|
يوم الاسير الفلسطيني معاني وقيم
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 12:41
المحور:
القضية الفلسطينية
تعودت البشرية على اختيار أيام من السنة لإحياء ذكريات ومناسبات واحتفالات من مختلف الأشكال ,ولكن الشعب الفلسطيني تميز باختيار أيامه كلها كأيام كفاحية وفي ظل الحالة الكفاحية التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني .فيوم الأرض حدد في ظل المجابهات العنيفة مع الاحتلال الاستيطاني ويوم الشهيد ويوم الأسير ,وذكرى المجازر وذكرى النكبة وذكرى وعد بلفور وغيرها كلها أيام كفاحية وأقرت خلال تصاعد حالات النضال الفلسطيني المتواصل في وجه الهجمة الاستيطانية الاستعمارية للاستيلاء على فلسطين وتحويلها إلى وطن قومي لليهود بناء على سياسة الدول الاستعمارية في بدايات القرن الماضي . ويأتي يوم الأسير في هذا السياق :وهو تكثيف لمعاناة الفلسطينيين من الأسر المتواصل لآلاف وآلاف من رجاله ونسائه عبر مراحل النضال الطويلة والذي شمل أكثر من مئة إلف أسير ,كما هو تعبير عن تضامن الجماهير الفلسطينية المكافحة مع طلائعها من المناضلين الذين وقعوا في الأسر. وفي جوهر الأمر هو رفض للاحتلال واجراآته ضد مناضلي الشعب الفلسطيني ورفض لموقف الاحتلال ونظمه القانونية التي تجيز له احتجاز مناضلي الحرية وراء القضبان لأسباب تتعلق بالمقاومة . إن الشعب الفلسطيني يصطف وراء مناضليه جميعا بمن فيهم الذين وقعوا في الأسر ,وهو بهذا يشرّع الدوافع الكامنة صراحة وضمنا في سلوك المناضلين الذين يقاومون الاحتلال ,وينظر لهم صراحة بأنهم أسرى الحرية ويرفض كل تبريرات وتفسيرات العدو التي نظمها أو ورثها من الاستعمار البريطاني مثل قانون الطوارئ لعام 1945 وما سبقه أو تلاه من أوامر عسكرية بريطانية أو صاغها الجيش الإسرائيلي وطبّقها بقوة الاحتلال منذ ذلك الوقت وحتى اليوم . إن شعبنا لا يعطي أية شرعية للاحتلال وبالتالي ومتلازما مع هذا الموقف فانه لا يعترف بمشروعية الأسباب التي تدفع الاحتلال لاعتقال المناضلين ومن والاهم أو من يشتبه الاحتلال بأنهم يؤيدون النضال الفلسطيني ضده مهما كانت الوسائل النضالية المتبعة ومهما كانت النتائج المترتبة من هذا النضال في صفوف العدو . ومهما كانت ظروف الاحتفال بمثل هذا اليوم في الظروف الحالية ,فان موقف الشعب الفلسطيني وضميره لم يتغيرا نتيجة الحالة التي تمر بها قوى الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية من الانقسام والتراجع الكفاحي والتنازلات الخطيرة عن أهداف الشعب الفلسطيني . وسيظل الأسرى الفلسطينيين من مختلف التيارات والتلاوين حالة من الوجع الفلسطيني بسبب: - الحالة العاطفية لذويهم وهذا أمر يحظى بأهمية بالغة في نفوسنا جميعا فأغلب عائلاتنا قد جربت هذه المعاناة وتعرف عمقها المأساوي وأثرها النفسي والاجتماعي وتتضامن مع الأسرى وعائلات الأسرى . - ويزداد هذا الوجع بروزا في ظل حالة التراجع الكفاحي الذي تشهده الساحة الوطنية داخل فلسطين وخارجها . - وتزداد أيضا بسبب تراجع مواقف القوى عن الأهداف الأساسية التي انطلقت من أجلها الثورة وتحول القوى إلى أحزاب انتخابية قاصرة عن الكفاح الوطني بدلا من أن تكون قوى كفاحية في الميدان في الداخل وفي الخارج. - إن معاناة الشعب الفلسطيني بسبب أسراه هي جزء من معاناته على مختلف الصعد بسبب الاغلاقات والحواجز والاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات وكل أشكال القمع التي عرفها الشعب الفلسطيني على جلده وبداخل روحه ,ولن تنتهي هذه المعاناة إلا بطرد العدو وتحرير الأرض الفلسطينية ليعود إليها الشعب الفلسطيني من الشتات ويعيش كبقية الناس حياته العادية . وتأتني مناسبة يوم الأسير هذا العام في ظل مرحلة تصاعد نضال الأسرى من أجل حقوقه بصورة عامة وضد ممارسات إدارات السجون وسياسة العزل والتضييق على المعتقلين من جهة واحتجاجا على استمرار الاعتقالات الإدارية من جهة أخرى. فمنذ شهور والسجون تمور بالاحتقانات والاحتجاجات والإضرابات الفردية والجماعية(غير الشاملة) واليوم يباشر اكثر من الف اسير اضرابا مفتوحا عن الطعام في وجه إدارات الاحتلال. ولكن في هذه الايام يمكن القول بأن اضرابهم في وجه الاحتلال هو كذلك في وجوه جميع قوى الشعب الفلسطيني لتكون على مستوى المسؤولية ازاء هذه الخطوة . ان الشعب الفلسطيني يقف بقلبه وروحه مع ابنائه المناضلين ولكن الامر يحتاج الى طليعة تنظم التضامن ليكون جزءا من نضال الجماهير الفلسطينية في وجه الاحتلال وليس مجرد تعبيرا قلبيا . ان النضال ضد وجود الاحتلال يشتمل على اهداف الاسرى وحقهم في الحرية والانعتاق وحقهم في العودة الى بيوتهم بل ويشتمل على الحق في النضال والمقاومة كما اقرت الشعوب والهيئات الدولية منذ زمن طويل . السابع عشر من نيسان قد أتى مرة أخرى وسوف يأتي مرات قادمة ونحن نتفائل ان يأتي مرة ويتحول الى ذكرى وذكريات عن معاناة سابقة وجزء من التاريخ وذلك بعد ان يتحرر شعبنا ووطننا من هذا الاحتلال الاستيطاني الاقتلاعي الغاشم
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الشهداء يوم المجابهة
-
لا تأخذوه
-
الحكم من تحت الخمار وتصنيفات النساء
-
سرعان ما اصبح الربيع العربي خريفا
-
الزيارة الثالثة ..الاخ سلام فياض
-
يوم الارض يتطلع غاضبا
-
خواطر قرية نحالين
-
من خطبة لشيخ السلطان حمد القاها في جمعة الاحد
-
السؤال الثاني
-
ام فلسطينية
-
هو ابني
-
تعليق على الفتاوي بضرب سوريا
-
ملاحظات على تصريح الزهار لمعا
-
من صور النكبة
-
لن تبقي مغصوبة
-
خالي عبد القادر يعود من جديد
-
عزيزي غازي الصوراني
-
الشعب يريد انهاء الانقسام
-
تعليق على تصريحات اسماعيل هنية
-
غزة..لا
المزيد.....
-
-جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون
...
-
-لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ
...
-
تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا
...
-
-9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش
...
-
الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
-
كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
-
ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
-
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
...
-
دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|