|
الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
ثائر الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 12:09
المحور:
حقوق الانسان
الحكومات الديمقراطية تشعر كل شخص في الدولة بالعزة التي يحميها العدل،وبأن له نصيباً في حكم بلاده وصوته مسموعاً فيما يجب ان يعمل وما يجب أن يترك وان حكومته ليست قائمة الابرأيه ورأي أمثاله . عبد الرحمن الكواكبي كتاب (طبائع الاستبداد) أذا سالت أي مواطن ماذا تريد في الوقت الحاضر والمستقبل سيقول لك بالتأكيد أريد حياة أفضل . وليس لي اية علاقة بما يقوله الساسة من مؤمرات على المشروع والتجربة الفتية الديمقراطية التي حدثت في العراق بعد زلزلال (2003) فقد سئم من طرح ماتحيكه الأجندات الخارجية والسيناريوهات الداخلية والازمات السياسية وتوافقاتها التي سرعان ماتتفق مرة على المربع الكبير المستدير ويتلاشى اتفاقها على المثلث الصغير . أربعة عقود تكفي من زمن مؤلم قضاه الشعب لحكم دكتاتور فلسف قوة بقاؤه وشرعية بسياسة قضبان الحديد والأغلال والسياط التي تنهال على المرء بدون رحمة او وازع أنساني ،والأسوار التي تعج بأبشع الأنماط والصور المأساوية تحاصر المرء حتى في وسن نومه ،هذه وغيرها من الممارسات بحجة واهية مرة للدفاع عن مبادىء الثورة والحزب من الأعداء ومرة من الامبريالية والرأسمالية وأخرى للدفاع عن شرف العروبة ووحدة القومية ،كل هذا ومعاناة المواطن لاتنتهي حتى سياساته الشخصية تحمل أوزار عذابها،نعم أنها تكفي من الزمن القاسي . ولعل الشيء المهم والجذري في نظام تسوده مبادئ الديمقراطية هو ان الشعب يصنع إرادته بنفسه من خلال الانتخابات المشكلة وفق الدستور الذي يحددها ،فهو صاحب القرار الاول والأخير بتشكيل الحكومة التي تدير البلد لتنقله من حالة التخلف المظلم لواقع النور ،وان تعددت المفاهيم والرؤى والنظريات بشأنها فمضمونها الفكري يشير للمشاركة الفعلية للمواطن في قول كلمته المشهور المترجمة لفعل ملموس (بنعم او لا )في صناديق الاقتراع . واصل الكلمة يعود لليونان فالكلمة الأولى (ديموس ) ومعناه الشعب والاخرى (كراسي) وتعني السيادة ومعنى المفهوم هو الحكم للشعب او السيادة للشعب . وما اقصده بالحوار الديمقراطي هو الحوار المفتوح والمسؤول بان يقال للشعب أقصى قدر ممكن من الحقائق وان نحاول قدر الامكان ان يقول كلمته التي تعبر عن مكنونه الفكري وما يدور في خلجاته دون ظغط او حواجز والمساهمة في بناء حياته ومستقبله لرؤية جديدة تخدم الجميع بعيدة عن عقد الماضي وتراكماته المفزعة . لقد صنع العراقيين ملاحم كثيرة وكبيرة واكثرها شراسة بكسره لرهان المتخلفين والفوضويين الذين قالوا انه غير مهيء للقيام في الوقت الحاضر بان يقرر مصيره في الانتخابات والسبب والعذر جاهز بانه لايفقه منها شيء فالتجربة جديدة وتحتاج فترة من الزمن ليفهم معناها . لم يبالي لكل مانسج من الطروحات التكفيرية وما انظم اليهم في سربهم الوحشي، ذهب وهويعرف ان الطريق مليء ومحفوف بمخاطر الموت البغيض و لايفرق بين صغير وكبير ونساء واطفال وشيوخ وأمهات ،ومطر القذائف والهاونات وسرقة الأطفال المعاقين وتفخيخهم بالأحزمة الناسفة وإرسالهم بين المنتخبين لتقطع أجسادهم مع غيرهم لااشلاء متناثرة هنا وهناك . لقدتوفرت الإرادة والعزيمة وصنع الشعب حريته واختار ممثليه ، انها شاقة وجسيمة على عاتقه ممزوجه بالتضحيات ووجع الآلام التي لاتفارقه ،فالدور هنا دور المنتخبين الذين تقلدوا وتسنموا المناصب وشكلوا الحكومة ،بان يكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية والتاريخية لمواقع عمل يستطيعون تغيير الكثير والكثير لسلوكيات وممارسات ومفاهيم خاطئة فرضها النظام البائد وان يرفعوا الحيث والظلامات وان يصونا حقوق الإنسان بمعايير جديدة تختلف عن معايير الأنظمة الشمولية الفاشية ان تقديم أفضل البرامج وحدها لاتكفي فالتنظير له وقت معين والشروع بمتابعة الأداء ومراقبة العمل اولاً بأول والية طريقة التنفيذ الصحيحة هي المرحلة الهامة والاهم في بناء المشروع وتحت اي مسمى له . فالشعب يريد المكاشفة والمصارحة وانتم معه وهو مستعد ليعيد ملحمة أخرى وينتخب ويقرر المصير لمن سيعطي صوته بعيداً عن الإرهاصات النفسية والتوترات الفكرية فالكل مرحلة من الزمن لها رجالها ، فالهدف من الوضوح وزالة الغموض عن الحقائق ومجريات الأمور هو ان تتكون لدى المواطن رؤية صحيحة لمن يعمر لبناء دولة تحترم الإنسان وإنسانيته وأخر يهدم بمعول تسوده الأحقاد الخارجية لإفشال حياة أفضل يطمح لها الجميع
#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقف مع الطائفة المورمونية
-
علي مدرسة العدالة والنزاهة
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|