متى نستعد ؟

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 13:58
المحور: عالم الرياضة
    

هكذا هم دائما . الفوضى والصدفة هما المتحكمتان في عملهما منذ أن عرفناهم، إذ لا يوجد في ثقافتهم قضية اسمها التخطيط . يبدو أن التخطيط يعد من المحرمات في ثقافة الاتحاد العراقي لكرة القدم وبالتالي في عمله والا كيف نفسر وضعية منتخبنا الوطني لكرة القدم المتأهل الى التصفيات الأخيرة لكأس العالم الذي لم يحدد له الى هذا اليوم أي منهج استعدادي قبل دخوله معترك التصفيات الذي لم يتبق عليه الا أسابيع قليلة.
لقد وضع المدرب زيكو برنامجه الاستعدادي على طاولة الاتحاد العراقي لكرة القدم منذ شهر تقريبا ، لكننا لم نر أي تحرك حقيقي لتنفيذ هذا البرنامج من قبل هذا الاتحاد. من المؤكد أن برنامج زيكو يتضمن اجراء مباريات تجريبية، فضلا عن اقامة معسكرات تدريبية خارجية ومن المؤكد أيضا أن هذه المباريات والمعسكرات بحاجة الى تخطيط دقيق من أجل تثبيتها وليس الاعتماد على الصدفة كما جرى في مناسبات عديدة كانت حصيلتها فقرالفائدة الفنية نظرا لضعف الفرق، لاسيما منها منتخبات دول الجوارالتي دائما تكون هي الجانب الآخر للاستعداد .
المنتخب العراقي بحاجة الى اجراء مباريات تجريبية مع منتخبات متقدمة في مرحلة استعداده القادمة وهذا الأمر يتطلب التخطيط الحقيقي الذي من أهم مقوماته عامل احترام الوقت فاتحادات الدول تخطط لمنهاجها الرسمي والتجريبي منذ وقت مبكر فمثلا الاتحاد الاسترالي قد رتب وضعه الاستعدادي لمباريات المرحلة الأولى من التصفيات بعد أن تأكد من تأهل منتخبه الى الدور الأخير مباشرة ، إذ حدد معسكراته التدريبية مثلما حدد مبارياته التجريبية التي تسبق مباراته الأولى والثانية، فضلا عن وضع منهاجه الاستعدادي قبل دخوله مباريات الجولة الثانية، وهكذا هو الأمر بالنسبة للمنتخب الياباني وحتى المنتخب اللبناني.
أما اتحادنا فلازال منشغلا بترتيب مباراة تجريبية يتيمة منذ أسابيع عديدة ولم يتمكن من تحديد موعد اقامتها الى يومنا هذا فقد سمعنا تصريحات صادرة من بعض أعضائه تؤكد على اقامة هذه المباراة في موعد معين، لكن الاتحاد المصري لكرة القدم نفاه، بل حتى أنه نفى الاتفاق على اقامة هذه المباراة التجريبية ومازالت المفاوضات مستمرة لتحديد موعد جديد لاقامتها وربما سيحصل بعد نهاية التصفيات، أو ربما بعد نهاية بطولة كأس العالم !!.
هذه كارثتنا مع اتحاد الكرة العراقي وهي حالة ليست جديدة . يبدو أنهم تمكنوا من تعويدنا على الفوضى والصدفة، أو هكذا يتصورون وتلك هي الكارثة.
نريد أن يتأهل منتخبنا الى نهائيات كأس العالم وأن يتحقق الحلم الذي انتظرناه طويلا وبالتحديد منذ العالم 1986 والحقيقة هي أننا نطالب الاتحاد لتحقيق هذا الحلم، لاسيما أن الفرصة هذه المرة كبيرة في ظل وجود المدرب المعروف زيكو وفي ظل عودة بعض اللاعبين الكبار الى مستوياتهم الفنية العالية.
نعم الفوضى لازالت مستمرة وقد أثرت بشكل واضح على استعدادات منتخبنا الوطني قبل دخوله معترك مباريات المرحلة الأولى من التصفيات، لكننا نتأمل أن يتهيأ الاتحاد بشكل صحيح للمراحل القادمة والأمر لا يحتاج الى عبقرية، فهو بحاجة الى عمل جاد ومخلص وأن يفهم الاتحاد أن الهدف من وراء ذلك انجاز قضية مهمة تساهم في ادخال الكرة العراقية التاريخ الرياضي من أوسع أبوابه وسيكون للاتحاد الدور الكبير في تحقيق هذا الانجاز.

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات