بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 16:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التنظم الذاتي ـ1ـ
القرن التاسع عشر والقرن العشرون كانا قرنا الثورات ولكنهما كان قرنا الهزائم أيضا إن ما يجب التأكيد عليه أن ليس ذلك هو الكارثة الكبرى إن الكارثة الكبرى هي أن تظل الجماهير أسيرة للأشكال التنظيمية التقليدية وللسياسات والأطروحات القديمة وتعيد في كل مرة في صراعها مع النظام الرأسمالي إنتاج نفس الهزائم دون أن تعي أنها كلما فوتت فرصة انتصاراها كلما أصبحت مهددة أكثر بكوارث أكبر مما شهدته سابقا في ظل تواصل نظام رأس المال. إن الجماهير المضطهدة التي تطحنها ماكينة نظام ديكتاتورية السوق سواء في طور أزمة النظام الرأسمالي أو في طور استقراره النسبي موكول لها وعي طريق خلاصها بالمقاومة والتنظم الذاتي والقطع مع كل الأشكال التنظيمية والسياسات التي لا تؤَمن لها طريق النصر خصوصا وهي تعاين وعلى امتداد أكثر من قرنين أنه بقدر ما يتغير الوضع بقدر ما يبقى على حاله برغم كل الثورات والانتفاضات التي حدثت. ولعل ما يحدث في عديد البلدان في أنحاء العالم وتحديدا في العشريات الثلاثة الأخيرة من حركات مقاومة وتجارب تنظم ذاتي يدل على أن الجماهير بدأت تعي وتراكم تجارب مميزة في طريق خلاصها، تجارب يتحتم علينا اليوم دراستها وتحليلها ودعمها والانخراط فيها وتجذيرها ففعل المقاومة والتنظم الذاتي فعل أممي بالأساس تشاركي ديمقراطي قاعدي أوسع و أكثر فاعلية وتجذرا من كل أشكال التنظيم الكلاسيكية التقليدية المعروفة [الأحزاب النقابات الجمعيات ... إلخ] إنه الشكل الأكثر تعبيرا وتفعيلا للمشترك وللديمقراطية والإستقلالية والنضالية وقواه الفاعلة مصلحتها واحدة وعدوها الطبقي واحد. إنه من الأهمية التعريف بهذه التجارب والحركات في كل مكان حدثت فيه في الأرجنتين في البرتغال في تونس في فلسطين في مصر في بوليفيا في المغرب في أمريكا في البرازيل في انجلترا في المكسيك في اليونان في إزلندا ... إلخ لأنها في الحقيقة تجارب تمثل مسارا واحدا هو مسار المقاومة والتنظم الذاتي الأممي المسار الوحيد الذي يمكن المراهنة عليه حاضرا ومستقبلا في تخليص البشرية من نظام العبودية الأحدث نظام راس المال.
ــــــــــــ
بشير الحامدي
17 ديسمبر 2012
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟