مكان الكورد ضمن المعادلة السياسية في العراق

انور كاني باسكي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 00:09
المحور: القضية الكردية
    

قد يكون العنوان مثيرا للانتباه ,لانه يحمل معه كثيرا من المقاصد ,وهذا ما اريده كي يكون الموضوع مشوقا للقاريء ان يدخل فيه,وليعلم ماذا اقصد.
نحن الكورد عانينا كثيرا من المعانات في نضالنا السياسي في العقود الماضية ,بل استطيع ان اقول في القرنين التاسع عشر والعشرين بسبب عدم معرفة قادتنا كيفية توظيف الظروف السياسية لصالح قضيتهم القومية حسب مااعتقد ,لان الذي يمارس السياسة عليه ان يوظف كل معطيات الواقع السياسي من الداخل والخارج .
واللاعب السياسي على حد سواء فردا ,او دولة ,او هيئة, سمها ماشئت ,لابد لها ان تكون لديها معرفة بالعلم السياسي, وان تجيد الممارسة السياسية ,ونوع الصراع الذي يخوض فيه وقواعده , والصراع لابد منه كما قال علماء علم الساسة ( وجود الانسان لازمه , الاختلاف والتنوع والندرة,)وينتج منها التدافع والصراع حتما, وعلى اللاعب السياسي كما اكد علماء علم السياسة ان ينظر الى نوع الصراع, هل الصراع صفري ام تنافسي .
ولنعود الى موضوعنا , مثلا في العراق مشروعان متنافسان , والقوى السياسية العراقية منقسمة على هذين المشروعين كما هو معلوم لذي رؤية سياسية.
اولا:مشروع يدعمه ويخطط له ايران ومن معها كروسيا والصين .
والاخر :يدعمه ويخطط له الغرب بشقيه الاوروبي والامريكي ,وتركيا والدول العربية وحسب ماتقتضيه مصالح هذه الدول السياسية والاقتصادية.
حسب رايي نحن وصلنا مرحلة لم نصل اليها من قبل في تاريخنا السياسي, وجاء الزمن بفضل من الله وثم بعون منه بعوامل مساعدة لنا ,كي نعد رقما في المعادلة السياسية في المنطقة,وها نحن بصدد الاشارة الى مكاننا في اللعية السياسية في العراق, وما هو رقمنا بين الارقام.
صحيح نحن نملك النفط وكثير من الموارد الطبيعية التي لم تستخرج بعد, وصحيح نحن من اللذين استفادوا من النظام الديمقراطي المدعوم من الغرب ,لنيل حقوقنا الانسانية والسياسية ,وهو العامل المهم الذي جاء مع الزمن والذي كان حلما قبلها للشعوب المضطهدة في عالمنا الشرقي.
لكن براي نحن ككورد لسنا رقما صعبا في المعادلة السياسية الصعبة في المنطقة , ومشروعنا الوطني والقومي والسياسة التي نمارسها من اجلهما, ليس مساندا لااقليميا ولادوليا سوى القليل.
ولانملك اوراق الضغط التي تستخدم في الازمات السياسية , وفي العراق لعبة السياسة خطيرة وصعبة , وقدرنا نحن من اللاعبين في هذه اللعبة , فعلينا ان نلعب بحكمة وهدوء وبرؤية ثاقبة نرى بها الخيار الافضل من بين الخيارات المتعددة , وعلينا ان لانراهن على هتافات المشجعين كما فعلنا في الماضي , ولنا تجارب كثيرة مع المشجعين عبر مسيرتنا السياسية ,ومن الافضل كما اعتقد كمواطن كوردي ان ننطلق كلاعبين سياسيين من قواعد اللعبة السياسية التي لابد للفاعل السياسي ان ينطلق منها وكالاتي:
اولا: ان ناخذ بعين الاعتبار المفهوم الميكافيلي للسياسة (فن الممكن) كي لانبطر بمعطيات الواقع السياسي الدولي لان السياسة ممكن ان تتغير مسارها في أية لحظة , وعجلة السياسة تسير حسب المصالح السياسية والاقتصادية .
واقول لابد من الاستفادة من معطيات الواقع السياسي ولكن عبر منهجية سياسية مبرمجة , وان ينظر الفاعل او اللاعب السياسي الى فنونه السياسية في اللعبة هل تقع في اطار الممكنات ام لا.
ثانيا:على اللاعب السياسي ان يعلم هل الصراع الذي يخوض فيه صراع صفري ام تنافسي ,كي لايلعب خلاف قواعد اللعبة , اذا حصل هذا ستكون النتائج عكس ما يريده.
ثالثا:على اللاعب السياسي ان ينظر الى الجيوسياسية الكوردستانية بعين الاعتبار , هل هي مساعدة بان يراهن عليها,لان الجغرافية السياسية هي العامل المؤثر على اللعبة السياسية على مدى التاريخ سلبا وايجابا.
رابعا: على الفاعل السياسي ان يدرس تاريخ الحركات السياسية للشعوب وان يغربل تجاربها كي يستفيد من تجاربهم الناجحة.
خامسا:اخيرا وليس اخرا , اعتقد ان اللاعب السياسي ايا كان ينبغي عليه ان يعلم ان التاريخ هو المشرف على عمله وهو يعطي له النتائج على الجوانب الثلاثة:
1_ اخلاصه.
2_ علمه.
3_ سلوكياته. ثم يحكم عليه حكمه وهو الحاكم العادل والمعلم الصبور كما قال المفكر المشهور (جودت سعيد,وكما روى لنا التاريخ حكمه على القادة السياسيين عبر التاريخ.

#انور_كاني_باسكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات