أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري















المزيد.....

سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 - 07:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أكثر مادة كرهتها في دراستي الابتدائية هي مادة كانت تسمى " الاستظهار " والمقصود بها حفظ مقطوعات شعرية أو نثرية كما وردت , كثيرا ما كانت تخدعني ذاكرتي بتبديل كلمات بأخرى مشابهة لها تعطي نفس المعنى فأنال عليها علامة الصفر .
والاستظهار كان وما يزال أهم مادة في مدارس الشرق فهو السند الحقيقي لحكامنا المستبدين وأعوانهم في الداخل والخارج , فبفضله يتعطل العقل ويصبح الناس مهيأين لتقبل واقعهم كقدر محتوم . (معاهد تحفيظ القرآن الكريم وما يصرف عليها وما يعطى من جوائز تشجيعية للفائزين الأوائل بها أكبردليل على ذلك ) تكتمل سلطة النص بالتعاون مع سلطة النقل وقياس الشاهد على الغائب . نحن قوم – العنعنة – ( ننقل عن وعن وعن , حتى نصل الى الرسول والخلفاء الراشدين كي نحل مشاكل دنيانا قياسا واقتداء بحلولهم ) . زاد في الطنبور نغما كون الشرق مهبط الأديان جميعا, والدين يحض على الاقتداء بالسلف الصالح .
لم تتجلى سطوة سلطة النص والنقل على المتدينين في سوريا فقط, بل تعدتها الى اليساريين العلمانيين الذين من المفترض أن يكون مرجعهم الأعلى هو العقل وقوانين التطور والتحليل الملموس للواقع الملموس . سأستشهد بمثال مستوحى من تجربتنا في حزب العمل الشيوعي
فقد كنا نريد أن نصنع ثورة في سوريا بنقل النموذج الروسي الى بلادنا عن طريق الاحتراف الثوري ودذينة الأذكياء . ولم يخل كراس من كراسات خطنا الاستراتيجي من إبراز نص في مقدمته إما لماركس أو انجلز او لينين , وسلطة النص هذه بعينها هي التي قادتنا للدعوة الى مركز أممي موجه يقود فيه النضال حفنة رجال على مستوى العالم بدلا من التلاقي مع سير التطور والمطالبة بمزيد من الاستقلالية لكل فصيل شيوعي في ساحته .
تتجلى سطوة الماضي على يسار سوريا أحزابا ومثقفين بجعلهم عاجزين عن رؤية حقائق العصر ومن أهمها :
- إن شيوعية ماركس كانت وليدة زمان ومكان محددين وديكتاتورية البروليتاريا والعنف الثوري لايصلح لواقعنا الحالي , ويسارنا السوري يريد ان ينطلق من نصوص ماركس ليطورها ويعدلها لتصبح ملائمة لواقعنا
- حقائق العصر تقول : تحتاج الاشتراكية الى بلد متطور استنفدت فيه الراسمالية كل ما في أحشائها, واختراق الرأسمالية على هذا الكوكب سيلعب فيه الوعي دور القابلة محل العنف الثوري . ويسارنا السوري يفكر بضرب الأمبريالية في الحلقة الأضعف ويرشح ان تكون منطقتنا هي الحلقة الأضعف وبالتحديد العراق حيث يمكن جندلة امريكا بالتعاون والتنسيق مع الزرقاوي وشركاه .
لا يستطيع يسارنا السوري أن ينظر الى أمريكا الا كما تربينا على رؤيتها أيام الحرب الباردة . امريكا دولة امبريالية مأزومة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي تصدر أزمتها الينا عسكريا . اما ان تكون امريكا دولة قوية وحضارية ولها مصالح في العالم تعمل من اجلها ومصلحتها الآن في منطقتنا مختلفه عنها ايام الحرب الباردة وهي تلتقي الآن مع مصلحة شعوب المنطقة في شرق أوسط ديمقراطي مستقر من اجل استثمار رؤوس أموالها لا من اجل سواد عيوننا , ذلك كفر وذندقة يروج له جماعة الحزب الأمريكي الجديد وفي مقدمتهم الشيوعيون الانتهازيون الرخيصون الذين انقلبوا على ثقافتهم وماضيهم وارتدوا بعد سقوط موسكوا ليصبحوا اتباع واشنطن .




القوى اليسارية والديمقراطية من حولنا وحوالينا تلتقط خيط المتغيرات الدولية على سبيل المثال لا الحصر
1- الحزب الشيوعي العراقي رأى أن أحسن طريقة للعمل من اجل مصلحة الشعب العراقي هو في مقاومة سلمية للاحتلال الأمريكي معتمدة على رأي عام محلي وعالمي ضاغط عليها, ويسارنا السوري براس حربته – التجمع الوطني الديمقراطي - يطالبه بالانسحاب من الحكومة المؤقتة والانضمام للمقاومة المسلحة .
2- اليسار الفلسطيني يشترك بقوة في انتخابات شفافة وعلنية تحت حراب الاحتلال ويسارنا السوري يدعو الى مقاطعة أي انتخابات تتم تحت الاحتلال .
3- المعارضة اللبنانية تتوحد حول نقطة أساسية هي تقليص دور الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية محاولة الاستفادة من مناخ دولي ضاغط بهذا الاتجاه ومعارضتنا السورية يتمخض الجبل عندها ليلد فارا سموه لجنة التنسيق , محور بيانها التأسيسي من اجل مواجهة امريكا (( إن الأمر برمته وبشكل خاص مواجهة التهديدات الخارجية , وضرورة سحب الذرائع من الخارج و هذه المسائل لن تتحقق الا بمتابعة عملية الانتقال الديمقراطي )) لاحظوا معي متابعة عملية الانتقال الديمقراطي لولا التهديدات الخارجية لم تكن لازمة لبلادنا , ايضا نسي بيان التاسيس أن يقول لنا متى بدأت عملية الانتقال وكيف توقفت . -
اما من يلتقط خيط المتغيرات الدولية من رموزها مثل المناضل الكبير رياض الترك ويرى ان العراق انتقل الى الأمام درجة بفضل امريكا , تقوم القيامة ولا تقعد عليه ويتهم من قبل شيوعيين بانه يروج لتحالف مع أمريكا بغرض الوصول الى السلطة وسيفشل برايهم كما فشل تحالفه السابق في الثمانينات مع الاخوان المسلمين والبعث العرااقي من اجل الوصول الى السلطة , ويحاصر نهجه في حزبه ويتم الارتداد عن روح موضوعاته الشهيرة
. لا ادري بماذا ستتهم لجنة التنسيق مناضلا آخر يقول رأيه بحرية , وهو خلف القضبان . المناضل الكبير أيضا رياض سيف الذي قال ردا على سؤال من الصحفي شعبان عبود نشر في النهار بتاريخ 14 / 1/ 2005
((لقد سخر صدام، كغيره من الطغاة من العالم، كل امكانات البلاد لضمان استمرار نظامه مما جعل التخلص منه مهمة صعبة على الشعب العراقي وحده. وصادف أن اجتمعت مصلحة اميركا مع مصلحة الشعب العراقي في إزالة صدام وإزاحته من السلطة. والشعب الاميركي يتحمل في هذه العملية تكاليف ربما تزيد عن 200 مليار دولار بالإضافة إلى أرواح الآلاف من الجنود الأميركيين.
وفي الوقت نفسه تمكن الأميركيون من إقناع دائني العراق بإسقاط أكثر من 80 في المئة من ديونه. بناء على هذه المعطيات أين يكمن خلاص الشعب العراقي بعد زوال صدام ونظامه؟
في إقامة نظام ديموقراطي حقيقي يقود إعمار العراق ويعيد بناء الدولة ومخاطبة اميركا بإسم الشعب العراقي وباللهجة الودية والوسائل الديموقراطية لصياغة علاقة متوازنة بين الشعبين والدولتين، في اميركا والعراق. تماما كما حدث في ألمانيا بعد أن حررها الأميركيون من النازية.
إن اميركا دولة مؤسسات يحكمها نظام ديموقراطي ولا يمكنها أبدا أن تتجاهل المطالب العادلة للشعوب التي تتحدث بإسمها حكومات شرعية تمثل الشعب، وقد أثبتت التجارب ذلك، فلم تستطع اميركا أن تفعل شيئاً حيال قرار الشعب الأسباني في الانتخابات الأخيرة حجب الثقة عن الحكومة الحليفة لأميركا ونجحت حكومة مناوئة لحرب اميركا في العراق.
كما أن أميركا رضخت لقرار البرلمان التركي القاضي بعدم السماح للجيوش الأميركية بالوصول إلى شمال العراق عبر تركيا رغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي الذي تشكل فيه اميركا القوة المهيمنة. ))
.

المعارضة اليسارية السورية مشغولة بلجان نصرة العراق وفلسطين وجمع التبرعات لهم اما ان تفكر بتشكيل لجان لنصرة المجردين مدنيا في سوريا والمجردين من الجنسية وجمع التبرعات لهم ولأسرهم فذلك مؤجل حتى تزول التهديدات الخارجية .
ترى متى يلتحق يسارنا السوري بركب العصر ويقتنع بما يقوله النائب السابق والسجين الحالي رياض سيف بان مصلحة الشعب السوري تلتقي الآن مع مصلحة امريكا بنظام ديمقراطي تعددي , أم ان ما هو مشروع للفلسطينيين واللبنانيين محرم علينا وان كل موقف لأمريكا علينا ان نقف بمواجهته ؟؟ أليست اللحظة مناسبة لنستفيد من مناخ عالمي وندفع مجتمعنا بشكل هادئ وسلمي وتدريجي نحو مجتمع المواطنية الحقة بدلا من مجتمع الرعية الحالي ؟ بدلا من ذلك ورغم كل ضعف يسارنا يحاول حمل بطيختين بيد واحدة ويطرح خطا ثالثا يقاوم به الداخل والخارج الاستبداد والاستعمار!! ومن لايقول ذلك تعب من النضال وارتد عن مساندة حركة التحرر العربي
كان الله بعون سوريا مادام يسارها كذلك فهل نعتب على أنصار الزرقاوي وابن لادن وشركاهم من الجهاديين السوريين الذين يتمتعون بدعم ونفوذ هائل في سوريا ويخططون بذكاء لكي تمتد رقعة الواجهة مع امريكا لتشمل سوريا ايضا .
كامل عباس- اللاذقية – 23 / 1/ 2005



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما من نهاية لثقافة التخوين في سوريا ؟
- الدكتور مهدي دخل الله وزير الإصلاح الترقيعي في الحكومة السور ...
- العالم يستقبل عام 2005 بمزيد من الكوارث
- تداعيات سببها الدكتور استانبولي ورسول حمزاتوف
- الحوار المتمدن - واقع وآفاق
- صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري
- الإخوة الأعداء
- أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا , الليبرالية الجديدة ام ...
- النضال ضد الآمبريالية والصهيونية يمر من هنا
- بين إسلامين
- أي ليبرالية في سوريا نريد ؟؟
- الخط الثالث وهم .... يا عزيزي ياسين
- بوابة العبور إلى الجحيم ومدرسة الواقعية الاشتراكية
- الدكتور عبد الرزاق عيد يدعو المعارضة الديمقراطية السورية كي ...
- ليس من مصلحة السوريين مجابهة أمريكا لى طريقة صدام حسين
- أسباب ضعف وتشتت اليسار العربي
- القرن العشرون وظاهرة الزعيم الخالد
- انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها
- بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية
- حياة الدكتور عارف دليلة تواجه خطرا حقيقيا


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري