أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - سوريا :أزمة الضمير العالمي!














المزيد.....

سوريا :أزمة الضمير العالمي!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 20:56
المحور: حقوق الانسان
    


سابقا قيل إن من يسكنون القصور الفارهة، لا يأبهون ولا يعلمون شيئا عن أحوال ساكني الأكواخ والحارات المتهالكة ، واليوم وبعد أكثر من مليون نازح داخل الوطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحياتية عاجلة ، ما زال ساكنو القصر يهيمون في عالمهم الافتراضي ويصرون على أن الأحوال بألف خير ، وان الحكاية خلصت ، لكن الحقيقة هي إن الحكاية مازالت في بدايتها ، فحين كان المتظاهرون في بابا عمر والخالدية يهتفون ضد النظام ، وكانت صور المظاهرات تجتاح كل القنوات الفضائية وعبر وسائل بسيطة هي الهواتف النقالة وعبر صحفيين هواة ، حينها كنا نقول إن النظام مازال بعيدا عن استخدام قبضته العسكرية العنيفة ، وفعلا صدق حدسنا عندما أخذ النظام يقصف المدن والبلدات والقرى المزدحمة بالسكان بالمدافع والرشاشات وأحيانا بالطائرات لتظهر صور المدن المنكوبة والأشلاء المتناثرة في الطرقات ،وليتدافع السكان في طرق الجبال الوعرة باتجاه دول الجوار هربا من الموت المحتم أو الاعتقال والتعذيب المميت ، وحين شمل العنف والقتل الفظيع كل معالم الحياة في اكثر من مدينة سوريا ظهرت المأساة السورية على حقيقتها الرياضية المخيفة ،الآلاف من المعتقلين في أقبية السجون لا يدري عن مصيرهم أحد ، ومثلهم الآلاف من الجرحى في البيوت والمستشفيات الميدانية بحاجة إلى إسعافات عاجلة وأدوية ، مليون نازح ومشرد داخل سورية يحتاجون إلى الأكل والشراب واللباس والمواد الطبية اللازمة لمداواة حالاتهم الطارئة ، الشوارع التي حفرت فيها الدبابات والمصفحات أخاديد ، والبنايات المتهدمة والمنهارة بفعل طلقات المدافع والرشاشات ‘ صور تذكرنا بصور بيروت أيام الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي للبنان والقنيطرة بعد رحيل الاحتلال الصهيوني عنها ، صور حمص المنكوبة تذكرنا بسراييفو ودارفور ، مدينة النكتة تحولت فجأة إلى مدينة للنكبة ، مدينة الفقراء سابقا ، تحولت إلى مدينة قفراء ، كل هذه الماسي لم تحرك الضمير الإنساني إلا بعد اكثر من سنة ، ليفرج مجلس الأمن أخيراً عن قرار بإرسال بعثة مراقبة إلى سورية ، حقيقةً تمخض الجبل فولد فأرا ، يبدو إن اكثر من 12 ألف قتيل لا يشبع غريزة أصحاب القرار في المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات اكثر صرامة لوقف العنف في سوريا والانتقال إلى نظام ديمقراطي يرضى عنه الشعب السوري ، لكن الواضح الآن إن مقولة النظام من إن أي هزة في سورية ستصيب المنطقة كلها بشروخ واهتزازات عنيفة ربما تؤدي إلى تقسيم المنطقة وتعميم الفوضى والحروب الأهلية في مجمل الشرق الأوسط، أرعبت كل العواصم الكبرى وجعلتها تحسب حسابات كثيرة وكبيرة، وهذا ربما ما يدفع روسيا والصين ومعهما أطراف إقليمية إلى الدفاع المميت عن النظام ضد طموحات ورغبات الشعب السوري المشروعة ، إنها أزمة الضمير الإنساني العالمي ، التي تتجلى في صراع الارادات على الأرض السورية وتقاطع المصالح أحيانا وتضاربها أحيانا أخرى بين الدول والمحاور على حساب المآسي السورية ، وكلما طال صراع الارادات هذا وتفاقم ، طال أمد الأزمة في سوريا ، وبالتالي تدهور الوضع الإنساني اكثر فاكثر ، مع ما يحمله ذلك من كوارث واضطرابات مجتمعية وجروح وأحقاد ، ربما لن تندمل بسرعة .
إن إقامة ممرات إنسانية داخل البلاد لإيصال المساعدات الإنسانية والحياتية إلى المحتاجين والنازحين ، أمر في غاية الأهمية ، واعتقد انه من الأولويات التي يجب أن يتضمنها أي قرار لمجلس الأمن بعد وقف العنف والقتل وقصف المدن ، فحياة البشر والسكان أغلى من أي كرسي يتصارع عليه السياسيون ، إن أطفال سوريا الذين بدأت من حناجرهم الثورة ، يصيحون الآن أبعدونا عن فوهات مدافعكم ومحاوركم ومؤتمراتكم ، امنحونا أياما من الهدوء ، وهواءً خالياً من دخان الموت ، وبعضا من خبز وزيتون وحليب بلادنا الحرة .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!
- أطفالنا ...من يحميهم من ظلم ذوي القربى؟
- ثقافة السيتي باص!
- يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - سوريا :أزمة الضمير العالمي!