|
مآسات شيطانية .. ليست الهية !!
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 13:00
المحور:
المجتمع المدني
مآسات شيطانية .. ليست الهية !! ما هي المآسات التي يعاني منها المعوق في الدول الأسلامية وما هي الفرص والخدمات التي تُقدم لهؤلاء المعاقين ومَن الذي يهتم بهذه المآسات الشيطانية ( الالهية ) في الدول الاسلامية ( كنا في السابق نقول العربية والاسلامية ولكن بعد التقدم والتطور والتحسينات التي اجريّت اُلغيت كلمة العربية فأصبحت الاسلامية فقط ) ؟.. عصر السرعة والانترنت ... عندما يُجرى لقاء مع اي فنان او فنانة وخاصة من فنانات عصر تغير الشكل ونفخ الشفايف وتقديم الدعامية الأمامية ورفعها بعض السنتمترات وشد وسحب الدهون من الواجهة الخلفية وتغير لون الأضوية الأمامية الى الوان القطط ويُسألن عن رأيهن في الفنانة والزميلة الفلانية تقول : بصراحة لا احب ان اذكر الأسماء حتى لا انسى اسم واظلم فنانة قد انسى اسمها بالصدفة . وعندما يُسألّن عن رأيهم في الكاتب الفلاني او المفضل عندهن او عن الملحن المفضل او عن الشخصية الفلانية او عن السياسيين الماهرين ( وما اكثرهم ) يكون الجواب هو هو نفسه لا احب اذكر الأسماء مع حفظ الألقاب . ولكن عندما يٌسألن عن اللآعب المحبوب والمفضل يكون الجواب وبسرعة كبيرة : مسي ، وكريستيانو رونالدو ( حياتي هذا ) . لا اعلم لماذا يذكروا الأسماء هنا ولا يخافوا ان يظلموا باقي اللآعبين ؟؟ . وانا ايضاً اليوم سوف لا اذكر اسم الزميل المهني الذي اجرى القاء مع اربعة من المكفوفين السعودين حتى لا اظلم باقي زملاء المهنة ( ليش هيفا احسن مني )( آخ لو اعرف ماذا تقولون عني الآن ) ؟؟ وما شدني وسحب انتباهي الى هذا اللقاء والذي كان على العربية هو انه : كان اللقاء مع اربعة مكفوفين دون وجود لبصير معهم حتى يكذب ويرد نيابة عنهم . ولكن وللأسف لم اشاهد إلا جزء بسيط من اللقاء لأن كانت الفضائيات الاخرى تنقل مفاجئات المقدسي بإلغاء اتفاقية كوفي عنان ( مرة انان ومرة عنان ) مع الحكومة السورية وفي نفس الوقت كانت هناك مباراة بين فالينسا الأسباني وريال مدريد الكريستياني ( حياتي هذا ) وبعد الأخذ والرد طويلاً وبعد ان ارتفع الضغط الى اعلى المراتب من المقدسي ( الناطق بإسم الحكومة السورية ) وبين ما سمعته من المكفوفين قررت ان اتابع رونالدو ( حياتي ) وبعد ان هدأ الضغط وعادت الطائرات العربية من قصف افران الخبز الحار الإيراني الى قواعدها سالمة غانمة ( جابت كل الأغنام والماعز معها ) عدتُ انا وعاد معي الضغط الى قواعده غانماً ماعزاً وبسرعة الى برنامج لقاء مع المكفوفين كان الوقت قد داهمني وانتهت الحلقة وعاد المقدسي للتشاور عن اللعبة الجديدة القادمة ( الفأر والقط او القط والفأر ) عبالكم ماكو فرق ؟ روحوا اسألوه ) .. ولكن كل ما سمعته من المقابلة مع المكفوفين بأن هناك 159 الف مكفوف و400 الف ضعيفي البصر في السعودية فقط ... وان نسبة 15 % فقط من ضعيفي البصر يتلقون بعض الرعاية الاجتماعية من الحكومة الملكية اما المكفوفين ( هسة وقتهم ) ؟؟.. ولهذا قررت ان القي نظرة سريعة جداً الى باقي المكفوفين في الدول الاسلامية الاخرى ( سترك يا رب ) ، فسافرت الى باكستان ولكن عبرت عن طريق الأجواء الهندية وفي طريق العودة تعرجتُ الى ايران وقادتني الطائرة الغبية ( لم اعلم جنسيتها ولكن المضيفة الجميلة كانت تتكلم العربية الفصحى ممزوجة ببعض من الكلمات الفارسة المزيّنة بلهجات خليجية على مغربية جزائرية ولكن رائحة الطعام كانت مصرية وقامة المضيفة تدل على الرشاقة اللبناينة السورية سارقة بعض السمار العراقي وكانت ترتدي الكوفية الفلسطينية ) الى السودان ومن ثم الى باقي الدول الاسلامية ( سوف لا اذكر اسماء حتى لا اظلم اي دولة ) .. تصوروا معي اخوتي المكفوفة كم هو عدد المكفوفين والمعاقين الموجودين في مصر ام الدنيا وفي باقي الدول الاسلامية الاخرى ؟؟ نصف باكستان والهند مكفوفين ومعاقين .. انها فعلاً مآسات حقيقية عندما تدخل الى هذا العالم الصعب سترى : ماذا سترى نصف شعوب تلك الدول معوق ( بصري ، جسدي ، سمعي ، عقلي ، نفسي ....الخ ..) وهذا الرقم والعدد سيزداد بشكل مضطرب بعد الانتخابات المصرية القادمة ( من اليوم قالوا لو فاز عمر سليمان فإنها مزوّرة وسننزل الى الشارع ) ( وكأن الشعب كله نائم في الشوارع ولا يحتاج إلا الى حركة بسيطة ) ؟؟.. لا احد ( قليل ) يعلم كيف يعانون هؤلاء المعاقين في حياتهم اليومية وكم هي ايضاً صعوبة الأهل في هذه المشكلة وهذا الجانب ؟ ولا احد يعلم ماهي الرعاية التي تُقدم لهم من قِبل الحكومات ( صفر ) نعم قد تصل الى الصفر احياناً وقد ترتفع قليلاً في بعض الدول الحارة .. هنا في قندهار اقصد الدول الغربية الملحدة اخلاقياً هناك مئآت الآلاف من المراكز الأجتماعية والرعايتية والخدمية لهؤلاء المعاقين . وتقدم لهم كل الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية وبكل انواعها وتصل احياناً الى المسائل الجنسية نفسها اقصد ( لا تروحوا بعيد قصدي شريف ) يتم مساعدتهم في ارتباط بالصداقات وحتى المساعدة في اختيار شريك العمر من نفس الأقسام .. بالإضافة الى إيجاد كافة انواع العمل الذي يتناسب مع مؤهلاتهم وطاقاتهم مقابل اجور تساعدهم على سد بعض الحاجيات الضرورية وبالتالي يرفغوا الضغط من على كاهل الأهل في هذا الجانب ايضاً وبذلك لا يتحمل الأهل اعباء هؤلاء اطفال الرب ، وفي نفس الوقت يقضوا اوقات طويلة في هذه الأعمال وبالتالي تقلل عنهم حالة الملل ( بالرغم من انشغالهم بلعبة القط والفأر بين كوفي والمقدسي ) .. وليس كما هو الحال في الدول المؤمنة والتي يُحبس فيها المعاق في كل مناسبة وغير مناسبة في غرف خاصة او فوق السطوح ( حتى لا يسمع الزائر اصواتهم ، هو احنا ناقصيت صياح وعياط ) ؟؟.. ان تكاليف مساعدة هؤلاء المرتزقة والمندسين والذين غضب الله عليهم حتى قبل ان يلدوا باهضة كثيراً ، لأن الاجهزة المختصة لهذا النوع من الرعاية عالية الكلفة مثل الكمبيوترات الخاصة واجهزة البصر والقراءة والكتابة والسمع وغيرها فكم دولة عربية تستطيع ان تُقدم هذه الخدمات لهم ؟ ( يجب في هذه الحالة ان يتوقفوا عن عقد الصفقات الخيالية وبالتالي يخسروا الأرباح الموسمية والتي تدخل الى الجيوب الخاصة ). فكم دولة اسلامية مهتمة بهذا الجانب ؟ بينما في الدول الملحدة هناك مدارس خاصة ، ومعامل خاصة ، وتجمعات خاصة ، ومناطق عبور خاصة ، واضوية مرورية خاصة ، وحتى كلاب مدربة لهذا الغرض خاصة . فلوا نظرنا قليلاً ( بالرغم من اننا لا نملك العيون ) وشعرنا قليلاً ( بالرغم من اننا لا نشعر كثيراً ) وتأملنا قليلاً ( بالرغم من اننا ابو التأميل ) ودخلنا الى هذا العالم وفي الدول المؤمنة سنرى مآسات حقيقية لهؤلاء المظلومين من قِبل الرب وفي نفس الوقت معانات كبيرة لذويهم .. فالمعنات كبيرة جداً وخاصة في ظل الربيع الأسلامي الجديد .. ولكنها حتماً مآسات شيطانية لأن الرب سوف لا يشارك في مثل هذه الجرائم ( اي نعم هو لا يتدخل ) ولكنه لا يشترك .. لا اعلم مَن هو المجرم ابن الشيطان الذي قال : الساكت عن الحق شيطان اخرس ؟؟. المخرج ينظر اليّ بعيون حادة ويقول : طَوّلتها كافي .. انني سعيد بإيجاد مثل هذه المواضيع الجديدة والتي سوف اتخصص فيها من الآن وساعداً لأنها الأسهل و ( بدون حرق الأعصاب ) في الكتابة للسياسة والطابور الثامن وكذلك تنشر المقالة فيها بِيُسر وسهولة ولا نحتاج الى حبابي الضغط ولا إعادة كتابة المقالة اكثر من مرة ولا اقوم بتغير العنوان خمسة مرات باليوم ولا يذهب جهدي هدراً وبهتاناً ( بهتاناً هنا ليست البهتانة التي تعرفونها ) ..( جماعة الحوار المتمدن انتم لستم المقصودين فلا تُفكروا بالحصار من الآن ) .. شكراً للزميل داود الشريان الذي اجرى هذا اللقاء ... ولكن في المقابل إذا كانت عيوننا نحن المبصرين تُغلق بسبب الرقابة الفكرية المفروضة علينا وإذا كانت اقلامنا نحن الغير المعاقين تُقيد بالسلاسل الرقابية فأصبح كل الشعب الأسلامي مكفوف ومعاق ومقيد فكيف تستطيع هذه الدول ان تقدم الخدمات لشعب بأكمله معاق ومكفوف ؟؟. الآن تأكدت بأنهم على حق وانني كنت المخطأ ( عالأساس هذه اول مرة ) ؟؟... نيسان سمو 15/04/2012
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل بلد لا تحصد فيه الفتاة الميداليات الذهبية في الأولمبيات ه
...
-
لماذا أجاز الداعية المغربي عبدالباري الزمزمي للفتاة بإستعمال
...
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|