|
تحذير خطير للمرأة العربية
رضا عبد الرحمن على
الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 17:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أن بدأت الطفرة الهائلة في العلم والتكنولوجيا وخصوصا في وسائل وأجهزة الاتصالات ، ويقوم معظم سكان الوطن العربي بدور المستهلك لهذه التكنولوجيا وتلك الأجهزة والأدوات من تليفزيون وراديو كاسيت وفيديو كاسيت ، وموبايل وكمبيوتر وأخيرا تكنولوجيا الإنترنت المذهلة ، وكلما تطورت وسائل العلم والتكنولوجيا كلما ازداد وتفوق معظم العرب على أنفسهم في إساءة استخدام هذا العلم وهذه التكنولوجيا التي يفترض أن من فكر فيها وأبدع في تطويرها كان يريد خيرا للبشرية ، كما كان يريد تيسير سبل الحياة على الناس ، ويجعل معظم سكان الأرض يتخلصون من تعقيدات الحياة اليومية ، لكن كان لكثير من سكان الوطن العربي رأيا آخر يختلف تماما ويتناقض مع الهدف الأسمى للعلم والتكنولوجيا. ولا أريد أن أحصى أمثلة لسوء استعمال الموبايل (التليفون المحمول ـ الجوال ـ الخلوي) في معظم البلاد العربية في محاولات التشهير بالبنات الحرائر وتصويرهن في الشوارع بدون إذهـن بما يخالف شرع الله ، وكذلك تناقل مقاطع فاضحة على الموبايل وتخزينها على ذاكرة الهاتف في نفس الوقت الذي تجد على نفس الذاكرة آيات من القرآن الكريم ، الاتصال بالآخرين وإزعاجهم بمعاكسات تضيع الوقت وتثير الأعصاب ، وأمور أقل ما توصف به أنها خليط من الجهل والتخلف والرجعية والإباحية والتطاول على الناس والتعدي على حرياتهم الشخصية. ومع كل هذا لابد من تقسيم سوء استعمال واستخدام التكنولوجيا إلى قسمين : القسم الأول:ـ سوء استعمال يعود بالضرر على الفاعل (صاحب الفعل نفسه) فقط وهذا أقل ضررا على الآخرين مثل استعمال الانترنت في مشاهدة أفلام الجنس والانشغال بألعاب البلاي ستيشن لعشرات الساعات وغيرها من الممارسات التي يقوم بها معظم الشباب بدون وعي مثل الجلوس أمام الانترنت لساعات بلا فائدة مثل (القراءة أو البحث) فمعظمهم يمارس أفعال وسلوكيات تعود عليه بالضرر العقلي والجسدي ولكن العزاء الوحيد هنا أن الضرر يقع على الفاعل نفسه. القسم الثاني:ـ سوء استعمال يتسبب في الإساءة للآخرين وإيقاع الضرر بهم ، وهذا الأمر منتشر جدا على صفحات الانترنت في غرف الشات والمنتديات والمواقع ويظهر هذا في صور عدة: 1ـ سب وشتم وتسفيه أو تكفير الآخرين لمجرد الاختلاف معهم في الرأي الرياضي الفني السياسي أو الديني. 2ـ صناعة علاقات مشبوهة مع بنات في سن حرجة وخداعهم باسم الحب وإضاعة وقتهم ومستقبلهم الدراسي لأن معظم هذه العلاقات تتم مع بنات إعدادي وثانوي. 3ـ وهي أخطر ما في الأمر وما أعنيه من كتابة هذا المقال ، أن يتم استغلال الحالة الثورية المسيطرة على عقلية ونفسية معظم سكان الوطن العربي بأن يتم استغلال الثورة المصرية العظيمة أسوأ استغلال بحيث يقوم بعض الشباب المصري بادعاء أنه أحد شباب الثورة وأنه ينتمي لإحدى الحركات الثورية مثل 6 أبريل أو كفاية أو يدعى انتمائه لأي ائتلاف شبابي أفرزته الثورة ، ويقوم بهذا الادعاء الكاذب بدور تمثيلي كاذب على إحدى البنات الحرائر من مصر أو خارج مصر ويدخل معها في علاقة حب ثم ارتباط وخطوبة ثم وعد بالزواج ، كل هذا مدعيا أنه شاب مصري ثوري مناضل شارك وكافح وساهم في إسقاط نظام فاسد كان سببا في صناعة هذه النوعية التي تتمتع بالجهل والانحراف السلوكي والأخلاقي وانعدام الضمير ، ويتمادى في العلاقة لدرجة إرسال هدايا تعبيرا عن الصدق ، وفي لحظة من اللحظات حين يشعر أن الفتاة تتعامل بجدية كاملة ولن تجاريه فيما يريد من انحلال وانحراف أخلاقي يدعي أنه مات أو قتل ويتم ذلك بمساعدة إحدى الفتيات المنحرفات مثله لتقوم بدور الوسيط وتكمل مسيرة الاتصال بالضحية لتخبرها أن حبيبها وخطيبها وزوج المستقبل التعيس قد قتل على يد أعداء الثورة ، ولكن من سوء حظ أحد هؤلاء المنحرفون وقع في يد فتاة عاقلة مهذبة بمائة رجل كشفت حقيقته وحاولت الاتصال به عن طريق حساب جديد أنشأته خصيصا للتأكد من صدق هذا المنحرف معدوم الضمير ، فعرفت أنه على قيد الحياة وبدأ يمارس الدعارة من جديد عن طريق الانترنت مع فتيات أخريات ، وطلبت من إحدى صديقاتها أن تكلمه مع فتح الكاميرا ، فسرعان ما طلب منها مشاهدة جسدها عاريا وبالتحديد طلب منها مشاهدة عضوها التناسلي. قد يستغرب البعض من كتابة مثل هذا المقال في هذا التوقيت ، وقد يقول البعض أن هذه المسائل معظم الناس تعرفها ولا تجهلها لأنها تكررت وتتكرر ملايين المرات ، لكن اسمحوا لي أعبر عن رؤيتي الشخصية لخطورة هذا الموضوع في هذا التوقيت تحديدا ، أدعى وقد أكون مخطئا أنه يتم تشويه الثورة وتشويه صورة شباب الثورة المصرية بهذه الطريقة ولا أستبعد أبدا أن يكون هناك آلاف من الشباب الذين تم تجنيدهم والإنفاق عليهم لصناعة مثل هذه العلاقات المشبوهة مع ملايين الفتيات داخل مصر وخارجها ، ويكفي أن يقدم كل شاب نفسه لكل فتاة على أنه أحد شباب الثورة فهذه ضربة في مقتل للثورة المصرية ولشبابها وتحديدا الجيل الذي كان حجر الأساس في نجاح الثورة وهو شباب الانترنت والفيس بوك ، هذا الجيل الذي فعل ما لم يسطع معظم المصريين فعله على مدار ستون عاما من الاستبداد العسكري ، فكان التفكير في قتل الثورة بنفس السلاح الذي ساهم في نجاحها وهو الانترنت. ومن جهة أخرى من الممكن أن هذه النوعية من الشباب المنفلت والمنحرف وجد معظم الناس تستغل الثورة حتى من قتلوا الثوار ، فقد استغل الثورة المجلس العسكري وفلول النظام السابق والحزب الوطني والتجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة وعصابة مبارك وأفراد حكومته ومساعديه ترشحوا طمعا في حكم المصريين من جديد وأرباب التيارات الدينية ، فهؤلاء الشباب فاقدي الضمير والأخلاق وجدوها فرصة لكي يخدعوا مزيد من الفتيات الحرائر باسم الثورة ، وساعدهم في هذا حالة النشوى الثورية التي يعيش فيها معظم سكان الوطن العربي. ولذلك أوجه تحذيرا لكل فتاة مصرية وعربية أن تتحرى الدقة في كل إنسان تتحاور معه وتتحدث معه على الانترنت ، لا أقول أن الحوار أو النقاش حرام ، ولكن لابد أن ننتقي من نتحاور ونتحدث معهم ، ولابد أن نتعامل بحرص وقليل من الحنكة والدهاء لأننا في مجتمع مستهلك للتكنولوجيا ، ولا فرق بين من يستخدم الانترنت دون أي علم أو معرفة عن كيفية اختراعه ، وبين من يأكل بطيخة وهو لا يعلم كيف زرعت ونمت ونضجت. كتبت هذا الموضوع إرضاء لصديقه عربية كُتب لها أن تقع في هذا المطب ، وهو أقل اعتذار أقدمه إليها كرد اعتبار لكرامتها التي جرحت على يد أحد المصريين المرضى الذي يسيء إلى مصر وشبابها وثورتها العظيمة ، وأتمنى أن تقبل هذا الاعتذار وتضع في الاعتبار أن كاتب هذه السطور مصري أيضا.
#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدبر معنى الفساد في القرآن الكريم
-
الإخوان بين الميدان و الرئاسة والدستور والبرلمان ..!!
-
السلفية والمرأة المصرية وكشف العذرية
-
تأشيرات السفر من وإلى القاهرة....!!!!
-
مصر المُحتَلّة وموازين العدل المُخْتَلّة
-
رؤية في تحديث التعليم المصري .. المقال الثالث
-
رؤية في تحديث التعليم المصري ... المقال الثاني
-
ضحايا بورسعيد بين الوهابية والكرة الأوروبية
-
الثورة المصرية بدأت اليوم .... ولكن..!!
-
رؤية في تحديث التعليم المصري ....المقال الأول
-
تحريم الغناء والتعامل مع خاتم النبيين باستهزاء
-
هل سيضيع الدم المصري بين القبائل
-
في مجتمع يَعِجُّ بالفقر...صخب سلفي حول تحريم الخمر
-
عسكر أمريكان سعودية ... انتخابات إخوان سلفية
-
القرآن بين الإهمال والاستغلال وسوء الاستعمال ..!!
-
ارفعوا القبعات للإخوان والسلفية وميدان العباسية..!!
-
بعد الثورة القتل أصبح بديلا للاعتقال ..!!
-
تحريم مشاهدة مسلسل (يوسف الصديق) لأسباب سياسية..!!
-
كلنا اخوة في الإنسانية .... هذا ما يؤكده القرآن الكريم
-
الفلول الغدر التليفزيون المصري وأحداث ماسبيرو ..!!
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|