|
القراءة في المجتمع الفلسطيني بين العوائق وعوامل التشجيع
محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 10:31
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
يعاني المجتمع العربي عموماً والمجتمع الفلسطيني خصوصاً من غياب عادة القراءة ، فقد اعتمد الإنسان العربي على السمع في الحصول على المعلومات ، وذلك بسبب الفهم الخاطئ للتراكمات الثقافية في هذا المجتمع ، فقد قدم القرآن الكريم السمع على البصر في أكثر من آية ، ووردت الكلمات التي تتعلق بالبصر إما مسبوقة بنفي ، أو باعتبارها صفة لله تعالى ، وعليه فقد غلبت الثقافة السمعية على الثقافة البصرية نتيجة لهذا الفهم الخاطئ لما ورد في التنزيل الحكيم . وعلى الرغم من قصور حاسة السمع عن إدراك ما يدور في المحيط ، فقد ظل العرب يعتمدون على هذه الحاسة بشكل غير طبيعي ، لقد أثبتت العلوم الحديثة أن الإنسان سليم السمع لا يستطيع التقاط أكثر من 70% من الكلمات التي يسمعها ، ليقوم بعد ذلك بملء الفراغ ، وبالتالي يكون لدينا هامش خطأ فيما نسمعه يصل إلى حوالي الثلث تقريباً ، فما بالنا إذا كان الإنسان يعاني من نقص في قدراته السمعية ! لذلك فإن الاعتماد المطلق على السمع وحده في الحصول على المعلومات الضرورية وبناء نموذجنا الثقافي يشكل عقبة حقيقية على طريق تكوين فهم صحيح وسليم لحياتنا من أجل النهوض من كبوتنا ، ومن هنا رأت التربية الحديثة ضرورة إشراك أكثر من حاسة من حواس الإنسان عند الحصول على المعلومات الضرورية حتى نستطيع الحصول على معلومة أقرب إلى الدقة ، ولا أستطيع الادعاء بأننا يمكن أن نحصل على معلومة دقيقة بشكل مطلق مهما بلغت قدرة حواسنا ، فالنقص جزء من طبيعتنا البشرية . يمكننا أن نحدد معوقات القراءة على سبيل المثال لا الحصر في بعض الأمور ، نذكر منها ما يلي : أولا : البيت : يشكل البيت المهاد الأول للطفل ، يفتح الطفل عينيه فيرى والديه ويسمعهما، ومن خلال هاتين الحاستين ينمو إدراكه ووعيه بما يدور حوله ، وكثيرا ما يقصر الآباء في حق أطفالهم ، حيث يساهم البيت في تكوين أفكار الطفل وبناء ثقافته من خلال : 1- السمع : حيث تهدهده أمه بالغناء له أو بهز سريره ، ثم تشارك الجدة أو الجد في تكوين ثقافة هذا الطفل من خلال الحكايات المسلية . 2- البصر : حيث يقوم الوالدان إذا كانا متعلمين أو بالأحرى مثقفين بشراء بعض الكتب المصورة الخاصة ، والتي يسمح للطفل بتلوين صورها مما يشجعه على استخدام القلم والتحكم في أصابعه ، مما ينمي لديه الإحساس بالألوان وتذكي خياله . 3 - تنمية الألفة بين الطفل وبين الكتاب : لعل من أهم الضروريات في بداية حياة الطفل أن تقوم الأم أو الأب بقراءة بعض القصص المسلية أمام الطفل مما يجعله يشعر بالمتعة ويشجعه على التعلم من خلال التسلية واللعب ، ومن الضروري أن يرى الطفل والديه وهما يقرأان ولو لفترات محدودة . ولكننا نجد أن الطفل الفلسطيني محروم من ذلك بسبب الظروف المعيشية التي يمر بها الشعب الفلسطيني ، فكثير من البيوت لا تدخلها الصحف اليومية أو المجلات الأسبوعية أو الشهرية ، كما يعاني البيت الفلسطيني من عدم وجود مكتبة منزلية ، وعدم توافر الكتب الخاصة بالأطفال وغياب اهتمام الكتاب والمثقفين بالكتابة للأطفال ، فلا تكاد توجد كتب خاصة بالأطفال الفلسطينيين تجذب انتباههم وتعالج مشاكلهم ، و إن وجدت هذه الكتب فهي لا تركز على ترسيخ قيم إيجابية لدى الأطفال ، بل إنها تدفعهم إلى التفكير بالحصول على الكسب بالطرق السهلة والاعتماد على الحظ دون التفكير بالاجتهاد وتنمية القدرات الفردية للطفل ، كما تركز بعض الكتب على نشر الخرافات أو الأفكار التي تنفر الطفل وتخيفه . ثانياً : المدرسة : وهي المهاد الثاني للطفل حيث ينتقل الطفل من كنف الأسرة إلى مجتمع أوسع يلتقي من خلاله بثقافات مختلفة باختلاف البيئة التي انحدر منها الأطفال ، ولعل من أهم معوقات القراءة التي تواجه الطفل في المدرسة : 1 – المعلم : لأن معظم المعلمين لا يقرءون ، ولو قمنا بإحصاء عدد الكتب التي قرأها المعلم خلال عشرة أعوام لوجدنا أن غالبية المعلمين لا يقرءون كتابا واحدا في العام بل في عشرة أعوام عدا الكتاب المدرسي ؛ لأن المعلم ملزم بقراءته من أجل تحضير دروسه ، فهل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه ، وهل يمكن لمن لا يقرأ أن يشجع طلابه على القراءة أو على تنمية الألفة بين التلاميذ والكتاب ؟ المعلم لا يحاول الاستفادة من حصص القراءة الحرة في المكتبة بل يقوم بتحويل هذه الحصص إلى حصص تساعده على إنجاز المقرر المطلوب والذي يشكل إنجازه هاجساً لدى كل من المعلم و التلاميذ ، كما أن المعلم المسئول عن المكتبة المدرسية غير متفرغ ، المكتبة فالمدرسية تشكل عبئاً إضافياً عليه بحيث لا يجد لديه الوقت الكافي لتشجيع الطلاب على القراءة ، كما يتهرب المعلم من أسئلة التلاميذ التي تحتاج إلى البحث وكد الذهن بدلاً من الأخذ بأيدي التلاميذ وغرس عادة الحصول على المعلومة من خلال البحث في المكتبة المدرسية وقسم مصادر المعلومات . 2 – إدارة المدرسة : تشكل إدارة المدرسة معوقاً أساسياً من معوقات القراءة ، حيث تقوم هذه الإدارة بتحميل أمين المكتبة غير المتفرغ عبئاً ثقيلا ، مما يجعله يهمل أهم واجب له وهو تشجيع الطلاب على القراءة والبحث ، كما تحدد الإدارة المدرسية نسباً قسرية للجرد لا يستطيع المعلم تجاوزها ؛ مما يجبره على الحد من رغبة الطلاب في القراءة حتى لا تتلف الكتب وتتجاوز نسبة المستهلك منها تلك النسبة التي تقررها مديريات التعليم ، وبذلك تتحول المكتبة المدرسية إلى مجرد ديكور يزين المدرسة ، كما لا تخصص ميزانيات كافية لشراء الكتب اللازمة للمكتبات المدرسية والتي تناسب كلا من المعلم والطفل ، ولا تكاد توجد في مدارسنا مكتبات فصول بحيث يتعود الطلاب في كل فصل على تصنيف الكتب ونظام إعارتها ، والغريب أن كثيرا من الكتب تبقى حبيسة الرفوف يعلوها الغبار دون أن يتقدم أحد لاستعارتها ، ولعل مما يؤدي إلى عدم الاهتمام باستعارة الكتب طريقة عرضها والإعلان عنها بطريقة تخلو من التشويق ، كما تفتقر المكتبات المدرسية إلى كتب الأطفال المصورة والمصحوبة بأشرطة مسجلة . إن غرف المكتبات المدرسية يجب أن تكون جيدة الإضاءة ، جيدة التهوية بحيث لا يصاب الطفل بالخمول والكسل ، كما أن مسئولية شراء كتب المكتبات المدرسية يجب أن توكل إلى لجنة من المختصين في مجال علم نفس الطفل أو المراهق بحيث تتناسب الكتب التي يتم شراؤها مع المرحلة العمرية والعقلية والنفسية للطفل أو المراهق ، ولكن الذي يحدث أن الذي يكلف بشراء الكتب يشتري ما يتناسب مع مستواه العقلي أو مع توجهه الفكري والسياسي بدلا من أن يتناسب مع الطفل ، لأن التيارات السياسية المختلفة أصبحت تتنافس على اقتناص الأطفال واستمالتهم إلى هذا التنظيم أو ذاك . ثالثاُ : المنهاج : المنهاج لا يرتبط بواقع الطفل ولا يشجعه على القراءة ، فقد كان الطلاب الفلسطينيون في قطاع غزة يدرسون المناهج المصرية ، ويعرفون عن الأهرامات أكثر مما يعرفون عن قلعة برقوق أو المسجد العمري ، كما كانوا يعرفون أحمد شوقي وحافظ إبراهيم أكثر من معرفتهم بعبد الكريم الكرمي " أبو سلمى" أو غيره من الفلسطينيين، والمنهاج مضغوط لا يترك وقتا كافياً للقراءة الحرة ، و لا توجد حصص للقراءة الحرة في الجدول الدراسي ، وتخلو الكتب المدرسية من الصور المشوقة والملونة بألوان زاهية جميلة ، كما أن الخطوط المستعملة في طباعة الكتب لا تتناسب مع عمر التلميذ أو مع قدراته البصرية من حيث حجم الحرف أو لونه ، كما تزدحم هذه الكتب بالكلمات التي قد لا تتناسب مع عمر الطفل ومعجمه اللغوي ، وهذه الكتب غير قابلة للاستهلاك ، والمفترض أن يستخدم الكتاب لمرة واحدة يتم استهلاكه بعدها ، حتى تتاح الفرصة أمام الطفل للإجابة على تمارين الكتاب داخل الكتاب بدلا من الكراس ، وهناك تقصير واضح من التربويين تجاه الأطفال من حيث : 1 – ندرة الدراسات حول أهمية القراءة ومعوقاتها وطرق تشجيعها . 2 – وجود نقص في الكتابات الموجهة للأطفال والتي تخدم تنشئة الطفل تنشئة صالحة . 3 – عدم وجود فلسفة وطنية وتربوية فلسطينية تحدد ماهية المواطن الفلسطيني الصالح الذي نريد بناءه . رابعاً : السلطات المحلية والمجتمع : أهمل المجتمع المحلي حاجة أبنائنا للقراءة والثقافة ، ولا يكاد يوجد مخطط واضح للنهوض الثقافي وخلق جيل يحب القراءة ويمتلك القدرة على البحث للحصول على المعلومات الضرورية عن طريق الاعتماد على الذات ، كما لا يقوم المجتمع المحلي بتوفير الميزانيات اللازمة لإنشاء المكتبات العامة وتزويدها بالكتب في حال وجودها، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، لم تفكر بلدية خان يونس بإنشاء مكتبة عامة إلا في فترة متأخرة بعد أن وعدت بعض الجهات المانحة بتوفير المبالغ اللازمة لبناء مكتبة عامة في المدينة ، وقد اشترطت هذه الجهات المانحة وجود عدد مناسب من الكتب ، وقد ساعدت البلدية بتسهيل حصولها على خمسة عشر ألف كتاب أوصى المرحوم أحمد عمر شاهين قبل وفاته أن توضع في خدمة أهلنا في خان يونس أو غزة ، وقد فضلت بصفتي أحد أقاربه وصديق طفولته وشبابه أن تكون كتبه في خدمة القراء وطلبة الجامعات في مدينة خان يونس ، ومن سخريات القدر أن الكتب وضعت في المركز الثقافي التابع لبلدية خان يونس ، وبدلا من المحافظة على هذا الكنز النادر من المراجع والذي لا يوجد مثله في جامعاتنا المحلية ، وضعت الكتب دون حراسة ، ولا أدري إن تم ذلك عن قصد أو عن غير قصد ، المهم أن النيران أشعلت في الكتب في النصف الأول من مايو " آيار " 2004م ، مما أدى إلى إتلاف حوالي أربعة آلاف كتاب كما يدعون قبل حضور سيارات المطافئ التابعة للدفاع المدني ، ولم يتم حتى الآن الكشف عن ملابسات عملية الحرق وتمت التغطية على الموضوع بكل بساطة وكأن شيئاً لم يحدث، ترى هل كان الحريق مفتعلا للتغطية على ما حدث للمراجع المهمة ؟ ولماذا لم تنشر نتائج التحقيق ؟ أم أننا نأبى إلا أن نؤكد للعالم أننا شعب غير متحضر لا يحترم الكتاب ولا يحافظ عليه . لقد وجهت انتقادا شديدا لبلدية خان في عام 1977م بسبب عدم اهتمامها بإنشاء مكتبة عامة في المدينة ، وعندما تم توفير الكتب أحرقت بدم بارد ولم يحاول أي طرف أن يتابع الموضوع ، بل إن البعض تعامل مع الحدث وكأنه أمر تافه لا يستحق المتابعة ومحاسبة من أهملوا هذه الكتب مما أدى إلى خسارة ما يقرب من ربعها للأسف الشديد. وعلى الرغم من وجود بعض المؤسسات في المجتمع المحلي ، والتي تحاول أن تنمي روح القراءة ، فإن نشاط هذه المؤسسات محدود بسبب مواقف بعض التنظيمات أو الاتجاهات الفكرية التي تحاول النظر إلى الحياة بعين واحدة ولا تريد أن ترى ثقافة غير الثقافة التي تدعو إليها على الرغم من كل المبادئ تحث على القراءة والاطلاع ، وكانت كلمة " اقرأ " أول كلمة أنزلت على الرسول الكريم ، كما أن المسلمين في عهد الخلافة العباسية ترجموا أمهات الكتب اليونانية والرومانية والهندية والفارسية وصهروا هذه الثقافات في بوتقة واحدة وأسسوا أهم حضارة في ذلك العصر ، ووضعوا بذلك أسس الحضارة الغربية الحديثة ، فقد ظلت كتب العلماء العرب والمسلمين تدرس في جامعات أوربا أكثر من أربعة قرون ، ولعل الفرنسيين يعترفون بفضل العرب في المعهد الذي أسسوه في باريس تحت اسم " معهد العالم العربي " حيث يرى المشاهد سجلا حافلا بجهود ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي وجابر ابن حيان وغيرهم وغيرهم ، كما أن سنجريد هونكه الألمانية اعترفت بفضل العرب في كتابها الموسوم باسم " شمس العرب تشرق على الغرب " . وقد أهملت التنظيمات الفلسطينية في معظمها القراءة بسبب تركيزها على الفعل وإهمال دور العقل في إعادة صياغة وتشكيل المجتمع ، مما أدى إلى الكثير من الارتجال في تصرفات هذه التنظيمات ، لقد كانت حركة القوميين العرب التي تحولت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تفرض على كل عضو من أعضائها أن يقرأ كتابا كل شهر وأن يقوم بعرض ملخص له ، بحيث يستمع إلى ملخصات ثلاثة كتب في الشهر على الأقل ، لقد اهتمت التنظيمات اليسارية بتثقيف أعضائها ، لذلك فإننا نجد أن اليساريين من أكثر الناس اطلاعا وتنوعا في ثقافتهم .إن إهمال القراءة أو حصرها في اتجاه واحد يساهم في خلق مواطن متعصب ينظر إلى الحياة بعين واحدة وبعقل مغلق ينفي الآخر ولا يحاوره . كما إن الثقافة تقع في أسفل سلم اهتمامات السلطة السياسية في دول الوطن العربي ، لأن الحكام يريدون قطيعا يحكمونه بسهولة ولا يريدون مثقفين يحاسبونهم على تصرفاتهم ، إن المثقف الذي يحترم نفسه لا يجد الحد الأدنى من رعاية الحكام ، بينما تفتح الأبواب على مصراعيها أمام من يروجون لهذا المسئول أو ذاك ، بدلا من أن يشكل الكتاب والمثقفون ضمير الأمة وأن يدافعوا عن مصالحها ، ومن هنا فإن وسائل الإعلام التي تتحكم فيها السلطة السياسية لا تهتم بتوفير البرامج المناسبة للأطفال ، ولا تقدم لهم برامج تشجع على القراءة وتنمي خيالهم وتوسع مداركهم ، بل إن الأمر وصل ببعض الفضائيات العربية إلى درجة العمل على تفريغ الأطفال والشباب من كل مضمون إيجابي عن طريق التركيز على برامج تافهة مثل " سوبر ستار العرب " و " ستار ميكر " وغيرها ، كما أن بعض هذه الفضائيات تبث أقلام الرعب والعنف مما يخلق لدى الأطفال الميل نحو ممارسة العنف ضد بعضهم لتقليد أبطال المسلسلات التي تعرض في هذه الفضائيات . وقد يقوم البعض بمحاربة روح الابتكار في المجتمع ، فقد قامت مؤسسة تامر بابتكار فكرة جواز سفر القراءة بألوانه المختلفة لتشجيع الأطفال على القراءة ، فقام البعض بمحاربة الفكرة بحجة أن القائمين عليها يريدون نشر الأفكار المسيحية ، علما بأن القائمين على البرنامج لا يقومون بتحديد الكتب التي يقرأها الطفل ، بل يتركون للطفل حرية اختيار ما يقرأه من مكتبة الفصل أو المدرسة أو البيت إن وجدت فيه مكتبة ، وكم كنت أتمنى أن تقوم بعض الجهات بتوفير مكتبة متنقلة في عربات كبيرة تدور بين الأحياء والمدن لإعارة الكتب وتشجيع الأطفال والشباب على القراءة . خامسا : إخراج الكتاب : يؤدي إخراج الكتب من حيث الشكل والمضمون دوراً مهما في تشجيع الطفل أو المراهق على القراءة ، فالأطفال بحاجة إلى كتب ذات أغلفة تجذب انتباههم من حيث جمال رسوماتها وألوانها ، فالصورة قد تدهش الطفل و تثير تساؤلاته وتدفعه إلى محاولة معرفة ما بداخلها وتثير حب الاستطلاع لديه ، كما يلعب مضمون الكتاب دورا مهما في تشجيع الطفل على القراءة ، فالمضمون الجيد مهم جدا ، ومن الضروري أن يتناسب هذا المضمون مع عقلية الطفل ، ولكننا نجد أنه لا يوجه الاهتمام الكافي لإخراج كتب الأطفال التي يمكن أن تغرس لديهم عادة القراءة ، لذا لا بد من أن يشترك مختصون في علم نفس الطفل في الإشراف على كتب الأطفال بحيث تكون مناسبة من حيث الشكل والمضمون للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ، وبحيث تكون لغة الكتاب مناسبة لقاموس الطفل اللغوي ، وبحيث نؤدي إلى التراكم التدريجي في هذا القاموس ، ولعل ارتفاع أسعار الورق وبالتالي ارتفاع أسعار الكتب في العالم الثالث أدى إلى عزوف الكثيرين عن القراءة . سادسا : الوضع الاقتصادي : أدى انهيار الوضع الاقتصادي في المجتمع الفلسطيني إلى التركيز على الحاجات الأساسية التي تساعد الإنسان على البقاء حيا مثل الطعام والشراب والكساء المتواضع ، وربما أهمل الكساء لتوفير لقمة العيش وبتنا نشاهد الكثير من الأطفال الحفاة الذين لا ينتعلون أي نوع من الأحذية ، وقد قمت عام 1998م بعمل استبيان شمل 137 طالبا في الصف الثالث الإعدادي فتبين لي من الاستبيان أن عشر أسر من بين ال 137 أسرة يملكون جهاز حاسوب وأن من يستعمل الحاسوب ثلاثة منهم فقط ، بينما تشتري ثماني أسر صحيفة يومية ، و 22 أسرة يشترون الصحيفة مرة في الأسبوع لمتابعة أخبار الرياضة أو إعلانات الوظائف و الجامعات ، أما من يملكون مكتبة منزلية محدودة فلا يزيدون عن 13 أسرة، كما تبين أن 31 طالبا فقط يقرءون كتبا خارج المقرر الدراسي، بينما هناك 3 فقط يشترون كتابا واحدا في الشهر ، وهناك 13 طالباً لديهم كتب أطفال في المنزل و12 طالباً يستخدمون المكتبة المدرسية ، أما من يقرءون الكتب الدينية فعددهم عشرة طلاب ، في حين بلغ عدد من يقرءون كتب الألغاز 31 طالباً ، وهناك 25 طالباً يزورون مكتبة المدرسة مرة واحدة في الأسبوع . أما بالنسبة للتلفزيون فقد تبين من الاستبيان أن معظم التلاميذ يشاهدون برامج التلفزيون المصري وخصوصا برامج الأطفال ( 137 ) تلميذاً ، بينما رأى كل الطلاب أن التلفزيون الفلسطيني مقصر في حقهم وأنه لا يقدم برامج تشجع على القراءة ، كما تبين أن كل الأطفال لا يستمعون إلى برامج إذاعية تشجع على القراءة ، في حين أن 35 منهم يستمعون إلى قصص الجدين أو الوالدين . من النتائج السابقة يتبين لنا أن السماع هو المصدر الأساسي لحصول الطفل على الثقافة ، وأن الأطفال في غالبيتهم استخدموا حاسة البصر لمشاهدة برامج التلفزيون ، واقتصر استعمال هذه الحاسة في القراءة خارج المقرر المدرسي على عدد محدود منهم ، بينما استخدم كل الطلاب هذه الحاسة لمشاهدة برامج التلفزيون .
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمنيات مواطن فلسطيني غلبان
-
الزمان والمكان في القصة القصيرة
-
البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة بين التشابه والاختلاف
-
من دفتر الاجتياح
-
جدار السلام هو الضمانة الأكيدة للسلام
-
قراءة نقدية في ديوان - تأملات الولد الصعلوك - للشاعر : باسم
...
-
العناصر الفنية في القصة القصيرة
-
ملاحظات حول القانون رقم 5 / 96الخاص بانتخابات المجالس المحلي
...
-
الذاكرة المثقوبة
-
انتخابات الرئاسة في فلسطين والحملة الانتخابية
-
الصعوبات التي تواجه المثقف الفلسطيني
-
ورقة عمل حول الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
-
الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية
-
ما وراء النص في ديوان - البدء ... ظل الخاتمة - للشاعر توفيق
...
-
الزمن في بعض الروايات المحلية
-
الانتخابات الفلسطينية
-
لديمقراطية الأمريكية والحرب النظيفة
-
حول قضية العملاء
-
ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة
-
البنية الروائية عند بعض الروائيين في غزة
المزيد.....
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
-
عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي
...
-
غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب
...
-
أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|