أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الإسلاميون وانتخابات الرئاسة في مصر..!!














المزيد.....

الإسلاميون وانتخابات الرئاسة في مصر..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يهدد الإسلاميون في مصر بثورة ثانية في حال استبعاد مرشحيهم من الانتخابات الرئاسية. والسؤال: هل صنعوا الأولى ليهددوا بصناعة الثانية؟
لم تكن الموجة الأولى التي عصفت بالشارع المصري، وخلقت دينامية شعبية واسعة من صنع الإسلاميين. الصحيح أن الإخوان انخرطوا في المظاهرات بعد اندلاعها بأيام، وأن السلفيين كانوا ضد العمل السياسي، وكانوا مع مبارك إلى ما قبل سقوطه بقليل. والصحيح أن شعارات الثورة، التي رفعها الشبّان والشابات في القاهرة وبقية المدن المصرية، لا تمت إلى شعارات وأيديولوجيا الإسلاميين بصلة.
والصحيح، أيضاً وأيضاً، أن الإسلاميين كانوا أوّل من حصد نتائج الثورة، وأوّل من نجح في الاستيلاء عليها. التذكير بأشياء كهذه ضروري، طالما أن الحرب تدور على الذاكرة، ضمن أمور أخرى، من بينها أن يتصرّف ممثل للسلفيين وكأنه من صنّاع الثورة المصرية.
بيد أن التذكير لا ينفي حقائق من نوع أن حظوظ الإسلاميين في الفوز بالسلطة أوفر من غيرهم. وهذا الاعتراف ينبغي أن يكون مقروناً ومشروطاً باعتراف آخر مفاده أن اللعبة الديمقراطية تفرض على كافة اللاعبين ضرورة الاحتكام إلى القانون، وعدم ممارسة التهديد، واستنفاد كافة الإجراءات القانونية.
وهذا، للأسف، لم يحدث. وطالما أن هذا لم يحدث فإن التشكيك في فهم الإسلاميين لشروط وقواعد اللعبة الديمقراطية مشروع في أفضل الأحوال، أما في أسوأ الأحوال فإن المكتوب يُقرأ من عنوانه.
هذه، على أية حال، أشياء لا تدخل في صلب الموضوع. وصلب الموضوع: طالما أن حظوظ الإسلاميين أوفر من غيرهم، بصرف النظر عن مدى التزامهم بقواعد اللعبة الديمقراطية، أو حتى المكتوب الذي يُقرأ من عنوانه، فهل نقبل السير حتى نهاية الشوط، والقبول بنتائج الانتخابات في حال فوزهم؟
الجواب: نعم. فالخيار الديمقراطي صحيح سواء خدم مصالحنا أم جاء ضدها، والإيمان بصلاحيته، بصرف النظر عن النتائج، شرط من شروط الديمقراطية كثقافة، وطريقة في التفكير، وفي الممارسة السياسية. وإذا كان هذا صعب بالنسبة للسياسيين فإن مسؤولية العاملين في الحقل الثقافي مُضاعفة، إذ لا يجوز أن يتصرفوا كسياسيين إذا طاب لهم الأمر، وأن يعودوا إلى "الثوابت" بطريقة انتقائية.
وأود، هنا، الاستعانة بالنموذج الجزائري في مطلع التسعينيات من القرن الماضي كوسيلة إيضاح. في ذلك الوقت فاز الإسلاميون الجزائريون في الانتخابات البرلمانية، لكن النخبة الحاكمة رفضت القبول بنتائج الانتخابات، وهذا بدوره أشعل فتيل حرب أهلية استمرت عقدين من الزمن. وفرضيتي الأساسية في هذا الصدد أن الانقلاب على نتائج الانتخابات لم يشعل فتيل الحرب الأهلية وحسب، بل وأعاق التحوّل الديمقراطي في الجزائر والعالم العربي، أيضاً. لماذا؟
لأن صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم يعني وضع شعاراتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية موضع التطبيق على الأرض، ويعني انكشاف أمر هذه الشعارات، وافتضاح مدى عجزها وفشلها. ولو لم يحدث الانقلاب في الجزائر، لكانت لدى الناخبين العرب تجربة فاشلة ملموسة يمكنهم الحكم عليها، والاستفادة من دروسها.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بمصر فإن أداء الإسلاميين تحت قبة البرلمان خلال الأشهر القليلة الماضية، الذي امتاز بقدر كبير من السذاجة، والخروج عن الموضوع، وطموحات الهيمنة، أثار قدراً لا يُستهان به من الاستياء في أوساط قطاعات مختلفة من المصريين، ومن بينهم أشخاص صوّتوا للإسلاميين. وهذا أمر لم يكن من السهل تحقيقه دون وضع هؤلاء تحت قبة البرلمان، وعلى الهواء في جلسات متلفزة.
ولكن هل يقبل عاقل تسليم مصير البلاد والعباد لجماعة من الناس تحكمها أيديولوجيا خلاصية يمكن التنبؤ مسبقاً بنتائجها الكارثية؟ الواقع أن الناخبين هم الذين يقررون هذا الأمر، إذا قبلنا شروط اللعبة الديمقراطية، وطالما توفرت لدينا إرادة تحرير البلاد والعباد من سطوة الإسلام السياسي بطريقة سلمية وديمقراطية تماماً.
ولكن ألا ينطوي موقف كهذا على شبهة القدرية، وعلى احتمال أن يرفض الإسلاميون بعد السيطرة على مقاليد الحكم الاحتكام إلى صندوق الاقتراع، في سياق رفضهم "للقيم الغربية" بما فيها الديمقراطية، والانتخابات، وحرية التعبير، وتشكيل الأحزاب، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات؟
وألا ينطوي موقف كهذا على احتمال تدمير مجتمعات وتفكيك دول قائمة في محاولة لإعادة تشكيلها بطريقة جديدة؟ ألا يعني هذا تبديد سنوات وثروات وحيوات في مغامرات للهندسة الاجتماعية محكوم عليها بالفشل؟
الجواب، أيضاً، نعم. فالتاريخ لا يُشفق على أحد، ولا يشتغل عند أحد. لكن أحداً لا يستطيع مصادرة حق الناس في الحرية والعدالة الاجتماعية، والثورة، حتى وإن وضع على وجهه قناع الخلاص، ورفع شعارات الإسلاميين.
يبدو أن الطريق إلى الديمقراطية في العالم العربي تمر عبر هذا المضيق. مضيق إجباري وباهظ التكاليف. وقد يحتاج الأمر إلى بضعة عقود من الزمن، ربما حتى أواسط هذا القرن، قبل اتضاح فشل الإسلاميين في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وهذا كل ما يمكن أن يُقال، اليوم، عنهم وعن الانتخابات واحتمالات الفوز.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة سعد الدين إبراهيم..!!
- تفاهة الشر..!!
- الواقع بعينين أوسع قليلاً..!!
- كل عام وأنت بخير يا محمود درويش..!!
- بنغازي سورية في حمص، ولماذا أحبطها الأميركيون!!
- في رثاء ماري كولفن..!!
- السباحة في الماء بلا بلل..!!
- رسالة إلى الرقم 1842..!!
- لا شيء يفنى أو يُخلق من عدم..!!
- مديح العام 2011..!!
- البيان والتبيين في خلافة المسلمين..!!
- المحبوب والعزيز والوارث، وكلهم زعماء..!!
- صعد الإسلاميون، وماذا بعد؟
- مصطفى موند..!!
- نهاية النظام في الأفق..!!
- سايكس بيكو الجديدة أم أغنياء النفط..!!
- معمّر القذافي، نهاية لا تليق بملك..!!
- في وداع فرانسوا أبو سالم..!!
- لماذا كلما اقتحموا مدينة عادوا إليها، وما وجه الشبه بين ليبي ...
- مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الإسلاميون وانتخابات الرئاسة في مصر..!!