ( البيئة الغير نظيفة ) وصلت إلىَ حديقة الحيوان بالجيزة فلم يلفت نظري أول ما ذهبت لحديقة الحيوان بالجيزة هو الزحام الشديد فالزحام الشديد في مناسبة جميلة مثل ( عيد شم النسيم ) أو ( عيد الربيع ) هو شيئا طبيعيَّا جدا في مثل هذه المناسبة السعيدة و لكن الشيء الذي ضايقني بداية هو نفاق الإخوان المجرمين و السلفيين الوهابيين المتنطعين أو من يطلقون علىَ أنفسهم ( التيار الإسلامي ) !!! فقد شاهدت عددا كبيرا جدا منهم في حديقة الحيوان و معهم نسائهم المنتقبات و قد تجردوا من الحياء حقا لماذا قبل أن يتهمنا أحدا بشيء ؟! لأنهم ذهبوا بزوجاتهم في وقت الزحام الشديد و هذا يتنافىَ مع ما يتمسكون به و يدعون إليه من السُنة النبوية الشريفة و إني لأسأل نفسي هل ذهبت الغيرة من داخلهم حتىَ يذهبوا لحديقة الحيوان بزوجاتهم في مثل هذا الزحام الشديد ؟! أليس هذا الزحام فيه اختلاط حابل بنابل ؟! أليس فيه تحرش و معاكسات و لا تسلم في مثل هذا الزحام إمرأة من رجل ما أو رجل من امرأة ما فلماذا يخرجون عن حدود اللياقة و يذهبون هناك بالنساء ؟! و أيضا أليس في المنهج السلفي أن النصراني كافر و من الحرام الإحتفال مع الكفار بعيدهم ؟! فلماذا يخرجون علىَ منهج السلف الصالح و يخرجون علىَ نهيّ النبي صلى الله عليه و سلم الذي قال كما ورد في الحديث [ حدثنا موسىَ قال حدثنا وهيب قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلىَ الله عليه و سلم قال : أهل الكتاب لا تبدأوهم بالسلام و اضطروهم إلىَ أضيق الطريق من سلم علىَ الذمي إشارة ] ( حديث صحيح في الأدب المفرد ) فقد نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عن أن نبدأ أهل الذمة بالسلام فهل يجوز لنا أن نشاركهم في عيدهم ؟! هذا سؤال موجه لمن يطلقون علىَ أنفسهم ( التيار الإسلامي ) أو ( التيار المتشدد ) و لماذا خرجوا علىَ المنهج الربَّاني الذي نهاهم عن موالاة الكفار فقد أمرَ الله تعالى السلف الصالح بقتال الكفار فقال { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم و اقتلوهم حيث وجدتموهم و لا تتخذوا منهم وليَّا و لا نصيرا } [ النساء ـ 89 ـ ] و أيضا قد أوضح الله تبارك و تعالىَ أن الكفار بصفة عامة يستهزئون بالمسلمين و كما أن المسلمين يكفرونهم فهم أيضا يكفرون المسلمين و قد نهاهم عن اتخاذ الكفار أولياء يعني لا يهتمون بهم و لا بأعيادهم و لا بأي شيء منهم فقال جل في علاه { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا و لعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و الكفار أولياء و اتقوا الله إن كنتم مؤمنين } [ المائدة ـ 57 ـ ] فلماذا خرج ( التيار الإسلامي المتشدد ) عن القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ؟! فهؤلاء الأجلاف الجهال للأسف قد نادوا بتحريم الإحتفال بيوم ( عيد الام ) و قد رددنا عليهم بالرغم أن الإحتفال بيوم ( عيد الأم ) له أصل في الشريعة الإسلامية و لكنهم احتفلوا مع ( الكفار ) بيوم ( عيد شم النسيم ) مع إنه ليس له أصل في الشريعة الإسلامية و أنا أسألهم بدوري ... لماذا يخالفون القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة ثم يزعمون أنهم ( سلفيون ) و يسيرون علىَ نهج السلف الصالح ؟! هذه مشكلة ضايقتني و هم المصريون ليس لهم رأي و لا إرادة فهم يقولون الشيء و ضده و يعملون الشيء و ضده في وقت واحد !!! و أيضا من السلبيات التي شدَّت انتباهي في حديقة الحيوان هىَ ( لعب الكرة ) ألم يتعلم الشعب المصري الهمجي كيف يجلس في الاماكن العامة ؟! فقد ضاقت حديقة حيوان الجيزة علىَ اتساعها بالناس و مع ذلك تجد الكثير من الذين لو نسبناهم إلىَ البهائم لظلمنا البهائم يلعبون بالكرة في الزحام الشديد جدا !!! فهل هم لا يعقلون و لا يسمعون و لا يبصرون ؟! ـ و الله العظيم ـ هؤلاء الأغبياء أصحاب العاهات الفكرية و النفسية و الإجتماعية ينطبق عليهم قول السميع البصير { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } [ الفرقان ـ 44 ـ ] فهؤلاء الأجلاف و الهمج الهامج من الشعب المصري الذين لا يرحمون المار فترىَ الكرة تصطدم بوجه رجل أو بمؤخرة امرأة أو تعيق طفل صغير عن السير هذا غير أن كل مار يخشىَ أن تصدمه الكرة هذا لمن يلعب الكرة في أماكن سير أو طريق الناس الذين يسيرون فيه و هناك أيضا فئات ( عبيطة ) أو ( بتستهبل ) و هم أكوام اللحم البشريِّ الذين يفترشون و يجلسون علىَ النجيلة و هم أسر كاملة أغلبهم يجرون و يلعبون بالكرة فلو أراد أحدا أن يجلس في مكان ما علىَ النجيلة فلن يستطيع من جهل و غباء هذه الفئات الكثيرة من الشعب المصري التي لا تراعي مشاعر الغير و لا حق الغير و إنما تتملكهم الأنانية العظيمة دونما أي اعتبار أو نظر لحقوق الغير !!! و هؤلاء ينطبق عليهم الحديث الشريف [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و بن السرح قالا حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن بن عامر عن عبد الله بن عمرو يرويه قال بن السرح عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من لم يرحم صغيرنا و يعرف حق كبيرنا فليس منا ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... و كذلك مِمَّا ضايقني جدا هو أن الزوَّار لحديقة الحيوان يجلسون و يفترشون الأماكن التي هى من حق المارة أن يسيروا بها فهىَ ليس للجلوس و إنما للمرور فإذا ما مَرَّ أمامهم أحد يتفحصونه بعيونهم بجهل عجيب حتىَ يسببون له الحرج !!! و هذه مصيبة أخرىَ فهذا الشعب المصري أذكىَ شعب في العالم ( شعب ... اللي يفهمها و هىَ طايرة ) لا يعرف بل لا يفهم كيف نظر إلىَ الغير إلا بوقاحة !!! و هى صفة عدم الحياء و أيضا مِمَّا ضايقني جدا هو أن النساءَ يجلسن متكوِّمَات علىَ بعضهن كأنهن في غرف النوم ينتظرن الرجال بدون استحياء من الرجال الغرباء ( المارة ) و لا بدون اعتبار لأزواجهن !!! و إني أسأل نفسي كثيرا هل هؤلاء الرجال الذين يجلسون بجانب زوجاتهم لا يحسون بنظرات الرجال الغرباء إلىَ زوجاتهم ؟! هل لا يحسون بالنظرات الجائعة إلىَ لحم النساء في هذا الزحام الشديد ؟! و هل هؤلاء النساء لا يحسون بأنهن نساء و أن عيون الرجال تعبث بأجسادهن فهذه ترقص في زحام شديد جدا ليس موطن للرقص و هذه تجري تهز ثديها و أردافها في مكان زحام شديد جدا و هذه تجلس في وضع مثير جنسيا تستدر شهوة الرجال الغرباء عليها و إليها بلا خجل و هذه تجلس و ينام الرجل و يضع رأسه علىَ أفخاذها في زحام غير عادي !!! ما هذه المناظر الغريبة التي إن دلت علىَ شيء دلت علىَ دياثة الرجال و عهر النساء و عدم التربية و ذهاب الحياء و قلة العلم و النخوة و المروءة و عدم الرجولة و سيادة أخلاق العبيد و اندثار أخلاق النبلاء و الفرسان و مِمَا ضايقني جدا أيضا أن الرجال أو الشباب الذين دخلوا الحديقة من غير نساء معهم كل نظراتهم و تلميحاتهم مكشوفة و صريحة يملأها عدم الإحساس ( و البجاحة ) !!! و مِمَّا ضايقني جدا أن الشعب المصري إذا دخل مكان لن أقول نظيف لإن الحديقة لم تكن نظيفة أبدا لابد أن يترك مخلفات كأنها بقايا ليست لبشر شعبا لا يعرف كيف يأكل إلا بشراهة مجنونة و مخلفاته التي تتبقىَ من بعده ليس مخلفات آدمية كانهم حيوانات دخلوا ( حديقة الحيوان ) !!! دخلوا بيبيئاتهم المتخلفة و بغبائهم و فقرهم المادي و الفكري و دخلوا بجهلهم و بشهوتهم تسبقهم أعضائهم التناسلية كالريح للزحام سواء الرجال ( الذكور ) على وجه الحقيقة أو النساء ( الإناث ) علىَ وجه الحقيقة أيضا و لم يدخلوا كبشر في حديقة في النهاية الغرض من دخولهم هو الترويح عن النفس إنما دخلوا بمبدأ من يريد الزنىَ فهناك الإناث كثيرات و من تريد الخيانة فهناك الذكور كثيرون و من يريد أن يمارس أحقيته في الدياثة و الشذوذ فهناك الزحمة و المتسع من الوقت فسيعثر علىَ غايته فأين هنا من دخل للفسحة و الترويح عن النفس ؟! النادرين جدا من هذا الهمج الهامج !!! هذا هو حال أذكىَ شعبا في العالم !!! و هذا هو حال الشعب ( إبن النكتة ) !!! و مِمَّا ضايقني و آلمني جدا جدا أن أسعار الطعام في حديقة الحيوان التي يدخلها الفقراء بل و في كثير غيرها من الأماكن التي يرتادها الكثرة الكاثرة من الفقراء في المناسبات أسعار الطعام فيها أسعار خيالية !!! لا يستطيع الفقير أن يأكل فيشبع !!! بالإضافة إلىَ رداءة الطعام و رداءة صنعه و اتساخ من يعمله و يبيعه فهو طعام مجلب للمرض و مع ذلك غالي الثمن أليس هناك رقابة و لا رحمة و تسعيرة ؟! و أيضا وصل سعر تذكرة الدخول لحديقة الحيوان ثلاثة جنيهات لماذا ؟! لماذا ثلاثة جنيهات رسم دخل لحديقة الحيوان في ظروف إقتصادية سيئة و البطالة شديدة و الحال في مصر كأسوأ ما تكون !!! هل الحكام و الوزراء و رجال الأعمال اللصوص يسرقون المال و يتاجرون بأقوات البلاد ثم يتحمل فاتورة الكساد و الفساد و الخسارة ذلك الشعب المصري ( الأهبل ) ؟! ـ و الله العظيم ـ لقد رأيت و سمعت بأم عيني و أذني طفل في حوالي العاشرة من عمره في حديقة الحيوان يحمل علىَ كفيه ( كوز ) كبير من الماء و ينادي في الناس بأن ( شربة المياه ) بخمسين قرش ( نص جنيه ) !!! هذا هو شعب الحضارة العريق و في زمان السلفيين الوهابيين المتنطعين و الإخوان المجرمين و هم يحكمون البلاد حاليا و يحركون الرأي العام !!! هذه هى حقيقة الشخصية المصرية التى يحتقرها العالم و يبصق عليها بحقيقتها أضعها امامكم أيها القراء بكل خزي لكن العلم يفرض عليَّ تشريحها لنعرف مكمن الداء حتىَ نستطيع علاجها

#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات