أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)














المزيد.....

كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وبما أننا فى زمان صناعة دستور جديد، نحتاج- إن كنا عقلاء- إلى التأمل فى صناعة دساتير دول أخرى خاضت نفس تجربتنا وعاشت نفس مناقشاتنا وأثمرت دستوراً لائقاً بها.

وتركيا ومنذ ثورة كمال أتاتورك ظلت تناقش علناً أو سراً عدة مشكلات منها دور المؤسسة العسكرية- مساحة الحريات وخاصة الحرية الدينية- والموضوع الأكثر إثارة للجدل وهو علمانية الدولة.

وعندما وصل حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية إلى السلطة جاهد طويلا لإدخال مواد عديدة على الدستور اشتملت على ٥٧ مادة أجهض البرلمان التركى مادة منها هى المادة ٨ والتى تتعلق بمدى سلطة المدعى العام فى طلب حل أى حزب من الأحزاب.

ورغم تمرير التعديلات التى طلبتها حكومة أردوجان فإنه أعلن أن الدستور، وخاصة الإصلاحات التى أجيزت لتجعل الدستور متسقا مع معايير الاتحاد الأوروبى، لم تحقق آمال الشعب تماما. وبرغم تكرار التعديلات (سبع مرات منذ ١٩٨٣ وحتى ٢٠٠٢) فإنها لم تستطع أن تمحو مخلفات الحكم العسكرى من النظام الدستورى التركى. وفيما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الأفراد فإن تعديل عام ٢٠٠١ «ينص على أن أية تعديلات دستورية يجب ألا تتعارض مع الدستور نصاً وروحاً ومع متطلبات النظام الديمقراطى للمجتمع والجمهورية العلمانية» م١٣.

أما المادة ١٤ فقد عدلت أيضاً إلى «لا يمارس أى من الحقوق والحريات المجسدة فى الدستور بهدف انتهاك وحدة الدولة أو يعرض للخطر وجود النظام الديمقراطى والعلمانى» أما المادة ١٥ فقد عدلت فى ٢٠٠٤ بحيث تنص على «لا يجوز إجبار أحد على الكشف عن ديانته أو ضميره أو فكره أو رأيه، ولا يجوز اتهامه بسبب أى من ذلك».

وفى المادة ٢٤ «لكل فرد الحق فى حرية الضمير والعقيدة والإيمان الدينيين.. ولا يجبر أحد على العبادة، ولا على المشاركة فى الطقوس والشعائر الدينية ولا على المجاهرة بمعتقداته وبما يؤمن به دينياً ولا يوجه له لوم أو اتهام بسبب معتقداته وما يؤمن به دينياً... ولا يسمح لأحد بأن يستغل أو يسىء استخدام الدين أو المشاعر الدينية أو الأشياء التى يعتبرها الدين مقدسة.. ولا يجوز إسناد نظام الدولة الأساسى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والقانونى إلى ركائز دينية». وتنص المادة ٢٥ على أن «لكل فرد الحق فى حرية الفكر والرأى، ولا يجبر أحد على المجاهرة بأفكاره وآرائه لأى سبب أو غرض ولا يوجه لوم أو اتهام إلى أحد بسبب أفكاره وآرائه».

وبرغم استمرار حكم حكومة حزب العدالة والتنمية لعدة دورات متتالية فإنها قد اعتادت أن تحنى رأسها تماما أمام أتاتورك وأمام علمانية الدولة، فديباجة الدستور تبدأ «تماشياً مع مفهوم القومية والإصلاحات والمبادئ التى أدخلها أتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا، وقائدها الخالد وبطلها الذى لا ينازعه أحد، يجسد هذا الدستور الذى يؤكد وجود الأمة التركية ووطن الأسلاف التركى» وفى فقرة أخرى من الديباجة، وهذا الدستور الذى يجب تبنيه بالأفكار والمعتقدات والقراءات التى يجسدها ينبغى تفسيره وتنفيذه وفقاً لذلك، مما يحقق الاحترام له نصاً وروحاً، ويحقق الولاء المطلق له. وإذ نأتى إلى م ٢ نقرأ «جمهورية تركيا هى دولة ديمقراطية علمانية اجتماعية تحكمها سيادة القانون» وثمة نص فى المبادئ العامة للدستور م٤- لا يعدل ولا يقترح تعديل حكم المادة الأولى والذى ينص على أن شكل الدولة هو جمهورية، ولا أحكام المادة الثانية «تركيا دولة ديمقراطية علمانية اجتماعية».

وفى المبادئ العامة أيضاً «م١٠» التى عدلت عام ٢٠٠٤ «جميع الأفراد متساوون دون أى تمييز أمام القانون بصرف النظر عن اللغة والعرق واللون والجنس والرأى السياسى والعقيدة الفلسفية والديانة والطائفية أو أى اعتبارات من هذا القبيل».

وإذ نعود إلى الحقوق والحريات العامة نقرأ «م ٢٧»- لكل فرد الحق فى أن يدرس وأن يقوم بتدريس العلوم والفنون وأن يشرحها وينشرها وأن يجرى أبحاثا فى هذه الميادين ولا يمارس حق النشر لغرض تغيير أحكام المواد ١ «الجمهورية» ٢ والعلمانية.

أما تأسيس الأحزاب فينص الدستور «للمواطنين الحق فى تكوين أحزاب سياسية دون الحصول على تصريح مسبق.. ولا تكون لوائح الأحزاب السياسية وأنشطتها متعارضة مع استقلال الدولة أو حقوق الإنسان ولا مع مبادئ الجمهورية الديمقراطية العلمانية» م ٦٨.

وفى ختام النص الدستورى نقرأ تحت عنوان الحفاظ على القوانين الإصلاحية م ١٧٤ «لا يؤول أو يفسر أى حكم من أحكام هذا الدستور على أنه يلغى دستورية القوانين الإصلاحية المبينة أدناه والتى ترمى إلى الارتقاء بالمجتمع التركى إلى مستوى الحضارة المعاصرة وإلى صون طابع الجمهورية العلمانى» ثم تحدد المادة ثمانية قوانين لا يجوز تأويلها أو تفسيرها أو إلغاؤها ومنها: «قانون توحيد النظام التعليمى- قانون إغلاق معابد ومقابر الدراويش- وقانون مبدأ الزواج المدنى الذى يعقد الزواج فى حضور المسؤول المختص.. والقانون الخاص بشأن اعتماد الأبجدية التركية واستخدامها والقانون الخاص بشأن إلغاء الألقاب».

ويبقى ونحن نتأمل مواد وأحكام هذا الدستور أن ننظر إليه فى إطار الهدف الذى نصت عليه م ١٧٤ وهو «الارتقاء بالمجتمع التركى إلى مستوى الحضارة المعاصرة».



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
- عن المادة ٢٨
- رجل هذا الزمان
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- عن نفى الأقباط من ديارهم
- عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ ( ...
- أوامر سلفية فى ٢٥ يناير
- الملك فؤاد.. وأوهام الخلافة
- عن الخلافة وأوهامها (٣)
- عن الخلافة وأوهامها (٢)
- ٢٥ يناير.. الشعب.. الحكومة.. الجيش
- عن الخلافة وأوهامها (١)
- هل هى الفوضوية؟
- لماذا تخلّفنا؟
- عيده المئوى .. نجيب محفوظ والمسيحيون
- بيزنس الإفتاء
- مرة أخرى.. هل الليبرالية كفر؟
- الإخوان - الجهاديون - السلفيون .. العلاقات المتشابكة
- محاولة لفهم ما يجرى


المزيد.....




- مع تقدم القوات الأوكرانية.. روسيا تقدّم آلاف الدولارات لوظائ ...
- فيضانات وأضرار كبيرة في ألمانيا بعد عاصفة عنيفة وأمطار غزيرة ...
- سيرا على الأقدام.. قصة شابين إيرانيين هربا إلى ألمانيا
- بينيت يطالب بتغيير القيادات السياسية والعسكرية
- روسيا تكشف عن ناقلة جنود مطوّرة في منتدى -الجيش-2024-.
- اكتشاف هام قد يساهم في محاربة اضطراب شائع لدى الأطفال
- مارك زوكربيرغ يزيل الستار عن تمثال لزوجته
- الكشف عن طائرة نقل ضخمة روسية مسيرة ذات الإقلاع العمودي في م ...
- موسكو تندد بمحاولات الاستخبارات البريطانية تجنيد الدبلوماسيي ...
- الهند.. العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في جميع عينات المل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)