أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيا؟- مقتطف من -الرجعية يجب كنسها و التحريفية يجب فضحها !- العدد 7 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-















المزيد.....



تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيا؟- مقتطف من -الرجعية يجب كنسها و التحريفية يجب فضحها !- العدد 7 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 11:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العدد 7 من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
- " كلّ ما هو رجعي لا يسقط إذا لم تضربه. و هذا يشابه عملية الكنس، فالغبار لا يزول عن مكانه من تلقاء نفسه إذا لم تزله المكنسة ." ( ماو تسي تونغ ،" الوضع وسياستنا بعد النصر فى حرب المقاومة ضد اليابان" ( 13 أغسطس-آب 1945؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع. )

مقدّمة العدد السابع :
ما إنفكّت الأحداث تبيّن خطأ القراءات التحريفية و الإصلاحية لما حدث فى تونس بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011 و فى أقطار اخرى لاحقا، على أنّه ثورة وتأكّد أن الأمر لا يعدو أن يكون إنتفاضة لم تحطّم النظام القائم الذى ظلّ هو هو و إن غيّر الوجوه السياسية الحاكمة و قدّم بعض التنازلات ليتمكّن من ربح الوقت و إعادة ترميم بيته أي إعادة هيكلة دولة الإستعمار الجديد محافظا على أهمّ أسسها و ركائزها. و من ثمّة ما إنفكّ الواقع يسطع بصحّة القراءة الشيوعية الماوية للصرع الطبقي فى القطر لأنّها تطبّق النظرية الثورية ، علم الثورة البروليتارية العالمية :الماركسية-اللينينية-الماوية . و بلغ وضوح عدم إنطباق كلمة " ثورة " على الواقع درجة أنّ من الجماهير من صار يتندّر بها و يستهزأ من الذي يستعملها.
و ما فتئ الصراع الطبقي المحتدم بصفة خاصة فى المدّة الأخيرة ، يكشف عن مدى رجعية قوى الإسلام السياسي البديل الإمبريالي وعن مدى فداحة خطإ حزب العمّال" الشيوعي" التونسي فى إعتباره سابقا النهضة قوّة ديمقراطية و تحالفه معها. و رغم كلّ ما جرى فى بداية هذا الشهر و يجرى راهنا ، لا يزال الشيوعيون المزيّفون ،بشتّى تلويناتهم يروّجون للأوهام البرجوازية الصغيرة ما يترجم إصابتهم ب" داء البلاهة البرلمانية " حسب تعبير لماركس. و بالرغم من القمع و السياسات الإرهابية و التجويعية التى يتوخّاها الإئتلاف الرجعي الحاكم و تمرّد قطاعات من جماهير شعبنا فى عدّة مناطق ، لا يزال التحريفيون بما هم شيوعيون مزيفون ينشرون المغالطات بشأن الطبيعة الطبقية للدولة القائمة و حكومة الترويكا و لا يرفعون شعار إسقاط الحكومة . وهم إن تقدّموا بنقد جوانب من عمل الحكومة ، لا يقومون بالدعاية للبديل الشيوعي بل يروّجون لبديل إصلاحي برجوازي فى إطار ذات الدولة القائمة.
و من هنا جاء عنوان هذا العدد من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" : "الرجعية يجب كنسها و التحريفية يجب فضحها" مساهمة أخرى فى دفع الصراع الإيديولوجي و السياسي فى صفوف الحركة الشيوعية فى القطر أساسا إلى الأمام نشرا للمبادئ الشيوعية الثورية الكفيلة وحدها كنظرية ثورية بإيجاد حركة ثورية حقّا، قولا و فعلا .
و سعيا وراء مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي ، نبسط فى ثنايا هذا العمل الموقف الشيوعي الماوي من الإسلام السياسي و نقترح مشروع دليل يساعد على مقاومته و نتوجّه للبعض بأسئلة و نعلّق على خاتمة وثيقة " للوطد" و ننشر خاتمة دراسة لخطّ "البلاشفة" سنوافيكم بها فى الأعداد القادمة إذ هي ترد فى أزيد من مائة صفحة من صفحات " الوورد".
ومقالات هذا العدد السابع هي :
1- لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نراكم القوى من أجل الثورة الديمقراطية الجديدة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية .
2- مشروع دليل "أعرف عدوّك" لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين كإيديولوجيا و أداة بيد الطبقات المستغِلّة.
3- لا بدّ من تقديم توضيحات : أ- إلى "الوطد" و " البلاشفة ": ما هي أخطاء ستالين؟" ؛ ب - إلى أصحاب الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي .
4- تعليق مقتضب على خاتمة " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا ؟ ".
5- خاتمة دراسة " قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة " الحديدي " و من لفّ لفّه ".
و " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة !"
================================================================================
تعليق مقتضب على خاتمة
"هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيا؟"
ورد بخاتمة ما أسماه" الجماعة " بحثا : " يتضح أن ماو تسى تونغ لا يمكن أن يعتبر مصدرا ماركسيا- لينينيا و لا مرجعا شيوعيا ". فتكون نتيجة بحثهم الموقّر جدا جدا أن مؤسس الحزب الشيوعي الصيني و قائده و منظره لعقود غير ماركسي لينيني و غير شيوعي ! مع أنه كانت فى الحزب "عناصر بلاشفة " و "مناضلون شيوعيون فعليون" ! ما هو فى إستخلاصهم ماركسي- لينينى و لا هو شيوعي ماوتسى تونغ الذى قاد الشيوعيين الصينيين و قاد الطبقة العاملة الصينية و من هنالك الثورة الديمقراطية الجديدة /الوطنية الديمقراطية التى حققت الظفر فى سنة 1949 لتأسس جمهورية الصين الشعبية فى بلد يعد ربع سكان العالم آنذاك وماو أول رئيس لهذه الجمهورية، و ماو الذى نظّر و قاد البناء الإشتراكي فى الصين و كان رائدا فى مكافحة التحريفية المعاصرة كما قاد و نظّر لأعظم ثورات البروليتاريا العالمية و أعلى قمة وصلتها إلى الآن فى ممارستها لدكتاتورية البروليتاريا أي الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى !!!
و حينئذ يمسى الحزب الشيوعي الصيني الذى كرس خطا ماويا لعقود منذ أواسط الثلاثينات إلى أواسط السبعينات- و الإنقلاب التحريفي الذى أنجزته طغمة دنك-هواو التحريفية معيدا تركيز الرأسمالية فى الصين -،و الذى إنتمى منذ نشأته على الأممية الثالثة و عمل كجزء من الحركة الشيوعية العالمية ثم جزءا من الكتلة الإشتراكية و خاض نضالا لا هوادة فيه ضد التحريفية المعاصرة يمسى حزبا غير ماركسي- لينيني و غير شيوعي فى التسعينات لا لشيء إلا لأن "الجماعة " الدغمائيون التحريفيون الخوجيون المتستّرون وجدوا من مصلحتهم التنصّل من التاريخ عامة و من تاريخ الثورة البروليتارية العالمية خاصة.
و ماو، كتبوا بعد ذلك: " " مناضل " برجوازي صغير يحمل فكرا ذا طابع فلاحي "(ص61) .و حتى نعت مناضل وضعوه بين معقفين ، حرموا ماو حتى من شرف أن يكون مناضلا هو الذى وهب حياته للبروليتاريا العالمية و كرسها لخدمتها قائدا الثورة المسلحة لعقود ضد القوى الرجعية و الإمبريالية و قائدا المسيرة الكبرى فى ظروف حرب أهلية ، ظروف يعترف حتى عتات الفكر البرجوازي بأنه لا أقسى منها . لقد سجل ماو الأهمية التاريخية للمسيرة الكبرى كاتبا فى ديسمبر 1935 و ستالين كان طبعا على قيد الحياة و ماو قائدا لهذه المسيرة الفريدة من نوعها :"طوال إثني عشر شهرا كانت عشرات من طائرات العدو تحلق فوق رؤوسنا يوميا و تقوم بالإستكشافات و تلقى علينا القنابل ، و كانت فى الأرض مئات ألوف من قوات العدو تطاردنا و تحاول أن تحاصرنا و تعترض سبيلنا و تقطع علينا الطريق ، و لقد لاقينا فى طريقنا مصاعب و مخاطر لا توصف ، لكننا قطعنا على الأقدام مسافة تزيد عن 20.000 لى عبر إحدى عشرة مقاطعة . و نود أن نتساءل ، هل عرف التاريخ مسيرة كبرى مثل مسيرتنا هذه ؟ كلا ، أبدا. إن المسيرة الكبرى بيان ، إذ أنها أعلنت للعالم أجمع أن رجال الجيش الأحمر هم أبطال بواسل ، و أن الإمبرياليين و عملاءهم – تشانغ كاى شيك و أمثاله – هم ضعفاء عاجزون ، كما أعلنت إفلاس جميع المحاولات التى قام بها الإمبرياليون و تشانغ كاي تشيك من أجل مطاردتنا و محاصرتنا و إعتراض سبيلنا. إن المسيرة الكبرى فرقة للدعاية أيضا ، إذ أنها قد أوضحت لحوالي مئتي مليون من أبناء الشعب فى الإحدى عشرة مقاطعة أن طريق الجيش الأحمر هو الطريق الوحيد الذى يؤدى إلى تحررهم . كيف كان يمكن لهذه الجماهير الغفيرة ، لولا المسيرة الكبرى ، أن تعرف بمثل هذه السرعة وجود تلك الحقيقة العظمى فى الدنيا ، التى تتجسد فى الجيش الأحمر ؟ إن المسيرة الكبرى آلة بذارة أيضا ، إذ أنها قد بذرت بذورا كثيرة فى الإحدى عشرة مقاطعة ، وهي بذور سوف تنبت و تورق و تزهر و تثمر ، و تعطى حصادا فى المستقبل ، وبإختصار فقد إنتهت المسيرة الكبرى بإنتصارنا و هزيمة العدو. و من الذى قاد هذه المسيرة إلى النصر؟ إنه الحزب الشيوعي. فلولا الحزب الشيوعي لما كان من الممكن تصور القيام بمثل هذه المسيرة الكبرى. إن الحزب الشيوعي الصيني بأجهزته القيادية و كوادره و أعضائه لا يخاف من المصاعب و المشقات و إن كل من يشك فى قدرتنا على قيادة الحرب الثورية سيقع فى مستنقع الإنتهازية ."( "حول تكتيك مناهضة الإمبيرالية "، المجلد الأول من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، ص234-235).
و "الجماعة" الخوجيون المتستّرون فى مستنقع الإنتهازية إلى أبعد الحدود و إلى جانب تنكرهم للوقائع التاريخية الشيء الذى يجعل منهم غير ماديين بل مثاليين فإنهم يقلبون الحقائق رأسا على عقب و يكفى لمزيد إستيعاب هذا مقارنة مدى نضالية قادة و كوادر و أعضاء الحزب الشيوعي الصيني الماوي بنضالية أعضاء "الجماعة " كما نقرأها من وثيقة تقييمية لمسيرتهم – مشروع تقييم لنشاط الخطّ- حيث إعترف هؤلاء الذين ينكرون على ماو حتى صفة المناضل بالأمراض البرجوازية التى يعاني منها تنظيمهم و رفاقهم :" تركيبة التنظيم التي تضم عناصر تنحدر في معظمها من أصل برجوازي صغير و تتميز بالجبن السياسي و التردد و التأرجح بين السائد و الثورة الاجتماعية... تفشي جملة من الأمراض في العمل الحزبي كضعف الروح الثورية والابتعاد عن العمل المؤسساتي و سيطرة العفوية والارتجالية و الفوضوية و الليبيرالية... وعدم الانضباط لقرارات الهياكل و الالتفاف عليها... و التقاعس و عقلية الولاءات الشخصية والتذيل و المجاملات و النميمة و المصلحية والانتهازية والروح التكتلية وتخريب العمل المؤسساتي وسلطة التنظيم و النزوع الى استعمال العنف الفردي ضد الأطراف الأخرى والإدمان على شرب الخمر وعدم دفع المساهمات المالية ..."!!!
و يقولون (ص61 من "هل يمكن...؟") : " ساهم من موقعه فى الثورة الوطنية الديمقراطية فى الصين ". هذه الجملة و إن أرادوا منها التقليص من حجم المساهمات العظيمة لماو توفر لنا حقيقة أنه ساهم فى الثورة الوطنية الديمقراطية .أفلا يستحق من ساهم فى مثل هذه الثورة حتى صفة المناضل ؟ ثم أي موقع كان ماو تسى تونغ يتبوأ فى الحزب الشيوعي الصيني ؟ لقد كان ماو من ضمن مؤسسى الحزب الشيوعي الصيني فى بداية العشرينات و صار قائده بلا منازع منذ أواسط الثلاثينات ، هذا الحزب الشيوعي الذى قاد المسيرة الكبرى و قاد الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية و قاد الثورة الإشتراكية الصينية ثم قاد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و ماو على رأسه. إنّ الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية التى أحرزت النصر فى كامل البلاد سنة 1949 بوضعها قيادة شعب و دولة تعداد سكانها ربع سكان العالم بين أيدى الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده و مرشده هزت العالم هزا و عزّزت موازين القوى العالمية لصالح الثورة البروليتارية العالمية و كانت نموذجا ملهما إحتذت به فى ما بعد الثورة الفتنامية و الكورية إلخ . لا يستحق حتى لقب مناضل من يتبوأ هذا الموقع و من يعتبره هوشي منه قائد الشعب الفتنامي فى إلحاق الهزيمة بالأمريكان فى السبعينات، فى نفس مرتبة ستالين :" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيبران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماوتسى تونغ " ( شباط (فبراير ) 1951، ص 346-347 "مختارات حرب التحرير الفتنامية" ، دار الطليعة بيروت) .
ويضيفون كذلك فى الخاتمة " لم يساهم فى إثراء الحركة الشيوعية بل أنه أحدث بلبلة و ضجيجا فى بعض التنظيمات الشيوعية على مستوى عالمي ".
بداية، كون ماو تسى تونغ ساهم فى الثورة الوطنية الديمقراطية منظرا و قائدا لأول ثورة من نوعها فى التاريخ و فى عصر الإمبريالية يعد فى حد ذاته من أعظم المساهمات الخالدة لماوتسى تونغ فى علم الثورة البروليتارية العالمية ، هذا دون الخوض فى تفاصيل المساهمات الخالدة الأخرى . إن مساهمة ماو هذه تدرك أهميتها أكثر حين نستمع إلى لينين يشدّد فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، على:
" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق. و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ...
هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ...".
ثانيا ، عن أي بلبلة تتحدث " الجماعة الخوجية المتستّرة " ؟ إن كان الأمر متعلق بالجدال أو الصراع الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ و قاده ضد التحريفية المعاصرة و بخاصة السوفياتية منها و اليوغوسلافية و الإيطالية و الفرنسية و الأمريكية فنعم إن ماو" بلبل " هذه التحريفية المعاصرة و إلى يومنا هذا يحيى الماويون فى العالم هذه الذكرى لأن الصراع كان مبدئيا و من منظور بروليتاري وضع أسس الحركة الماركسية- اللينينية فى الستينات و السبعينات إلى يومنا هذا ، نعم أحدثوا "بلبلة" " داخل الأحزاب الشيوعية " التحريفية فإنشقت العناصر الشيوعية الثورية لتكوّن منظمات و أحزاب شيوعية ماركسية- لينينيية- ماوية خاضت و تخوض بناءا على ذلك الصراع وتأسيسا على دروس الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى حروبا شعبية فى أكثر من بلد منها للذكر لا الحصر الفليبين و الهند و تركيا و البيرو و قد قدم الماويون فى جنوب آسيا فحسب آلاف الشهداء وهم يمضون فى طريق الثورة البروليتارية بثبات معتمدين علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية –اللينينية –الماوية.
و بالمناسبة ندعو هؤلاء الدغمائيين التحريفيين الذين يدافعون هنا دون أقنعة عن التحريفيين منظماتا و أحزابا أن يقدموا لنا جردا بالأحزاب التى يعتبرونها كانت أو هي شيوعية حقا و"أحدث فيها الماويون بلبلة "، كما نلح مجددا عليهم بل و نتحداهم أن يعينوا لنا من هم "المناضلون الشيوعيون الفعليون" ومن هي"العناصر البلشفية " التى أقصاها ماو لما كان [ و متى لم يكن منذ أواسط الثلاثينات ؟!!!] على رأس الحزب الشيوعي الصيني" و يعرضوا برامجهم . ندعوهم إلى هذا مع يقيننا أنهم لن يتجرأوا و لن يفعلوا ذلك لأنهم حالئذ سيزيدون من فضح منابعهم التحريفية . كخوجيين متسترين شأنهم شأن الخوجيين المفضوحين نهلوا و ينهلون من النظريات التحريفية السوفياتية و الصينية و يلتقون فى هجومهم على الماوية مع خروتشوف و بريجناف و توغليياتى و توريز و ليوتشاوشى ودنك سياو بينغ . ومجرد نظرة سريعة على المراجع الآتي ذكرها تسمح بالتأكد من ذلك : " نقد المفاهيم النظرية لماوتسى تونغ " (سوفياتي) ، "الإمبريالية و الثورة "(خوجي) و " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين ..." لجونة دوبيه الذى عايش هذه الثورة و تقرير المؤتمر التاسع و كذلك تقرير المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو آنذاك، ضمن كتاب جلبار مورى "من الثورة الثقافية إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني " بالفرنسية ...
و من ضمن سيل الشتائم المنقولة عن التحريفيين السوفيات و الخوجيين يلحق بماو توبيخ آخر هو أنه " توخى سياسة إنتهازية وصولية قاعدتها شوفينية قومية الغاية منها تحرير الصين وجعلها تظهر بمظهر قطب و قوة منافسة للقوى الأخرى " (ص61) . [ لنغض جميعا النظر عن غياب الدقة العلمية فى صيغة " قوة منافسة للقوى الأخرى "].
وليعلم" الوطد " بتفرعاته أن تحرير الصين فى حد ذاته ضربة قاسية للنظام الإمبريالي العالمي و من يساهم فى ذلك نعته لينين و ستالين و الأممية الثالثة بالتقدمي و الثوري الذى يدفع حركة التاريخ إلى الأمام . و مثلما عبر ماو عن ذلك : " إن تحقيق إستقلال الصين و حريتها لمهمة عظيمة . وهو يتطلب منا أن نحارب الإمبريالية الأجنبية و القوى المحلية المعادية للثورة ". ( ديسمبر 1935 ،" حول تكتيك مناهضة الأمبريالية اليابانية "، المجلد الأول من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، ص 237)
ثم ما الضرر فى أن تصبح الصين " قطبا و قوة " إشتراكيين كما صار الإتحاد السوفياتي فى عهد ستالين . لا ضرر من ذلك بل هو أمر مطلوب للتقدم بالثورة البروليتارية العالمية بإعتبار تقديم نموذج حي من نظام إشتراكي حيوي وهو ما فعلته الصين الماوية.
أما تهمة الشوفينية فهي خروتشوفية أورومركزية قديمة أخذها عنهم تاليا الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون و دحضها الماويون الصينيون منذ الستينات فى " مدافعون عن الحكم الإستعمارى الجديد "(أكتوبر 1963) وحتى لا نذهب بعيدا و المجال هنا لا يسمح ، من هذه الوثيقة التاريخية نسوق لكم فقرات معدودات.
جاء فى مطلع الكلام المخصص ل " دحض " نظرية العنصرية " و " نظرية الخطر الأصفر" : " بعد أن إستخدم قادة الحزب الشيوعي السوفياتي جميع طلاسمهم لمقاومة حركة التحرر الوطني ، إنحطوا الآن إلى درجة طلب العون من العنصرية التى هي أشد النظريات الإستعمارية رجعية ، إنهم يصفون الموقف الصحيح للحزب الشيوعي الصيني فى تأييده الحازم لحركة التحرر الوطني بأنه "يخلق الحواجز العنصرية و الجغرافية " و " يحل وجهة النظر العنصرية محل وجهة النظر الطبقية " ، و " يستخدم التحيز القومي و حتى العنصري لدى الشعوب الآسيوية و الأفريقية ".
كان بوسع هذه الأكاذيب أن تخدع الناس ، لو أن الماركسية - اللينينية لم تكن موجودة. و لكن من سوء حظ مختلقي هذه الأراجيف أنهم يعيشون فى عصر لا يناسبهم لأن الماركسية- اللينينية وجدت طريقها إلى سويداء قلوب الناس . فكما قال ستالين بحق ، فإن اللينينية " قد حطمت الجدار بين البيض و السود و بين الأوروبيين و الآسيويين ، وبين "المتمدنين و "غير المتمدنين " من عبيد الإستعمار " (المجموعة الكاملة لمؤلفات ستالين ، المجلد 6) .
فعبثا يحاول قادة الحزب الشيوعي السوفياتي إعادة بناء جدار العنصرية هذا من جديد.
و فى التحليل النهائي ، فإن المسألة الوطنية فى العالم الراهن هي قضية نضال طبقي و نضال معاد للإستعمار."(ص36)
و ناقدين الموقف الشوفيني للتحريفيين السوفيات و " طريق القومية الضيقة و التحلل " أعاد الرفاق الشيوعيون الماويون الأمور إلى نصابها حيث أعادوا التذكير ب : " لقد كان رأي الحزب الشيوعي الصيني دائما هو أن النضالات الثورية لجميع الشعوب تؤيد بعضها البعض. و نحن ننظر دائما لحركة التحرر الوطنى من وجهة النظر الماركسية -اللينينية و الأممية البروليتارية ، و من وجهة نظر الثورة البروليتارية العالمية ككل ... فوفقا للماركسية -اللينينية و الأممية البروليتارية ، يجب على كل قطر إشتراكي أحرز النصر فى ثورته أن يؤيد و يساعد بنشاط نضالات التحرر التى تخوضها الأمم المضطهَدة . كما يجب على الأقطار الإشتراكية أن تغدو قواعد لتأييد و تطوير ثورة الأمم و الشعوب المضطهدة فى جميع أنحاء العالم ، و ان تشكل أوثق تحالف معها و تسير بالثورة البروليتارية العالمية قدما حتى النهاية .
و لكن قادة الحزب الشيوعي السوفياتي يعتبرون فعلا أن إنتصار الإشتراكية فى قطر واحد أو عدة أقطار هو نهاية للثورة البروليتارية العالمية. إنهم يريدون أن يخضعوا ثورة التحرر الوطني لخطهم العام للتعايش السلمي ، و للمصالح القومية لبلادهم نفسها ."(ص28-29-30)
ونصل إلى مضحكات مبكيات خمس نحتت فى الصفحات 61 و 62 مما أسموه بحثا نتحف بها القارئة /القارئ وهي كالتالي :
1- ماو " لم يبرز عداؤه للأفكار الشيوعية و إن كان قد مارس ذلك ونظر له فى كتاباته بصورة تبدو خفية ". الممارسة و التنظير (بصورة تبدو خفية أي فعلا غير خفية لأنها فقط تبدو !) للعداء للأفكار للشيوعية لا تبرزان العداء ! متى يبرز العداء إذا لم يكن فى الممارسة و التنظير ؟ ربما فى عالم الماورائيات ، ربما ؟؟!! ببساطة ننصح "الجماعة " بدراسة نظرية المعرفة الماركسية و كتيب لماو بهذا الصدد شاف و كاف و نقصد " فى الممارسة العملية " المؤلف فى الثلاثينات أي قبل أكثر من نصف قرن من خطهم و"بحثهم " فى التسعينات .
2- " إكتشف أمره و إنتهازيته الخفية فى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي إذ ساند بل هجم هو نفسه على ستالين نقدا و تشكيكا و شتما " . قفوا ! ما هذا الهراء ؟ ماو ما حضر ذلك المؤتمر و من هجم على ستالين نقدا و تشكيكا و شتما هو خروتشوف و ليس ماو . يا لبؤس هؤلاء "الباحثين " الذين لا يفرقون بين خروتشوف و ماو تسى تونغ !
و مع ذلك نتابع فنسعفهم بتغيير " فى ب"عقب" لعل الصيغة تستقيم شيئا ما. و حتى هكذا تبقى فكرتهم غير مستساغة منطقيا كي لا نقول ماديا جدليا فمن مارس و نظر و نظر للعداء للأفكار الشيوعية لعقود يكتشف أمره و تكتشف إنتهازيته فى مؤتمر حزب لا ينتمى إليه . لا يقال على الأقل أنه إرتد منذ الفترة المعينة !
إلى ذلك ، إلصاق تهمة "هجم هو نفسه على ستالين نقدا و تشكيكا و شتما " بماو تزييف للتاريخ لا أكثر و لا أقل. إذا عدنا إلى فقرات أعلاه لألفينا الرفاق الماويين الصينيين يستشهدون بستالين و يدافعون عن مواقفه فى وجه التحريفيين السوفيات. ( فكما قال ستالين بحق ، فإن اللينينية " قد حطمت الجدار بين البيض و السود و بين الأوروبيين و الآسيويين ، وبين "المتمدنين و "غير المتمدنين " من عبيد الإستعمار " (المجموعة الكاملة لمؤلفات ستالين ، المجلد 6) و ذلك فى الستينات و ليس فى الخمسينات فقط .
هذه واحدة . و كذب الجماعة الخوجية المتستّرة الرخيص تميط اللثام عنه عشرات وثائق الحزب الشيوعي الصيني و الكتب و المجلات العالمية . فالجدال الكبير ضد التحريفية الخروتشوفية قاده ماو تسى تونغ من موقع ماركسي - لينيني و ستالين حضي بدفاع مبدئي عن قائد بروليتاري عظيم و شهير عالميا هو توصيف ماو لستالين حقيقة بأنه ماركسي عظيم أرسى اللينينية ضد أعدائها و قاد البروليتاريا و الشعب السوفياتيين فى البناء الإشتراكي و دحر العدوان النازي. و إثر دراسة متأنية و عميقة لتجربة دكتاتورية البروليتاريا صاغ ماو ملخصا للموقف الثوري البروليتاري من ستالين مفاده أنه ماركسي عظيم أخطاؤه لا تتجاوز الثلاثين بالمائة من أعماله. و لمن يريد البحث الفعلي عن حقيقة الموقف الماوي فعليه / فعليها قبل كل شيء بكتيب "حول مسألة ستالين " تعليق ثان على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ،13 سبتمبر (أيلول) 1963 ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1963. أما من يتوق إلى الإطلاع على الموقف الشيوعي الماوي من ستالين بتفاصيل و مراجع بالعشرات فعليه / فعليها بالعدد الثالث من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " . ومن يود الإطلاع على حقائق صراع الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية السوفياتية فعليها / فعليه بعشرات الوثائق الماوية الصادرة خلال الخمسينات و الستينات و السبعينات و بكتاب " الجدال الكبير الصيني –السوفياتي "و كذلك بمقال " نضال ماو على رأس الشيوعين الصينيين ضد التحريفية السوفياتية " فى العدد الثالث من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !".
-3- و يسترسل الخوجيون المتسترون قائلين :" نحن لا نعيب على ماو أن يفعل كل ذلك ، و لكن لماذا لم يفعله فى حياة ستالين ؟ "
صدمة ولا شك لمن له أدنى معرفة بالتاريخ . ماو " فعل ما فعله "منذ العشرينات إلى أواسط الخمسينات (ثم إلى أواسط السبعينات ) و على حد علمنا و على حد علم القاصى و الدانى كان ستالين على قيد الحياة و يقود لا الإتحاد السوفياتي فحسب و إنما الحركة الشيوعية العالمية إلى وفاته فى 1953. وعلى سبيل المثال لا الحصر " فى التناقض" الذى إنهال عليه جميع التحريفيين تزويرا و تشويها نشر فى " كراسات الشيوعية " عدد7و8 ، آب 1952 (ص 127و129 من " أصول الفلسفة الماركسية " لجورج بوليزار وهو كتاب متداول كثيرا منذ عقود و متوفّر على الأنترنت). وهو ما يضع السؤال الحقيقي محله، لماذا لم ينقد ستالين تنظيرات و ممارسات ماو تسى تونغ لعقود وبالتالي كيف يكتشف "الجماعة " نظريات و ممارسات إنتهازية بعد عقود فى حين لم يلاحظ إنتهازيتها معلم البروليتاريا الماركسي العظيم ستالين فى حياته و الأمور تجرى على مرأى و مسمع منه ؟ !
هكذا وهم يدعون رفع راية ستالين لضرب ماو يمرغون كلا من ستالين و ماو فى الوحل ليمسي هؤلاء النرجسيون، أصحاب النظرة النافذة بينما هم يسبحون للمثالية و الميتافيزيقا و نكران الوقائع التاريخية و يزورون الحقائق . هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، إن قصدوا ب" فعل ما فعله " دفاعه عن ستالين ضد التحريفيين المعاصرين فالماويون جميعا و إلى الآن يعترفون بهذا" الذنب" بل و يفتخرون به و يتمسكون به تمسكهم بالحقيقة التى هي وحدها الثورية و بالجوانب الثورية فى تاريخ دكتاتورية البروليتاريا التى من شأنها أن تنير التقدم المستقبلي للثورة البروليتارية العالمية. و إن قصدوا نقد الماويين نقدا بناءا لتاريخ دكتاتورية البروليتاريا و إستخلاص دروس تتخذ عبرا تأسّس لتنظيرات و ممارسات أرقى فأرقي فهذا أيضا " ذنب " ما إنفك يعتز به الماويون لأنه إضافة إلى كونه تطبيقا للمادية الجدلية على تجارب البروليتاريا و لمقولة لينين الجدلية التى طورها ماو بعده ألا وهي إزدواج الواحد ، مكن دكتاتورية البروليتاريا فى الصين من الوصول إلى قمم جديدة مستفيدة من ما هو صواب فى التجارب السابقة و كذلك من أخطائها فتقدم علم الثورة البروليتارية عبر التجربة الصينية و بشكل خاص عبر الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كطريقة ووسيلة لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا إلى مرحلة ثالثة ،جديدة و أرقى هي الماوية فبات يطلق عليه الماركسية - اللينينية -الماوية.
و في ما يتعلق بالخلاف بين الحزب الشيوعي الصيني وقيادته الماوية مع الأممية الشيوعية فما كان بالأساس إلا حول طريق الثورة الصينية فهو معلوم لدى الجميع و أثبت الواقع التاريخي صحة وجهة النظر الماوية . ذلك أنهما كانا متفقان على طبيعة الثورة الصينية و أعدائها و حلفائها إلخ و منذ حتى 1928 أكد ماو تسى تونغ :" إننا نوافق كل الموافقة على قرار الأممية الشيوعية المتعلق بقضية الصين. و من المؤكد أن الصين فى الوقت الحاضر لا تزال فى مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية. و إن برنامج الثورة الديمقراطية الشاملة فى الصين يتضمن ، على الصعيد الخارجي ، الإطاحة بالإمبريالية فى سبيل تحقيق التحرر الوطني التام ، و على الصعيد الداخلي ، إستئصال ما لطبقة الكومبرادوريين فى المدن من نفوذ و سلطة ، و إكمال الثورة الزراعية ، و القضاء على العلاقات الإقطاعية فى القرى ، و الإطاحة بحكومة أمراء الحرب. و لا بد لنا أن نمر عبر هذه الثورة الديمقراطية قبل أن نستطيع وضع أساس حقيقي من أجل الإنتقال إلى الإشتراكية . "( النضال فى جبال جينغقانغ-" مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " المجلد الأول ص139).
و لقد حاول قادة متنفذون فى الحزب الشيوعي الصيني بمساندة من الأممية الثالثة قبل أن تؤول فى 1935 القيادة إلى الماويين أن يطبقوا طريق ثورة أكتوبر تطبيقا حرفيا دغمائيّا على الصين متناسين دعوة لينين لإيجاد طرق جديدة للثورة فكانت الهزائم المتتالية و لما تولى الماويون زمام القيادة أصلحوا خطأ طريق المدن أولا و كرسوا، بحكم ظروف الصين شبه المستعمرة شبه الإقطاعية، طريق محاصرة الريف للمدن و بالفعل أحرزوا النصر فى 1949.
بعدُ فى ديسمبر 1936 ، لخص ماو الصراعات الداخلية التى عرفها الحزب على النحو التالى :
" إرتكب الحزب الشيوعي الصيني أثناء الحرب الثورية إلى جانب خطإ الإنتهازية اليمينية التى كان يمثلها تشن دو شيو، و خطأ الإنتهازية "اليسارية " التى كان يمثلها لى لى سان ، خطأين آخرين ، كان الخطأ الأول هو الإنتهازية "اليسارية " فى الفترة ما بين عام 1931 و عام 1934 التى كبدت حرب الثورة الزراعية خسائر خطيرة للغاية بحيث لم نستطع الإنتصار على العدو فى مقاومة حملته الخامسة " للتطويق و الإبادة " ، بل ضاعت منا مناطق القواعد ، و ضعف الجيش الأحمر. و قد تم إصلاح هذا الخطإ فى الإجتماع الموسع الذى عقده المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية فى تسونيى فى يناير (كانون الثانى )1935. و كان الخطأ الثاني هو الإنتهازية اليمينية فى الفترة بين عام 1935 و عام 1936، التى إرتكبها تشانغ قوه تاو و قد إستفحل هذا الخطإ إلى حد أنه أخل بالإنضباط فى الحزب و الجيش الأحمر ، و ألحق خسائر فادحة بقسم من القوات الرئيسية للجيش الأحمر ، إلا أن هذا الخطأ قد أصلح أيضا فى نهاية الأمر بفضل القيادة الصحيحة للجنة المركزية و الوعي السياسي لدى أعضاء الحزب و القواد و المقاتلين فى الجيش الأحمر. إن جميع هذه الأخطاء قد أضرت بطبيعة الحال بحزبنا و ثورتنا و حربنا ، و لكننا تغلبنا عليها فى نهاية الأمر، فإنصقل كل من حزبنا وجيشنا الأحمر من جراء ذلك ، و إزداد قوة و صلابة . "( " قضايا الإستراتيجيا فى الحرب الثورية الصينية "، المجلد الأول ص283) .
و تجدر الإشارة إلى أنه رغم وقوف الأممية الثالثة وراء الخطإ "اليساري " للى لى سان، فإن ماو حمل المسؤولية لرفاقه فى الحزب كما تجدر الإشارة إلى أن ستالين نفسه كانت له من الشجاعة و الإستقامة ما جعله يعترف فى أكثر من مناسبة بخطئه تجاه طريق الثورة فى الصين . ( مناسبات ذكرت بالصفحة 22-23 من كتاب " فى الرد على الهجوم الدغمائي التحريفي ضد فكر ماو تسى تونغ." لج. وورنر؛ و حتى التونسي ، محمّد المصمودي ، فى مؤلفه المعنون" "ريح الشرق" أو التجربة الصينية فى الميزان " ، الشركة القومية للنشر و التوزيع ، تونس 1962 ذكر :" و يعترف ستالين أنّه أخطأ فى حكمه على الحركة الشيوعية الصينية و قد صرّح فى سنة 1948 ل"جورج ديمتروف " و " أدوار كاردال" أنّه إستدعى الشيوعيين الصينيين و أكّد لهم أنّ حركتهم لا تستطيع أن تصل إلى أية نتيجة إذا هم لم يتعاونوا مع تشان كاي تشاك و قد أبدى له الصينيون موافقتهم على ذلك و لكن حين رجعوا إلى بلادهم ألغوا كلامه و سلكوا طريقا معاكسة للطريق التى سطّرها لهم . و ويواصل ستالين فيقول : و نحن نرى أنّهم الآن يهزمون جيوش تشان كاي تشاك فلا بدّ علينا أن نعترف بأنّنا كنّا مخطئين." ).
-4 - "إن ماو تسى تونغ قد تبنى ظاهريا الأفكار الشيوعية و لكنه جوهريا طعن الشيوعية فى الصميم ".
ما هذا المنطق الشكلي و ما هذه السفسطة المثالية الفجة التى توجد لدى ماو تسى تونغ ثنائية ظاهرى و جوهري بينما فى أسطر سابقة يتحدث "الجماعة " عن أن " ماو مارس ذلك و نظر له فى كتاباته " . ولنأخذ جدلا بمنطق هؤلاء الذين بالكاد يفقهون بعض المفردات الماركسية فنسألهم أين يصنفون ممارسات و تنظيرات ماو أفى الظاهري أم فى الجوهري؟
-5- و نتجاوز أسطر قليلة فنعثر عليهم يصرحون : " المطلع على كتاباته النظرية و على سياساته الداخلية و الخارجية يلمس التجسيد العملي و التطابق التام بين النظرية و الممارسة الفعلية لدى ماو تسى تونغ ".
مهلا، مهلا ! من ناحية تخفى و ظاهري و جوهري و من ناحية تجسيد عملي و تطابق تام بين النظرية و الممارسة. ما هذا ؟
"وضحوا أموركم و بعد نتحادث " جملة سيحتج بها صاحب و ستحتج صاحبة المنطق السليم فما بالك بالماديين الجدليين.
قمة فى تزوير الحقائق و لخبطة فكرية دغمائية تحريفية خوجية متسترة نستشفها من الوثائق النادرة للغاية التى يتحفنا بها "الجماعة " ندعوكم لنعتها بما يليق بها و وضعها فى الخانة التى تناسبها لا غير .
فى نهاية " حول مسألة ستالين " نحت الشيوعيون الماويون الصينيون هذه الفقرة :" إن الإنتهازيون فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية لم يستطيعوا أن ينكروا ماركس و إنجلز و لينين عن طريق الإفتراء ، و لن يستطيع خروشوف أن ينكر ستالين بالإفتراء. "
وإثر ما يناهز الخمسة عقود، نضيف إليها و لن يستطيع الخوجيون المفضوحون أو المتسترون و غيرهم من الإنتهازيين أن ينكروا ماو تسى تونغ بالإفتراء. و ليلتفت الباحثون و الباحثات عن الحقيقة إلى موقع الماوية اليوم فى الصراع الطبقي و الوطني شرقا و غربا بالرغم مما واجهته من حملات إبادة و سيرون أن الماوية لم تنكر بل بالعكس هي تتقدم بخطى راسخة لتقود الموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية .
============================================



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة - ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 7 / أفريل 2012) :الرجع ...
- مشروع دليل - أعرف عدوّك- لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين ...
- لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نرا ...
- اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لما ...
- حسنى ميلوشي الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الألباني: ماو تسي تو ...
- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحر ...
- تعليق مقتضب على تمهيد-هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 6 / جانفي 2012)إلى التح ...
- من الفليبين إلى تونس :تحريفية حزب العمّال - الشيوعي - التونس ...
- تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !( فقرة من- تونس :أن ...
- تونس : على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوع ...
- تونس : الدولة و الثورة الحقيقية فى أشباه المسعمرات والمستعمر ...
- تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟
- تونس: أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام خط ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصراع الطبقي و الطبقات ف ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدكتاتورية المشتركة - ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد -التحوّل الإشتراكي للرأسم ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الإصلاح الزراعي على الن ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصينيون و التجربة السوفي ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيا؟- مقتطف من -الرجعية يجب كنسها و التحريفية يجب فضحها !- العدد 7 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-