أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اللاهوت الإسلامى













المزيد.....

اللاهوت الإسلامى


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللاهوت و الناسوت، مصطلح مسيحى كنسى، يشير للرب و السيد المسيح، أو الله و الإنسان، أما اللاهوت فهو روح الله أو أقنوم الكلمة وليس مثل اى روح بشرية أخرى ، والناسوت يقصد بة الإنسان الكامل أى جسد بشرى ونفس إنسانية وهو يختلط بشكل أو بآخر بالإسلام و المسلمين.

فالمسلمين أغلبهم عامة ودهماء، شأنهم فى ذلك شأن بقية الملل، وليس ذلك قدحا لهم، لأنهم عامة والعامة يسهل التأثير عليهم وتوجيههم، شأن اى عامة، كالألمان وهتلر، والإيطاليون وموسولينى، والروس ولينين، وغيرهم.

المسلمون يتبعون رجال الدين، ورجال الدين المسلمون يصح أن يطلق عليهم لقب الناسوت اللاهوتى، فهم مقدسون – أو هكذا يعتبرون أنفسهم – وأحيانا كثيرة أيضا يعتبرهم المسلمون كذلك، فرجل الدين عند عامة المسلمين مقدس ومنزه عن كل نقص، وربما أصبح له جلال وهيبة وكرامات خارقة – ليست به بالقطع –.

محمد حسان، رجل دين مصرى، واحد أبرز رموز المذهب السني ورجال الدين وما يعرف بالقنوات الدينية الفضائية فى مصر، وعضو مجلس شورى العلماء، أو من يحلو لهم أن يطلقون علي أنفسهم علماء وهم من العلم براء، وكفى بهم أن يطلق عليهم رجال دين، وحتى الدين منهم أيضا براء، لجهلهم ونفاقهم وهو مجلس– لا أدرى حقيقة قيمته وكينونته – يضم ثالوث الكهنوت الناسوتى فى مصر - محمد حسان و محمد حسين يعقوب و أبو إسحاق الحوينى -.

محمد حسان، يُحيى لله كلمات الرئيس المصرى السابق مبارك – كعادة كل رجال الدين المنافقين الأفاقين – قبل الثورة، ثم يبارك شباب الثورة، ثم يتراجع ويبايع المجلس العسكرى على جبل عرفات فى موسم الحج – وهو ليس مجاله ولا مكانه – عندما استقرت مقاليد الأمور بيد المجلس.

ولابد له بالطبع أن يحشر لفظ الجلالة – الله – بين كل كلمة ينطقها وأخرى، حتى يرهب ويقنع ويؤثر على المستمعين المؤمنين المصدقين المساكين، ويضفى الجلالة على خطابه، وربما يضفى تكراره المتكرر لكلمة الله الجلال، ليس على حديثه فقط، وإنما على شخصه وشخص الرئيس أيضا. فذكر الله بشكل متكرر ومستمر يشعرك أن الكلام كلام الله، بل وربما مُرسل ومؤيد من الله، ولا يصح أو يجوز أن يأتيه الباطل وهو ما يقصده ويتعمده حسان.

محمد حسان يصفه الدكتور عدنان إبراهيم – الطبيب الفلسطينى الأصل - وليس المصرى الأصل- درءا للغيرة إن وجدت - المقيم بالنمسا، الطبيب ورجل الدين السنى، العالم الأنيق المجدد، فى مداخلة له فى احدى محاضراته بأنه "حسان منّا وهوصعلوك ومعروف، بالأمس كان لا يجد الخبز والطماطم، اليوم صار مليارديرا على أكتافنا، فى الوقت الذى يرتفع فيه سن الزواج للأربعين، اى أن الشاب يصير عمره أربعين سنة ولا قدرة له على الزواج، فلا نقود، ولا وظائف، فقط مشاكل، ويأتيك الشيخ المنافق الكذاب، ليذكر ويكرر ويتشدق أن سبب ما انتم فيه؛ هو ترك الصلاة وترك الحجاب والنقاب وهجر اللحى، كفى تكرارا لنفس النغمة عن ترك الصلاة وعدم قيام الليل وتبرج المرأة فكلها أمورا يرد عليها بأنها بين العبد وربه ويحاسب عليها، ولكن أن يكون كل حديثه عن أن ذلك فقط هو ما يشقينا ويغضب الله علينا، فى حين انه ولا مرة تكلم عن السرقات والطغيان والظلم والرشاوى والأموال الفاسدة والصفقات المشبوهة والتعامل مع الاستعمار أو التدخل الاجنبى والخيانة وبيع الغاز بثمن بخس وبالخسارة، ولا مرة تكلم عن تلك المصائب، أنا أقول لك أنت كذاب، أنت دجال كسيدك، أنت تقول حقا هو بعض الحق ويراد بهذا البعض الباطل وبعض الحق يساوى الباطل فكيف به إذا أريد به أساسا الباطل! وما هو الباطل سوى أن تدعم ولى نعمتك، وان تبرر له، وتظهر على الناس بلحيتك نصف متر لكى تجاهر و تقول شهادة لله إلى متى؟ إلى متى تعبثون بنا؟ اتقوا الله فينا، حرام عليكم، والله العظيم حرام عليكم ما تفعلون بأنفسكم عند الله وبنا وبهذه الأمة وهذا الدين.


رجال الدين الأفاقون المنافقون المدعون المتملقون، محدودى العقل والعلم والدراسة والموهبة، لأن الله بعيدا وناء وصامت، منذ أن أرسل آخر رسالاته، فهم يصرون ويتصورون أنهم يتكلموا نيابة عنه وعلى لسانه، فيملكون الحق المطلق والتأييد الإلهي فى حشد وتغييب العامة والتأثير عليهم بما يحقق مصالحهم ومغانمهم ومكاسبهم وثرواتهم، ولا يعنيهم على الإطلاق رغد أو كرامة أو حقوق شعوبهم و مريديهم وكل ما يعنيهم رضى أسيادهم وحكامهم عليهم تماما كما تظهر صورهم فى الأفلام التي صدقت بحقهم ولم تكن تسخر أو تسخف أو تفترى عليهم.

اللاهوت الإسلامي لهو، ولهو خفي، يدفع بالمسلمين لمسار إجباري خاطئ، يؤله رجال الدين ويصدق كلامهم وعلى كلامهم ويتأثر ويؤمن به إيمان مطلق، كتأثير ما يطلقون عليه صحيح البخارى الذى زرع حديث من ضمن أحاديث كثيرة عجيبة جعل من كل سلالاتهم تقتدى به وهو " المسبل اذاره فى النار" فجعل من ثيابهم قصيرة كالمهرجون ولا أدرى كيف يقبل عقل أن قاتل النفس بغير حق يتساوى ومن يسبل اذاره؟ بل ويجيزه وأمثاله بكل تجاوزاتهم وخرافاتهم كممثلين شرعيين وناطقين بلسان الله على الأرض ولا يرد ولا يجوز أن يرد أو يؤخذ عليهم.

محمد حسان يملك قصورا بالمعنى الحرفى لكلمة قصور، ليست بيوتا ولا منازل أو حتى فيلات، قصور تحيط بها مساحات خضراء تكفى لبناء عشرات البيوت وربما ينقصها فقط أن يجرى من تحتها الماء - وربما جرى ولم اراه - يشعر معها الناظر انه لا يليق حتى برجل أعمال أن يقطن تلك القصور، فما بالك برجل دين المفروض به انه يبتغى وجه الله بعلمه، فلا يحصل من وراءه مريديه المساكين سوى على وجبة غداء يكسر بها عيونهم ويملأ بها بطونهم حتى إن اطعم الفم استحت العين.

محمد حسان رجل دين يختلف تماما عن دكتور عدنان، فالأول منافق وكذاب ومتملق ولا يعنيه سوى مصالحه ورضى أسيادة عنه، والثانى رجل دين دارس ومتبحر ومتفقه ومعتدل العقل والعلم والمظهر، فلا يبالغ فى لحيته بشكل فج ومنفر، ولا يصر على ارتداء لباس القرون الأولى البائد، ولا يتملق حكامه، ولا يعيش بقصر، وله جمعية تساعد شباب المسلمين وينشر من خلالها دعوته بهدوء وحكمة ومنطق ومنهج علمى وليس بغلظة وجهل وحشر لله فى كل شيء بما فيه كارثة مباركة طغيان الطواغيت، حتى اختلطت صورة الله بالطغيان ونفرت منه الملايين إلى أحضان الإلحاد أو اللادينية.

محمد حسان طاغوت إسلامي، أو بالأحرى لاهوت إسلامي، مثله مثل كثيرون لا يفتئون ينقضون بجهلهم وكذبهم وافتراءهم على العامة والبسطاء، فيجعلوا الله والدين جامد ومنفر، ويجعلوا من أنفسهم أقانيم غير قابلة للمراجعة والمؤاخذة، وينساق ورائهم من ينساق بالملايين، وينفر منهم من ينفر بالملاين أيضا، ولكن نفور إلى الحاد أو بغضاء أو عداوة.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اللاهوت الإسلامى