|
دولة يهوديّة ديمقراطيّة ..
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 12:09
المحور:
القضية الفلسطينية
بما أن رجل السياسة لا يصدق أبداً ما يقوله فإنه يفاجأ إذا ما صدقه أحد ( شارل ديغول ) . هل يمكن لإسرائيل أن تكون دولة يهودية وديمقراطية في آن معاً ؟ هناك سؤال آخر ؟ من يخاف من دولة يهودية ديمقراطية " هذا عنوان مقال للكاتب الأستاذ يعقوب ابراهامي " . هل هناك تعارض بين هوية إسرائيل كدولة يهودية وبين كونها دولة ديمقراطية ؟ بداية ,, أمنية حياتي ( حلّ الدولتين ) ولو بعد حين .. طبعاً إذا حضر العقلاء والمعتدلين ؟ بعيداً عن الشعارات النارية والخطب الرنانة وتحرير الأرض من النهر إلى البحر وإسرائيل إلى زوال حتماً ( قرأت كتاب قبل فترة يقول صاحبه بأن زوال دولة إسرائيل عام 2025 وقبل ذلك كان عام 2012 ولكن يبدو بأن المستبصر العروبي قد غيّر رأيه بعد أن دخلنا في عام 2012 ) ؟ " كذلك " لولا أنتم الخونة العملاء الصهاينة والشتائم بكافة الأصناف والأنواع والكلام الإنشائي الذي لم يقدم رغيف خبز لجائع أو ( يبني بيت ل " لأجيء " اقتباس من الأستاذ يعقوب ) مع ملاحظة أن هذه الشعارات مضى عليها 64 عام ؟ نقول : هناك سؤال حقيقي لا اعتقد بأن أحداً ما سوف يوافقني عليه ( عدا بعض العقلاء ) هل يحق لليهود بأن تكون أرض فلسطين وطناً لهم أم لا ؟ لنقرأ ما يلي : كثيرا ما نسمع من بعض المسلمين اتهامات لكل من يختلف معهم في نظرته للدين بالصهيونية والتعاون مع إسرائيل. الغريب في الأمر أنهم لا يعترفون عادة بأن القرآن قد أقر الزعم اليهودي بأن لبني إسرائيل في فلسطين حقا إلهيا بمنحه تلك الأرض لهم، وحقا تأريخيا بإقرار ( القرآن ) مثل مزاعم مملكة داود وسليمان بينما اليوم يفند علماء آثار إسرائيليون أسطورة تلك المملكة. ( أحدهم ) .. الأدلة من القرآن على أحقية بني إسرائيل في أرض فلسطين : وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ " الآية 20 من سورة المائدة .. ثمّ الآية 21 و22 و23 من نفس السورة : يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ". قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ". قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ". من النصوص القرآنية الأخرى التي تزعم أن الإله قد أورث بني إسرائيل الأرض وأنه يريد ذلك وأنه آتاهم الحُكم والإمامة :
وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحُسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (الأعراف 137)
ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض (القصص) ....
فأخرجناهم من جنات وعيون (57) وكنوز ومقام كريم (58) كذلك وأورثناها بني إسرائيل (59) (الشعراء) ...
ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحُكم والنبوةَ ورزقناهم من الطيباتِ وفضلناهم على العالمين (الجاثية 16) هذه النصوص أوردها الأستاذ نبيل فياض في موضوعه ( فلسطين لبني إسرائيل ) .. ثمّ يقول : من الصعوبة بمكان أن تكتب موضوعيّاً في زمن غير موضوعي . فما بالك أن تكتب بوحي العقل في عالم لا يعرف غير حكم الغرائز ؟ لا شكّ أن الكتابة بموضوعية في المسألة اليهودية قضيّة محفوفة بالمخاطر. وسيف التخوين على من يفكّر بحيادية مسلط دائماً ؛ تماماً كما هو سيف التكفير. لكن الحقيقة أهم بما لا يقارن من أية سيوف ، شهرت أم لم تشهر. والتعامل الموضوعي مع المسألة اليهودية صار أمراً واجباً أخلاقيّاً ، خاصة بعد أن نبش مؤرخو ما بعد الصهيونية كل ما في تاريخهم الفعلي من سواد . ( انتهى ) .. كيف نشأت دولة إسرائيل ؟ بعيداً عن التاريخ القديم بل سيكون الكلام عن التاريخ الحديث – القرن العشرين : لقد قدم المجتمع الدولي دعمه الصريح لتأسيس دولة يهودية حين صوّت مع مشروع التقسيم للأمم المتحدة سنة 1947، بل إنه، ومن خلال نصه على أن الدولتين العربية واليهودية واللتين كانتا ستقومان بموجب المشروع ، يجب أن تعتمدا نظامي حكم ديمقراطيين ، قد أعلن أن لا تناقض بين التعريف القومي للدولتين وبين طبيعتهما الديمقراطية. . لنقرأ الجزء المحصور بين المزدوجين أدناه : ( لا تناقض بين التعريف القومي للدولتين وبين طبيعتهما الديمقراطية ) .. من هو الذي التزم بهذا المفهوم بينما الآخر ضربه عرض الحائط ؟ نحن الآن نطالب الأمم المتحدة في " التخلص من حكامنا الطغاة " كلّ شيء مرهون بالأمم المتحدة , إذن إسرائيل حازت على ثقة المجتمع الدولي بدون أدنى شك . في وثيقة الاستقلال الإسرائيلية نقرأ ما يلي : ( إنّ من حق الشعب اليهودي الطبيعي أن يحكم مصيره بنفسه أسوة بكافة الشعوب الأخرى في دولته ذات السيادة ) . لقد قامت الدولة اليهودية على أرض إسرائيل بدعم من المجتمع الدولي وتماشياً مع القانون الدولي .. إذن المجتمع الدولي وليس غيره وضمن القانون ,, نحن الآن ضمن المجتمع الدولي وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية ودائماً ما نردد الشرعية والحقوق والواجبات والمساواة الخ , حتى أن القرآن يقول " إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " والتقوى هو المسؤول عنها وليس نحن . منح الوطن اليهودي صفة الشرعية في أرض إسرائيل من قبل عصبة الأمم ، وهي المنظمة الدولية السابقة لهيئة الأمم المتحدة ، حين اعترف قرار الانتداب الصادر عنها سنة 1922 بالشعب اليهودي وروابطه التاريخية بأرض إسرائيل وحقه في وطن قومي مستقل. ( أي أن الاعتراف ليس من قبل أفراد الشلة المساكين ) ؟ ولكنّها الدول الكبرى وأنتم تعرفون من هي هذه الدول ؟ أين تكمن العلة ( عند الغالبية ) ؟ حسب رأيي " في التسمية " وهل التسمية هي المعيار " ؟ ما هي هذه التسمية ,, ؟ إنها : دولة يهودية ؟ سوف نطرح بعض الأسئلة ؟ هل هناك تعارض بين هوية إسرائيل كدولة يهودية وبين كونها دولة ديمقراطية ؟ هل تعريف إسرائيل بالدولة اليهودية يعني أنها دولة دينية ؟ هل هذه حقيقة أم خلافها ؟ هل تحكم إسرائيل بالكتاب المقدّس / التوراة / ؟ إسرائيل محكومة بالقوانين التي سنها برلمان منتخب ديمقراطياً ولها سلطة تنفيذية منتخبة وجهاز قضائي مستقل وإعلام حر .. ( هل يملك الطرف المقابل أي من هذه المسميات , هل الدول العربية مجتمعة تملك جزء مما تملكه إسرائيل من برلمان وسلطة وقضاء وإعلام ) ؟ لنكن منصفين عندما نقول رأينا ؟ منذ عام 1948 وإسرائيل تسير بخطى ثابتة , من يقول بأنها مدعومة أمريكياً , أنا أقول له الدعم الأميركي للدول العربية لا يقل عند دعم إسرائيل , فالمحميات الخليجية وبعض الجمهوريات العربية في أحضان أميركا منذ أن رأينا النور ولكن لماذا هناك فرق ؟ هل حقاً هم شعب الله المختار ( هذه خرافة لا تشتريها إسرائيل بقشر بصلة ) ؟ أين يكمن الخلل وما هو الفرق بيننا وبينهم ,, لنكن منصفين ونقول ما لنا وما علينا فإن التبريرات لا تسمن ولا تغني من جوع والشعارات أنزلتنا إلى ما دون الحضيض والثورات والتحرير والخطب والمقاومة والممانعة جلبت لنا الويلات ,, أصحابها يعتاشون عليها وبدونها مصيرهم " مزبلة التاريخ " الشعب الفلسطيني لا يختلف عن أي شعب عربي ,, من يحكمه ومن يتلاعب بمقدراته هم أهل المقاومة والممانعة وإزالة إسرائيل من الوجود منذ عبد الناصر ولحد هنية – نصر الله – بشار وبس وقبل كل هؤلاء صدام البطل ؟ ومن لف لفهم .. من النخب – الخطباء – الأحزاب الخ .. مضى 64 عام والشعب الفلسطيني يعاني الويلات من جراء هؤلاء .. سوف يبقى الوضع الفلسطيني على ما هو عليه بوجود حركات المقاومة من الطرف الفلسطيني ونتنياهو اليميني المراوغ من الطرف الإسرائيلي ؟ عندما تتوفر النية الصادقة ومن الطرفين وليس من طرف واحد سوف نصل لما هو مطلوب , أنا لا احمل الجانب الفلسطيني المسؤولية بالكامل بل من العار أن افعل ذلك ولكن هناك عقدة رئيسية لديهم في هذه القضية ,, هناك من لا يرغب بأن تكتمل مسيرة التفاوض ( جانب المقاومة بكل مسمياتها ) هذا من وجهة نظر متواضعة ومتابعة لمجريات الأحداث ,, قد يقول قائل أنت عراقي ولا يحق لك أن تكتب عن فلسطين وأكتب عن بلدك وأنا أقول العرب في سلة واحدة لا فرق بين عراقي أو فلسطيني .. منذ اليوم الأول قالوا بأن من يتفاوض مع الجانب الإسرائيلي عميل – خائن – بائع للأرض والعرض الخ .. الآن ما هي النتيجة ,, من هو الخاسر على مدى هذه السنيين ؟ منذ نعومة أظفارنا ويقولون لنا بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ؟ ولكن ... نالت إسرائيل ثقة المجتمع الدولي لأنها أصبحت من الديمقراطيات الغربية الليبرالية التي تمنح الجميع حرية العبادة .. مواطنيها ينتمون إلى كافة الأديان والعناصر والقوميات والعرقيات وهم جميعاً يتمتعون بالحقوق المتساوية بمقتضى القانون .. إسرائيل تعرّف نفسها ( بالدولة اليهودية ) ولكنّها علمانية أساساً وليس لها ديانة رسمية . في منطقتنا أكثر من 20 دولة تعتمد الإسلام ( كدين للدولة ) .. كمبوديا – بوتان تعرّف نفسيهما بالبوذية . فيما تعرّف 14 دولة منها النرويج – بريطانيا – الأرجنتين دستوريا بالمسيحية أو بالكاثوليكية كديانتها الرسمية .. هل هناك اتهام للدول التي ذكرناها آنفاً بكونها تحمل مميزات دينية ؟ أهم ميزات اليهودية لإسرائيل وضع اللغة العبرية وأيام العطلة الأسبوعية الخ .. والتي ليس ما من شانه إثارة المعارضة أكثر من الصلبان المرسومة على أعلام بعض الدول الأوربية والعديد من الديمقراطيات . صحيح أن إسرائيل تقرر جميع المناسبات حسب التقويم العبري ولكن الدول الديمقراطية تقرر أعيادها حسب التقويم المسيحي ( نحن لدينا التقويم الهجري – عيد الفطر – عيد الأضحى – مولد النبي محمد الخ ) ؟ هل الاحتفال بعيد الفصح وجانوكا اليهوديين أكثر دينية من الاحتفال رسمياً بعيدي الفصح والميلاد المسيحيين ؟ هل اليهود شعب أم مجرّد مجموعة دينية ؟ اليهود شأنهم شأن النرويجيين واليابانيين والفرنسيين وأي شعب أو شعوب أخرى .. يمثلون شعب له أصالته وتاريخه ودينه ولغته وثقافته الخاصة به .. عن معهد – غوتمان – المتفرع عن المعهد الإسرائيلي للديمقراطية نقرأ ما يلي : أظهرت معطياتُ استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" لسنة 2008، الذي قام به مركز غوتمان أن 51 بالمائة من اليهود الإسرائيليين يعدون أنفسهم "علمانيين"، في حين يرى 19 بالمائة أنفسهم متدينين أو حريديم، أي متدينين متشددين (10 بالمائة قالوا إنهم متدينون، و9 بالمائة قالوا إنهم حريديم ) ، في حين عدّ 30 بالمائة أنفسهم محافظين أو تقليديين .... هذه هي معطيات ومؤشرات الحياة في إسرائيل , هل هذا يعني أنها دولة دينية ؟ لو قارنا هذه المؤشرات في عالمنا العربي ,, كيف ستكون النتيجة ؟ لا دليل على العكس سوى بفوز التيارات الإسلامية – اكتساح – في جميع بلدان الربيع العربي فمن هي الدولة الدينية مصر أم إسرائيل ؟ سؤال ,, لماذا لم تفز التيارات الدينية في إسرائيل ؟ بينما فازت التيارات الدينية في أوطاننا ؟ لنقرأ معاً الاستطلاع التالي : وأما ما يخص حِفَاظ اليهود الإسرائيليين على العادات والتقاليد الدينية ، فقد أوضح الاستطلاع أن 13 بالمائة منهم يحافظون على هذه العادات والتقاليد بحذافيرها ، ويحافظ 22 بالمائة عليها إلى حدّ كبير، بينما يحافظ 48 بالمائة عليها إلى حدّ قليل. أمّا نسبة الذين لا يحافظون عليها مطلقا فقد بلغت 17 بالمائة فقط. هذه مسائل شخصية يحق لكل مواطن أن يتمتع أو يحتفل بها خصوصاً وأنها لا تتعارض مع الحكم .. نعود : الاستقلال القومي والديمقراطية ؟ هل إسرائيل حالة شاذة ؟ إن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي ، ويمكن للاستقلال القومي أن يتماشى مع الديمقراطية ، كما هي حال العديد من الدول القومية المعاصرة التي تعتبر ديمقراطيات بمعنى الكلمة ، فمعظم الديمقراطيات الأوروبية ، بما فيها الدانمرك وإيطاليا وفرنسا وبولندا والمجر، تعتبر دولا ديمقراطية ، وتماما كما هي حال إسرائيل ، فإن هوية الدولة التي تمثلها الأغلبية من سكانها ، تعبر عن نفسها عبر رموز الدولة وثقفتها وتراثها ولغتها وتقويمها. لنقرأ ما يلي من أجل توضيح الصورة : ثمة عدد كبير من الدول القومية التي تقيم فيها أقليات قومية كبيرة تريد حماية هوياتها الفريدة ، مثل إسبانيا (الباسك)، بولندا (الألمان) ، فنلندا ( السويديون ) ورغم ذلك ، تعتبر جميع هذه الدول دولا ديمقراطية ، ولا علامات استفهام تحوم حولها بدعوى أن طبيعة حياتها العامة تعكس مميزات الأغلبية. التمييز داخل إسرائيل والسبب ؟ وإذا كان العرب الإسرائيليون يتعرضون حقا لدرجة معينة من التمييز، إلا أن ذلك لا يعود إلى تركيبة إسرائيل القانونية كدولة يهودية ، بقدر ما يعكس الصعوبات التي تواجهها أقليات كثيرة في دول ديمقراطية أخرى ، مضافا إليها النزاع العربي اليهودي. القانون الإسرائيلي ووثيقة الاستقلال : يمنح القانون الإسرائيلي أعضاء جميع المجموعات العرقية كامل الحقوق المدنية ، علما بأن وثيقة الاستقلال الإسرائيلية تضمن قدرا كبيرا من الاستقلال الثقافي للأفراد والمجموعات. وتحترم الدولة حقوق الأقليات ، حيث تعتبر اللغة العربية اللغة الرسمية الثانية ، ويتم التعامل مع الأحوال الشخصية في إطار نظام من المحاكم الشرعية الإسلامية يعمل بدعم من الدولة ، كما يتلقى الطفل العربي تعليمه ضمن جهاز تعليمي مدعوم من الدولة باللغة العربية. ومن هذه الناحية تعتبر إسرائيل أكثر ليبرالية من ديمقراطيات أخرى كثيرة. هل نستطيع في بلداننا أن نتعامل معهم بهذه الطريقة ؟ السلطة الفلسطينية وإسرائيل ؟ وفي نفس الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل للانتقاد بسبب هويتها الدينية ، تطلق الحرية للدول الإسلامية التي يمثل فيها الإسلام ديانة مدعومة من الدولة ، بل إن السلطة الفلسطينية نفسها قد أعلنت أن الإسلام دينها الرسمي والوحيد. إنكار الشرعية هو السبب ؟ إن إنكار شرعية إسرائيل كدولة يهودية يعني إنكار حق الشعب اليهودي في تقرير المصير والوطن ، وهو حق حيوي يستوجبه التاريخ الطويل من قمع الشعب اليهودي بما فيه الهولوكوست. أما رفض شرعية الصهيونية ، وهي الحركة القومية للشعب اليهودي ، في الوقت الذي تشرّع فيه طموحات شعوب أخرى، فليس أقل من التمييز وتحدي مبدأ المساواة الكوني ، فتماما مثلما يتوقع الفلسطينيون من إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تتوقع إسرائيل من الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية. الفرق ؟ إنه من دواعي السخرية أن أولئك الذين يرفضون عبارة "الدولة اليهودية" لا تؤنبهم ضمائرهم هم حين يتعلق الأمر بتأسيس الدولة الفلسطينية ، والتي أعلن قادة فلسطينيون أنها لن تضم مواطنين يهودا. يجب أن نملك الشجاعة الكافية من أجل قول ما لنا وما علينا ,, عدم التوصل لحل الدولتين يعني مزيداً من القتل والخراب والدمار للشعبين ( هناك فرق ولكن ) .. من يتاجر بالقضية الفلسطينية هم السبب الرئيسي في تأخير إقامة الدولتين وإنهاء الصراع .. يقول مارتن لوثر كينغ " لستَ فقط مُحاسباً على ما تقول , أنتَ أيضاً مُحاسب على ما لم تقل حين كان لا بدّ أن تقوله " سوف يقول البعض بأن هذه الأفكار والآراء المطروحة هي " صهيونية " بامتياز مقابل حفنة من الدولارات سوف يتقاضها كاتب المقال وأنا أقول " تخلصوا من اللغة الخشبية التي عفى عليها الزمن ومن الخطب والشعارات التي جعلتنا وفي كافة مجالات الحياة في أسفل الترتيب " .. / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قرأتُ لكم - نيتشه والربيع العربي وأشياء أخرى !
-
الثورة الروسية في الرواية الستالينية !!
-
أنصار ستالين والشلة ؟
-
أدونيس ( النبي الوثني ) ؟
-
طه حسين بين الدين والعلم !!
-
إدمان السلطة ( متلازمة الغطرسة ) ؟
-
الماركسية في عصرنا ؟
-
خرافات الأديان !!
-
ما هي الثقافة , من هو المثقف ؟
-
رؤية تاريخيّة مختلفة ؟
-
إسرائيل والربيع العربي ؟
-
بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية ج2
-
الربيع العربي من منظور * توماس فريدمان * ؟
-
بدايات الإسلام مرّة ثانية !!
-
روايات تراثية !!
-
هل تستطيع الفيلة أن تطير ؟
-
من رسائل الأصدقاء - الأخيرة - !!
-
من رسائل الأصدقاء !!
-
الثورة السورية والحرب الأهليّة !!
-
سؤال قديم , جديد , لماذا تخلّفنا ؟
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|