|
يا محلى النصر بعون الله .............!!!
حميد الحلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 10:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما من عراقي غيور ولا يتذكر هذه الأرجوزة ... التي كانت تأتي دائما ً عبر إعلام النفاق والدجل لقائد فيلقه المقبور لطيف نصيف جاسم .. هذه الأرجوزة التي كانت تأتي مصاحبة لعشرات لا بل آلاف الصناديق الحاوية لجثث جنودنا القتلى في سوح المعارك مع الجارة ( العزيزة ) إيران والعائدة لذويها على إنها هدية الحزب والقائد .. والتي كانت تستقبل من قبل أهاليهم ( معظم أهاليهم .. وللحق ليس الجميع ) بالهتافات والأهازيج المعبرة عن الفرح بذلك النصر ( المؤزر المقرون بعشرة آلاف دينار مضافا ً إليها كرونه أم التبريد مع قطعة أرض و تقاعد لوالدي الشهيد .. مكرمة من القائد الضرورة )الذي تتردد ليل نهار .. أرجوزته عبر إعلام قائد الفيلق الثامن .
هكذا أمضينا ونحن شهود العيان على ذلك النصر المزعوم تسعة أعوام بالتمام والكمال في خدمة الإحتياط وفي قاطع عمليات أكاد أن أجزم إنه أبتلع ما نسبته نصف الخسائر التي مني بها ( جيش القادسية وجيش حطين ) قبل وبعد أن ( أجه صدام حطلكم نياشين ) و أعني بذلك قاطع العمارة.
وهكذا تمكننا وبكل الخبرة المكتسبة من هذه التجربة المريرة أن نميز بين المنتصر المهزوم والمنتصر الحقيقي والذي لم يكن أي من طرفي النزاع مشمول بالنوع الثاني منه .. فلقد كانت حرب ضروس .. وفي معركة واحدة مثلا ً إذا قتل منا 50 فتجد إن هناك 100 منهم على الجانب الآخر والعكس صحيح أيضا ً فيما يخص المعارك التي تليها .. التي بنهاية تلك الحرب لم يخرج فيها منتصر ومهزوم .. بل طرفين مهزومين .. لكن عبر إستماعنا المتكرر آنذاك لإذاعتي بغداد وطهران .. كان زعيق النصر يملأ الأسماع بديماغوجية قل نظيرها أمام واقع .. جسدته مئات آلاف الجثث من الجانبين وأكثر من مليون معوق أيراني يقابلهم مئات الآلاف في العراق .
البارحة وأنا أتصفح صفحتي على موقع التواصل الإجتماعي فوجئت لأني وبحكم التجربة المريرة السابقة ( حرب صدام و خميني ... لا غفر الله لهما ذنب ) كنت و لا أزال صائما عن متابعة الفضائيات المحلية وخصوصا العائدة للأحزاب الإسلامية منها .. لأنها في الواقع تجربة مستنسخة وممجوجة عن تجارب قائد الفيلق الثامن وصنوه في طهران .
فوجئت بقائد آخر مهزوم يتصنع إنتصارات وهمية له ولمؤسس حزبه .. وهو يرعى إحتفالية في النجف لمناسبة ذكرى إعدام ذلك المؤسس والتي جمعتها الصدفة العجيبة مع اليوم الذي دخلت بغداد فيه قوات الداعر والنبي الدجال ( بوش ) .. وعبر قناة فضائية محلية خاصة بحزب الدعوة أسمها من الأجدر أن يتغير فيه حرفه الأول إلى حرف النون ليصبح ملائما ً لوضعها وما تحدث به مذيعيها قبل عرض التقرير الخاص بالإحتفالية بحق رئيس إقليم كردستان فأنا لا أعتقد إن ما قالاه كان يعبر عن وجهة نظرهما الشخصية بل هو تعبير عن وجهة نظر القناة التابعة لحزب رئيس الوزراء الحالي وبالتالي هو تعبير عن وجهة نظره و وجهة نظر قائد فيلقه الإعلامي .
وقف وهو الذي لم يكن يحلم بأكثر من وظيفة مدير عام في وزارة التربية .. لكنه وبفضل ما هيأه له طرفي المؤامرة الكبرى ( طهران و واشنطن )المتمثلة في تحرير العراق حسب قانون 1998 المقر من كونغرس العهر في واشنطن .. وبتوسل وصل لحد لعق الأحذية من قبل عميل مخابراتي مكشوف ولص مطلوب دوليا ً .. لكنه بفضل هذه المقومات وبفضل مهزلة الإنتخابات ( الديمقراطية جدا ً ) صار رئيسا ً للوزراء بعد سلسلة من تلاعبات مكشوفة سواء بنتائج الإنتخابات أو بنصوص الدستور أو قرارات المحكمة الإتحادية العليا لصاحبها مدحت المحمود وما أدراك ما مدحت النعلبند المحمود .. المستقل حتى النخاع كإستقلال القضاء في جمهورية عراقستان ( إقليم غرب إيران ) .. وقف هذا القائد المهزوم حتى داخل جسده ليسطر إنتصارات تاريخية مزعومة لحزبه وقائده المؤسس وبنفس الطريقة والنهج اللتين سار عليهما ( جرذ العوجة ) .
وقف متناسيا ً إنه ولولا سفوح وجبال كردستان الشماء ولولا الحماية المتوفرة له ولأقرانه من أحزاب تدعي الإسلام والإسلام منها براء .. لما بقي أحد منهم في أرض العرب يشم الهوى ( بالإعتذار من النجم المرحوم سراج منير .. والتي أذكرها جيدا ً من أيام الطفولة .. لكثرة مشاهداتي لفيلم عنتر وعبلة ... عندما سألته الممثلة كوكا " عبلة " .. وأيش تعمل لو خطفوني .. قال .. ما أخلي حيا ً في بلاد العرب يشم الهوى ) بفعل سطوة صدام المجرم بعد أن خلت الساحة له وتمكن من تصفية تنظيمات أقوى حزب معارض له ولسلوكيته الإجرامية أعني بذلك الحزب الشيوعي العراقي عبر حركته الدنيئة الخادعة بالضحك على ذقون قيادة متخلفة وأمية سياسيا ً عبر ما سمي آنذاك بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية ..
وقف هذا القائد المهزوم حتى داخل عقله وجسده ليمارس ما أعتدنا عليه منه و ما حصل عليه بجدارة من لقب عبر هتافات ساحة التحرير يوم 25 من شباط عام 2010.. ليعلن أمام تجمع من العمائم في مركز ثقل حزبه التنظيمي في كربلاء و طويريج عن إنتصارات تاريخية كبرى على الإلحاد والماركسية و من لف لفهما من فكر وتيارات بفضل العقائد التي جاء بها مؤسس حزبه مع جل إحترامنا لموقفه ضد النظام البعثي المقبور .
متناسيا ً بفضل ما أمتلكه من سذاجة فكرية و تسطيح سياسي لا يضاهيه فيهما سوى البعض من حضور مؤتمر قمة بغداد .. إن ما مر بالعالم من أزمات مالية كارثية لم يثبت صحة ما يحمله هو من فكر إنغلاقي لا يعرف كيفية إدارة بلد كالعراق إقتصاديا ً بقدر ما أثبت صحة إستنتاجات ماركس التاريخية حول شيخوخة النظام الرأسمالي العالمي وإنهياره المحتم بسبب من تعرضه لسلسلة من الأزمات المالية المتتالية والتي ستتناقص فتراتها البين زمنية على شكل متوالية هندسية .. الأمر الذي أدى بشخص مفكر مثل فوكوياما صاحب كتاب " نهاية التاريخ " الذي طبل فيه لإنتصار الرأسمالية الأخير عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي .. إلى التراجع عن طروحاته والبدء بالحديث عن صحة آراء ماركس حول إنهيار الرأسمالية .
ومتناسيا ً ما ورد من تقارير عالمية حول إزدياد مبيعات كتاب ماركس الشهير " رأس المال " في كافة أرجاء المعمورة وبشكل غير مسبوق منذ عقود .. ومتعاميا ً عما حصل في عقر أسياده اللذين لولا غزوهم للعراق لما تمكن لحد هذه اللحظة من دخوله حتى ولو بالسر .. من تظاهرات تحت شعار مركزي " إحتلوا وول ستريت " مركز الشر العالمي حيث تدار وتدير رؤوس أموال المجرمين ( من أصحاب الملاهي في لاس فيجاس وعصابات الدعارة وتهريب البشر ومافيا المخدرات ) مصير العالم كله من هناك , وتلك الصور الرائعة للشابات والعجائز وهن يحملن لافتات كتب عليها " ألم نقل لكم إن ماركس كان و لا زال على حق " و " أين أنت يا ماركس ونحن نحتاجك الآن " .
ومتعاميا ً أيضا ً عن حقيقة تاريخية مفادها .. إن هناك المئات من المفكرين الإقتصاديين اللذين درست نتاجاتهم في مختلف جامعات العالم حاولوا دحض آراء ماركس عبر طروحاتهم المستندة على ما سمي بالنيوليبرالزم لكنهم باءوا بالفشل وذهبت جهودهم إدراج الرياح مع أول بواكير الأزمة العالمية 2009 ..
ويبقى تساؤل واحد أمام هذه المؤشرات هل يستطيع سيادته أن يحدد لنا كم نسخة بيعت من " إقتصادنا " إبان تلك الأزمة ..
ولا يبقى لدي من قول في الختام إلا قول الشاعر :
كناطح ٍ صخرة ً يوما ً ليوهـِنـَها فما أضـَرَها ولكن أوهى قرنه الوعل
#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رب أخ لك ... ورطتك بأخوته أمك
-
أنشودة المطر العراقية
-
قراءة ما بين السطور في ما تحدث به دولته ..
-
هل حقا ً إنها ( صفت بيد البعورة ) ؟
-
- إن قالها فقد صدق - عبد الله بن أبي قحافة
-
ماذا يجري في ( العراق الجديد ) ؟
-
في ساحة التحرير .. تأبين .. ترتعد منه فرائص الحكومة ...!!!
-
ساحة التحرير و كتائب سرسرية - دولة رئيس الوزراء - ....!!!
-
على ما يبدو إن هذا النجس منهم ......؟
-
طاح حظج أمريكا .. بكل صباح وكل مسيه
-
إن موعدهم الصبح , أليس الصبح بقريب ؟
-
أهم شيء الحجي ما يضوج ....!!!!!!!!!!
-
وزير حقوق الإنسان العراقي .. مرحبا
-
الضربات الإستباقية الفاشلة بين بوش والمالكي
-
لمن هذا الجيش العرمرم يا مقتدى .. ولماذا الآن ؟
-
تحية لشباب ساحة التحرير الأبطال ...!!!
-
أين الحقيقة مع كذاب بغداد ؟
-
في الإمتحان يكرم المرء أو يهان !!!!
-
الثامن عشر من آذار ... يوم مضيء في تاريخ العراق ..
-
شيء ما بين العدتين .. الحامل والأرملة ..!!!!
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|