أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ريم شاكر الاحمدي - الجزء الثاني من إفيون الجهل والغباء















المزيد.....

الجزء الثاني من إفيون الجهل والغباء


ريم شاكر الاحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبقي التواصل بين الصدمة وبين الشعب العربي تواصلا أفقيا..واصبح حضور الحسين فكريا وثقافيا وخاصة في العراق وأما في مصر دام تواصلها حتى مجيء صلاح الدين الايوبي فغير نهجها طائفيا ً، ًولكن من سماتها ظلت تتجدد في السر والعلن اذ بكاه رسول الله وما بكائه الا لحالة متأصلة اصلها ثابت وفرعها في السماء..ليس سهلا ان يصاب وجدان الامة بهذه الهزة او الصدمة ، ولهذا انتجت عدة انتفاضات..ولعلها أيقظت الامة من خدرها،فهذه حالة النوم في الامة العربية ..لكنها عادت الى افيونها الى السير وفق افيون الاساطيروغلب الهوى للسلاطين ووعاظهم ان يتخذ من الاسلام تجارة رابحه وزاد الطقس الاسطوري للعزاء في عاشوراواستغل المتربصون بهذه الامة هذه للتفرقة بين المسلمين وما عادت رموزهم الاسلامية بشراً يطلبون القيم الحضارية والتأمل في افاق العلم وعاد وعاظ السلاطين الى نبش موتاهم ليتاجروا في هالة التقديس والاسطورة
تجددت الان في القرن الحادي والعشرين وهي بحاجة الى صدمة جديده واصبح الان المعروف منكرا والمنكر معروفا
واذ قال الفقيه المسلم الشيعي: إنَّ كل جزع حرام إلا الجزع على فاجعة اهل بيت النبوة تأسيا لبكاء رسول الله ويقول السائل من أخترع مراسيم العزاء ومتى.؟.فيجيب الفقيه أن أهل بيت الرسول ، السبايا لما عادوا من الشام الى المدينة طلبوا من دليلهم ان يعرج بهم الى موقعة كربلاء في العراق وهناك اقاموا اول عزاء على الحسين ومن معه من الشهداء يذكر معظم المؤرخين لما عادوا لدفن الرؤوس ..كما أنهم حين وصلوا الى المدينة المنورة خرج اهلها في نحيب وحزن شديد وخرجت النسوة يلطمن الخدود والصدور نائحات باكيات وينادون وا حسيناه ومن هناك نشأت مسألة العزاء.. فالمسألة هي حالة عاطفية ترجمها وجدان الامة الذي يجدد العزاء و ليست حالة الجزع والبكاء الوحيده في التاريخ فالنبي يعقوب عليه السلام بكى ولده يوسف حتى ابيضت عيناه من شدة الحزن والبكاء.، .ويوسف ولده لم يقتلْ انما غاب عن ناظريه..لم يتجرأ أحد من اسلام وعاظ السلاطين ان يقول ليعقوب النبي المعصوم انك ذهبت شططاً، وإنَّ حالة جزع
يعقوب انما هو حضور ليوسف في وجدان ابيه يعقوب ، إذن حالة العزاء الحسيني هو الحضور الثوري من خلال الوجدان الشعبي وما اللطم ليس سوى تعبيرا له، والناس في استحضارهم لتجديد ذلك العزاء هو التعبير عما يختلج في نفوسهم عاطفيا وفكريا وثقافيا وهي تهدف الى احياء المشروع الثوري الذي نهض به الحسين ضد كل باطل في كل زمان ومكان ، على ان لا يؤدي استحضار هذا الطقس الى ضرر في النفس ولا يمكن لمن ينتقد الاسلام على هذا الطقس لابد ان يحيط معرفيا بالاسلام ويعرف من هو الحسين وموضوعه ؟ولا يمكن محاكمة دين الا بعد الاحاطة به ويعلم ما هي ثورة الحسين؟ وتلك الفاجعة التي اريد لها فكريا ان تكون متجددة ..
وقد روي عن الامام جعفر الصادق(ع):( كل حزن يبدأ كبيراً ثم يصغر إلا مصيبة جدي الحسين بدأت صغيرة وتكبر مع مرور السنين) ولعلها هذه المأساة هي بيضة الفجيعة نمتْ معريّة عروش الطغاة من الامويين والعباسيين الذين استعانوا باليهود في دنيا أسلمتهم ككعب الاحبار ووجيه بن منبه وابن جوريه ، وبالاعاجم من الفرس والأتراك وكانت مجالس العزاء الحسيني هي جزء من مؤسسات المجتمع المدني السرية وخاصة في اواخر الدولة العباسية وحتى نهاية الاحتلال العثماني وتأسيس المملكة الهاشمية في العراق تهتم بالرعاية الاجتماعية وتجمع الاموال وترسل الى الفقراء سرا كما اهتمت بالقضاء على الامية عبر الكتبة والملالي وتحفيظ القرآن الكريم قلما نجدها اليوم تنهض كمؤسسة مجتمع مدني منتقلة ً الى حالة سياسية او احيانا في هذه السنوات يتخذ مراسيمها وخاصة في مشية أربعينية استشهاد الحسين كنوع من الكرنفالات ، وقد يستشهد قسم من الناس( بمفخخات المقاومة المزعومة وهاوناتهم ) ولكنَّ الناس لا يبالون كثيرا سيما بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003نتيجة لحرمانهم من اداء طقوس عاشورا لمدة اكثر من خمسة وثلاثين سنة الماضية وقد حاول الكثيرون في النظام السابق الا انهم جوبهوا بالقمع الشديد واستشهد الكثير منهم علما بأن أكثر من 60% من الشعب العراقي هم من العرب الشيعة
وانتقد المنتقدون ظاهرة الصور والتمثيل المسرحي فاجاب الفقيه : قائلا: يمكن عمل فلم او مسرحية لكن يجب التعاقد من مع يمثل سيدنا الحسين( ع) على أن لا يمثل شخصية اخرى تسيء لشخصية الحسين ومكانته أسوة بالممثل الذي مثل دور المسيح فانه تم التعاقد معه على ان لا يمثل شخصية اخرى تحط من قدر ومكانة سيدنا المسيح عليه السلام ، اما الصور لا لوم على الفنان اذا كان قد سمع من الرواية ان الحسين مربوع الجسم أدعج العينين أقنى الأنف فصورها بخياله معتمدا على هذه المعلومات والصورة الى النصف لا تتقاطع مع بعض الفقهاء مادامت هي ماعليه من الصفات المقبولة على أن لا تكون الصور او الاعلام تسيء الى زينة الشوارع أو الى نظافتها نتيجة للتلف او التمزيق
وانتقد ايضا المنتقدون ظاهرة الطعام في العزاء الحسيني ومن أين جاءت ؟وهل هي من أموال الدولة ؟ والاجابة هي ان المتمكنين من أبناء الشعب يطعمون الطعام لوجه الله بثواب الحسين امامهم المقتول ظلما وجائعا وعطشا أو ربما لها تفسير آخر
لعلها حين دخلت سبايا رسول الله الكوفة قام الناس باطعام الاطفال الذين نجوا من النحر البشري وهم يكادون أن يموتوا جوعا وعطشا الا ان السيدة زينب حفيدة الرسول و بنت الامام علي بن ابي طالب( ع ) بطلة كربلاء انبرت تخرج الطعام من افواههم قائلة ً: لقد حرمت ْ علينا الصدقة –نحن ال البيت..وجاء من ذلك طقس الطعام في ايام عاشورا ..وتساءل الفقية، أليس إطعام الطعام من فضائل التقوى في سبيل الله بثواب الحسين او ليس اطعام الطعام من علامات المؤمن وقيام الليل والزكاة والصدقه...الخ؟
وحاول البعض الاخر ان يتهم العرب الشيعة بخذلان الحسين او بالتقاعس عن نصرته او احساس بالندم وتكفيرا عن خطأ... وقد ذكرنا ان معظم القادة حجازيون وجيش يزيد من اهل الشام هولاء هم الذين اسسوا لقتل سيدنا الحسين وليس العراقيون اذا علمنا ان اتباع اهل البيت كانوا رهن سجون ابن زياد ومن ضمنهم المختار الثقفي الذي انتفض فيما بعد حيث بلغ عدد السجناء اكثر من اربعة الاف سجين، وهناك من حاول ان ينضم الى معكسر الحسين الا أنَّ عيون ابن زياد كانت لهم بالمرصاد فمنع الكثير منهم وقد قتل بعضهم في الطريق ومنهم منْ مات كمداً لما سمع بمقتل الحسين مثل يزيد بن مسعود، إن ثورة الحسين بحد ذاتها ثورة على قيام يزيد من ان يكون خليفة الامة بفساده وفجوره لقد فصل الحسين برأسه من ان يكون يزيد الظالم حاكمها ومفتيها في آنٍ واحد ٍ
وبدمه فصل ان يكون هو رأس السلطه التشريعية والسلطة القضائية وهو رأس السلطة التنفيذية وهو مستبد وظالم! ، ولذلك قال الامام يتخذ الطاغي مال الله دولا والعباد خولا فالفقهاء الخمسة يدينون بالفضل الكبير لاستشهاده ولولاه لماكان ابو حنيفة او الشافعي او ابن حنبل او ابن مالك ولا جعفر الصادق من أشهر فقهاء الاسلام..
كان الامام الصادق يقول: احيوا أمرنا لأنَّ أمرنا هو أمر الله
مممممممممممممممممممم
اهم المصادر: الصواعق المحرقة ومروج الذهب للمسعودي ، ومقاتل الطالبيين ،وسنن الترمذي ومحاورة الفقيه الشيخ محمد كنعان اللبناني



#ريم_شاكر_الاحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الاول من إفيون الجهل والغباء
- تحويل الاسلام الى افيون لصالح طغيان ولاة الامر( الحلقة الثال ...
- حوار حول تفجيرات اليوم 20 /3/2012
- الفرق بين الورد والأشواك
- افيون السياسة الجريمةالمنظمة لكي لا تعقد قمة قمة بغداد
- لا تسأل عن الممثلين بل إسجل عن المخرج؟؟؟؟
- الجزء الثاني حين يتحول الدين الى افيون الشعوب
- دولة قطر واسئلة ابو الهول
- حين يتحول الدين الى إفيون
- حرب الأقاليم
- الاسلام التبريري أفيون العرب
- هل مكونات العراق نعمة أم نقمة
- المنتدى الثقافي للشهيد عبد الكريم قاسم
- السرقة الجديدة
- للحرب الخفية جوانب متعددة
- تهافت الشعر
- إبن لادن بطل لدى دار البلداء البحرينيه
- يا عملاء اسرائيل إتحدوا
- عبد الرحمن العطيه مرشح لأمانة الجامعة العربية
- يا مَنْ أعلنت َ الحرب على الإنسان


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ريم شاكر الاحمدي - الجزء الثاني من إفيون الجهل والغباء