أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - حَربُ المئَة عام المقبلة














المزيد.....

حَربُ المئَة عام المقبلة


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 16:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرب المئة عام عنوان مخيف ومُرعِب , ولكن هناك بعض المؤشرات تدلُ على إنّ هناك حرباً طويلة تنتظرنا نحن الذين نسمي أنفسنا مسلمين , الثورات التي حدثت والتي تحدث الآن , هي عملية ترسيم جديدة لحدود جديدة للشرق الأوسط الجديد ( الشرخ الأوسخ ) كما سميته في مقال سابق , سيكون هناك شرق اوسطين جديدين , شرق أوسط سُنّي سَلَفي , وشرق أوسط شيعي خَلَفي , فالثورات التي حدثت أفرزت الطائفية وأدواتها بدلا من تحقبق مطالب الإنسانية في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والتطور والإزدهار التي كانت شعارات الثورة في بداياتها , ثورات قام بها الشباب , وجلس عليها الشيوخ , ضحى بها المراهقون , وسيطر عليها البالغون , قام بها العصر الحديث ومنتجاته , وأستَغَلّها التأريخ وتراثه , ولكم أن تشاهدوا من سيطر على السلطة في تونس , ليبيا , ومصر ؟.
انها ولادة توازن جديد للقوى في الشرق الأوسط الكبير , الشرق يعني الشيعه , الأوسط تعني السُنّه , والكبير يعني أسرائيل, انه ولادة المثلث الجديد المتساوية أضلاعه , ضلع سُني , وضلع شيعي , وضلعٌ يهودي , والذي يحدث الآن في سوريا هو من أجل الحفاظ على التوازن بين الشيعة والسُنّةِ وإحداث أكبر شرخ بينهما بحيث لا يتم إصلاحه لمئة عام أخرى .
فاذا إنضمت سوريا كلها للضلع السُنّي فسوف يكون هناك خللاً في ميزان القوى لصالح السُنّه , وهذا غير مطلوب وغير ممكن , أن تكون هناك قوة وكتلة بشرية وفكرية موحدة واحدة تسيطر على الشرق الأوسط , ربما سيتحقق التوازن بأن تبقى سوريا أمتدادا للضلع الشيعي او على الأقل تقسيمه الى نصفين , نصف يلتحق بالضلع السُنّي والنصف الآخر يلتحق بالضلع الشيعي , لتحقيق توازن القوى في الشرق الأوسط ألكبير, وكل الخطط الموجودة تحت الطاولة , هو تحقيق التوازن بين أضلاع المثلث الجديد , وكل الدماء السورية الجارية بِعَمْدْ هو لتحقيق هذا التوازن.
وكما توقعت في مقال سابق ان الثورة السورية ستطول وستراق الدماء بكثرة , لإنّ الكبار تَدّخَلوا في تصحيح مسار الربيع الأسلامي وتحديد التوازن بين قوى المثلث , يتدخلون يوميا في سوريا , لكنهم لايتخذون مواقف حاسمة , يريدوننا أن نتعلم ونتكيف على مشاهدة الدماء يوميا , مشاهدة مئات القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ , يدربوننا على هذه المشاهد اليومية من الدماء وكأننا في رحلة سياحية ممتعة , كل يوم يُقتَل مئة , ونحن الشعوب المغلوبة على أمرها لا نُحَرِكُ ساكناً ,
كل الدماء التي سالت هي دماء خُرفان كالتي تُذبحُ في عيد الأضحى , لكن عندما يُقتل صحفيٌ غربيٌ , أو أجنبيٌ , تهتز مشاعر الرأي العالمي ولا يهدأ ويجتمع مجلس الأمن فوراً , أثبتنا للعالم إننا خرفان ننتظر دَوْرَنا في المَسلخِ كي نُذْبَحْ , وإننا شعوب نجحنا في الإختبار والتجربة في مختبرهم ونَتَحَمّل أقوى الصدمات وأطفالنا باتوا يستمتعون ويتلذذون بمشاهد الدماء وكأنها لعبة أطفال , إنّها المأساة الحقيقية التي سَتُهلِكُنا وتأكُلُناجميعا , لقد مات كل شيء فينا, مات التسامح , الحب , والسلام فينا, أصبحنا شعوباً تَتَلَذّذ بالدماء , ماهو مصيرنا؟
مصيرنا سيكون إننا لانستطيع العيش دون أن نرى الدماء يومياً , فمنظر الدماء اصبح جزءا من حياتنا , أصبح شيئاً عاديا عندنا وعند أطفالنا , أطفالنا وأجيالنا القادمة مهيئون الآن للحرب الطويلة الدموية الآتية لا محال بين السُنّةِ والشيعة , كل الظروف وكل المعطيات وكل المؤشرات وارتفاع صراخ الدعاة للطرفين وكل الحدود التي تُرسَم الآن في الشرق الأوسط الكبير , ستؤدي الى حرب طاحنة ومجازر كبيرة وويلات مأساوية , حرب قائمة منذ أكثر من ألف سنة , حرب مؤجّلةِ بين ألسُنةِ والشيعة , حربٌ معروفة نتيجتها سلفا , لا غالب ولا مغلوب , بل ستنتجُ ضلعين ضعيفين يعتمد كل منهما على الضلع الثالث وهو إسرائيل في البناء والتنمية واعمار مادمرته الحرب الشرسة والقذرة فالتوازن مُخَطَطٌ بدقة له من الآن.
وستنتهي الحرب بإنتهاء كنوز الأرض من النفط , وسيكثر الفلاسفة وسيسيطر العقل , وستزول الأوهام والخرافات وسيهدأ الصراخ التأريخي بين الطرفين وسيعيش النون من السُنّة أخا وإنسانا مع الياء والعين من الشيعةِ وسَيُفَدَّمُ التأريخ والتراث المأساوي الى المحاكمةِ والتمحيص والتدقيق وسَتُلغى مادتي التأريخ والدين من مناهج دراسة الأطفالِ والتلاميذ الأبرياء.
عندما يلتقي النفط مع الأفكار المُدَمِّرة مع السلاح المتراكم في المصانع مع بشر مات فيهم كل شيء قبل أن يموتوا بالتأكيد ستحدث الكارثة المرتقبة.
قال فولتير : الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رُعبي... بينما لايُشَكّل الأسدُ الشبعان أي أذى , فليس لديه أي مذاهب أو طوائف , أو أحزاب .
وأنا أقول : كلّما بقينا مُعَلًّقينَ بين السماء والأرض , سوف لن تهدأ أجيالنا القادمة أبدا .....



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشَرخُ ألأوسَخ
- ألنصرُ دوماً للعقل
- إسرائيلُ الشيعةِ هُم السِنّه..وإسرائيلُ ألسِنّةِ هُم ألشيعَه
- إسرائيل الشيعةِ هُم ألسِنّه .. وإسرائيلُ ألسنّةِ هُم ألشيعه
- نقمة بغداد .. كلنا أعراب وإن لم نَنتَمِ
- اساتذة هذا الزمن ... مقال للترفيه فقط
- خبر عاجل ... كردستان دولة !!!
- اُمّةُ ألجَبَلِ تَتَغَنّى لِنارِ ألصَحراء
- ألْعَقْلُ الفاسدْ ينتج عَمَلاً فاسِداً
- سيادة العقل ام سيادة الوطن؟
- الازمة المالية العالمية
- هَلْ لَنا أنْ نُحِبّ أكْثَرْ؟
- لو لم نكن نحن , لما كانوا هم
- ماهو الشرق الاوسط الكبير الجديد؟
- مستقبل الشرق الاوسط
- هم قتلوا 35 كرديا نحن سنبني 35 مسجدا
- ان ينصركم الله فلا مانع لدينا
- في كردستان نقراء الحدث بالمقلوب
- الوسطية نبي هذا الزمان
- هذا العيد لا يخصني


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - حَربُ المئَة عام المقبلة