|
تقييم مشروع برنامج المؤتمر الوطني الرابع السؤال التاريخي: ما هي الضمانات بعدم الانحراف عن البرنامج بعد إقراره؟ - اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة*
التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 16:03
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تقييم مشروع برنامج المؤتمر الوطني الرابع السؤال التاريخي: ما هي الضمانات بعدم الانحراف عن البرنامج بعد إقراره؟ - اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة*
طلب رفيق كادر متقدم في التنظيم الحزبي، وهو صديق لي، طلب مني تقديم آرائي وتقييمي بشأن مشروع برنامج الحزب المقدم للمؤتمر الوطني الرابع المنوي عقده بعد سنوات من المماطلة والمؤامرات والتصفيات التنظيمية. وقد برر طلبه ذلك بالقول (انك وعشرات الرفاق من الذين لديكم وجهة نظر مغايرة لنا بشأن أوضاع الحزب، وبسبب معرفتي الشخصية بكم و بنواياكم المخلصة، أود إيصال صوتكم إلى المؤتمر بطريقتي الخاصة، فالرجاء اكتب ما تراه صحيحاً واترك الباقي لي) فلم أرَ ضرراً في ذلك، إضافة إلى تقديري وتقيمي الشخصي للرفيق الكادر هذا، علماً أني كنت طيلة فترة الصراع مع القيادة الانتهازية قد حافظت على صلات طيبة وعملية ومفيدة مع رفاق يعملون في إطار التنظيم الرسمي، وما زالت، وقد سبب ذلك متاعب جدية للبعض منهم، لكنهم رفضوا الاستسلام لعقليات التخوين والإساءة للرفيق حامل الرأي المغاير.
أنقل أدناه نص الورقة التي قدمتها للرفيق المعني:
دراسة مشروع برنامج الحزب - المؤتمر الوطني الرابع
لقد نظم الرفيق الخالد فهد كفاحاً فكرياً شاملاً، لا هوادة فيه ضد الاتجاهات الانتهازية، وكان لدور الرفيق فهد تأثيراً هائلاً في تحصين الحزب، وتجذير وعي الكوادر والقواعد إزاء الاتجاهات الانتهازية التحريفية.
حذر الرفيق الخالد فهد من الفهم السطحي لظاهرة الانتهازية قائلاً: «أحذركم من الظن بأن ما حدث، وما يحدث في الحزب، مجرد أعمال شخصية لا تيارات، وإن لم تتبلور بشكلها النهائي بعد، متصلة بحركتنا وإن كانت غريبة عنها أيديولوجياً. إني لا أنكر دور الأشخاص في هذه الانحرافات ولكنهم ليسوا مصدرها، إنهم نبتات جذورها الراسخة في تربة قطرنا. إن العدو يضحك من عقولنا ويفرح إن نحن حاربنا أوراق الشجرة وأغصانها وتركنا جذورها سالمة. علينا ألا نكون أغبياء إلى حد اعتبار الأخطاء التي نشأت وتنشأ في وسطنا متأتية عن أولئك الأشخاص فنحاربهم دون محاربة التيارات الانحرافية وتنظيف حركتنا منها» فهد.
حارب الرفيق فهد في الآن نفسه الرأي القائل بأهمية تأجيل الكفاح ضد التيار الانتهازي في الظروف الصعبة التي يمر بها الحزب، أو تخفيف حجم هذه المحاربة، وأكد: «في حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية».. «يجب ألا ينشغل الثوريون عن الانحرافات باعتبارها خطراً على الحزب بأعمالهم الحزبية الاعتيادية الآنية دون التفكير في مستقبل الحركة وأهدافها، وبدون الانتباه إلى أن أنصار الانحرافات داخل الحزب معناه ضياع الأمل بتطور الحركة).
يبرهن تاريخ حزبنا على مدى حجم النتائج المدمرة التي ترتبت على إرخاء الكفاح ضد الاتجاهات الانتهازية، التحريفية، حيث عانى الحزب من صراع داخلي كبير بعد استشهاد قادة الحزب الأبطال الشهيد فهد ورفيقيه حازم وصارم، صراع امتد زمنياً حتى انعقاد كونفرنس 1956، وتنظيمياً كان الانشقاق والتكتل عمودياً وأفقياً.
لعبت قيادة الرفيق الشهيد سلام عادل، الماركسية اللينينية، الثورية، دوراً تاريخياً في إرساء وحدة الحزب على أسس اللينينية، لقد ساهم ذلك إلى حد كبير في تقوية سمعة الحزب بين الجماهير العراقية، والقوى الوطنية، عبر عنه بإقامة جبهة الاتحاد الوطني، الذي كان حزبنا من مؤسسيها، ومركز نشاطها.
إن ذلك لا يعني بأن الاتجاه الثوري، الماركسي اللينيني، الداعي إلى استلام السلطة عبر القيام بالثورة بقيادة حزب الطبقة العاملة، الحزب الشيوعي العراقي، قد انتصر نهائياً، بل إن ممثلي اليمين الانتهازي وجدوا أنفسهم مضطرين لانتهاج سبيل المساومة، والسير مع الاتجاه الثوري مؤقتاً، حفاظاً على استمرار بقائهم في الحزب وقيادته، وقد برهنت تجربة الحركة الثورية العالمية إمكانية تحول اليمين الانتهازي من موقع إلى موقع مضاد، والعودة مجدداً لجذر السياسة الانتهازية تعبيراً عن الجذر الفكري البرجوازي الصغير الذي يمثله التيار اليميني التصفوي، ولم يكن غريباً أن يتحول ممثلي التيار اليميني بين ليلة وضحاها إلى مروجي للسياسة اليسارية المغامرة، والعودة اللاحقة والأكيدة إلى موقعهم الأصل، موقع الانتهازية والركض وراء قيادات أحزاب البرجوازية المتوسطة والبرجوازية الصغيرة.
إن عودة إلى الوراء قليلاً، نجد في تاريخ شعبنا وحزبنا، أي فترة 1958 -1963 تقدم لنا دليلاً كافياً على صواب هذا الاستنتاج. حين أحنى اليمين الانتهازي رأسه للعاصفة الثورية بقيادة الشهيد سلام عادل، حتى يرفعه ثانية في أول فرصة سانحة، أول فرصة مؤاتية، لشن هجوم معاكس على مجمل السياسة الثورية التي اختطها الحزب بقيادة سلام عادل، وقد توج قادة اليمين انحرافهم في إعلان خط أب 1964 الشهير التحريفي التصفوي الذي دعا إلى حل الحزب ودمجه بحزب عارف "الاشتراكي".
إن نظرة علمية لتجربتي 1958-1963 و1973-1978، وللفترة الواقعة بينهما توضح بجلاء النتائج التالية:
أولاً: قال لينين: «إن حزباً سياسياً بوجه عام - ومن باب أولى حزب الطبقة الطليعية- ليس له حق بالوجود، لا يستحق أن يعتبر حزباً، ليس إلا صفراً مسكيناً في جميع النواحي إذا رفض استلام السلطة حين تتوفر إمكانية استلامها» لينين - أيحتفظ البلاشفة بالسلطة؟
فأين تقع سياستنا من مقولة لينين هذه؟
إن قضية استلام السلطة السياسية، قضية قيادة الثورة، كانت دوماً موضوعاً ثانوياً في سياسة حزبنا، وإن رفع شعار إسقاط السلطة، أو استلامها من قبل طليعة الطبقة العاملة العراقية، الحزب الشيوعي العراقي، لفترات قصيرة فقط، استثنائية، استجابة لضغط القاعدة الحزبية والجماهير الشعبية، سرعان ما يتم التراجع عن هذه الشعارات، والعودة إلى السياسة الأثيرة "المشاركة مع البرجوازية الوطنية" أو "المشاركة مع البرجوازية الصغيرة" وعملياً السير بذيليهما، وقد كان آخر تمثيل رسمي لهذه السياسة رفع المؤتمر الوطني الثالث 1976 شعاراً تحريفياً من حيث الجوهر "سنصل سوية لبناء الاشتراكية" أي مع البعث، حزب البرجوازية الصغيرة.
إن خلاصة تجربة سياسة الحزب "الائتلافية" هي من حيث جوهرها العملي، التبعية المطلقة للبرجوازية الوطنية خلال فترة 1958-1963 والتبعية المطلقة للبرجوازية الصغيرة خلال فترة 1973-1978، وفي كلتا الحالتين تمسكت القيادة اليمينية الانتهازية بالذيلية حتى طردت طرداً على يد حلفائها. أما الفترة الوسيطة بينهما فكان خط آب الشهير الذي استهدف إلغاء وجود الحزب أساساً. لقد برهنت هذه السياسات على أن قضية استلام السلطة، مسألة منسية لا وجود لها في العقل اليميني التصفوي.
ثانياً: اعتمد التيار اليميني أسلوب خرق المبادئ اللينينية التنظيمية في حياة الحزب الداخلية، وانتهك حقوق القاعدة الحزبية، واعتمد معايير غير مبدئية في اختيار وتقديم الكادر، المحلي خاصة، استناداً إلى الذيلية، القرابة، القومية … الخ. بهذا فقط تمكن التيار اليميني من فرض سياسته التحريفية، خاصة بعد استشهاد الرفيق سلام عادل ورفيقه جمال الحيدري ورفاقهما، وعمل اليمين على تضليل القاعدة الحزبية وإغراقها بالأعمال الحزبية اليومية كوسيلة وسلاح دائمين من أجل تمرير قراراته التي تمس الحزب والشعب. ويمكن إيراد أمثلة قريبة، منها وثائق المؤتمر الوطني الثالث والأسلوب الديماغوجي في دراستها، قضية إعدام الرفاق العسكريين في الجيش، اتفاقية صدام - الشاه 1975، حل المنظمات الديمقراطية.
لقد غازل اليمين صفات الإخلاص والتضحية التي يتمتع بها الرفيق الشيوعي العراقي، وصفة الاحترام العالي للقيادة، لما تتمتع به القيادات التاريخية للحزب من حب واحترام، يصل أحياناً إلى حد التقديس، من قبل كل شيوعي نتيجة للبطولات التي اجترحتها هذه القيادات التاريخية المجيدة، حيث اعتلى هؤلاء الأبطال أعواد المشانق عام 1949، واستشهدوا تحت التعذيب البربري عام 1963، ودفن البعض منهم إحياء، واغتيلوا في الشوارع بداية السبعينيات، اعني انه في الوقت الذي سلم رموز اليمين بجلدهم من الموت دوما (وهذا موضوع لا يحتاج إلى شطارة لمعرفة أسبابه، حيث يفلتوا كل مرة من قبضة العدو) في ظل صراع طبقي دموي يتميز به العراق، صراع لا يرحم. ولا تجدي التبريرات حول الحنكة في التخلص من قبضة العدو في اللحظة المناسبة، بل يرجع مرد ذلك إلى وعي البرجوازية وقياداتها بأهمية البقاء على حياة هؤلاء ضمن قيادة الحزب ما داموا لا يفكرون بالثورة والسلطة، ولا خطر منهم. وللإيضاح أكثر فإن اليمين هذا عمل على التحذير من أي نضال ضد رموزه في القيادة، بحجة أن ذلك سيضعف من هيبة القيادة ومن سمعة الحزب! ووضعوا أنفسهم في موقع رجال الدين وكهنة الكنائس، حيث يجري التسبيح بأسمائهم مهما فعلوا فإنهم على صواب! ويعملون لمصلحة القضية والحزب.
ثالثاً: لم يحتل شعار الكفاح المسلح لإسقاط الأنظمة الرجعية والبرجوازية موقعاً ثابتاً في ستراتيج وتكتيك الحزب، ولم يكن أسلوب الكفاح المسلح، العنف الثوري أمراً مقبولاً، وكأنه شعار عربي عن الشيوعية، عن حزب الطبقة العملة، وقد أصبح في عرف اليمين، تطرفاً، جزعاً، حرقاً للمراحل، وشعاراً استفزازياً للبرجوازية المتوسطة (الوطنية) والبرجوازية الصغيرة (الديمقراطية الثورية). وأن رفع هذا الشعار بشكل مؤقت سرعان ما ينطفئ لصالح العودة إلى السياسة الأثيرة لدى اليمين، ممثلة بالموضوعة الشهيرة بان البرجوازية الصغيرة، هي قائد المرحلة الوطنية الديمقراطية، وعليه لا يجوز التفكير بإسقاطها.
رابعاً: جرى إغفال النضال الجماهيري، وكبح أحياناً كثيرة، وكبتت الروح الثورية التي تتحلى بها الجماهير العراقية، من أجل سواد عيون قادة البرجوازية الوطنية والصغيرة، وتجنبا للاحتكاك! والاستفزاز للسلطة الديمقراطية الثورية!!
إن الملاحظات أعلاه عامة، لكنها ضرورية، كمدخل لدراسة "المشروع" لكون أي دراسة لا يمكنها أن تنطلق من الفراغ، أن تقفز على الماضي، ماضي طري بالأذهان. وحسب رأي فان دراسة "المشروع" قبل دراسة "وثيقة تقييم سياسة الحزب للفترة 1968-1979، المعدة في اجتماع اللجنة المركزية أواخر حزيران - أوائل تموز، يعد أمراً خاطئاً، سيساهم في تعميق حالة البلبلة السائدة في صفوف الحزب، إن إبداء الآراء حول "وثيقة تقييم سياسة الحزب" له الأولوية على "المشروع" وسيساعد كذلك في دراسة "المشروع" دراسة علمية هادئة ومفيدة.
إن السبب الثاني لإبداء الملاحظات أعلاه يرتكز إلى كون "المشروع" قد طرح موضوعات. ومعالجات ثورية متقدمة في تاريخ حزبنا (سيرد تثبيتها أدناه) غير أن السؤال التاريخي يقفز مجدداً وبقوة أكبر هذه المرة، ألا وهو ماهية الضمانات المادية لعدم الانحراف عن "المشروع" بعد إقراره كبرنامج عمل للحزب؟ وما مدى الإمكانية للحفاظ على استنتاجاته دون إفراغها من محتواها في ظرف مناسب لذلك ؟ وعليه فإني أرى ضرورة وضع ملاحظاتي في قسمين:
القسم الأول: تقييم "المشروع" وإبداء الرأي فيه.
القسم الثاني: الضمانات التي ينبغي توفرها.
إن مصداقية "المشروع" بعد إقراره من المؤتمر الوطني الرابع، لا يمكن لها إلا أن تستمد من الشرعية الحزبية، في التمثيل الحقيقي للرفاق في المؤتمر، ولكي يقر كبرنامج ثوري يتوحد فيه الشيوعيون العراقيون كالنهر الهادر، ويسيرون بإيمان ثوري راسخ، إيمان لا يتزعزع نحو تحقيق أهداف الشعب العراقي المجيد الكبيرة، وعلى رأسها الهدف العظيم في انتصار الثورة الاشتراكية في بلادنا، عبر قيادة النضالات الشعبية المتنامية، وقيادة كل القوى الوطنية المؤثرة في المسيرة الوطنية، تحت راية حلف العمال والفلاحين بقيادة الحزب الشيوعي العراقي.
القسم الأول تقييم "المشروع" والرأي في موضوعاته.
1ـ رفع "المشروع" شعاراً جديداً ونوعيا لحزبنا "من أجل إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والانتقال إلى الاشتراكية" وحدد "أن الشرط الضروري لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والانتقال إلى مرحلة الثورة الاشتراكية هو قيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي العراقي للسلطة السياسية" يعني ذلك من حيث الجوهر "الشعار وشروط تحقيقه" استفادة مكثفة من تجربة حزبنا وشعبنا خلال ربع القرن الماضي، منذ ثورة 14 تموز 1958حتى اللحظة الراهنة، ويثبت القضية المركزية للثورة، أي مسألة استلام السلطة، وفقاً للاستراتيجية والتكتيك الثوريين، مع نبذ وإسقاط المفاهيم اليمينية حول "الاشتراك في حكومة ائتلافية دون قيادة الحزب" ويرمي الشعار بوضوح إلى إسقاط رسمي للمفهوم اليميني الذيلي، الذي طالما دفع الحزب ثمناً باهضاً له وبالتالي كبد الشعب العراقي الخسائر تلو الخسائر.
2ـ أقر "المشروع" بعجز البرجوازية، البرجوازية الصغيرة، عن إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، حيث ورد "فقد دللت تجارب حركة شعبنا الوطنية التحررية على عجز القيادات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة عن إنجاز ثورتنا الوطنية الديمقراطية عندما تسلمت السلطة منذ 14 تموز 1958حتى الآن". وهو بمثابة إقرار رسمي من الحزب الشيوعي العراقي بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته القيادة طيلة مرحلة 1958-1979في رؤيتها لأفق البرجوازية الوسطى والصغيرة، وخطأ التحالف معها وفق أسس تمنحها دوراً هو غير دورها التاريخي، لتضع إلى الخلف الدور التاريخي للطبقة العاملة وحزبها الشيوعي العراقي، ويتبنى "المشروع بذلك موقفا ماركسياً لينيناً من البرجوازية الوسطى عبر الدعوة إلى تحييدها "وينبغي بتوطيد حلف العمال والفلاحين وجماهير المثقفين والبرجوازية الصغيرة في المدن".
3ـ يضع "المشروع" أسلوب الكفاح المسلح على رأس أساليب النضال لإسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق تلكم هي الموضوعات الثورية التي يطرحها "المشروع" فهل تضمن "المشروع" موضوعات ينبغي التحفظ عليها؟ الجواب وبكل تأكيد نعم، ويمكن إيرادها بالتالي:
1ـ في معرض تقييم ثورة 14 تموز 1958وانتكاستها التاريخية، هذا التقييم الذي جاء في سياق استعراض تاريخي لمسيرة العراق والحزب الشيوعي العراقي منذ ثورة 1920 جرى التراجع عن التقييم الوارد في المؤتمر الوطني الثاني للحزب 1970 رغم قصوره أصلاً، واعتبر سبب الانتكاس" بسبب انحسارها في الأفق البرجوازي الضيق واحتكار البرجوازية للسلطة السياسية ومعاداتها للديمقراطية، ودخلت الثورة مرحلة من الردة، وبشكل خاص في انقلاب شباط 1963، على يد الأنظمة البرجوازية الدكتاتورية والرجعية ". إن التحفظ على التقييم هذا أولاً لكونه أحادي الجانب، فهو يتناول دور القوى الأخرى، دون تقييم دور الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي، وعدم تحديد الأخطاء الذاتية التي مهدت لانتصار الرجعية وثانيا ان التقييم يتبنى ضمنيا رأي اليمين الانتهازي حين لا يتم الإشارة إلى إضاعة الحزب فرصة تاريخية لإنقاذ الثورة وحتى زعيمها عبد الكريم قاسم، عبر تحويلها إلى ثورة قادرة على إنجاز مهامها الوطنية الديمقراطية للانتقال بها إلى مرحلة الثورة الاشتراكية بقيادة حزب الطبقة العاملة، لما كان يتمتع به الحزب من قوة ونفوذ جماهيري، سياسي، عسكري. إذ كان يشكل قوة جبارة لو استثمرت لكان النصر حليف الحزب حتماً. ومثل ذلك إغفال متعمد من قبل "المشروع" لموضوعة انحراف القيادة التي سيطرت على الحزب بعد إبعاد الرفيق الشهيد سلام عادل إلى موسكو، هذا الانحراف المتمثل بالمراهنة على الاستمرار في دعم حكم الزعيم عبد الكريم قاسم باعتباره ديمقراطياً ثورياً، ورسم الآمال الطوباوية عن حتمية انحيازه إلى الطبقة العاملة في آخر المطاف، وهو قفز على حقيقة كون القيادة لم تكن تمتلك برنامجاً ثورياً لتطوير ثورة 14 تموز 1958 المجيدة.
2ـ جاءت فقرة "وبالاستناد إلى نضال الجماهير، وبتحالف حزب البعث مع حزبنا تحقق العديد من المنجزات … ص 7 تقديم" جاءت مقطوعة عن سياقه الزمني، وقد ورد بعدها الحديث عن المؤتمر الوطني الثالث، وبالمحصلة إن "المشروع" لم يرتق إلى مستوى المسؤولية في إدانة هذا التحالف مع البعث الفاشي من أساسه وليس مجرى تطوره السلبي حسب تقدير "المشروع" انه تحالف ما كان له أن يتم إطلاقاً… فالتصفيات للعناصر القيادية المعارضة لإقامة الجبهة مع البعث، خصوصاً عمليات اغتيال الرفاق الشهداء ستار خضير ومحمد الخضري وشاكر محمود، وحملات الاعتقال للكادر الحزبي، كلها جاءت ضمن سياق تصفية الجناح اليساري في الحزب لصالح…………. (ملاحظة نفتقد لصفحة مفقودة من هذه الورقة- الوثيقة للأسف فاقتضى التوضيح ـ صباح زيارة).
القسم الثاني: الضمانات التي ينبغي توفيرها.
1ـ شن حملة فكرية شاملة، لتعرية الجذور الطبقية والفكرية للتيار اليميني الانتهازي الذي ابتلى به حزبنا، ومحاربة ضيق النفس البرجوازي الصغير، الذي يضيق ذرعاً بالنضالات طويلة المدى.
2ـ تثبيت الاستنتاجات الواضحة بشأن سياسة الحزب خلال تجربتي 1958-1963، 1973-1979 وإبراز حقيقة السياسة الذيلية بكل جرأة ووضوح.
3ـ محاسبة المسؤولين عن هذه السياسات اليمينية التحريفية (قيادة وكوادر) وتطهير صفوف الحزب منهم. خصوصاً تلك العناصر التي لعبت دوراً أساسياً.
4ـ احترام حقوق القاعدة الحزبية ومنحها الحق في المساهمة في رسم سياسة الحزب، ومراقبة تنفيذ هذه السياسة.
5ـ تطهير الحزب بأكمله من العناصر الانتهازية، وتشكيل لجان محلية جديدة، ومنح حق حضور المؤتمر لكل رفيق منتخب من كونفرنس منظمته بغض النظر عن المستوى الحزبي.
6ـ تنحية جميع مرشحي اللجنة المركزية الذين رشحوا في المؤتمر الوطني الثالث 1976.
7ـ تقوية فصائل الأنصار المسلحة الباسلة، والعمل على انتشارها في الأهوار والوسط، مع منحها دوراً أكبر في رسم وتطوير سياسة الحزب وضمان تنفيذها.
8ـ عقد المؤتمر الوطني الرابع وفق رؤية تستهدف تصفية حقيقية للذهنية اليمينية، وأوضاع الوصولية التي تسود المنظمات الحزبية، تصفية فكرية - تنظيمية حازمة.
مع التقدير الرفاقي
أمين
15.10.1984
ملاحظة: أمين هو اسمي الحزبي خارج الوطن فاقتضى التوضيح … صباح زيارة الموسوي
مكتبة اليسار - فصول من كتاب يعد للنشر* عنوان الكتاب : اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة (1921-2011) - الجزء الثاني 8شباط1963-9نيسان2003 الكاتب : صباح زيارة الموسوي تاريخ نشرالمادة : 1989- جريدة الحركة
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمات في 14 نيسان وبرقية تهنئة : هلهلي أم علي بوتو فقد شنق ا
...
-
اللقاء بجلال الطالباني عشية جريمة بشتآشان : المجرم يعلن اختي
...
-
تجميد مبادرة دعوة الحزب الشيوعي العراقي لتشكيل لجنة التنسيق
...
-
كلمات في 14 نيسان وبرقية تهنئة : رفيقي وصديقي وزميلي الشهيد
...
-
من أجل تأسيس الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية : توحيد جهود
...
-
31أذار و7نيسان - تصارعا حتى الجولة النهائية: الشيوعي ترفرف ر
...
-
بين تموزين …3 تموز 1963. الجندي القائد الثوري حسن سريع يقتحم
...
-
في ذكرى 14 نيسان الطلابي : رسالة الى الشهداء قادة اتحاد الطل
...
-
بدعوة من مكتب الحزب في دمشق - مساهمتنا في احتفالية الذكرى 78
...
-
الشيوعي اللبناني والتيار اليساري العراقي في لقاء تشاوري
-
الثورة تنحصر في إطارها البرجوازي الضيق - اليسار العراقي توأم
...
-
ثورة 14 تموز 1958 الخالدة ودور الشهيد سلام عادل في التصدي لق
...
-
الشهيد الخالد سلام عادل يستعيد وحدة الحزب الشيوعي العراقي وي
...
-
رحيل القائد الشيوعي السوداني والعربي محمد ابراهيم نقد
-
الشهيدان الخالدان فهد وسلام عادل ولقاء تأريخي بينهما- اليسار
...
-
مسيرة الحزب الشيوعي العراقي الوطنية التحررية في وثائق تاريخي
...
-
متاجرة فلول البعث المتشرذمة المتشاتمة بالشعارات الطائفية وال
...
-
ما اشبه اليوم بالبارحة -انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الا
...
-
المرأة العراقية من اضطهاد النظام البعثي الفاشي الى استبداد ا
...
-
جريدة اليسار - بغداد /24-02-2012 ... موجة من التفجيرات عشية
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|