|
عناصر ومجالات جودة التعليم الجامعي
سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 11:32
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
عناصر ومجالات جودة التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ تَتَوَزَّعُ عناصر ومجالات جَوْدَةُ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ عَلَى ثَمَانِيَّةِ مَحَاوِرٍ هِيَ : المُحْوَرُ الأَوَّلُ : الطَّلَبَةُ يُعَدُّ الطَّالِبُ أَحَدُ مَحَاوِرِ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الأَسَاسِيَّةِ ، وَهَوَ مِنَ المُكُوِنَاتِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُنْشِئَتِ الجَامِعَةُ وَالكُلِّيَّةُ، وَإِنَّ جَوْدَةَ التَّعْلِيْمِ تَسْتَدْعِيَ وُصُوْلَ المُتَعَلِّمِيْنَ إِلَى مُسْتَوَيَاتٍ تَعْلِيْمِيَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَطَنِيَّاً، وَقَابِلَةٍ لِلْقِيَاسِ مُوْضُوْعِيَّاً ، وَتَتَعَدَّدُ مُؤَشِّرَاتُ الجَوْدَةِ المُرْتَبِطَةِ بِهَذَا المُحْوَرِ وَهِيَ: المُؤَشِّرُ الأَوَّلُ : انْتِقَاءُ الطَّلَبَة تُمَثِّلُ الانْتِقَائِيَّةِ فِي سِيَاسَةِ قَبُوْلِ الطَّلَبَةِ إِحْدَى المُمَارَسَاتِ الشَّائِعَةِ فِي الجَامِعَاتِ وَالكُلِّيَّاتِ، لِأَنَّ الجَامِعَاتِ وَالكُلِّيَّاتِ الَّتِي تَنْتَقِي طَلَبَتِهَا تَمْتَازُ عَلَى الجَامِعَاتِ وِالكُلِّيَّاتِ الأَقَلَّ انِتِقَاءً . إِنَّ انْتِقَاءَ الطَّلَبَةِ وَقَبُوْلَهُمُ يُمَثِّلُ الخُطْوَةَ الأَوَّلى فِي جَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ، يَلِيْهَا التَّفَاعُلُ الإِيْجَابِيِّ بَيْنَ الطَّلَبَةِ وَهِيَئَةِ التَّدْرِيْسِ وَالقِيَادَةِ الإِدَارِيَّةِ فِي الجّامِعَةِ وِالكُلِّيّة، وَهَذَا التَّفَاعُلُ يَشْمُلُ قَاعَاتِ الدَّرْسِ ، وِالمُجْتَمَعِ ، وَالأَنْشِطَةِ اللَّا مَنْهَجِيَّةِ، وَيَتُمُّ الانْتِقَاءُ مِنْ طَرِيْقِ اخْتِبَارَاتِ الاسْتِعْدَادَاتِ الدِّرَاسِيَّةِ لِتَحْدِيْدِ مَدَى اسْتِعْدَادِهِمُ عِلْمِيَّاً، وَذِهْنِيَّاً لِلْاسْتِيْعَابِ وَالإِفَادَةِ مِنْ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ . المُؤَشِّرُ الثَّانِي : نِسْبَةُ عَدَدِ الطَّلَبَةِ لِعُضْوِ هِيَئَةِ التَّدْرِيْس ، ويَجِبُ أَنْ تَكُوْنَ هَذِهِ النِّسْبَةُ فِي حُدُوْدٍ مَقْبُوْلَةٍ تَتَحَقَّقُ فِيْهَا الكِفَايَةُ وَالفَاعِلِيَّةُ لِلْعَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ . المُؤَشِّرُ الثَّالِثُ : مُتَوَسِّطُ تَكْلُفَـِة الطَّالِبِ ، تُقَاسُ الجَوْدَةُ بِوَسَاطَـِة مُعَدَّلِ الإِنْفَاقِ عَلَى كُلِّ طَالِـبٍ وَيُعَدُّ هَذَا المُؤَشِّرُ مُهِمٌّ لِلْجَوْدَةِ ، إِلَّا إِنَّهُ لَيْسَ المُؤَشِّرَ الوَحِيْدَ لِقِيَاسِ الجَوْدَةِ ، لِأَنَّ نَوْعِيَّةَ الإِدَارَةِ ،وَالتَّشْغِيْـلِ، وَالتَّوْجِيْهِ، وَالتَّحَكُّـمِ وَالتَّنْشِيْطِ وَالتَّحْفِيْزِ وَالكِفَايَةِ المُجْتَمَعِيَّةِ وَالمُؤَسَّسَـيَّةِ، كُـُّل ذَلِكَ يَـْدخُـلُ كَعَوَامِـلٍ مُؤَثِّـرَةٍ فِي نَـوْعِ الإِنْفَـاقِ. المُؤَشِّرُ الرَّابِعُ : الخَدَمَاتُ الَّتِي تُقَدِّمُهَا الجَامِعَةُ وَالكُلِّيَّةُ لِطَلَبَتِهَا، وَتَشْمُلُ الخَدَمَاتِ الصِّحْيَّةِ وَالأَقْسَامِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَالمَعُوْنَاتِ المَالِيَّةِ، وَالتَّوْجِيْهِ وَالإِرْشَادِ، وَالمُوَاصَلَاتِ . المُؤَشِّرُ الخَامِسُ: دَافِعِيَّهُ الطَّلَبَةِ وَاسْتِعْدَادُهُمُ لِلْتَعْلِيْمِ، وَيُعَدُّ مِنْ العَوَامِلِ الَّتِي تَتَوَقَّفُ عَلِيْهِا جَوْدَةُ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى وُجُوْدِ دَوَافِعِ قَوِيَّةٍ لِبَدْءِ التَّعْلِمِ وَاسْتِمْرَارِهِ وَحَفْزِهِ وَإِتْقَانِهِ وَتَهِيِّئَةِ الظُرُوْفِ المُنَاسِبَةِ لِلْمُتَعَلِّمِيْنَ قَبَلَ بَدْءِ المَرْحَلَةِ الدِّرَاسِيَّةِ . المُؤَشِّرُ السَّادِسُ: نِسْبَةُ المُتَخَرِّجِيْنَ مِنَ الجَامِعَةِ، وَالكُلِّيَّةِ إِلَى مَجْمُوْعِ المَقْبُوْلِيْنَ ضِمْنِ المُدَّةِ النِّظَامِيَّةِ، وَنِسْبَةِ الَّذِيْنَ التَحَقُوْا مِنْهُمُ بِالدِّرَاسَاتِ العُلْيَا . المُؤَشِّرُ السَّابِعُ: ارْتِبَاطُ قَبُوْلِ الطَّلَبَةِ الجَامِعِيِّيْنَ بِحَسَبِ الكُلِّيَّاتِ، وَالتَّخَصُّصَاتِ بِمُتَطَلَّبَاتِ احْتِيَاجِ البَلَدِ، عَلَى أَنْ يَكُوْنَ ذَلِكَ مُخَطَّطَاً بِأُسْلُوْبٍ يَضْمِنُ تَدَفُّقُ الخُرِّيْجِيْنَ بِالْكَمِّ وَالكِيْفِ ضِمْنَ سَقْفٍ زَمَنِيٍّ مُحَدَّدٍ وَمُرْتَبِطٍ ارْتِبَاطٍ وَثِيْقٍ بِسِيَاسَاتِ البَلَدِ الاقْتِصَادِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ . المُؤَشِّرُ الثَّامِنُ : تَقْوِيْمُ الأَدَاءِ التَّعْلِيْمِيِّ الجَامِعَيِّ يَتَطَلَّبُ رَفْعِ كِفَايَةِ وَجَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ إِلَى مَعَايِيرِ تَقْيِيْمٍ وَاضِحَةٍ وَمُحَدَّدَةٍ يَسْهُلُ اْسْتِعْمَالِهَا وَالقِيَاسِ عَلِيْهِا، وَعِنْدَئِذٍ يَسْتَلْزِمُ هَيَكَلَةً الأَنْشِطَةِ وَالفَعَالِيَّاتِ عَلَى وِفْقِ تِلْكَ المَعَايِيرِ وَمُسْتَوَيَاتِ الأَدَاءِ . المُؤَشِّرُ التَّاسِعُ : مُسْتَوَى الخُرِّيْجِ الجَامِعِيِّ يَتَرَاوَحُ مُسْتَوَى الخِرِّيْجِيْنَ بَيْنَ الجِيِّد وَالمُتَوَسِّطِ وَالضَّعِيْفِ فِي النَّوَاحِيَ العِلْمِيَّةِ وَالعَمَلِيَّةِ، إِنَّ نِسْبَةَ المُمْتَازِ وَالجِيِّدِ جِدْاً قَلِيْلَةً جِدْاً قِيَاسَاً إِلَى حَجْمِ الطَّلَبَةِ، وَهَذَا المُؤَشِّرُ يُشِيْرُ إِلَى تَدَنِّي مُخْرَجَاتِ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ، وَفِي أَقَلِّ تَقْدِيْرِ يَجِبُ أَنْ يَنْطَبِقَ تَوْزِيْعُ المُنْحَنِي الطَّبِيْعِيِّ عَلَى المُخْرَجَاتِ كَمُؤَشِّرٍ مَقْبُوْلٍ لِجَوْدَتِهَا المُحْوَرُ الثَّانِي : أَعْضَاءُ هِيَئَةِ التَّدْرِيْسِ إِنَّ عُضْوَ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ هُوَ الأَسَاسُ عَلَى اعْتِبَارِ أَنَّ التَّرْبِيَةَ صِنَاعَةٌ تَسْتَثْمِرُ العَامِلَ البَشَرَيَّ بِشَكْلٍ مُكَثَّفٍ ، وَلَهُ دَوْرٍ أَسَاسٍ وَبَارِزٍ فِي إِنْجَازِ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَالسَّعِيُ لِتَحْقِيْقِ مَرَامِي الجَامِعَةِ وَالكُلِّيَّةِ، وَيُقْصَدُ بِجَوْدَةِ عُضُو هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ امْتِلَاكِهِ لِكِفَايَاتٍ تَتَّصِلُ بِالمَوَادِ الدِّرَاسِيَّةِ، وَخَصَائِصِ الطَّلَبَةِ، وَتَخْطِيْطِ التَّعْلِيْمِ، وَتَكْيِيْفِ التَّعْلِيْمِ، وَإِدَارَةِ الصَّفِّ، وَتَقْوِيْمِ الطَّلَبَةِ وَالعِلَاقَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ، وَالأَبْعَادِ الاجْتِمَـاعِيَّةِ لِمَهْنَةِ التَّعْلِيْمِ، وَكِفَايَاتِ مِهَنِيَّةٍ عَامَةٍ . وَيَقُوْمُ هَذَا المُحْوَرُ عَلَى مُؤَشِّرَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ هِيَ : المُؤَشِّرُ الأَوَّلُ: حَجْمُ أَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ وَكِفَايِتِهِمُ إِلَى الحَدِّ الَّذِي يَسْمَحُ بِتَغْطِيَّةِ جَمِيْعِ الجَوَانِبِ المَنْهَجِيَّةِ لِلْمَوَادِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَبِحَسَبِ الاخْتِصَاصِ . المُؤَشِّرُ الثَّانِيُ : الكِفَايَاتُ التَّدْرِيْسِيَّةُ لأَعْضَاءِ الهَيْئَةِ التَّدْرِيْسِيَّةِ، وَلَابُدَّ مِنْ تَحْدِيْدِ مَعَايِيرٍ لِلْمَعَارِفِ، وَالمَهَارَاتِ الَّتِي يَتَوَقَّعُ أَعْضَاءُ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ امْتِلَاكِهِمُ لَهَا وَمَدَى نُمُوِّهِمُ المِهَنِيِّ المُسْتَمِرِّ فِي مَجَالِ الاخْتِصَاصِ . المُؤَشِّرُ الثَّالِثُ : مُسَاهَمَةُ أَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ فِي خِدْمَةِ المُجْتَمَعِ المُحِيْطِ بِهِمُ . المُؤَشِّرُ الرَّابِعِ : مُسْتَوَى التَّدْرِيْبِ وَالتَّأهِيَلِ الأَكَادِيْمِيِّ لِأَعْضَاءِ الهَيْئَةِ التَّدْرِيْسِيَّةِ . المُؤَشِّرُ الخَامِسُ : الإِنْتَاجُ العِلْمِيُّ لِأَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ، وَتَتَمَثَّلُ الجَوْدَةُ الفِكْرِيَّةُ لِأَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ فِي اخْتِيَارِهِمُ المُوْضُوْعَاتِ البَحْثِيَّةِ الَّتِي تَتَّسِمُ بِالعُمْقِ وَالإِبْدَاعِيَّةِ، وَيُعَدُّ حَجْمِ المَنْشُوْرِ فِي المَجَلَّاتِ الرَّصِيْنَةِ مِقِيَاسَاً غَيْرَ مُبَاشِرٍ لِجَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ . المُؤَشِّرُ السَّادِسُ : مُسْتَوَى عُضُوِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ العِلْمِيُّ، وَمَدَى تَفَرِّغِهِ لِمَهَامِهِ التَّدْرِيْسيَّةِ . المُؤَشِّرُ السَّابِعُ : المُشَارَكَةُ الفَاعِلَةُ لِعُضْوِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ فِي الجَمْعِيَّاتِ العِلْمِيَّةِ وَالِمهَنِيَّةِ وَغِيِرِهَا. المُحْوَرُ الثَّالِثُ : المَنَاهِجُ الدِّرَاسِيَّةُ تُعَدُّ المُوَازَنَةُ بَيْنَ الأَصَالَةِ وَالمُعَاصَرَةِ فِي إِعْدَادِ المَنَاهِجِ مِنْ حَيْثِ المُسْتَوَى، والمحتوى، وَالطَّرِيْقَةِ وَالأُسْلُوْبِ مِنَ العَوَامِلِ المُرْتَبِطَةِ بِجَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ وَيَرْتَبِطُ هَذَا الجُزْءُ مِنَ المَعَايِيرِ بِالمَدَى الَّذِي يُمْكِنُ فِيه لِلْمَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةِ أَنْ تُنَمِّيَ قُدْرَةَ الطَّالِبِ عَلَى تَحْدِيْدِ مُشْكِلَاتِهِ وَحَلِّهَا، وَالفَهْمَ وَحُسْنَ التَّقْدِيْرِ لِخَصَائِصِ المِهْنَةِ وَمُمَارَسَاتِهَا، وَالمَقْدِرَةَ عَلَى الاحْتِفَاظِ بِالمَهَارَةِ الِمهَنِيَّةِ،إِذ إِنَّ أَوْلَوِيَّةَ جَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ تَسْتَدْعِيَ تَحْسِيْنِ المَنَاهِجِ وَأَسَالِيْبِ التَّعْلِيْمِ وَالتَّقْوِيْمِ وَبِيْئَةِ التَّعَلُّمِ. المُحْوَرُ الرَّابِعُ: القِيَادَةُ الإِدَارِيَّةُ فِي الكُلِّيَّةِ تُعَدُّ القِيَادَةُ الإِدَارِيَّةُ فِي الكُلِّيَّةِ أَمْرَاً حَتْمِيَّاً لِجَوْدَتِهَا وَتَتَوَقَّفُ إِلَى حَدٍ كَبِيْرٍ عَلَى القَائِدِ، وَيَدْخُلُ فِي جَوْدَةِ القِيَادَةِ جَوْدَةُ التَّخْطِيْطِ الاسْتِرَاتِيْجِيِّ وَمُتَابَعَةِ الأَنْشِطَةِ الَّتِي تَقُوْدُ إِلَى ثَقَافَةِ الجَوْدَةِ وَمِنْ أَبْرَزِ مُؤَشِّرَاتِهَا :- المُؤَشِّرُ الأَوَّلُ : التِزَامُ القِيَادَةُ الإِدَارِيَّةُ العُلْيَا بِالجَوْدَةِ، وَعَلِيْهَا تَتَوَقَّفُ جَوْدَةِ أَدَاءِ الجَامِعَةِ وَالكُلِّيَّةِ المُؤَشِّرُ الثَّانِي: مَنَاخُ العِلَاقَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ الطَّيِّبَةِ بَيْنَ الطَّلَبَةِ وَأَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ وَقِيَادَةِ القِسْمِ وَقِيَادَةِ الكُلِّيَّةِ يُؤَدِّي إِلَى أَدَاءٍ كُفءٍ وَهَذَا يَتَطَلَّبُ اتِّصَالَاتٍ جِيْدَةٍ بَيْنَ مُنْتَسِبِيِ الكُلِّيَّةِ . المُؤَشِّرُ الثَّالِثُ : اخْتِيَارُ القِيَادَاتِ الإِدَارِيَّةِ وَتَدْرِيْبُهُمُ بِمُوْجِبِ مَعَايِيْرٍ قِيَاسِيَّةٍ فِي ضَوْءِ الحَاجَةِ وَالتَّخَصُّصِ . المُحْوَرُ الخَامِسُ : الإِمْكَانَيَّاتُ المَادِّيَةُ تَتَعَدَّدُ الإِمكَانَيَّاتُ المَادِّيَةُ فِي الكُلِّيّة حَيْثُ تَشْمُلُ المَبَانِيَ وَالإِضَاءَةِ وَالتَّهْوِيَةِ، وَالمَقَاعِدِ وَالصَّوْتِ ،وَالمَكْتَبَاتِ وَالمُخْتَبَرَاتِ، وَالوِرَشِ، وَالتَّمْوِيْلِ، وَتَضُمُ جَوْدَةُ الإِمكَانَيَّاتُ المَادِّيَةُ المُؤَشِّرَاتِ الآتِيَةِ: المُؤَشِّرُ الأَوَّلُ: مُرُوْنَةُ المَبْنَى وَالإِمْكَانَيَّاتِ المُتَوَافِرَةِ فِيْهِ لِأَدَاءِ مَهَمَّةِ الكُلِّيَّةِ بِالاخْتِصَاصِ الَّذِي تَتَبَنَّاهُ، وَكِفَايَتُهُ لِاسْتِيْعَابِ أَعْدَادِ الطَّلَبَةِ بِمُوْجِبِ وِحْدَاتٍ قِيَاسِيَّةٍ لِمَا يَحْتَاجُهُ الطَّالِبُ الوَاحِدُ مِنْ مَسَاحَاتٍ فِي قَاعَةِ المُحَاضَرَةِ وَالمُخْتَبَرِ وَالمَكْتَبَةِ وَوِحْدَاتِ المَرَافِقِ الخَدَمِيَّةِ الأُخَرَ. المُؤَشِّرُ الثَّانِي: مَدَى إِفَادَةِ أَعْضَاءُ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ وَالطَّلَبَةِ مِنْ مَكْتَبَةِ الكُلِّيَّةِ مِنْ طَرِيْقِ تَوْفِيْرِهَا مَصَادِرٍ تَخَصُّصِيَّةٍ وَغَيْرِ تَخَصُّصِيَّةٍ مِنْ كُتُبٍ وَمَجَلَّاتٍ وَدَوْرِيَّاتٍ عِلْمِيَّةٍ وَالمَوَادِ المَرْجِعِيَّةِ لِلْقِرَاءَةِ التَّكْمِيْلِيَّةِ المُرْتَبِطَةِ بِالبَرَامِجِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَالبَحْثِيَّةِ، وَمَدَى تَوَافِرِ العَامِليْنَ بِالمَكْتَبَةِ، وَمَدَى المُسَاعَدَةِ الَّتِي يُقَدِّمُوْنَهَا وَسُهُوْلَةِ الوُصُوْلِ إِلَى الَمَادَّةِ المَطْلُوْبَةِ لِلْقِرَاءَةِ وَمَدَى تَوَافِرِ أَجْهِزَةِ الحَوَاسِيْبِ لِلْطَلَبَةِ وَلِأَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ، وَيُعَدُّ أَقْصَى اخْتِبَارٍ لِكَفَايَةِ إِمْكَانَاتِ الكُلِّيَّةِ هُوَ مَدَى تَوْظِيْفِهَا لِأَجْهِزَةِ الحَوَاسِيْبِ فِي عَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِ والتَّعَلُّمِ . المُؤَشِّر الثَّالِثُ : مَدَى إِفَادَةِ أَعْضَاءِ هَيْئَةِ التَّدْرِيْسِ وَالطَّلَبَةِ مِنَ المُخْتَبَرَاتِ وَالوِرَشِ وَيَجِبُ أَنْ تَعْكِسَ المُخْتَبَرَاتُ وَالوِرَشُ مُتَطَلَّبَاتِ البَرَامِجِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تُقَدِّمُهَا الكُلِّيَّةُ وَأَنْ تُدَعِمَ المُخْتَبَرَاتِ وَالوِرَشِ بِأَجْهِزَةٍ وَأَدَوَاتٍ وَمُعِدَّاتٍ وَأَجْهِزَةِ قِيَاسٍ ذَاتَ جَوْدَةٍ وَنَوْعِيَّةٍ لِضَمَانِ الأَدَاءِ الفَاعِلِ وَالنَّاجِحِ . المُؤَشِّرُ الرَّابِعُ: حَجْمُ الاعْتِمَادِ المَالِيِّ: إِنَّ تَمْوِيْلَ التَّعْلِيْمِ مُؤَشِّرٌ بَالِغُ الأَهَمِّيَةِ وَيُعَدُّ أَبْرَزُ مَدْخَلٍ مِنْ مُدْخَلَاتِ النِّظَامِ التَّعْلِيْمِيِّ وَمِنْ دُوْنِهِ يَقِفُ نِظَامِ التَّعْلِيْمِ عَاجِزَاً عَنْ أَدَاءِ مَهَامِّهِ الأَسَاسيَّةِ وَعِنْدَ كِفَايَةِ التَّمْوِيْلِ المَالِيِّ تَقِلُّ مُشْكِلَاتُهُ وَيَسْهُلُ حَلُّهَا ، وَإِنَّ جَوْدَةِ التَّعْلِيْم تُمَثِّلُ مُتَغِيِّرَاً تَابِعَاً لِقُدْرَةِ التَّمْوِيْلِ المَالِيِّ . المُحْوَرُ السَّادِسُ : عِلَاقَةُ الكُلِّيَّةِ بِالمُجْتَمَعِ المَحَلِّيِّ : تُعَدُّ خِدْمَةُ المُجْتَمَعِ وَالنُّهُوْضُ بِهِ مِنَ الوَظَائِفِ الرَّئِيْسَةِ لِلْكُلِّيِّةِ،وَيَتَطَلَّبُ تَحْقِيْقُ هَذِهِ الوَظِيْفَةِ مِنَ الكُلِّيَّةِ أَنْ تَضَعَ نَفَسَهَا بِإِمْكَانَاتِهَا المَادِّيَةِ وَالبَشَرِيَّةِ فِي خِدْمَةِ المُجْتَمَعِ بِمَا فِي ذَلِكَ البِيْئَةِ المُحِيْطَةِ بِهَا الَّتِي تَتَلَقَّى مِنْهَا السَّنَدَ وَالتَّأْيِيْدِ لِتَحْقِيْقِ أَقْصَى مَا تَسْتَطِيْعُ مِنَ نَتَائِجِ فِي حُدُوْدِ إِمْكَانَاتِهَا، وَيَضُمُّ هَذَا المُحْوَرُ بَعْضَ المُؤَشِّرَاتِ وَهِيَ :- المُؤَشِّرُ الأَوَّلُ: رَبْطُ التَّخَصُّصِ فِي الكُلِّيَّةِ بِاحْتِيَاجَاتِ المُجْتَمَعِ المُحِيْطِ بِهَا . المُؤَشِّرُ الثَّانِي:رَبْطُ البّحْثِ العِلْمِيِّ بِمُشْكِلَاتِ المُجْتَمَعِ المُحِيْطِ بِهَا بِغْيَةَ إِيْجَادِ الحُلُوْلِ لَهَا . المُؤَشِّرُ الثَّالِثُ:التَّفَاعِلُ بَيْنَ الكُلِّيَّةِ بِمَوَارِدِهَا البَشَرِيَّةِ وَالبَحْثِيَّةِ وَالفِكْرِيَّةِ،وبَيْنَ المُجْتَمَعِ بِقِطَاعَاتِهِ الإِنْتَاجِيَّةِ وَالخَدَمِيَّةِ . المُحْوَرُ السَّابِعُ : اسْتِقْلَالِيَّةُ الكُلِّيَّةِ مِنْ مُؤَشِّرَاتِ جَوْدَةِ التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ الاسْتِقْلَالِيَّةِ وَالتَّحَرُّرِ مِنَ الضُّغُوْطِ، إِذْ بِقَدَرِ مَا يُتَاحُ لِلْكُلِّيَّةِ مِنْ حُرِّيَةِ فِي اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ، وَحُرِّيَّةِ البَحْثِ وَالنَّشْرِ وَحُرِّيَّةِ الفِكْرِ وَالتَّعْبِيْرِ عَنْ الرَّأْيِّ لِكَي يَنْطَلِقُ الإِبْدَاعُ وَالابْتِكَارُ وَتَتَحَرَّرُ الجُهُوْدُ العِلْمِيَّةُ مِنَ القُيُوْدِ، لِأَنَّ الضَّبْطَ الخَارِجِي يُقَلِّلْ مِنْ كِفَايَةِ الكُلِّيَّةِ وَفَعَالِيَّاتِهَا التَّرْبَوِيةِ، وَلَاسِيَّمَا الضَّبْطَ فِي الجَانِبِ الاقْتِصَادِيِّ . وَلَابُدَّ مِنْ التَّوَازُنِ بَيْنَ مُقْتَضَيَاتِ اسْتَقْلَالِ الكُلِّيَّةِ الَّذِي تَتَطَلَّبَهُ حُرِّيَّةِ البَحْثِ العِلْمِيِّ، وَحُرِّيَّةِ التَّعْبِيْرِ عَنْ الرَّأْيِ، وَبَيْنَ مُقْتَضَيَاتِ الإِشْرَافِ الحُكُوْمِي الَّذِي يَرْتَبِطُ بِالتَّمْوِيِلِ وَبِمُرَاعَاةِ تَقَالَيْدِ المُجْتَمَعِ. المُحْوَرُ الثَّامِنُ: التَّنَوِّعُ وَالتَّبَايِنُ بَيْنَ الكُلِّيَّاتِ: يَجِبُ أَنْ يَكُوْنَ خُرِّيْجُو الكُلِّيَّاتِ مِنْ ذَوِي التَّخَصُّصَاتِ وَالمُوَاصَفَاتِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا المُجْتَمَعُ بِالفِعْلِ بِحَيْثُ لَا يُحْدِثُ نَقْصٌ فِي هَذِهِ الكَفَاءَاتِ يِتَوَلَّدُ عَنْهُ عَجْزٌ وَلَا يُحْدِثُ فَائِضٌ يَنْتِجُ عَنْهُ بَطَالَةٌ، وَرَبْطُ التَّخَصُّصّاتِ بمُتَطَلَّبَاتِ خُطَّةِ التَنْمِيَةِ المَحَلِّيَّةِ، وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ تَنَوِّعَ وَتَبَايُنَ الكُلِّيَّاتِ فِي تَخَصُّصَاتِهَا، وَلَا تَكُوْنُ صِوَرَاً مُتَطَابِقَةً حَتَّى تُرَاعِيَ احْتِيَاجَاتِ البِيْئَةِ المَحَلِّيَةِّ. المَنْهَج والجَوْدَة الشَّامِلَة إِنَّ تَطْبِيْقَ مَفْهُوْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي التَّعْلِيْمِ يَنْبَغِي أَنْ يَشْمُلَ مُكَوِّنَاتِ المَنْهَجِ وَعَنَاصِرَهُ بِوَصْفِهِ بُؤْرَةَ العَمَلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ وَعَلِيْهِ يَتَأَسَّسُ تَحْقِيْقُ أَهْدَافِهَا لِذَلِكَ يَنْبَغِي لِلْمُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تُطَبِّقُ مَفْهُومَ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ أَنْ تُرَاعِيَ تَوَافِرَ الجَوْدَةِ لِلْمَرَامِي وَالَمَادَّةِ الدِّرَاسِيَّةِ, وَالطَّالِبِ وَالتَّدْرِيْسِيِّيْنَ, وَطَرَائِقِ التَّدْرِيْسِ وَالأَنْشِطَةِ : أَوَّلا: جَوْدَةُ الغايات إِنَّ المَرَامِي فِي ظِلِّ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ لَا يَكْفِي أَنْ تُشْتَقُّ فِي ضَوْءِ الفَلْسَفَةِ التَّرْبَوِيَّةِ المُعْتَمَدَةِ وَالامكَانَيَّاتِ المُتَوَافِرِةِ وَخَصَائِصِ المُتَعَلِّمِيْنَ لِأَنَّهَا فِي ظِلِّ الجَوْدَةِ تَعْبِيْرٌ عَنْ مُتَطَلَّبَاتِ السُّوْقِ وَحَاجَاتِ المُجْتَمَعِ وَمَا يُرَادُ مِنَ المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ، وَهَذَا يَقْتَضِي مَا يَأْتِي : 1-إِجْرَاءُ مَسْحٍ دَقِيْقٍ لِحَاجَاتِ الأَفْرَادِ وَالمُجْتَمَعِ وَالمُؤَسَّسَاتِ مِنْ الخُرِيْجَيْنَ. 2- تَحَرِّي المُوَاصَفَاتِ المَطْلُوْبةِ فِي المُتَخَرِّجِ مِنَ المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَمَا يَتَوَقَّعَهُ المُجْتَمَعُ مِنْ مُوَاصَفَاتٍ فِي الخُرِّيْجِ . 3- تَحَرِّي مَا يَتَوَقَّعَهُ الطَّلَبَةُ أَنْفُسُهِمُ مِنْ خِدْمَةٍ تَعْلِيْمِيَّةٍ دَاخِلَ المَدْرَسَةِ. 4- تَحْدِيْدُ المَرَامِي الَّتِي تُغَطَّي مُتَطَلَّبَاتِ المُجْتَمَعِ وَتَوَقُّعَاتِهِ وَمُتَطَلَّبَاتِ المُتَعَلِّمِيْنَ بِحَيْثِ : أ- تَعْكِسُ حَاَجَاتِ سُوْقِ العَمَلِ. ب_تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ المُجْتَمَعِ والمُوَاصَفَاتِ الَّتِي يُرِيْدُهَا ج_ تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ المُتَعَلِّمِيْنَ وَتَوَقُّعَاتِهِمُ. د_تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ مُقَدِّمَي الخِدْمَةِ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ. ه_ تُتِيْحُ أَفْضَلَ اسْتِثْمَارٍ لِمَصَادِرِ المَعْلُوْمَاتِ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ . و_ تُتِيْحُ أَفْضَلَ اسْتِثْمَارٍ لِلْوَقْتِ . ز_تَتَّسِمُ بِالوَاقِعِيَّةِ وَإِمْكَانَيَّةِ التَّحْقِيْقِ. ح_تُوَفِرُ الفُرَصَ لِاخْتِزَالِ الكُلْفَةِ وَالجُهْدِ المَبْذُوْلِ 5- تَغَيُّرُ المَرَامِي تَبَعَاً لِتَغَيُّرِ مُتَطَلَّبَاتِ سُوْقِ العَمَلِ وَمُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ، إِذْ لَا يَنْبَغِي بَقَاءُ المَرَامِي ثَابِتَةً مُدَّةً طَوِيْلَةً لِأَنَّ طَبِيْعَةَ التَّطَوِّرِ الَّذِي يَحْصُلُ فِي الحَيِاةِ بِمِجِالَاتِهاَ كَافَّةٍ تَتَّسِمُ بَالسَّرْعَةِ والتَّعْقِيْدِ وَلِمُوَاكَبَةِ هَذَا التَّطَوِّرِ؛ لَابُدَّ مِنْ تَعْدِيْلِ مَرَامِي مَنَاهِجِ التَّعْلِيْمِ بَيْنَ الحِيْنِ وَالآخِرِ . ثَانِيَاً : جَوْدَةُ المُحْتَوَى (الَمَادَّةُ الدِّرَاسِيَّةُ): إِنَّ الحُكْمَ عَلَى جَوْدَةِ الَمَادَّةِ مِنْ مَنْظُوْرِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ يَكُوْنُ مِنْ طَرِيْقِ: 1-اسْتِجَابَةُ الَمَادَّةِ لِلْمُتَغَيِّرَاتِ المَعْرِفِيَّةِ وَالتَّكْنُوْلُوْجِيَّةِ. 2-مَا تُوَفِّرُ لِلْطَّالِبِ مِنْ تَوْجِيْهٍ فِي الدِّرَاسَةِ وَالبَحْثِ. 3-تَوْفِيْرُهَا الأَنْشِطَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تَجْعَلُ الطَّالِبَ مِحْوَرَ الاهْتِمَامِ فِي العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ 4-قدرتها عَلَى خلق اتجاهات وَقَدرات ومهارات عِنْدَ الطَّلَبَة يتطلبها سوق العَمَل 5-اسْهَامُهَا فِي زِيَادَةِ وَعْيِّ الطَّلَبَةِ وَثَقَافَتِهِمُ. 6-اسْهَامُهَا فِي تَنْمِيَةِ الَقَدْرَةِ عَلَى التَّحْصِيْلِ الذَّاتِيِّ لِلْمَعْلُوْمَاتِ مِنْ طَرِيْقِ البَحْثِ وَالتَّقَصِّي ثَالِثَاً: جَوْدَةُ التَّدْرِيْسِيِّيْنَ: مِنَ المَعْرُوْفِ أَنَّ التَّدْرِيْسيِّيْنَ يُشَكِّلُوْنَ رِكْنَاً أَسَاسَاً فِي المَنْهَجِ وَيُمَثِّلُوْنَ مَدْخَلَاً مُؤَثِّرَاً فِي نِظَامِ المَنْهَجِ لِمَا لَهُمُ مِنْ دَوْرٍ كَبِيْرٍ فِي انْجَازِ عَمَلِيَاتِ المَنْهَجِ, وَتَحْقِيْقِ مَرَامِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَأَنَّ جَوْدَةَ التَّدْرِيْسِيَّ مِنْ مَنْظُوْرِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ لِلْمَنْهَجِ تَعْنِي : - جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ العِلْمِيِّ عَلَى وِفْقِ مَفْهُومِ الجَوْدَةِ. -جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ السُّلُوْكِيِّ وَالِمَهنِيِّ. - جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ الثَّقَافِيِّ . - جَوْدَةُ تَزْوِيْدِهِ بِثَقَافَةِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ. -جَوْدَةُ الخِبْرَاتِ الَّتِي يَمْتَلِكُهَا. -إِيْمَانُهُ بِالفَلْسَفَةِ الَّتِي يَتَبَنَّاهَا المَنْهَجُ القَائِمَةُ عَلَى مَفْهُوْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ. رَابِعَاً: جَوْدَةُ الطَّالِبِ الطَّالِبُ فِي ظِلِّ المَفْهُوْمِ الحَدِيْثِ لِلْمَنْهَجِ يُعَدُّ مُحْوَرُ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي يُرَادُ مِنْهَا تَأْهِيْلُهُ مَعْرِفِيَّاً وَجِسْمِيَّاً وَوِجْدَانِيَّاً (نَفْسِيَّاً) لِلْتَعَامُلِ مَعَ الحَيَاةِ وَمُتَطَلَّبَاتِهَا وَلِكِي تَتَحَقَّقُ الجَوْدَةُ لِلْطَّالِب وَتَعَلُّمَهَ لَابُدَّ مِنْ أَنْ يَمْتَازَ بِالخَصَائِصِ الآتِيَةِ : 1-الانْدِفَاعُ، وَالرَّغْبَةُ فِي التَّعَلُّمِ، فَالطَّالِبُ الجِيِّدُ هُوَ الرَّاغِبُ فِي التَّعَلُّمِ لَيْسَ لِغَرَضِ النَّجَاحِ، إِنَّمَا لِيَتَزَوَّدَ بَالكِفَايَاتِ المَعْرَفِيَّةِ وَالأَدَائِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تُؤَهِّلُهُ لِلْتَعَامُلِ مَعَ مُفْرَدَاتِ الحَيَاةِ وَتُوَفِّرُ لَهُ فُرَصَ النَّجَاحِ بَعْدَ تَخَرُّجِهِ وَاتِّجَاهِهِ لِلْعَمَلِ فِي أَيِّ مَجَالٍ مِنْ مَجَالَاتِ الحَيَاةِ الَّتِي يُعَدُّ لِلْعَمَلِ فِيْهَا. 2-القِيَامُ بِدَوْرِ المُكْتَشِفِ بِمَعْنَى أَنَّ الطَّالِبَ المُجْتَهِدَ هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّمُ بِالاكْتِشَافِ عَلَى وِفْقِ قُدْرَاتِهِ العَقْلِيَّةِ وَالمَهَارِيَّةِ. 3-التَّجْرِيْبُ وَالمُمَارَسَةُ، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الطَّالِبَ الجِيِّدَ هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّمُ بِالتَّجْرِيْبِ وَالاسْتِقْرَاءِ وَإِنْ تَكُوْنَ لَهُ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ لِلْتَعَلُّمِ مِنْ طَرِيْقِ إِجْرَاءِ التَّجَارُبِ وَاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ مِنْ طَرِيْقِهَا. 4-التَّعَلُّمُ بِالبَحْثِ المُسْتَنِدِ إِلَى التَّشَاوِرِ وَالتَّعَاوِنِ مَعَ المُدَرِّسِيْنَ. 5-التَّعَلُّمُ بِالمُنَاقَشَةِ، وَالحِوَارِ الهَادِفِ، وَالتَّفَاعِلِ الايْجَابِيِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُدّرِّسِ، وَبَيْنَه وَبَيْنَ الطَّلَبَةِ 6-الَقَدْرَةُ عَلَى اسْتِثْمَارِ مَعَارِفِهِ السَّابِقَةِ فِي التَّعَلُّمِ الجَدِيْدِ. وَيَرَى البَاحِثُ أَنَّهُ لَوْ تَوَافَرَ مِثْلُ هَؤُلَاءِ الطَّلَبَةِ الَّذِيْنَ يَتَمَتَّعُوْنَ بِهَذِهِ القُدْرَاتِ فَسَنَحْصُلُ عَلَى طَلَبَةٍ يَتَّسِمُوْنَ بِالجَوْدَةِ وَالقُدْرَةِ عَلَى التَّفْكِيْرِ الحُرِّ وَالنَّقْدِ البَنَّاءِ وَالتَّحْصِيْلِ المَنْطِقَيِّ وَالتَّطْوِيْرِ وَقَبُوْلِ التَغَيُّرِ نَحْوَ الأَفْضَلِ. خَامِسَاً: جَوْدَةُ الأَنْشِطَةِ: إِنَّ المَقْصُوْدَ بِجَوْدَةِ الأَنْشِطَةِ هُوَ : شُمُوْلُهَا جَوَانِبَ شَخْصِيَّةِ المُتَعَلِّمِ وَاحْتُوَاؤُهَا عَلَى مَا يُنَمِّيَ مَعَارِفَهِ وَاتِّجَاهَاتِهِ الايْجَابِيَّةِ وَقِيْمَهِ وَمَهَارَاتِهِ،فَضْلَاً عَنْ عُمْقِهَا وَاثْرَائِهَا مُحْتَوَى المَنْهَجِ الدِّرَاسِيِّ وَمُرُونَتِهَا وَمُرَاعَاتِهَا الفُرُوْقِ الفَرْدِيَّةِ، وَاسْتِيْعَابِهَا مُسْتَحْدَثَاتِ الثُّوْرَةِ المَعْرِفِيَّةِ وَمَا افْرَزَتَّهُ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ عَالَمِيَّةٍ ،وَامْكَانَيَّةِ اسْتِثْمَارِهَا وَتَطْوِيْرِهَا لِمَا يُلَائِمُ المُتَغِيِّرَاتِ . سَادِسَاً: جَوْدَةُ طَرَائِقِ التَّدْرِيْسِ: هُوَ ابْتِعَادُهَا عَنْ التَّلْقِيْنِ، وَإِثَارَتُهَا الأَفْكَارِ وَالدَّافِعِيَّةِ عِنْدَ المُتَعَلِّمِيْنَ وَاهْتِمَامُهَا بِالتَّفَاعِلِ الايْجَابِي الَّذِي يُشَكِّلُ الطَّالِبُ مُحْوَرَهُ، وَاهْتِمَامُهَا بِالجَوَانِبِ التَّطْبِيْقِيَّةِ وَتَشْجِيْعِهَا التَّعَلُّمَ الذَّاتِيَّ ،فَضْلَاً عَنْ حُسْنِ اسْتِثْمَارِهَا لِلْوَقْتِ وَالجُهْدِ، وَجَوْدَةِ تُوْظِيْفِهَا التَّقَنِيَّاتِ الحَدِيْثَةِ وَالوَسَائِلِ التَّعْلِيْمِيَّةِ لِتَحْقِيْقِ مَرَامِي المَنْهَجِ .
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعرف على أَبْرَزُ الرُوَّادِ والعلماء الَّذِيْنَ أَرْسَوْا ق
...
-
ابرز المؤشرات والمؤسسات المعتمدة في ترتيب الجامعات الصينية
-
ابرز المؤشرات والمؤسسات المعتمدة في ترتيب الجامعات البريطاني
...
-
الشخصية الاتكالية خصائصها وعلاقتها ببعض المتغيرات
-
التقويم التربوي وانواعه ومجالات استخدامه
-
الرهاب الاجتماعي مفهومه وأنواعه و مظاهره وأسبابه وأساليب الو
...
-
أهمية استخدام التقويم البديل Alternative Evaluation في العمل
...
-
التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
-
تعرف على معايير ضمان جودة واعتماد كليات التربية والتربية الا
...
-
ما الفرق بين سلوك التصلب والتطرف في الشخصية
-
أفكار لتطوير التعليم العالي في الوطن العربي
-
دور المؤسسات التربوية والإعلامية في تنمية التربية البيئية
-
الاضطرابات النفسية – الجسمية التي يعاني منها المسنون
-
الضوضاء وتاثيرها على الحالة الفسيولوجية والنفسية والاداء للأ
...
-
الشخصية النرجسية وابرز خصائصها
-
الشخصية الانبساطية واهم خصائصها النفسية
-
الشخصية الانطوائية وابرز انماطها وخصائصها
-
الشخصية الكاريزمية وابرز خصائصها
-
تعرف على ابرز صفات وخصائص أبنائنا الموهوبين والمتفوقين .
-
كيف يمكن تقويم القدرات التعليمية للأطفال
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|