حال ملاعب مدارسنا ودرس الرياضة العليل

احمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 15:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لدرس التربية الرياضية اهمية كبيرة في تنشأة الجيل وتربيته ، فالرياضة المدرسية تساعد على تطوير حواس الاطفال ، وهي وسيلة راقية من وسائل التعبير عن ذاتهم ان توفرت مستلزمات تطويرها من ساحات وملاعب تستوعب حركة التلاميذ وتكون ميدانا ينطلق منه الموهوبون الى ميادين اخرى ليتم صقل هذه القابليات وتكون خير رافد يرفد الحلقات الاخرى كالمنتديات والنوادي الرياضية التي تفتقر اليهم مما انعكس سلبا وبشكل واضح على هذه الاندية والمنتديات نتيجة للواقع المرير الذي تعيشه مدارسنا مما خلق هذا الفقر للنشاطات الرياضية المدرسية فقرا في خلق قاعدة رياضية شبابية تستند عليها الاندية والمنتديات كقاعدة اساسية مستقبلية في تنشأة الفئات العمرية . فعلى الرغم من السنوات التسع التي مرت ما زالت البنى التحتية لمدارسنا بحاجة الى من ينتبه الى اهمية الرياضة المدرسية ويضع في حساباته الحلول والمقترحات لاعادة الحياة الى هذا الدرس الضروري الذي بات عليلا لاحياة فيه ، ونظرة شاخصة الى حال ساحات وملاعب هذه المدارس تعطيك محصلة سلبية فماعادت لهذه المدارس سوى قطع صغيرة لاتكاد تستوعب حركة التلاميذ فيها ، كل ذلك يحدث لان مدارسنا وعبر هذه السنوات لم تخضع الا الى الترميم والطلاء وحسب ، ومما يزيد الحال سوء ان هناك مدارسا قد خربت ساحاتها عبر مشاريع وهمية .
وليس الساحة او الملعب السبب الوحيد الذي يقف وراء هذا التقصير بل هناك اسباب منها ضعف الكادر التدريسي وتقاعسه عن اداء دوره فما يشاهده المراقب لنشاطات مدارسنا يعكس وبشكل واضح قصور الجهود التي تبذل من قبل المعلمين والمدرسين وهذا ناتج عن ضعف المراقبة الاشرافية لهذه النشاطات وعدم القدرة على محاسبة المقصرين في اداء واجباتهم وكذلك لعدم اهتمام اكثر مدراء مدارسنا بهذا الدرس واغلبهم ينظرون اليه بأنه ملهاة لطلبتهم ، اما المدارس الاعدادية والمتقدمة فقد انعد هذا الدرس من الوجود لزحمة جداولهم بالدروس العلمية الاخرى ولربما يستغل هذا الدرس ويوزع على بقية المدرسين لاستغلاله لتكملة مناهجهم بعد ان اكلت العطل الرسمية وغير الرسمية حصص دروسهم .
اما الدوام المزدوج التي تتمتع به اغلب مدارسنا العراقية والتي لايمكن ان يكون باستطاعة معلم التربية الرياضية ان يقدم درسا سليما في هكذا مدارس . اما الحديث عن المستلزمات الاخرى مثل التجهيزات الرياضية والتي تجهز من قبل مديريات النشاط الرياضي لاتعكس هي الاخرى الاهتمام الجاد من قبل هذه المديريات فلا يعقل ان تجهز المدرسة بكرة واحدة وعلى المعلم ان يجهز فرقه بنفسه ان وجدت القناعة لديه بأدامة هذا الدرس واداء واجبه بشكل سليم . وعلى ضوء هذا الواقع المرير الذي تعانيه اغلب مدارسنا وبالذات الابتدائية منها لابد من التفاتة جادة لتطوير امكانية المعلمين والمدرسين من خلال الدورات الرياضية التي تطور مستوياتهم والاهتمام بالمعاهد والكليات الرياضية والجامعات لنرى مدرسا ومعلما محبا لدرسه، كما على المسؤولين الاهتمام بايجاد ساحات وملاعب لهذه الشريحة المهمة حتى تنفض الغبار وتبعد الملل عن هذا الدرس المحبب في نفوس الاطفال والكبار .

#احمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات