أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شوقية عروق منصور - محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو














المزيد.....

محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 19:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



لعبة الشطرنج كانت قديماً لعبة الملوك والأمراء, وكانت تسمى لعبة الملوك التي لا تشيخ. أيضاً الشطرنج لعبة الأذكياء ، والتي يخلو قاموسها من عبارة "الخصم" إذ أن اللاعب الآخر يدعى راسيل، أي الذي يراسلك الأفكار والخطط والمتعة. والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يدخل شطرنج السياسة بأصابع المرتاح, الذي يرتدي القفازات الناعمة. ملامح وجهه, المسيطرة على المشهد الفلسطيني, تدل على شخص يتحرك وفق معادلة مريحة وناعمة، كأنه سائح دائماً في حالة سفر, وليس معادلة احتلالية نزعت وتنزع يومياً, وفي كل لحظة، ما يتبقى من أحلام وطموح الفلسطيني الذي تزداد همومه ومشاكله وضيق حياته وسلب أرضه وحريته وخوفه من زحف المستوطنات, التي بعثرت خريطته الحياتية ووصلت إلى ساحات البيوت وقامت بتخريب روحه التي وصل لهيب شموخها إلى حد الانطفاء والتعب.
إن من يسمع يومياً تصريحات الساسة في إسرائيل نحو الشعب الفلسطيني, ونحو قيادته, والرد البارد الذي يتسلق أحيانا اللا مبالاة في المقابل الفلسطيني, يعرف أن هناك شيئاً غامضاً أو شيئاً قد اقتحم الإرادة الفلسطينية وسجنها, أو حوّلها إلى حالات التمزق حتى أصبح من الصعب جمعها من جديد. وظيفة القائد والزعيم والرئيس القلق والخوف والبقاء في حدود اليقظة والمواجهة, دفاعاً عن الشعب والدولة والمستقبل. فكيف يكون الخوف واليقظة والقضية الفلسطينية تخسر يومياً قلاعاً جديدة ومواقع جديدة وأرضا وآمالاً وأحلاماً وشعباً؟! إن الذي يريد تزيين الواقع الفلسطيني ببالونات التصريحات الكرتونية والشعارات الفضفاضة قد ينجح في تبديد الفراغ. لكن الواقع المأزوم يغلي تحت الأرض وفوقها، من اللقمة إلى سوس البطالة الذي ينخر في خشب الصمود، إلى العجز الكامل في التصرف والرد إزاء لعنات المستوطنين التي تنصب حمماً فوق رؤوسهم. والغريب أن يأتي الرئيس محمود عباس ويبعث إلى نتنياهو رسالة في عز حرارة الوجع الفلسطيني وصدى الصرخات المنطلقة من كل مكان، حتى من المناشدات التي تفرزها المواقع الالكترونية الفلسطينية وموجهة للرئيس محمود عباس من قبل أناس يعانون من مشاكل صحية واجتماعية وسياسية. وغالباً ما تكون هذه المشاكل من أناس بسطاء لا يملكون الا رسالة موجهة للرئيس, بصفته الأب والمسؤول المباشر عن حل المشاكل. سمعنا عن رسالة عباس لنتنياهو، ولا نعرف فحواها, الا أن نتنياهو أعلن انه سيرد عليها لاحقاً..!
شعب يُنكل فيه يومياً من قبل المستوطنين, الذي تحولت خلاياهم إلى أفراد يستمتعون بالهجوم وعرقلة حياة الفلسطينيين اليومية, وسحب الراحة والإنسانية من بين أصابعهم التي تقطعت بفضل الاتفاقيات العلنية والسرية والمفاوضات التي لم نعد يعرف الفلسطيني إلى أين هي ذاهبة.! في هذا الخضم لم تعد للكلمات والورق أية قيمة، ورسالة الرئيس محمود عباس لنتنياهو إذا كانت بحسن نية قد نعتبرها مثل باقي مواقفه البلاستيكية التي تنحني وتنطعج حسب الظروف. لكن إذا كانت نوعاً من التصميم والعناد السياسي, الذي يقابله كبش ذو قرون يدعى نتنياهو يريد نطح كل شيء أمامه، فهذا ضياع للوقت الثمين إسرائيليا الذي تحول إلى مكنسة كهربائية تريد كنس كل شيء فلسطيني، وتحول فلسطينياً إلى رحلة تزلج على جليد الصراع والمؤامرات والخيانات العربية إلى الهدوء المستتب في الضفة الغربية. لعبة شطرنج هي أن كلمات الرئيس أبو مازن تصل إلى كتابة المقالات. فمن المضحك أن يترك مشاكل شعبه و يكتب عن يهود العراق، ولا نعرف ما الذي دفع الرئيس إلى كتابة مقال عن يهود العراق وينشره على المواقع وفي الصحف, حيث أبدى إعجابه بكتابات اليهود الذي كتبوا عن العراق وتأثرهم بالحضارة والثقافة العربية. تصوروا لو أن نتنياهو يكتب عن شعر نزار قباني أو احمد شوقي, أو غيرهم من الشعراء العرب, أو يكتب عن محمود درويش أو غسان كنفاني..!! رجل بحجم "أبو مازن", قضيته اكبر من حجم العالم, يجد الوقت لكي يكتب عن يهود العراق, ممتدحاً نشاطهم وكتاباتهم، مع العلم أن أحفاد هؤلاء اليهود الآن هم من يقودون السفينة العنصرية. فلماذا هذا التصرف المستهجن؟! لمن كتب أبو مازن هذا المقال؟! ولماذا في هذا الوقت بالذات؟!
وفي المقابل نرى الاستقبالات والسجاجيد الحمراء، وأبو مازن يرتدي رئاسة الدولة والدولة بعيدة جداً عن التحقق. فأين هي الدولة والحواجز العسكرية الإسرائيلية ما زالت تقف بالمرصاد للتحرك الفلسطيني الذي يقف بالساعات أمام اصغر جندية قادمة من أثيوبيا، حيث بإشارة منها توقف أي مسؤول حتى لو كان " في أي بي فلسطيني"؟!! لا نريد شطرنج الكلمات، فاللعب بالكلمات والرسائل موضة سياسية لا تنفع على منصة الأزياء السياسية الإسرائيلية. ثم عندما تكتب رسالة من حق الشعب الفلسطيني معرفة فحواها، فالكلمة عندما ترسلها للقيادة الإسرائيلية ليست كلمة فقط، لأنها تتحول إلى تصرف وسلوك إسرائيلي اتجاه الشعب الفلسطيني, الذي لم يعد يتحمل. وإذا ظهرت الاستطلاعات, التي تبين لائحة أكثر الشعوب سعادة, إن الشعب الإسرائيلي يأتي بالمرتبة الرابعة عشرة بين شعوب العالم, فأن الشعب الفلسطيني بدون مرتبة، لأن تعاسته اكبر من كل الأرقام..!
هناك قول للشاعر السوري محمد الماغوط وجهه للزعماء العرب مفاده أن "حافة القبعة تؤثر في رأس بوش الابن والأب والعم والخال والخالة، أكثر مما تؤثر فيه كل المهرجانات والمسرحيات والمعلقات العربية المعاصرة والجاهلية". فيا أيها الرئيس.. إن الرسائل وكتابة المقالات التي تبرز طهارة يهود العراق وغيرهم لن تؤثر على مشاعر أي مسؤول إسرائيلي قد يغامر ويشكرك على نيتك الحسنة, لأن الغابة لم تعد تحتوي صغار العصافير..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير
- بحثت عن طارق فوجدت قبيلة من القرود
- قصة قصيرة ..امرأة من تمر هندي ..
- قصة قصيرة .. سوار تحمل حزاماً ناسفاً .. شوقية عروق منصور
- الفاجومي يدخل الحكاية
- سرير يوسف هيكل


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شوقية عروق منصور - محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو